ها قد انقضت أيام الشَّهر الفضيل، ولياليه قد تصرّمت، ولكنَّ المسألة الأساسيّة تظلّ: ما هي الفائدة العملية التي استخلصناها من صيامنا؟! هنا، تكمن غاية الصّوم في إنتاج إنسان الإيمان والعقيدة، وإنسان الله المسؤول والواعي والمنفتح على روح العبادة، والمقيم لحدود الله، والعارف بها تمام المعرفة.
المهمّ في كلّ ذلك، أن تخرج من الشّهر الكريم، وأنت مرتاح البال والضّمير، بأنك أدّيت حقوق الله والنّاس، فلم تعتد على أحد، ولم تظلم أحداً، ولم تنحرف في كلّ علاقاتك وأوضاعك، أن تخرج من الشّهر الفضيل، وقد زكت نفسك، ونمت أخلاقياً وروحياً، بأن انفتحت على الله وعلى الحقّ، فانعكس ذلك وعياً وفهماً للحياة والمسؤوليّات الملقاة على الإنسان، لجهة تنظيم أموره الخاصّة والعامّة.
القضيَّة أن تهاجر من الفقر المعنوي، المتمثّل بالانحراف والعصبيّة والجهل، وكلّ العقد والأمراض النفسيّة، إلى حالة الغنى النفسي والأخلاقي، بأن يرتفع المرء إلى مستوى الوعي والمسؤوليّة، ونبذ كلّ أشكال التخلّف والجهل والعصبيّة والفتنة، بأن يكون صاحب الكلمة الجريئة والموقف الشجاع الرافض لكلّ ظلم وتعدٍّ وانحراف، وأن يهاجر من حالة الضّياع والانحراف والتفلّت والانحلال، إلى عزّ طاعة الله وخطّه ورحمته ورضوانه، بحيث يشعر بالاستقرار والطّمأنينة والأمان والتّوازن على صعيد روحه وعقله، فيحقّق لذلك وجوده الفعليّ والمؤثّر والمنتج في الحياة خيراً وعطاءً وبناءً.
مجتمع الصائمين هم الملتزمون المؤمنون، الَّذين يخرجون من كلّ ما يعيق حركتهم وعلاقتهم بالله تعالى، ويسعون جاهدين للإفادة من كلّ ما يقرّبهم إليه، ويعرفون أنَّ الزمن مسؤوليَّة ويجب الإفادة منه قدر المستطاع، وبوجه خاصّ، زمن الصّوم، فيقبلون عليه بكلّ همّة ووعي، ويفيدون منه في تعزيز أوضاعهم، ويجاهدون أنفسهم للخروج من هذا الشّهر الكريم وهم على أحسن حال، وقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، بما أعدّ لهم من الأجر والثّواب.
علينا أن نجعل كلّ أوقاتنا صوماً حقيقيّاً، يبني نفوسنا وعقولنا على مدار العمر، لنحوِّل العمر إلى ساحة للجهاد والعمل في سبيل الله تعالى.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

ها قد انقضت أيام الشَّهر الفضيل، ولياليه قد تصرّمت، ولكنَّ المسألة الأساسيّة تظلّ: ما هي الفائدة العملية التي استخلصناها من صيامنا؟! هنا، تكمن غاية الصّوم في إنتاج إنسان الإيمان والعقيدة، وإنسان الله المسؤول والواعي والمنفتح على روح العبادة، والمقيم لحدود الله، والعارف بها تمام المعرفة.
المهمّ في كلّ ذلك، أن تخرج من الشّهر الكريم، وأنت مرتاح البال والضّمير، بأنك أدّيت حقوق الله والنّاس، فلم تعتد على أحد، ولم تظلم أحداً، ولم تنحرف في كلّ علاقاتك وأوضاعك، أن تخرج من الشّهر الفضيل، وقد زكت نفسك، ونمت أخلاقياً وروحياً، بأن انفتحت على الله وعلى الحقّ، فانعكس ذلك وعياً وفهماً للحياة والمسؤوليّات الملقاة على الإنسان، لجهة تنظيم أموره الخاصّة والعامّة.
القضيَّة أن تهاجر من الفقر المعنوي، المتمثّل بالانحراف والعصبيّة والجهل، وكلّ العقد والأمراض النفسيّة، إلى حالة الغنى النفسي والأخلاقي، بأن يرتفع المرء إلى مستوى الوعي والمسؤوليّة، ونبذ كلّ أشكال التخلّف والجهل والعصبيّة والفتنة، بأن يكون صاحب الكلمة الجريئة والموقف الشجاع الرافض لكلّ ظلم وتعدٍّ وانحراف، وأن يهاجر من حالة الضّياع والانحراف والتفلّت والانحلال، إلى عزّ طاعة الله وخطّه ورحمته ورضوانه، بحيث يشعر بالاستقرار والطّمأنينة والأمان والتّوازن على صعيد روحه وعقله، فيحقّق لذلك وجوده الفعليّ والمؤثّر والمنتج في الحياة خيراً وعطاءً وبناءً.
مجتمع الصائمين هم الملتزمون المؤمنون، الَّذين يخرجون من كلّ ما يعيق حركتهم وعلاقتهم بالله تعالى، ويسعون جاهدين للإفادة من كلّ ما يقرّبهم إليه، ويعرفون أنَّ الزمن مسؤوليَّة ويجب الإفادة منه قدر المستطاع، وبوجه خاصّ، زمن الصّوم، فيقبلون عليه بكلّ همّة ووعي، ويفيدون منه في تعزيز أوضاعهم، ويجاهدون أنفسهم للخروج من هذا الشّهر الكريم وهم على أحسن حال، وقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، بما أعدّ لهم من الأجر والثّواب.
علينا أن نجعل كلّ أوقاتنا صوماً حقيقيّاً، يبني نفوسنا وعقولنا على مدار العمر، لنحوِّل العمر إلى ساحة للجهاد والعمل في سبيل الله تعالى.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .