صوم اللِّسان عن الحرام

صوم اللِّسان عن الحرام

من الصّوم أن نربي الجوارح على عدم فعل المحرَّمات، بل أن نندفع نحو كلّ فعلٍ أو سلوكٍ يهذّبها وينمّيها في طريق الخير، ومن هذه الجوارح اللّسان؛ هذه القطعة الصّغيرة من الجلد واللّحم، والّتي بها نتكلّم ونخبر ونطلق الجمل والعبارات، ونتناول الموضوعات، وبها ندعو، وبها نذكر الله، وبها نتحرّك في أجواء الخير، وغلق أبواب الشّرور والأذى.

ولكن، إذا ما أصاب اللّسان آفات معيّنة، خرج عن وظيفته الحقيقيّة في جلب الأمان والسَّعادة للإنسان ومحيطه الاجتماعيّ، إذ ترى البعض في شهر الصِّيام يطلقون العنان لهذا اللّسان، فيغتابون الآخرين في المجالس العامَّة والخاصَّة، ولا يكون لهم من صيامهم سوى الامتناع عن الشَّراب والطّعام، وترى ألسنتهم تقذف المؤمنين بالبهتان والزّور، وتنشر الأباطيل والفتن عن النَّاس، وكأنَّ ذلك شيء عاديّ، وذلك إرضاءً لنزواتهم ومصالحهم.

فاللّسان من الجوارح الهامّة الّتي يجب تربيتها على الخير والمعروف، ونشر المحبَّة والرَّحمة، فهو من يعبّر حقيقةً عمَّا يختلج في القلوب والصّدور، فلا نجعله أداةً تجلب الأذى، بل أداةً نطهّر بها واقعنا وعلاقاتنا، ونحسن بها الخطاب فيما بيننا.

وصوم اللّسان عن كلِّ البلايا والخطايا، هو وجهٌ حيٌّ من وجوه عبادة الصَّوم، والّتي تدعو المؤمنين إلى وعي ما تطلقه ألسنتهم، وضرورة ضبطها ضمن موازين الله تعالى وحساباته، فليس في حسابات الله تعالى سوى الألسن الّتي تلهج بذكره، ولا تقول إلا الصِّدق، ولا تشهد إلا بالحقّ، ولا تنطق إلا بالحسن من القول، والنَّافع من الكلام الّذي يقرِّب بين القلوب، ويهدِّئ من النّفوس المضطربة، ففي مداليل الصَّوم وأجوائه العباديَّة والرّوحيَّة، الدّعوة إلى ضبط ألسنتنا وتهذيبها، كي تكون ألسناً ناطقةً بكلِّ ما يوصل إلى مرضاة الله تعالى.

مسؤوليّتنا نحن الصّائمين، أن نراجع كلّ ما تتفوّه به ألسنتنا، وكلّ ما تتحرّك به، كي نعوّدها على التزام الحقّ والصّدق والنّفع، وأن نواجه أيَّ وهنٍ أو ضعفٍ يتسلّل إليها، فعنوان الإنسان ومفتاح بواطنه هو اللّسان، وهذا عليّ(ع) يقول: "واعلم أنَّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به، فإن تكلّمت به صرت في وثاقه. فاخزن لسانك كما تخزن ذهنك وورقك، فإنّ اللّسان كلب عقور، فإن أنت خلّيته عقر".

أيّها الصّائمون الكرام، فلننتبه إلى ألسنتنا، وكيف نستعملها، وأيّ اتجاه وطريق نسلك بها، كي نتوقَّى المحذور في القول، وما يترتّب عليه من أثر في الدّنيا والآخرة.

* إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

من الصّوم أن نربي الجوارح على عدم فعل المحرَّمات، بل أن نندفع نحو كلّ فعلٍ أو سلوكٍ يهذّبها وينمّيها في طريق الخير، ومن هذه الجوارح اللّسان؛ هذه القطعة الصّغيرة من الجلد واللّحم، والّتي بها نتكلّم ونخبر ونطلق الجمل والعبارات، ونتناول الموضوعات، وبها ندعو، وبها نذكر الله، وبها نتحرّك في أجواء الخير، وغلق أبواب الشّرور والأذى.

ولكن، إذا ما أصاب اللّسان آفات معيّنة، خرج عن وظيفته الحقيقيّة في جلب الأمان والسَّعادة للإنسان ومحيطه الاجتماعيّ، إذ ترى البعض في شهر الصِّيام يطلقون العنان لهذا اللّسان، فيغتابون الآخرين في المجالس العامَّة والخاصَّة، ولا يكون لهم من صيامهم سوى الامتناع عن الشَّراب والطّعام، وترى ألسنتهم تقذف المؤمنين بالبهتان والزّور، وتنشر الأباطيل والفتن عن النَّاس، وكأنَّ ذلك شيء عاديّ، وذلك إرضاءً لنزواتهم ومصالحهم.

فاللّسان من الجوارح الهامّة الّتي يجب تربيتها على الخير والمعروف، ونشر المحبَّة والرَّحمة، فهو من يعبّر حقيقةً عمَّا يختلج في القلوب والصّدور، فلا نجعله أداةً تجلب الأذى، بل أداةً نطهّر بها واقعنا وعلاقاتنا، ونحسن بها الخطاب فيما بيننا.

وصوم اللّسان عن كلِّ البلايا والخطايا، هو وجهٌ حيٌّ من وجوه عبادة الصَّوم، والّتي تدعو المؤمنين إلى وعي ما تطلقه ألسنتهم، وضرورة ضبطها ضمن موازين الله تعالى وحساباته، فليس في حسابات الله تعالى سوى الألسن الّتي تلهج بذكره، ولا تقول إلا الصِّدق، ولا تشهد إلا بالحقّ، ولا تنطق إلا بالحسن من القول، والنَّافع من الكلام الّذي يقرِّب بين القلوب، ويهدِّئ من النّفوس المضطربة، ففي مداليل الصَّوم وأجوائه العباديَّة والرّوحيَّة، الدّعوة إلى ضبط ألسنتنا وتهذيبها، كي تكون ألسناً ناطقةً بكلِّ ما يوصل إلى مرضاة الله تعالى.

مسؤوليّتنا نحن الصّائمين، أن نراجع كلّ ما تتفوّه به ألسنتنا، وكلّ ما تتحرّك به، كي نعوّدها على التزام الحقّ والصّدق والنّفع، وأن نواجه أيَّ وهنٍ أو ضعفٍ يتسلّل إليها، فعنوان الإنسان ومفتاح بواطنه هو اللّسان، وهذا عليّ(ع) يقول: "واعلم أنَّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به، فإن تكلّمت به صرت في وثاقه. فاخزن لسانك كما تخزن ذهنك وورقك، فإنّ اللّسان كلب عقور، فإن أنت خلّيته عقر".

أيّها الصّائمون الكرام، فلننتبه إلى ألسنتنا، وكيف نستعملها، وأيّ اتجاه وطريق نسلك بها، كي نتوقَّى المحذور في القول، وما يترتّب عليه من أثر في الدّنيا والآخرة.

* إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية