يعمل الصَّوم في أجوائه العباديَّة والرّوحيَّة، على تأكيد أهميَّة الاستقامة في سلوك الإنسان، كقاعدةٍ تبرز أصالة إيمانه وعمقه، وتبعد عنه أيَّ سطحيَّة أو هشاشة في فهم الدّين وتطبيقه، فمن السّلوك العباديّ، القيام بالفرائض والعبادات، ومن ذلك، الصَّوم الَّذي يدفع بالإنسان إلى إحياء الاستقامة في حياته الخاصّة والعامّة، بما ينمّي ثقته بنفسه وبأخلاقه وربّه.
فبالاستقامة يتحسَّس المؤمن لذَّة الإيمان وعمقه ومعناه الحقيقيّ، وإلا إذا لم يعش الاستقامة في قوله وعمله، يصبح مجرَّد آلةٍ محشوَّة بالمعلومات، وآلةٍ تمارس الطّقوس العباديَّة بشكلٍ جافٍّ وجامدٍ لا حياة فيها ولا قيمة.
والاستقامة هي مسؤوليَّة والتزام ووعي لما يترتَّب على الإنسان من واجباتٍ تعبِّر بصدقٍ وإخلاصٍ عن حقيقة إيمانه بالله والسَّير في خطِّ رضاه، فعندنا استقامة اللّسان، بحيث نحرّكه في كلّ كلامٍ نافع طيِّبٍ يعود بالخير والنّفع على الجميع؛ اللّسان الَّذي لا يعرف طعم الغيبة، ولا يتحرَّك في خطِّ النَّميمة وقول الزّور والبهتان وإشعال الفتنة بين النّاس والأرحام والجيران.
وهناك الاستقامة الّتي تفرض على الأزواج أن يقدِّروا العلاقة الزوجيَّة، ويحفظوها على قاعدة المودَّة والرحمة والتّسامح، والاستقامة الّتي تعني الإخلاص لله وتوحيده، فلا نفع في شرك عبادة الأشخاص وتأليه الهوى والشّهوات والمناصب.
وهناك الاستقامة الّتي تعني حركة العقل في خطِّ الفكر النَّافع الذي يزكّي وجود الإنسان وينمِّيه، فلا نحرّك عقلاً في باطلٍ أو انحرافٍ فكريّ يسيء إلى أنفسنا والحياة من حولنا، فكم من أفكارٍ باطلةٍ وعقائد منحرفة ينبغي تجنّبها! وهناك استقامة القلب الّذي لا يعرف البغض والكراهية، بل يلهج بالحبٍّ والرّحمة والعطف.. واستقامة المشاعر الّتي تنبض بالخير والمودّة التي تشمل الحياة.
وإذا ما فكَّرنا في الاستقامة ونتائجها، نرى أنَّها الأساس المتين الَّذي يحقِّق للنّاس سعادتهم وأمنهم وراحتهم وإنسانيَّتهم، ويظهر قيمة إيمانهم الحقيقيَّة. وبما أنَّ الصَّوم يدعونا إلى طاعة الله، وطاعة الله تعني الاستقامة عبر التزام أوامره والابتعاد عن نواهيه، فإنَّ الصَّوم بالتّالي يسعى إلى تمتين قيمة الاستقامة في روح الفرد والجماعة، بما يسمو بالمجتمع، ويرتفع به عن كلّ ما يسيء إليه.
مجتمع الصَّائمين هو المجتمع الَّذي يعيش الاستقامة واقعاً حيّاً وممارسةً تشمل كلَّ أوضاعه وعلاقاته وروابطه، هو المجتمع الَّذي يعيش السَّكينة والتَّكافل والتّراحم والتّواصل والتّعاون والتّضامن بين كلِّ أبنائه، والّذي يلتزم أوامر الله، فيقبل عليها بكلِّ فهمٍ ووعيٍ فيطبِّقها، ويعرف نواهيه فيتجنَّبها.
