لطالما كان تنزيه الخالق حاضراً في كلمات رسول الله(ص) وأهل بيته الكرام، حيث نشعر عندما نتأمَّل بكلماتهم، بإحساسٍ عميقٍ وشفّافٍ وصادقٍ وذي قيمة وأصالة يربطنا بالخالق تعالى، وبالسّموّ في الفكر والشّعور اللَّذيْن نحتاجهما لمواجهة الواقع وتحدّياته، ولخطِّ الطّريق في سبيل الكمال.
وتنزيه الله تعالى يفترض منّا ألا نشرك به عبادة الأشخاص وتأليههم، ولا عبادة العصبية المذهبية والفئوية والحزبية والعائلية، وتنزيه الله تعالى يتطلّب إقبالاً على الحقّ، ورفضاً للباطل بكلّ أشكاله، وتمسّكاً بالخلق الكريم، وممارسة عمليّة للفضائل والعمل الصّالح والكلم الطيّب النافع، لأنّه لا معنى لأن نعيش التّنزيه لله في أذهاننا، ولا نطبّقه فلسفةً وعملاً وسلوكاً وموقفاً في حياتنا، كثيرون يتكلّمون ويتشدّقون بكلام عن تنزيه الله فقط كنوعٍ من أنواع الترف الذّهني، إذ لا ترى عندهم أيّ انعكاس لهذا التنزيه في سلوكهم، يتعصّبون للأشخاص والأحزاب وللمادّة والشّهوات والأنانيات، ويكرّسون بالتالي كلّ انحراف وجهل وفساد.
فيما هناك من الناس من يتحرّك من موقع المسؤوليّة والوعي والحكمة، فيعرف أن تنزيه الله هو معرفة تؤسِّس لسلوك شفّاف وصادق ومخلص يسعى لنيل رضا الله، والتعرّف الفعلي إلى كلّ قيمة تُترجَم تهذيباً روحيّاً وأخلاقياً للنفس، فتنقلها من حالة الجفاء والخشونة، إلى حالة الصّفاء والنقاوة والطهارة.
ومن تنزيه الله معرفة ألوهيّته، وما عليها من مظاهر العظمة اللامحدودة، فهو تعالى يعلم السرّ وأخفى، {فإنّه يعلم السرّ وأخفى}، وهو خلقنا تعالى وخلق الأكوان بما فيها، ويعلم كلّ خصائصها وبواطنها وظواهرها، وآثار عظمته وقدرته لا تُعدّ ولا تُحصى، تخضع لموازين وقوانين وضعها وفق حكمته وإرادته، هذه الآيات الّتي هي مدعاة للإنسان للتدبُّر والتعقُّل والاعتبار.
هذا الخالق الأزليّ السّرمديّ المحيط بكلّ شيء، أحقّ أن يُعبَد ويُطاع، وتتوجَّه إليه الخلائق بالطّلب والتضرّع، فما دون الله من خلق وقدرة هو من الله، ولا يمتلك خصوصيّة البقاء، بل هو فانٍ ومفتقر في وجوده إلى الله تعالى.
هو الله الّذي له مقاليد السّموات والأرض، وكلّ شيء في قبضته وتحت حكمه، يرى عباده ويسمعهم وهو قريب منهم {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} {ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير* له مقاليد السّموات والأرض}.
ومن أقبل على الله بقلبٍ سليم وعقل متدبِّر، وجد كلّ الخير وكلّ السّعادة والهداية، وابتعد عن كلّ زيغ وجحود، فالدّلائل واضحة على وجوده المطلق الّذي يفيض لطفاً ورحمةً على النّاس والوجود كلّه.
ويبقى علينا واجب الإحساس بما عند الله من مظاهر القدرة والعظمة اللامتناهية، بحيث نعيش الله في عقولنا وقلوبنا، مشاعر ومواقف مسؤولة تنطلق لتعكس إرادة الله في صنع مجتمع إيماني صادق ومخلص ومبدع.
يقول أمير المؤمنين وإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(ع): "الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور، ودلّت عليه أعلام الظّهور، وامتنع على عين البصير، فلا عينُ مَنْ لم يرهُ تنكرهُ، ولا قلبُ من أثبتهُ يبصرهُ، سبق في العلوِّ فلا شيء أعلى منه، وقرُب في الدُنوِّ فلا شيء أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقِهِ، ولا قربُهُ ساواهم في المكان به، لم يُطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته، فهو الّذي تشهد له أعلام الوجود، على إقرار قلب ذي الجحود، تعالى الله عمّا يقوله المشبّهون به والجاحدون له علواً كبيراً".
