يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].
لقد افتتح الباري تعالى الآية الشَّريفة بالتوجّه إلى أهل الإيمان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، وفي ذلك توجّهٌ إلى كلِّ من يتحسَّس روح الإيمان في قلبه وعقله ومشاعره، ويتحسَّس مسؤوليَّة هذا الإيمان بما يفرضه عليه من واجباتٍ والتزاماتٍ أمام الله تعالى وأمام النَّاس.
هذا الإيمان الّذي يدعوك كي تكون الشّريف في مشاعرك، فلا تؤذي أحداً، والشّريف في أخلاقك، فتحسِّنها، ولا تكون الإنسان الثّقيل الحضور والظلّ على الآخرين، وهذا الإيمان الّذي يجعلك تتحمَّل أمانة الكلمة، فتؤدِّيها على أكملها، فلا تطلق الكلام الّذي يضرّ بالعلاقات بين النَّاس، ويثير الفتن بينهم، ويلوِّث أجواء الودّ والسَّكينة بينهم.
وهذا الإيمان الّذي يهذِّب المشاعر، فلا تعرف إلا الحبّ والرّحمة والعطاء والبرّ للآخرين، والإيمان الّذي ينادي عقلك كي يتحرَّك بما ينتج وينفع الحياة، والإيمان الّذي يسمو بروحك ويتجذَّر في نفسك، ويتحرَّك في العمق ولا يطفو على السَّطح، ولا يعيش السّطحيَّة ويستغرق في المظاهر.
وعندما يخاطب الله تعالى "الَّذين آمنوا"، علينا أن نكون معنيّين بهذا الخطاب إذا كنَّا منفتحين على روح الإيمان الّذي نحمله، فنسعى إلى كلِّ ما من شأنه أن يرضي الله تعالى.
ويكمل الله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فالصَّوم بكلِّ أجوائه الروحيَّة والأخلاقيَّة السّامية، يصقل الإيمان ويغذّيه ويجذِّره في النّفوس، وصولاً إلى أن يؤكِّد التّقوى في الإنسان؛ التَّقوى الّتي تترسَّخ في النّفوس، فتجعلها محلِّقةً في أجواء الله؛ أجواء الطَّهارة والنّظافة والورع عن كلّ المحارم والذّنوب والآثام.
إنَّ الصَّوم كعبادةٍ من العبادات، يهدف إلى إثارة التَّقوى في الإنسان، كي يعمل على أن يعيشها وينفتح على تجلّياتها وآثارها الّتي تفتح قلبه وعقله على الله، وعلى الإيمان الَّذي يوصله إلى سعادة الدّنيا والآخرة، وأن يكون في جوار الله ومن أهل مراضيه. ولذلك، لا بدَّ من أن نكون الأتقياء في القول، ولا نلهج إلا بالصِّدق، والأتقياء في الفكر، فلا نفكِّر إلا في النَّفع والخير، والأتقياء في المشاعر، فلا نشعر إلا بالرّحمة والمحبّة للآخرين، عندما نصل إلى التّقوى كحالةٍ ثابتةٍ وأصيلةٍ فينا، نتعرَّف حقيقةً إلى عمق الإيمان وصفائه، ونتعرَّف إلى روح العبادة وما لها من آثارٍ معنويَّةٍ وروحيَّةٍ تتعدَّى الشَّكل، لتتَّصل بكلِّ مضمونٍ يرفع من مستوى حضور الإنسان المتعدِّد في كلِّ جوانب الحياة.
فلنكن المؤمنين الأتقياء المنفتحين على كلام الله وخطابه، الَّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، السَّائرون في خطِّ التَّقوى الحقيقيَّة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].
لقد افتتح الباري تعالى الآية الشَّريفة بالتوجّه إلى أهل الإيمان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، وفي ذلك توجّهٌ إلى كلِّ من يتحسَّس روح الإيمان في قلبه وعقله ومشاعره، ويتحسَّس مسؤوليَّة هذا الإيمان بما يفرضه عليه من واجباتٍ والتزاماتٍ أمام الله تعالى وأمام النَّاس.
هذا الإيمان الّذي يدعوك كي تكون الشّريف في مشاعرك، فلا تؤذي أحداً، والشّريف في أخلاقك، فتحسِّنها، ولا تكون الإنسان الثّقيل الحضور والظلّ على الآخرين، وهذا الإيمان الّذي يجعلك تتحمَّل أمانة الكلمة، فتؤدِّيها على أكملها، فلا تطلق الكلام الّذي يضرّ بالعلاقات بين النَّاس، ويثير الفتن بينهم، ويلوِّث أجواء الودّ والسَّكينة بينهم.
وهذا الإيمان الّذي يهذِّب المشاعر، فلا تعرف إلا الحبّ والرّحمة والعطاء والبرّ للآخرين، والإيمان الّذي ينادي عقلك كي يتحرَّك بما ينتج وينفع الحياة، والإيمان الّذي يسمو بروحك ويتجذَّر في نفسك، ويتحرَّك في العمق ولا يطفو على السَّطح، ولا يعيش السّطحيَّة ويستغرق في المظاهر.
وعندما يخاطب الله تعالى "الَّذين آمنوا"، علينا أن نكون معنيّين بهذا الخطاب إذا كنَّا منفتحين على روح الإيمان الّذي نحمله، فنسعى إلى كلِّ ما من شأنه أن يرضي الله تعالى.
ويكمل الله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فالصَّوم بكلِّ أجوائه الروحيَّة والأخلاقيَّة السّامية، يصقل الإيمان ويغذّيه ويجذِّره في النّفوس، وصولاً إلى أن يؤكِّد التّقوى في الإنسان؛ التَّقوى الّتي تترسَّخ في النّفوس، فتجعلها محلِّقةً في أجواء الله؛ أجواء الطَّهارة والنّظافة والورع عن كلّ المحارم والذّنوب والآثام.
إنَّ الصَّوم كعبادةٍ من العبادات، يهدف إلى إثارة التَّقوى في الإنسان، كي يعمل على أن يعيشها وينفتح على تجلّياتها وآثارها الّتي تفتح قلبه وعقله على الله، وعلى الإيمان الَّذي يوصله إلى سعادة الدّنيا والآخرة، وأن يكون في جوار الله ومن أهل مراضيه. ولذلك، لا بدَّ من أن نكون الأتقياء في القول، ولا نلهج إلا بالصِّدق، والأتقياء في الفكر، فلا نفكِّر إلا في النَّفع والخير، والأتقياء في المشاعر، فلا نشعر إلا بالرّحمة والمحبّة للآخرين، عندما نصل إلى التّقوى كحالةٍ ثابتةٍ وأصيلةٍ فينا، نتعرَّف حقيقةً إلى عمق الإيمان وصفائه، ونتعرَّف إلى روح العبادة وما لها من آثارٍ معنويَّةٍ وروحيَّةٍ تتعدَّى الشَّكل، لتتَّصل بكلِّ مضمونٍ يرفع من مستوى حضور الإنسان المتعدِّد في كلِّ جوانب الحياة.
فلنكن المؤمنين الأتقياء المنفتحين على كلام الله وخطابه، الَّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، السَّائرون في خطِّ التَّقوى الحقيقيَّة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.