فالاستقامة روح هذا المجتمع وروح إيمانه وأخلاقيّاته، لا تنفصل عن شخصيَّته، مهما اشتدَّت الضّغوطات وكثُرت التّحدّيات. فهلاَّ نجعل من صومنا محطّةً نستفيد منها في سبيل تعزيز روح الاستقامة في مجتمعنا، كي نشعر بحضور معنى الصَّوم وقيمته في نفوسنا وواقعنا؟!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، إنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
يعمل الصَّوم في أجوائه العباديَّة والرّوحيَّة، على تأكيد أهميَّة الاستقامة في سلوك الإنسان، كقاعدةٍ تبرز أصالة إيمانه وعمقه، وتبعد عنه أيَّ سطحيَّة أو هشاشة في فهم الدّين وتطبيقه، فمن السّلوك العباديّ، القيام بالفرائض والعبادات، ومن ذلك، الصَّوم الَّذي يدفع بالإنسان إلى إحياء الاستقامة في حياته الخاصّة والعامّة، بما ينمّي ثقته بنفسه وبأخلاقه وربّه.
فبالاستقامة يتحسَّس المؤمن لذَّة الإيمان وعمقه ومعناه الحقيقيّ، وإلا إذا لم يعش الاستقامة في قوله وعمله، يصبح مجرَّد آلةٍ محشوَّة بالمعلومات، وآلةٍ تمارس الطّقوس العباديَّة بشكلٍ جافٍّ وجامدٍ لا حياة فيها ولا قيمة.
والاستقامة هي مسؤوليَّة والتزام ووعي لما يترتَّب على الإنسان من واجباتٍ تعبِّر بصدقٍ وإخلاصٍ عن حقيقة إيمانه بالله والسَّير في خطِّ رضاه، فعندنا استقامة اللّسان، بحيث نحرّكه في كلّ كلامٍ نافع طيِّبٍ يعود بالخير والنّفع على الجميع؛ اللّسان الَّذي لا يعرف طعم الغيبة، ولا يتحرَّك في خطِّ النَّميمة وقول الزّور والبهتان وإشعال الفتنة بين النّاس والأرحام والجيران.
وهناك الاستقامة الّتي تفرض على الأزواج أن يقدِّروا العلاقة الزوجيَّة، ويحفظوها على قاعدة المودَّة والرحمة والتّسامح، والاستقامة الّتي تعني الإخلاص لله وتوحيده، فلا نفع في شرك عبادة الأشخاص وتأليه الهوى والشّهوات والمناصب.
وهناك الاستقامة الّتي تعني حركة العقل في خطِّ الفكر النَّافع الذي يزكّي وجود الإنسان وينمِّيه، فلا نحرّك عقلاً في باطلٍ أو انحرافٍ فكريّ يسيء إلى أنفسنا والحياة من حولنا، فكم من أفكارٍ باطلةٍ وعقائد منحرفة ينبغي تجنّبها! وهناك استقامة القلب الّذي لا يعرف البغض والكراهية، بل يلهج بالحبٍّ والرّحمة والعطف.. واستقامة المشاعر الّتي تنبض بالخير والمودّة التي تشمل الحياة.
وإذا ما فكَّرنا في الاستقامة ونتائجها، نرى أنَّها الأساس المتين الَّذي يحقِّق للنّاس سعادتهم وأمنهم وراحتهم وإنسانيَّتهم، ويظهر قيمة إيمانهم الحقيقيَّة. وبما أنَّ الصَّوم يدعونا إلى طاعة الله، وطاعة الله تعني الاستقامة عبر التزام أوامره والابتعاد عن نواهيه، فإنَّ الصَّوم بالتّالي يسعى إلى تمتين قيمة الاستقامة في روح الفرد والجماعة، بما يسمو بالمجتمع، ويرتفع به عن كلّ ما يسيء إليه.
مجتمع الصَّائمين هو المجتمع الَّذي يعيش الاستقامة واقعاً حيّاً وممارسةً تشمل كلَّ أوضاعه وعلاقاته وروابطه، هو المجتمع الَّذي يعيش السَّكينة والتَّكافل والتّراحم والتّواصل والتّعاون والتّضامن بين كلِّ أبنائه، والّذي يلتزم أوامر الله، فيقبل عليها بكلِّ فهمٍ ووعيٍ فيطبِّقها، ويعرف نواهيه فيتجنَّبها.
فالاستقامة روح هذا المجتمع وروح إيمانه وأخلاقيّاته، لا تنفصل عن شخصيَّته، مهما اشتدَّت الضّغوطات وكثُرت التّحدّيات. فهلاَّ نجعل من صومنا محطّةً نستفيد منها في سبيل تعزيز روح الاستقامة في مجتمعنا، كي نشعر بحضور معنى الصَّوم وقيمته في نفوسنا وواقعنا؟!
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، إنَّما عن وجهة نظر صاحبها.