الصوم.. دعوة النفس إلى سلامة الطاعة

الصوم.. دعوة النفس إلى سلامة الطاعة

من جملة ما يربّينا الصَّوم عليه، التَّسليم لأمر الله، والإيمان العميق بربوبيَّته وكرمه الَّذي لا يبلغه أحد. ونحن ضيوف الرّبّ الكريم في هذا الشَّهر الفضيل، علينا أن نعلم بما لله من نِعَمٍ علينا، وما علينا أن نؤدِّيه من حقِّ المضِيف وحقِّ الكريم، بأن نشتغل بوظائف الطَّاعة والعبوديَّة لله تعالى، وأن نعي حقَّ الوعي أنَّ الله تعالى هو التَّعبير الَّذي لا حدَّ له عن الحقّ كلّه، والخير كلّه، والرّحمة كلّها، والرّزق كلّه، والحكمة كلّها، وأن نتفاعل مع كلِّ ذلك، بما يهذِّب سلوكيّاتنا، وإلا نعيش الإعاقة في سلوكيّاتنا، فقد يتصوَّر البعض أنَّ الإعاقة هي في الجسد، ولكنّ الإعاقة الحقيقيَّة هي في السّلوك، عندما يتحرّك الإنسان في طريق الحقد وتدبير المكائد للآخرين، وعندما يتحرّك في طريق الحسد، وعندما يسلك طريق الكراهية والبغضاء، فلا يوفّر جهداً في سبيل أذيّة الآخرين، وعندما يمشي في طريق النَّميمة وإثارة الفتنة بين هذا وذاك، وعندما يسلك طريق الغيبة، فلا يترك أحداً من شرِّ لسانه.


إذاً، المعوَّق الحقيقيّ هو الإنسان الّذي يعوق نفسه عن بلوغ طاعة الله والتقرّب منه والعمل في سبيله. أمّا الإنسان السويّ، فهو المطيع المنفتح على مسؤوليَّاته أمام الله، فلا يؤذي أحداً، ولا يغتاب أحداً، ولا يثير فتنةً، بل يعطي من مشاعره كلَّ الحبِّ والرّحمة، ويعطي من عقله كلَّ فكرةٍ تنفع، ويعطي من مواقفه كلَّ جرأةٍ في قول الحقِّ ومواجهة الباطل، فالصَّائم المؤمن هو العامل على أن يحصِّل ما عند الله بالحلال والطّاعة، فلا يأكل مالاً حراماً، ولا يغتصب حقّاً، وهو المتوكِّل على الله، والسَّاعي في الحياة بكلِّ وعيٍ وطاقةٍ ومسؤوليَّة، وهو المؤمن المحتسب، والصَّائم المخلص العامل على الدّخول في طاعة ربّه والتَّسليم له عن قناعة وانفتاح.


والصَّائم المؤمن لا يدخل أبداً في طاعة الهوى والشَّيطان، إذ يدرس خطواته جيّداً، ولا يقدِّم رِجلاً ولا يؤخِّر أخرى إلا أن تكون في رضا الله تعالى، من هنا، تأتي أهميّة أن يربّي الصَّائمون أنفسهم على كلِّ ما يهذّبها ويسمو بها ويزكّيها ويفتحها على كلّ معنىً وقيمة تدخلها في طاعة الله ومراضيه، وتبعدها عن طاعة الهوى والشّيطان.


فالصَّوم دورة تدريبيَّة وعباديَّة وروحيَّة وأخلاقيَّة تدعونا إلى الاستفادة من كلِّ لحظةٍ من لحظاتها، كي نعود إلى فطرتنا السّليمة الموحِّدة لله، ونطهِّر قلوبنا وعقولنا من كلِّ ما علِق بها من انحرافات، والصَّوم دعوة مستمرّة للخروج من إعاقة السّلوك إلى سلامة الطاعة لله، حيث الصّحَّة الرّوحيّة والنّفسيّة، وكلّ الطّهارة والسّموّ.


