الصَّوم عبادة يتوجَّه فيها الإنسان المؤمن إلى ربّه بكلِّ إخلاص، وهي العبادة الّتي تدفعه إلى أن يتحسَّس إنسانيَّته، ويتحسَّس مشاعره ووجوده الفعليّ في الحياة، بما يليق بإنسانيَّته ودوره ومسؤوليَّاته في بناء الحياة وفق إرادة الله وحدوده. وعندما يعيش المرء حقيقة الإيمان وعمقه، تنفتح مداركه وآفاقه على كلِّ خيرٍ ومعنى وقيمة تسمو بالإنسان، ويصبح متحرِّراً من كلّ ما يسقطه ويعيقه.
فالإيمان يحجزه عن التملُّق والمداهنة والرّياء، ويمنعه من البهتان وقول الزّور والظّلم والتعدّي على حقوق الآخرين، ويربّيه على التَّواضع لله، والتَّواضع للنَّاس، واحترام مشاعرهم وحقوقهم.
من هنا، يصنع الإنسان نفسه بنفسه، أو ينتج ذاته الإيمانيَّة الرّساليَّة من خلال عمق هذا الإيمان، ومن خلال صلاح سريرته الَّتي لا تحمل إلا الخير، ومن خلال استقامة السّلوك وحُسن الخلُق، فعبر كلِّ ذلك، يستطيع أن يفرض نفسه على الآخرين، ويفرض احترام النّاس له وتقديرهم إيّاه، فقيمة الإنسان المؤمن الصَّالح ينتجها بنفسه، ولا يأخذها من أحدٍ أو يمنحها إيّاها الآخرون.
والصَّوم في أجوائه الروحيَّة والأخلاقيَّة فرصة كي يعود الإنسان إلى ذاته ليراقبها ويحاسبها، ويتَّعظ ممّن حوله، ويبادر ساعياً إلى مواجهة نقاط الخلل والضَّعف فيها. والصَّوم فرصة وفسحة للإنسان كي يعود إلى ربِّه تائباً عابداً مخلصاً له في عبادته وتوحيده، وبما يسمو به فوق كلِّ الاعتبارات والحسابات، لتجعله العبادة يحيا عمق الإيمان وعمق الأخلاق، بحيث يحوِّل هذا الإيمان إلى قيمةٍ ذاتيَّةٍ تستمدّ حيويّتها وقوّتها من ذاتها ومن إيمانها، ومن إرادتها القويّة في مواجهة كلِّ الضّغوطات والمغريات والأهواء.
أيّها الصَّائمون الكرام، فلنتزوَّد من بركات هذا الشَّهر الّذي تنصرم أيّامه، بما يعيننا على إصلاح أنفسنا، وتربيتها على كلِّ قيمةٍ وشعورٍ ومعنى يحقِّق قيمتنا في هذه الحياة، ويجعلنا نشعر بهذه القيمة، ونحرّكها في سبيل نفع الآخرين، ورفد الحياة بما تحتاجه من طاقاتٍ وإمكانات.
إنَّ العبادة، ومنها الصَّوم، مدعاة للنَّظر والتأمّل والتفكُّر في أحوالنا وأوضاعنا، ومراجعة ما نحن فيه وعليه من أخلاقيّات، فلنعمد إلى تجذير أخلاقيّات الإسلام في حياتنا الخاصَّة والعامّة، إذ لا معنى ولا نفع للعبادة إذا لم تترك أثراً طيّباً في النّفوس، وما لم تُعد إنتاج قيمة الذّات من جديد، على أساس التَّقوى والورع عن محارم الله، والعمل بما يقرِّب إليه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

الصَّوم عبادة يتوجَّه فيها الإنسان المؤمن إلى ربّه بكلِّ إخلاص، وهي العبادة الّتي تدفعه إلى أن يتحسَّس إنسانيَّته، ويتحسَّس مشاعره ووجوده الفعليّ في الحياة، بما يليق بإنسانيَّته ودوره ومسؤوليَّاته في بناء الحياة وفق إرادة الله وحدوده. وعندما يعيش المرء حقيقة الإيمان وعمقه، تنفتح مداركه وآفاقه على كلِّ خيرٍ ومعنى وقيمة تسمو بالإنسان، ويصبح متحرِّراً من كلّ ما يسقطه ويعيقه.
فالإيمان يحجزه عن التملُّق والمداهنة والرّياء، ويمنعه من البهتان وقول الزّور والظّلم والتعدّي على حقوق الآخرين، ويربّيه على التَّواضع لله، والتَّواضع للنَّاس، واحترام مشاعرهم وحقوقهم.
من هنا، يصنع الإنسان نفسه بنفسه، أو ينتج ذاته الإيمانيَّة الرّساليَّة من خلال عمق هذا الإيمان، ومن خلال صلاح سريرته الَّتي لا تحمل إلا الخير، ومن خلال استقامة السّلوك وحُسن الخلُق، فعبر كلِّ ذلك، يستطيع أن يفرض نفسه على الآخرين، ويفرض احترام النّاس له وتقديرهم إيّاه، فقيمة الإنسان المؤمن الصَّالح ينتجها بنفسه، ولا يأخذها من أحدٍ أو يمنحها إيّاها الآخرون.
والصَّوم في أجوائه الروحيَّة والأخلاقيَّة فرصة كي يعود الإنسان إلى ذاته ليراقبها ويحاسبها، ويتَّعظ ممّن حوله، ويبادر ساعياً إلى مواجهة نقاط الخلل والضَّعف فيها. والصَّوم فرصة وفسحة للإنسان كي يعود إلى ربِّه تائباً عابداً مخلصاً له في عبادته وتوحيده، وبما يسمو به فوق كلِّ الاعتبارات والحسابات، لتجعله العبادة يحيا عمق الإيمان وعمق الأخلاق، بحيث يحوِّل هذا الإيمان إلى قيمةٍ ذاتيَّةٍ تستمدّ حيويّتها وقوّتها من ذاتها ومن إيمانها، ومن إرادتها القويّة في مواجهة كلِّ الضّغوطات والمغريات والأهواء.
أيّها الصَّائمون الكرام، فلنتزوَّد من بركات هذا الشَّهر الّذي تنصرم أيّامه، بما يعيننا على إصلاح أنفسنا، وتربيتها على كلِّ قيمةٍ وشعورٍ ومعنى يحقِّق قيمتنا في هذه الحياة، ويجعلنا نشعر بهذه القيمة، ونحرّكها في سبيل نفع الآخرين، ورفد الحياة بما تحتاجه من طاقاتٍ وإمكانات.
إنَّ العبادة، ومنها الصَّوم، مدعاة للنَّظر والتأمّل والتفكُّر في أحوالنا وأوضاعنا، ومراجعة ما نحن فيه وعليه من أخلاقيّات، فلنعمد إلى تجذير أخلاقيّات الإسلام في حياتنا الخاصَّة والعامّة، إذ لا معنى ولا نفع للعبادة إذا لم تترك أثراً طيّباً في النّفوس، وما لم تُعد إنتاج قيمة الذّات من جديد، على أساس التَّقوى والورع عن محارم الله، والعمل بما يقرِّب إليه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.