فلنعِش تنزيه الله تعالى محبّةً ورحمةً فيما بيننا، ونشراً للفضائل، وسعياً للخيرات، وطلباً للرّضا والبركات منه تعالى.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

لطالما كان تنزيه الخالق حاضراً في كلمات رسول الله(ص) وأهل بيته الكرام، حيث نشعر عندما نتأمَّل بكلماتهم، بإحساسٍ عميقٍ وشفّافٍ وصادقٍ وذي قيمة وأصالة يربطنا بالخالق تعالى، وبالسّموّ في الفكر والشّعور اللَّذيْن نحتاجهما لمواجهة الواقع وتحدّياته، ولخطِّ الطّريق في سبيل الكمال.
وتنزيه الله تعالى يفترض منّا ألا نشرك به عبادة الأشخاص وتأليههم، ولا عبادة العصبية المذهبية والفئوية والحزبية والعائلية، وتنزيه الله تعالى يتطلّب إقبالاً على الحقّ، ورفضاً للباطل بكلّ أشكاله، وتمسّكاً بالخلق الكريم، وممارسة عمليّة للفضائل والعمل الصّالح والكلم الطيّب النافع، لأنّه لا معنى لأن نعيش التّنزيه لله في أذهاننا، ولا نطبّقه فلسفةً وعملاً وسلوكاً وموقفاً في حياتنا، كثيرون يتكلّمون ويتشدّقون بكلام عن تنزيه الله فقط كنوعٍ من أنواع الترف الذّهني، إذ لا ترى عندهم أيّ انعكاس لهذا التنزيه في سلوكهم، يتعصّبون للأشخاص والأحزاب وللمادّة والشّهوات والأنانيات، ويكرّسون بالتالي كلّ انحراف وجهل وفساد.
فيما هناك من الناس من يتحرّك من موقع المسؤوليّة والوعي والحكمة، فيعرف أن تنزيه الله هو معرفة تؤسِّس لسلوك شفّاف وصادق ومخلص يسعى لنيل رضا الله، والتعرّف الفعلي إلى كلّ قيمة تُترجَم تهذيباً روحيّاً وأخلاقياً للنفس، فتنقلها من حالة الجفاء والخشونة، إلى حالة الصّفاء والنقاوة والطهارة.
ومن تنزيه الله معرفة ألوهيّته، وما عليها من مظاهر العظمة اللامحدودة، فهو تعالى يعلم السرّ وأخفى، {فإنّه يعلم السرّ وأخفى}، وهو خلقنا تعالى وخلق الأكوان بما فيها، ويعلم كلّ خصائصها وبواطنها وظواهرها، وآثار عظمته وقدرته لا تُعدّ ولا تُحصى، تخضع لموازين وقوانين وضعها وفق حكمته وإرادته، هذه الآيات الّتي هي مدعاة للإنسان للتدبُّر والتعقُّل والاعتبار.
هذا الخالق الأزليّ السّرمديّ المحيط بكلّ شيء، أحقّ أن يُعبَد ويُطاع، وتتوجَّه إليه الخلائق بالطّلب والتضرّع، فما دون الله من خلق وقدرة هو من الله، ولا يمتلك خصوصيّة البقاء، بل هو فانٍ ومفتقر في وجوده إلى الله تعالى.
هو الله الّذي له مقاليد السّموات والأرض، وكلّ شيء في قبضته وتحت حكمه، يرى عباده ويسمعهم وهو قريب منهم {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} {ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير* له مقاليد السّموات والأرض}.
ومن أقبل على الله بقلبٍ سليم وعقل متدبِّر، وجد كلّ الخير وكلّ السّعادة والهداية، وابتعد عن كلّ زيغ وجحود، فالدّلائل واضحة على وجوده المطلق الّذي يفيض لطفاً ورحمةً على النّاس والوجود كلّه.
ويبقى علينا واجب الإحساس بما عند الله من مظاهر القدرة والعظمة اللامتناهية، بحيث نعيش الله في عقولنا وقلوبنا، مشاعر ومواقف مسؤولة تنطلق لتعكس إرادة الله في صنع مجتمع إيماني صادق ومخلص ومبدع.
يقول أمير المؤمنين وإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(ع): "الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور، ودلّت عليه أعلام الظّهور، وامتنع على عين البصير، فلا عينُ مَنْ لم يرهُ تنكرهُ، ولا قلبُ من أثبتهُ يبصرهُ، سبق في العلوِّ فلا شيء أعلى منه، وقرُب في الدُنوِّ فلا شيء أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقِهِ، ولا قربُهُ ساواهم في المكان به، لم يُطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته، فهو الّذي تشهد له أعلام الوجود، على إقرار قلب ذي الجحود، تعالى الله عمّا يقوله المشبّهون به والجاحدون له علواً كبيراً".
فلنعِش تنزيه الله تعالى محبّةً ورحمةً فيما بيننا، ونشراً للفضائل، وسعياً للخيرات، وطلباً للرّضا والبركات منه تعالى.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.