*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

من جملة ما يربّينا الصَّوم عليه، التَّسليم لأمر الله، والإيمان العميق بربوبيَّته وكرمه الَّذي لا يبلغه أحد. ونحن ضيوف الرّبّ الكريم في هذا الشَّهر الفضيل، علينا أن نعلم بما لله من نِعَمٍ علينا، وما علينا أن نؤدِّيه من حقِّ المضِيف وحقِّ الكريم، بأن نشتغل بوظائف الطَّاعة والعبوديَّة لله تعالى، وأن نعي حقَّ الوعي أنَّ الله تعالى هو التَّعبير الَّذي لا حدَّ له عن الحقّ كلّه، والخير كلّه، والرّحمة كلّها، والرّزق كلّه، والحكمة كلّها، وأن نتفاعل مع كلِّ ذلك، بما يهذِّب سلوكيّاتنا، وإلا نعيش الإعاقة في سلوكيّاتنا، فقد يتصوَّر البعض أنَّ الإعاقة هي في الجسد، ولكنّ الإعاقة الحقيقيَّة هي في السّلوك، عندما يتحرّك الإنسان في طريق الحقد وتدبير المكائد للآخرين، وعندما يتحرّك في طريق الحسد، وعندما يسلك طريق الكراهية والبغضاء، فلا يوفّر جهداً في سبيل أذيّة الآخرين، وعندما يمشي في طريق النَّميمة وإثارة الفتنة بين هذا وذاك، وعندما يسلك طريق الغيبة، فلا يترك أحداً من شرِّ لسانه.


إذاً، المعوَّق الحقيقيّ هو الإنسان الّذي يعوق نفسه عن بلوغ طاعة الله والتقرّب منه والعمل في سبيله. أمّا الإنسان السويّ، فهو المطيع المنفتح على مسؤوليَّاته أمام الله، فلا يؤذي أحداً، ولا يغتاب أحداً، ولا يثير فتنةً، بل يعطي من مشاعره كلَّ الحبِّ والرّحمة، ويعطي من عقله كلَّ فكرةٍ تنفع، ويعطي من مواقفه كلَّ جرأةٍ في قول الحقِّ ومواجهة الباطل، فالصَّائم المؤمن هو العامل على أن يحصِّل ما عند الله بالحلال والطّاعة، فلا يأكل مالاً حراماً، ولا يغتصب حقّاً، وهو المتوكِّل على الله، والسَّاعي في الحياة بكلِّ وعيٍ وطاقةٍ ومسؤوليَّة، وهو المؤمن المحتسب، والصَّائم المخلص العامل على الدّخول في طاعة ربّه والتَّسليم له عن قناعة وانفتاح.


والصَّائم المؤمن لا يدخل أبداً في طاعة الهوى والشَّيطان، إذ يدرس خطواته جيّداً، ولا يقدِّم رِجلاً ولا يؤخِّر أخرى إلا أن تكون في رضا الله تعالى، من هنا، تأتي أهميّة أن يربّي الصَّائمون أنفسهم على كلِّ ما يهذّبها ويسمو بها ويزكّيها ويفتحها على كلّ معنىً وقيمة تدخلها في طاعة الله ومراضيه، وتبعدها عن طاعة الهوى والشّيطان.


فالصَّوم دورة تدريبيَّة وعباديَّة وروحيَّة وأخلاقيَّة تدعونا إلى الاستفادة من كلِّ لحظةٍ من لحظاتها، كي نعود إلى فطرتنا السّليمة الموحِّدة لله، ونطهِّر قلوبنا وعقولنا من كلِّ ما علِق بها من انحرافات، والصَّوم دعوة مستمرّة للخروج من إعاقة السّلوك إلى سلامة الطاعة لله، حيث الصّحَّة الرّوحيّة والنّفسيّة، وكلّ الطّهارة والسّموّ.


*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية