من فضائل الصَّوم في هذا الشَّهر الفضيل، أن يكون العبد قريباً من ربّه؛ يدعوه بنيَّةٍ خالصة ومشاعر صادقة، كي يغفر له ذنوبه، ويتوب عليه توبةً نصوحاً، ويبقيه في حالة الشدّة والرّخاء مخلصاً لوجهه، لا ينحرف عن خطِّه، ولا يسقط في مفاتن الدّنيا وزخارفها، فتعميه عن السَّير في طريق الله الَّذي أراد له أن يعيش أجواء التَّوبة النَّصوح.
فهذا الشَّهر المبارك تتضاعف فيه الحسنات، وتُمحى فيه السيِّئات، وتُقبَل فيه الأعمال، ويُضاعف عليها الله الدَّرجات، فهلاّ تتوجَّه فيه نفوس المؤمنين إلى بارئها، وتنفض عنها أوساخ الذّنوب وقذارات المعاصي؟! فالنفوس الَّتي ولجت عوالم الذّنوب والمعاصي على اختلافها، قد اختبرت ما لهذه الأمور من سيّئات وأذى، فهي تحرّف الإنسان عن فطرته وطبيعته السّويَّة. والدّعوة قائمة في هذه الأيّام إلى اختبار التّوبة النّصوح، حيث حلاوة القرب من الله، وحيث العودة الصَّافية إلى أصالة الذّات وهويّتها الحقيقيّة السّائرة في دروب الخير والبرّ والعطاء.
فالتَّائب هو الإنسان الملتفت إلى أخطائه وآثامه، والعامل على تصحيح سلوكيَّاته، والسَّاعي إلى فتح صفحةٍ جديدةٍ من حياته، فيعمد إذ ذاك إلى نشر القول الطيِّب والكلام النَّافع الّذي يأنس به من حوله، ويبثّ به الرّحمة والعاطفة والطّمأنينة على من حوله؛ على الصَّغير والكبير والضَّعيف، ويعمد أيضاً إلى إصلاح ذاته والإقبال على ما يرفع من شأنها، فلا يقبل أيَّ فكرٍ، بل يسعى ليأخذ ما يفيد عقله وينمِّي ذهنه، والتَّائب هو القامع لشهواته، فلا ينقاد إليها حتّى تأسره وتستعبده، بل يتحكَّم بها ويلبّي حاجاته ضمن ما أحلَّ الله له من الطيِّبات والحلال.
والتَّائب هو العامل على تصفية قلبه من كلِّ ما علِقَ به من غلٍّ أو حقدٍ أو بغضاء أو ما شابه من آفات. وعندما يعيش التَّائب معنى التَّوبة وحقيقتها، ويمارس فعل التَّوبة في حياته سلوكاً، فإنّه يتدرَّج حتى يحصل على التقوى المطلوبة التي تحصّنه من الوقوع في المحرّمات، وعندما يعيش التَّوبة والتقوى، تنفتح آفاقه ومداركه على الله وعلى مسؤوليَّاته أمامه.
فلنجعل من توبتنا في هذا الشَّهر الفضيل جُنّةً من النار، وفوزاً بجزاء الله ورحمته، ولنستغلّ كلّ أوقاته كي يكون مساحةً لمعايشة التّوبة والتقوى على وجهها الحقيقيّ.
التَّوبة تدعونا إليها، فهلاّ نتحرَّك في جوِّها، ونأخذ بها في حياتنا كي نعيش القرب من الله تعالى، وبخاصّة في شهر الله، وقد جاء في الحديث القدسيّ: "كلّ عمل ابن آدم له إلا الصّيام، فإنَّه لي وأنا أجزي به"!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

من فضائل الصَّوم في هذا الشَّهر الفضيل، أن يكون العبد قريباً من ربّه؛ يدعوه بنيَّةٍ خالصة ومشاعر صادقة، كي يغفر له ذنوبه، ويتوب عليه توبةً نصوحاً، ويبقيه في حالة الشدّة والرّخاء مخلصاً لوجهه، لا ينحرف عن خطِّه، ولا يسقط في مفاتن الدّنيا وزخارفها، فتعميه عن السَّير في طريق الله الَّذي أراد له أن يعيش أجواء التَّوبة النَّصوح.
فهذا الشَّهر المبارك تتضاعف فيه الحسنات، وتُمحى فيه السيِّئات، وتُقبَل فيه الأعمال، ويُضاعف عليها الله الدَّرجات، فهلاّ تتوجَّه فيه نفوس المؤمنين إلى بارئها، وتنفض عنها أوساخ الذّنوب وقذارات المعاصي؟! فالنفوس الَّتي ولجت عوالم الذّنوب والمعاصي على اختلافها، قد اختبرت ما لهذه الأمور من سيّئات وأذى، فهي تحرّف الإنسان عن فطرته وطبيعته السّويَّة. والدّعوة قائمة في هذه الأيّام إلى اختبار التّوبة النّصوح، حيث حلاوة القرب من الله، وحيث العودة الصَّافية إلى أصالة الذّات وهويّتها الحقيقيّة السّائرة في دروب الخير والبرّ والعطاء.
فالتَّائب هو الإنسان الملتفت إلى أخطائه وآثامه، والعامل على تصحيح سلوكيَّاته، والسَّاعي إلى فتح صفحةٍ جديدةٍ من حياته، فيعمد إذ ذاك إلى نشر القول الطيِّب والكلام النَّافع الّذي يأنس به من حوله، ويبثّ به الرّحمة والعاطفة والطّمأنينة على من حوله؛ على الصَّغير والكبير والضَّعيف، ويعمد أيضاً إلى إصلاح ذاته والإقبال على ما يرفع من شأنها، فلا يقبل أيَّ فكرٍ، بل يسعى ليأخذ ما يفيد عقله وينمِّي ذهنه، والتَّائب هو القامع لشهواته، فلا ينقاد إليها حتّى تأسره وتستعبده، بل يتحكَّم بها ويلبّي حاجاته ضمن ما أحلَّ الله له من الطيِّبات والحلال.
والتَّائب هو العامل على تصفية قلبه من كلِّ ما علِقَ به من غلٍّ أو حقدٍ أو بغضاء أو ما شابه من آفات. وعندما يعيش التَّائب معنى التَّوبة وحقيقتها، ويمارس فعل التَّوبة في حياته سلوكاً، فإنّه يتدرَّج حتى يحصل على التقوى المطلوبة التي تحصّنه من الوقوع في المحرّمات، وعندما يعيش التَّوبة والتقوى، تنفتح آفاقه ومداركه على الله وعلى مسؤوليَّاته أمامه.
فلنجعل من توبتنا في هذا الشَّهر الفضيل جُنّةً من النار، وفوزاً بجزاء الله ورحمته، ولنستغلّ كلّ أوقاته كي يكون مساحةً لمعايشة التّوبة والتقوى على وجهها الحقيقيّ.
التَّوبة تدعونا إليها، فهلاّ نتحرَّك في جوِّها، ونأخذ بها في حياتنا كي نعيش القرب من الله تعالى، وبخاصّة في شهر الله، وقد جاء في الحديث القدسيّ: "كلّ عمل ابن آدم له إلا الصّيام، فإنَّه لي وأنا أجزي به"!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.