الصَّوم.. فرصة لتعزيز روح الوحدة

الصَّوم.. فرصة لتعزيز روح الوحدة

هناك حديثٌ شريف لطالما ردَّدناه على ألسنتنا، وهو: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسَّهر والحمّى".

يأخذنا هذا الحديث الشَّريف إلى أهميَّة الأخوَّة الإيمانيَّة المرتكزة على وحدة الشّعور والموقف والكلمة لدى المؤمنين في كلِّ أوضاعهم وحالاتهم؛ في أفراحهم وأتراحهم، وفي قوّتهم وضعفهم، فإذا ما أصاب مؤمناً فرح، تداعى المؤمنون وشاركوه في فرحه، وأعطوا من مودَّتهم وطيب مشاعرهم ما يؤازره ويجعله يعيش الزّيادة في فرحه، إذ يشعر بوحدة الحال والشّعور والمصير مع أخوته، حيث تمحى كلّ الفوارق، وتذوب كلّ الفواصل، وإذا ما أصاب مؤمناً حزنٌ تداعى إليه المؤمنون يواسونه، ويخفِّفون من آلامه وأحزانه، ويشاركونه مشاعره.

إنَّه الشّعور الجماعيّ الصَّادق والمخلص، حيث المسلمون المؤمنون جسد واحد، وشعور واحد، وحالةٌ واحدة، يضعون وحدتهم ومودَّتهم وتراحمهم مقياساً فاعلاً وحيّاً لإيمانهم وتقواهم وإخلاصهم.

ويأتي الصَّوم في أجوائه وعباداته محطَّةً هامّةً للمؤمنين، ليعيدوا النَّظر في هذا المقياس، ومدى تطبيقهم له في حياتهم الخاصَّة والعامَّة، إذ إنَّ الصَّوم دعوة مستمرَّة للمؤمن لأن ينشر مودَّته ورحمته وعطاءه لكلِّ المؤمنين، وأن يعمل على تعزيز وحدة الحال والمشاعر معهم، بأن يقلق لقلقهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.

فالَّذي يقوّي المؤمنين هو تمسّكهم بحبل المودّة والتّراحم، والَّذي يفرّقهم هو التَّدابر والتَّباعد والتَّباغض، وذلك عندما يبدأ المرء بالتَّفكير في حدود ذاته وحساباته وأنانيّاته، ولو على حساب الشّعور الجماعيّ الدَّاعي إلى وحدة الحال والمصير. هنا يكمن الخلل، وتظهر المشاكل الفرديَّة والجماعيَّة، ويتضعضع المؤمنون، ويعيشون في هامش الحياة جزراً لا ترابط بينها ولا علاقات، بل أوصالاً مقطَّعةً لا جامع بينها، وبالتّالي، يكون الجسد الإيمانيّ معرَّضاً لمخاطر مشاريع الأعداء الَّذين يتحيَّنون الفرصة لنهشه.

أيّها الصَّائمون، نحن مدعوّون في هذا الشَّهر الفضيل إلى أن ننظر في شأن وحدتنا وأخوَّتنا الإيمانيَّة، وأن نقبل على بعضنا البعض بكلِّ مشاعر نبيلة وطيِّبة، وأن نحمل لبعضنا البعض كلَّ مشاعر المودَّة والرّحمة والعطاء والتّضامن، وأن نهجر كلَّ ما يجعل جسدنا ضعيفاً، فبالوحدة والأخوَّة نبني حاضرنا ومستقبلنا، ونحيا معنى الصَّوم الحقيقيّ كقيمةٍ في خدمة خطِّ وحدة المؤمنين وتلاحمهم.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

هناك حديثٌ شريف لطالما ردَّدناه على ألسنتنا، وهو: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسَّهر والحمّى".

يأخذنا هذا الحديث الشَّريف إلى أهميَّة الأخوَّة الإيمانيَّة المرتكزة على وحدة الشّعور والموقف والكلمة لدى المؤمنين في كلِّ أوضاعهم وحالاتهم؛ في أفراحهم وأتراحهم، وفي قوّتهم وضعفهم، فإذا ما أصاب مؤمناً فرح، تداعى المؤمنون وشاركوه في فرحه، وأعطوا من مودَّتهم وطيب مشاعرهم ما يؤازره ويجعله يعيش الزّيادة في فرحه، إذ يشعر بوحدة الحال والشّعور والمصير مع أخوته، حيث تمحى كلّ الفوارق، وتذوب كلّ الفواصل، وإذا ما أصاب مؤمناً حزنٌ تداعى إليه المؤمنون يواسونه، ويخفِّفون من آلامه وأحزانه، ويشاركونه مشاعره.

إنَّه الشّعور الجماعيّ الصَّادق والمخلص، حيث المسلمون المؤمنون جسد واحد، وشعور واحد، وحالةٌ واحدة، يضعون وحدتهم ومودَّتهم وتراحمهم مقياساً فاعلاً وحيّاً لإيمانهم وتقواهم وإخلاصهم.

ويأتي الصَّوم في أجوائه وعباداته محطَّةً هامّةً للمؤمنين، ليعيدوا النَّظر في هذا المقياس، ومدى تطبيقهم له في حياتهم الخاصَّة والعامَّة، إذ إنَّ الصَّوم دعوة مستمرَّة للمؤمن لأن ينشر مودَّته ورحمته وعطاءه لكلِّ المؤمنين، وأن يعمل على تعزيز وحدة الحال والمشاعر معهم، بأن يقلق لقلقهم، ويفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.

فالَّذي يقوّي المؤمنين هو تمسّكهم بحبل المودّة والتّراحم، والَّذي يفرّقهم هو التَّدابر والتَّباعد والتَّباغض، وذلك عندما يبدأ المرء بالتَّفكير في حدود ذاته وحساباته وأنانيّاته، ولو على حساب الشّعور الجماعيّ الدَّاعي إلى وحدة الحال والمصير. هنا يكمن الخلل، وتظهر المشاكل الفرديَّة والجماعيَّة، ويتضعضع المؤمنون، ويعيشون في هامش الحياة جزراً لا ترابط بينها ولا علاقات، بل أوصالاً مقطَّعةً لا جامع بينها، وبالتّالي، يكون الجسد الإيمانيّ معرَّضاً لمخاطر مشاريع الأعداء الَّذين يتحيَّنون الفرصة لنهشه.

أيّها الصَّائمون، نحن مدعوّون في هذا الشَّهر الفضيل إلى أن ننظر في شأن وحدتنا وأخوَّتنا الإيمانيَّة، وأن نقبل على بعضنا البعض بكلِّ مشاعر نبيلة وطيِّبة، وأن نحمل لبعضنا البعض كلَّ مشاعر المودَّة والرّحمة والعطاء والتّضامن، وأن نهجر كلَّ ما يجعل جسدنا ضعيفاً، فبالوحدة والأخوَّة نبني حاضرنا ومستقبلنا، ونحيا معنى الصَّوم الحقيقيّ كقيمةٍ في خدمة خطِّ وحدة المؤمنين وتلاحمهم.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية