إنَّ الصّوم عبادة تفتح مدارك الإنسان على ما يجلب له الخير والصّحَّة والسّلامة في كلّ شؤونه وأوضاعه، وتستفزّ في الإنسان فطرته كي ينفتح على ربّه بهمّة عالية ووعي ومسؤوليّة تحتّم عليه أن يؤدِّي حقوق الله وحقوق النّاس عليه، وألا يستغرق في متاع الدّنيا ومظاهرها، فلا يبالي إذا أكل مالاً حراماً، أو طعاماً حراماً، أو شراباً حراماً، ولا يكون مستغرقاً في ملذّاته وتحصيلها، فيعيش نسيان ربّه واليوم الآخر، ويغفل عن يوم الحساب، وينسى أنَّ الدّنيا زائلة ومتاعها قليل، ويتناسى أنَّ الإنسان مهما بلغ من قوّة وجاه، يظلّ يعيش الضّعف والحرمان في جانبٍ من الجوانب، فإن مُنِحَ المال قد يُحرَم من الصحّة والعافية، وإن أوتي الصّحّة، ربما يسلب السّعادة والسّكينة والاستقرار.
وكثيرون يسعون إلى جمع المال والثروات، وتأمين أفضل ظروف العيش، حتى إذا ما أرادوا التمتّع بكلِّ ذلك، يفاجئهم الموت، ويأتيهم بغتةً. وأنّى لهم الرّجوع إلى الدنيا كي يعملوا لآخرتهم، وهنا الخسران المبين، خسارة الدّنيا والآخرة معاً!
فالصَّوم بكلّ أجوائه الروحيّة والعباديّة، هو دعوة صادقة ليفتح المرء قلبه وعقله على الاستقامة وعمل الصّالحات، واغتنام فرصة العمر في التقرّب إلى الله، والتزوّد بالتقوى التي يقابل بها وجه الله الكريم.. تُرانا بماذا سنقابل ربنا يوم الدّين، إن لم نتزوّد بالخيرات، وننقِّ قلوبنا من الغلِّ والأحقاد، ونطهِّر نفوسنا من كلِّ الأمراض والعقد!
إنَّ الصَّوم يحركنا كي نتوجَّه بصدقٍ إلى الله، ومعنى ذلك أن نعمل ما بوسعنا كي لا نقف موقف الحسرة والخيبة والنّدامة في الآخرة، بل أن نعيش صحوة الضمير، وصحوة الروح، وصحوة الشعور، ونواجه أيّ غفلة يمكن أن تنحرف بنا عن كلّ قيمة ومعنى يرتفعان بنا فوق حدود الماديّات والشكليّات؛ غفلة الإنسان عن واجباته والتزاماته ومسؤوليّاته أمام الله تعالى، الّتي تعني الموت والدّمار والخسران، فلا نحصِّل في الدّنيا تمام الاستقرار، ولا نحصِّل في الآخرة الرّضا من الله..
أيّها الإنسان، عليك الإفادة من صيامك وقيامك، بما يفتح مشاعرك وقلبك على الحقّ، وبما ينمّي فيك حسّ الصحوة والوعي، ويبعد عنك الغفلة والجهالة، فالفرصة متاحةٌ أمامنا كي نقبل على الله تعالى بكلِّ مشاعرنا وقوانا، ونراجع نقاط ضعفنا، ونخرج من الغفلة بكلّ وعي ومسؤوليّة، ونجرِّب أن نحيا في صحوةٍ تعيدنا إلى جادة الاستقامة وجادة الحقّ؛ هذا الحقّ الّذي لا مكان فيه للغفلة الّتي تبعدنا عن الله تعالى.
إنَّ الصَّوم في أعمق معانيه صحوة وانفتاح على كلِّ خيرٍ وقيمةٍ تسمو بالإنسان من عوالم المادَّة والانحطاط...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ الصّوم عبادة تفتح مدارك الإنسان على ما يجلب له الخير والصّحَّة والسّلامة في كلّ شؤونه وأوضاعه، وتستفزّ في الإنسان فطرته كي ينفتح على ربّه بهمّة عالية ووعي ومسؤوليّة تحتّم عليه أن يؤدِّي حقوق الله وحقوق النّاس عليه، وألا يستغرق في متاع الدّنيا ومظاهرها، فلا يبالي إذا أكل مالاً حراماً، أو طعاماً حراماً، أو شراباً حراماً، ولا يكون مستغرقاً في ملذّاته وتحصيلها، فيعيش نسيان ربّه واليوم الآخر، ويغفل عن يوم الحساب، وينسى أنَّ الدّنيا زائلة ومتاعها قليل، ويتناسى أنَّ الإنسان مهما بلغ من قوّة وجاه، يظلّ يعيش الضّعف والحرمان في جانبٍ من الجوانب، فإن مُنِحَ المال قد يُحرَم من الصحّة والعافية، وإن أوتي الصّحّة، ربما يسلب السّعادة والسّكينة والاستقرار.
وكثيرون يسعون إلى جمع المال والثروات، وتأمين أفضل ظروف العيش، حتى إذا ما أرادوا التمتّع بكلِّ ذلك، يفاجئهم الموت، ويأتيهم بغتةً. وأنّى لهم الرّجوع إلى الدنيا كي يعملوا لآخرتهم، وهنا الخسران المبين، خسارة الدّنيا والآخرة معاً!
فالصَّوم بكلّ أجوائه الروحيّة والعباديّة، هو دعوة صادقة ليفتح المرء قلبه وعقله على الاستقامة وعمل الصّالحات، واغتنام فرصة العمر في التقرّب إلى الله، والتزوّد بالتقوى التي يقابل بها وجه الله الكريم.. تُرانا بماذا سنقابل ربنا يوم الدّين، إن لم نتزوّد بالخيرات، وننقِّ قلوبنا من الغلِّ والأحقاد، ونطهِّر نفوسنا من كلِّ الأمراض والعقد!
إنَّ الصَّوم يحركنا كي نتوجَّه بصدقٍ إلى الله، ومعنى ذلك أن نعمل ما بوسعنا كي لا نقف موقف الحسرة والخيبة والنّدامة في الآخرة، بل أن نعيش صحوة الضمير، وصحوة الروح، وصحوة الشعور، ونواجه أيّ غفلة يمكن أن تنحرف بنا عن كلّ قيمة ومعنى يرتفعان بنا فوق حدود الماديّات والشكليّات؛ غفلة الإنسان عن واجباته والتزاماته ومسؤوليّاته أمام الله تعالى، الّتي تعني الموت والدّمار والخسران، فلا نحصِّل في الدّنيا تمام الاستقرار، ولا نحصِّل في الآخرة الرّضا من الله..
أيّها الإنسان، عليك الإفادة من صيامك وقيامك، بما يفتح مشاعرك وقلبك على الحقّ، وبما ينمّي فيك حسّ الصحوة والوعي، ويبعد عنك الغفلة والجهالة، فالفرصة متاحةٌ أمامنا كي نقبل على الله تعالى بكلِّ مشاعرنا وقوانا، ونراجع نقاط ضعفنا، ونخرج من الغفلة بكلّ وعي ومسؤوليّة، ونجرِّب أن نحيا في صحوةٍ تعيدنا إلى جادة الاستقامة وجادة الحقّ؛ هذا الحقّ الّذي لا مكان فيه للغفلة الّتي تبعدنا عن الله تعالى.
إنَّ الصَّوم في أعمق معانيه صحوة وانفتاح على كلِّ خيرٍ وقيمةٍ تسمو بالإنسان من عوالم المادَّة والانحطاط...
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.