الصَّوم.. وترميم العلاقات

الصَّوم.. وترميم العلاقات

الصّوم عبادة تربط الإنسان بأخلاقيّات الرّسالة الدّاعية إلى بناء العلاقات الإنسانيّة، وإبراز الأخلاق الحميدة الدالّة على أصالة الهويّة، دون فوارق أو حواجز مصطنعة، وهو ما يفرض علينا أن ننظر في طبيعة علاقاتنا اليوم؛ فهل هي على أحسن حال من القوّة والتماسك؟ هل العلاقة بين الأب وابنه هي على أفضل حال؟ فالآباء عليهم أن يتقرّبوا من أولادهم، ويقوّوا العلاقة معهم، على أساس تفهّمهم والنّصح لهم، وتوجيههم، وإفادتهم من خبرتهم في الحياة، فيبيّنوا لهم الصّواب، ويقدّموا لهم المشورة دون انفعال، كما أنّ الأولاد عليهم تقدير أهلهم واحترامهم، وإشعارهم بالأمن والطّمأنينة والمشاعر الطيّبة.

كذلك، لا بدَّ من تصويب كلِّ العلاقات الّتي تخضع للمزاجيَّة والعصبيَّة، وأن نستفيد جميعاً من تقوى الصّوم؛ هذه التقوى الّتي ترتفع بمشاعر المرء وتهذّبها، وتدفعه نحو تصحيح كلّ أوضاعه، وترميم كلّ علاقاته الّتي أفسدتها العصبيّات والمزاجيّات والقطيعة وغيرها من الحواجب الّتي تبتعد كلَّ البعد عن أخلاقيَّات الصَّوم والعبادات، الّتي تهدف إلى ترميم كلّ جسور التَّواصل والتَّضامن والتراحم. عندها، تصل العبادات إلى غاياتها في بناء مجتمع متراحم متماسك متواصل على مستوى علاقاته، يشعر بالألفة والمحبّة، ولا يسمح للأهواء والمصالح والأنانيَّات بأن تتحكَّم بمساره، وتفرض عليه ما لا يحبّه ولا يتناغم مع فطرته السويّة القائمة على الانفتاح على الآخرين والتّعاون معهم، خدمةً للروح الجماعيّة والإنسانيّة.

لا يمكن لمجتمع تبرز فيه روح عبادة الصوم، أن ترى العلاقات بين البشر مقطوعة، والتواصل غائباً، ولغة القطيعة والتشنج هي الغالبة، فهذا يتنافى تماماً مع كلّ معنى وقيمة أخلاقية واجتماعية تهدف إليها العبادات، وعلى رأسها الصوم، بمعنى أن يصوم المرء عن كل قول وفعل يجلب المفسدة لعلاقاته وأوضاعه وواقعه. لذا، فإنّ النهوض بالعلاقات الإنسانية، لجهة تقويتها وبنائها، أمر أساسي ومطلوب، وأيّ خطوة في هذا الاتجاه، تعبِّر تعبيراً صادقاً وحقيقيّاً ومسؤولاً وواعياً عن روح العبادات وغاياتها المطلوبة. وما أحوجنا اليوم إلى ترميم تلك العلاقات في زمن المشاكل والأزمات!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


الصّوم عبادة تربط الإنسان بأخلاقيّات الرّسالة الدّاعية إلى بناء العلاقات الإنسانيّة، وإبراز الأخلاق الحميدة الدالّة على أصالة الهويّة، دون فوارق أو حواجز مصطنعة، وهو ما يفرض علينا أن ننظر في طبيعة علاقاتنا اليوم؛ فهل هي على أحسن حال من القوّة والتماسك؟ هل العلاقة بين الأب وابنه هي على أفضل حال؟ فالآباء عليهم أن يتقرّبوا من أولادهم، ويقوّوا العلاقة معهم، على أساس تفهّمهم والنّصح لهم، وتوجيههم، وإفادتهم من خبرتهم في الحياة، فيبيّنوا لهم الصّواب، ويقدّموا لهم المشورة دون انفعال، كما أنّ الأولاد عليهم تقدير أهلهم واحترامهم، وإشعارهم بالأمن والطّمأنينة والمشاعر الطيّبة.

كذلك، لا بدَّ من تصويب كلِّ العلاقات الّتي تخضع للمزاجيَّة والعصبيَّة، وأن نستفيد جميعاً من تقوى الصّوم؛ هذه التقوى الّتي ترتفع بمشاعر المرء وتهذّبها، وتدفعه نحو تصحيح كلّ أوضاعه، وترميم كلّ علاقاته الّتي أفسدتها العصبيّات والمزاجيّات والقطيعة وغيرها من الحواجب الّتي تبتعد كلَّ البعد عن أخلاقيَّات الصَّوم والعبادات، الّتي تهدف إلى ترميم كلّ جسور التَّواصل والتَّضامن والتراحم. عندها، تصل العبادات إلى غاياتها في بناء مجتمع متراحم متماسك متواصل على مستوى علاقاته، يشعر بالألفة والمحبّة، ولا يسمح للأهواء والمصالح والأنانيَّات بأن تتحكَّم بمساره، وتفرض عليه ما لا يحبّه ولا يتناغم مع فطرته السويّة القائمة على الانفتاح على الآخرين والتّعاون معهم، خدمةً للروح الجماعيّة والإنسانيّة.

لا يمكن لمجتمع تبرز فيه روح عبادة الصوم، أن ترى العلاقات بين البشر مقطوعة، والتواصل غائباً، ولغة القطيعة والتشنج هي الغالبة، فهذا يتنافى تماماً مع كلّ معنى وقيمة أخلاقية واجتماعية تهدف إليها العبادات، وعلى رأسها الصوم، بمعنى أن يصوم المرء عن كل قول وفعل يجلب المفسدة لعلاقاته وأوضاعه وواقعه. لذا، فإنّ النهوض بالعلاقات الإنسانية، لجهة تقويتها وبنائها، أمر أساسي ومطلوب، وأيّ خطوة في هذا الاتجاه، تعبِّر تعبيراً صادقاً وحقيقيّاً ومسؤولاً وواعياً عن روح العبادات وغاياتها المطلوبة. وما أحوجنا اليوم إلى ترميم تلك العلاقات في زمن المشاكل والأزمات!

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية