الصَّوم.. والإرادة الواعية

الصَّوم.. والإرادة الواعية

أن تكون صائماً، معناه أن تتحلَّى بالإرادة الصَّلبة الَّتي ينمِّيها الصَّوم، بما يحمل من قيمٍ ومعانٍ تجعل هذه الإرادة تتحرَّك في خطِّ الله تعالى، في وعيٍ ومسؤوليَّة وبصيرةٍ نافذة. وعندما يخلص الإنسان في صيامه، ويقبل عليه بقلبه وعقله، ويقف عند آفاقه، يعرف ما للصَّوم من أهميَّةٍ ووسيلةٍ مؤثّرة، من أبرز غاياتها أن تدرِّب الإنسان على أن يكون صاحب الإرادة المفتوحة على خطِّ الله؛ الإرادة الَّتي ترفض الباطل والفساد، وترفض الظّلم، مهما كان نوعه وشكله، والإرادة الَّتي تكبح جموح النَّفس نحو الشَّهوات والأهواء، والإرادة السَّاعية في جهاد النَّفس والجهاد في سبيل الله تعالى.

فالصَّوم في معانيه العميقة، يهدف إلى تدريب إرادة الإنسان على كلِّ قيمةٍ ومعنى وخيرٍ، كي تعود النَّفس إلى أصالتها وفطرتها. فالإرادة الَّتي لا تتحرَّك في خطِّ الله، والَّتي تنغلق عن الإفادة من معنى الصَّوم والعبادات، هي إرادة عمياء، وإرادة مخنوقة عن الفعل، ومرتهنة لأهواء الذَّات وميولها، لا تفعل فعلها الإيجابيّ في المجتمع، ولا تمارس بالتّالي دورها في الإصلاح والتَّغيير، ولا تملك القرار في مجابهة كلِّ الضّغوط والتحدّيات المتنوّعة في الواقع.

إنّ الإرادة الرّاسخة تفرض أن يحاسب المرء نفسه، وأن يقوِّي ملكة التَّقوى لديه، بأن يعيش التَّقوى في القول، فلا يقول إلا حقّاً، وأن يعيش التّقوى في الفعل والممارسة، فلا يتحرّك إلا في إحياء الحقّ وإقامته في بيته، ومع أقاربه وأرحامه، ومع مجتمعه، وأن يكون صاحب الإرادة المتحركة في إطفاء الباطل وإزهاقه، فلا يظلم ولا يعتدي على أحد، ولا يغتصب حقّ أحد، بل يحيا الإرادة القويّة المتحلّية بحسّ المسؤوليَّة، والمتحرّرة من كلّ القيود المادّية الزائفة والحسابات الضيّقة.

عندما تقوى إرادتنا بالصَّوم والعبادة وحُسن التّوجّه إلى الله، نعرف أكثر قيمة الصَّوم وأبعاده السَّاعية إلى تعزيز الإرادة المبصرة في خطِّ الله، لا الإرادة العمياء المنغلقة على الذّات.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا التَّقرير، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


أن تكون صائماً، معناه أن تتحلَّى بالإرادة الصَّلبة الَّتي ينمِّيها الصَّوم، بما يحمل من قيمٍ ومعانٍ تجعل هذه الإرادة تتحرَّك في خطِّ الله تعالى، في وعيٍ ومسؤوليَّة وبصيرةٍ نافذة. وعندما يخلص الإنسان في صيامه، ويقبل عليه بقلبه وعقله، ويقف عند آفاقه، يعرف ما للصَّوم من أهميَّةٍ ووسيلةٍ مؤثّرة، من أبرز غاياتها أن تدرِّب الإنسان على أن يكون صاحب الإرادة المفتوحة على خطِّ الله؛ الإرادة الَّتي ترفض الباطل والفساد، وترفض الظّلم، مهما كان نوعه وشكله، والإرادة الَّتي تكبح جموح النَّفس نحو الشَّهوات والأهواء، والإرادة السَّاعية في جهاد النَّفس والجهاد في سبيل الله تعالى.

فالصَّوم في معانيه العميقة، يهدف إلى تدريب إرادة الإنسان على كلِّ قيمةٍ ومعنى وخيرٍ، كي تعود النَّفس إلى أصالتها وفطرتها. فالإرادة الَّتي لا تتحرَّك في خطِّ الله، والَّتي تنغلق عن الإفادة من معنى الصَّوم والعبادات، هي إرادة عمياء، وإرادة مخنوقة عن الفعل، ومرتهنة لأهواء الذَّات وميولها، لا تفعل فعلها الإيجابيّ في المجتمع، ولا تمارس بالتّالي دورها في الإصلاح والتَّغيير، ولا تملك القرار في مجابهة كلِّ الضّغوط والتحدّيات المتنوّعة في الواقع.

إنّ الإرادة الرّاسخة تفرض أن يحاسب المرء نفسه، وأن يقوِّي ملكة التَّقوى لديه، بأن يعيش التَّقوى في القول، فلا يقول إلا حقّاً، وأن يعيش التّقوى في الفعل والممارسة، فلا يتحرّك إلا في إحياء الحقّ وإقامته في بيته، ومع أقاربه وأرحامه، ومع مجتمعه، وأن يكون صاحب الإرادة المتحركة في إطفاء الباطل وإزهاقه، فلا يظلم ولا يعتدي على أحد، ولا يغتصب حقّ أحد، بل يحيا الإرادة القويّة المتحلّية بحسّ المسؤوليَّة، والمتحرّرة من كلّ القيود المادّية الزائفة والحسابات الضيّقة.

عندما تقوى إرادتنا بالصَّوم والعبادة وحُسن التّوجّه إلى الله، نعرف أكثر قيمة الصَّوم وأبعاده السَّاعية إلى تعزيز الإرادة المبصرة في خطِّ الله، لا الإرادة العمياء المنغلقة على الذّات.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا التَّقرير، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية