في أدعية الصحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، نجد كلَّ المضامين التي ترتفع بنا وتحلِّق في آفاق رحمة الله وعزّته وعظمته، حيث كلّ الارتباط العميق والفعلي بين العبد وربِّه، وما في هذا الارتباط من تجلّيات وانعكاسات على واقع الوجود الإنساني ككلّ.
يقول الإمام السجّاد(ع): "أتوبُ إليكَ في مقامي هذا توبة نادمٍ على ما فرط منه، مشفقٍ على ما اجتمع عليه، خالصِ الحياء مما وقع فيه، عالمٍ بأنَّ العفو عن الذّنب العظيم لا يتعاظمك، وأنّ التجاوز عن الإثم الجليل لا يستصعبك، وأنَّ احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكأّدُك، وأنّ أحبّ عبادك إليك، مَنْ ترك الاستكبار عليك، وجَانبَ الإصرار ولزم الاستغفار، وأنا أبرأ إليك من أن أستكبر، وأعوذ بك من أن أصرُّ، وأستغفرُك لما قصّرتُ فيه، وأستعينُ بك على ما عجزتُ عنه".
الندم على المعصية والتوبة منها من أفضل ما يقوم به المرء تجاه نفسه وربّه، حيث يشعر الإنسان بسيّئات ما عمِل، ويعزم على عدم العودة إليها، بل ينطلق ليؤكّد ارتباطه الحيّ بالله تعالى، وعدم الرّجوع إلى التفريط بحقوق الله والناس.
وأنا أعلم ـ يا ربّ ـ ما عندك من عظيم العفو والرحمة لعبادك، إذ يختلف هذا العفو عمّا في أيدي الناس، فتجاوزك ـ يا ربّ ـ عن الذّنوب لا يثقلك، وأنت الرّحمن الرّحيم الذي وسعت رحمته كلّ شيء، حتى كبائر الذنوب لا تمنعك من الصّفح عن عبادك وإدخالهم في رحمتك، وإن كنت يا ربّ تحبّ المتواضعين لك، السّاعين إلى القرب منك، فأنا أوّل العاملين لذلك، انطلاقاً من المسؤوليّة في عبوديتك، والإحساس بألوهيّتك.
لذا فأنا من المواجهين للمستكبرين قولاً وفعلاً وإحساساً، وأبرأ إليك منهم ومن شرورهم، ساعياً إلى العمل الصّالح والاستغفار النّافع على ما قصّرت فيه، فمنك العون ـ يا ربّ ـ على ما لا نقدر عليه.
وفي تعليقه على ما تقدّم من دعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
"... إنّني أتوب إليك توبة نادم على ما فرط منه، تتمزّق الحسرات في نفسه، وتحترق اللّوعة في قلبه، وتتوتّر الآلام في أعصابه، وتتساءل مشاعره: كيف حدث ما حدث؟.. تلك هي أفكار الندم التي تتحوّل إلى حالةٍ من الإشفاق على النّفس في ما اجتمع عليها من الذّنوب الكثيرة، وإلى إحساسٍ بالحياء مما وقعت فيه من الخطايا، عندما أقف عارياً من كلّ أثواب الطّهارة والنّقاء في مواقف العصيان..
ولا يصعب عليك التجاوز عن الإثم الجليل، أو عن استيعاب الجنايات الفاحشة ـ وهي كبائر الذّنوب ـ فالصّغير والكبير والفاحش والعادي عندك بمنزلة سواء في دائرة رحمتك، إذا كانت الحكمة تقتضي ذلك..
وهكذا عرفت أنَّ أحبّ عبادك من ترك الاستكبار عليك، وجانب الإصرار ولزم الاستغفار.. وأنا الآن ـ يا ربّ ـ أعلن ذلك البراءة من الاستكبار فكراً وإحساساً وعملاً وموقعاً.. وأستغفرك لكلّ ما عشت فيه من التّقصير في عبادتك، والاستهانة بأوامرك ونواهيك، واللامبالاة في رضاك وشخصك، لأعود من جديد، فأكون الجادّ في التعبّد إليك بإخلاص العبادة".. [آفاق الروح، ج:1، ص:311-313].
مَنْ منّا يفكِّر في التَّوبة إلى الله، والنَّدم عمَّا سلف من ارتكاب المعاصي الّتي تنحرف بنا عن خطِّ توحيد الله وعبادته حقَّ العبادة، والّتي تفترض كلَّ الوعي والمسؤوليّة تجاه الذّات، بالارتفاع بها والسموّ عن الرّذائل، وتجاه الله بالالتزام بحدود طاعته، وما تستلزمه عبوديّته من الإحساس بعظمته، والانفتاح على مواطن رحمته والقرب منه؟!..
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

في أدعية الصحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، نجد كلَّ المضامين التي ترتفع بنا وتحلِّق في آفاق رحمة الله وعزّته وعظمته، حيث كلّ الارتباط العميق والفعلي بين العبد وربِّه، وما في هذا الارتباط من تجلّيات وانعكاسات على واقع الوجود الإنساني ككلّ.
يقول الإمام السجّاد(ع): "أتوبُ إليكَ في مقامي هذا توبة نادمٍ على ما فرط منه، مشفقٍ على ما اجتمع عليه، خالصِ الحياء مما وقع فيه، عالمٍ بأنَّ العفو عن الذّنب العظيم لا يتعاظمك، وأنّ التجاوز عن الإثم الجليل لا يستصعبك، وأنَّ احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكأّدُك، وأنّ أحبّ عبادك إليك، مَنْ ترك الاستكبار عليك، وجَانبَ الإصرار ولزم الاستغفار، وأنا أبرأ إليك من أن أستكبر، وأعوذ بك من أن أصرُّ، وأستغفرُك لما قصّرتُ فيه، وأستعينُ بك على ما عجزتُ عنه".
الندم على المعصية والتوبة منها من أفضل ما يقوم به المرء تجاه نفسه وربّه، حيث يشعر الإنسان بسيّئات ما عمِل، ويعزم على عدم العودة إليها، بل ينطلق ليؤكّد ارتباطه الحيّ بالله تعالى، وعدم الرّجوع إلى التفريط بحقوق الله والناس.
وأنا أعلم ـ يا ربّ ـ ما عندك من عظيم العفو والرحمة لعبادك، إذ يختلف هذا العفو عمّا في أيدي الناس، فتجاوزك ـ يا ربّ ـ عن الذّنوب لا يثقلك، وأنت الرّحمن الرّحيم الذي وسعت رحمته كلّ شيء، حتى كبائر الذنوب لا تمنعك من الصّفح عن عبادك وإدخالهم في رحمتك، وإن كنت يا ربّ تحبّ المتواضعين لك، السّاعين إلى القرب منك، فأنا أوّل العاملين لذلك، انطلاقاً من المسؤوليّة في عبوديتك، والإحساس بألوهيّتك.
لذا فأنا من المواجهين للمستكبرين قولاً وفعلاً وإحساساً، وأبرأ إليك منهم ومن شرورهم، ساعياً إلى العمل الصّالح والاستغفار النّافع على ما قصّرت فيه، فمنك العون ـ يا ربّ ـ على ما لا نقدر عليه.
وفي تعليقه على ما تقدّم من دعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
"... إنّني أتوب إليك توبة نادم على ما فرط منه، تتمزّق الحسرات في نفسه، وتحترق اللّوعة في قلبه، وتتوتّر الآلام في أعصابه، وتتساءل مشاعره: كيف حدث ما حدث؟.. تلك هي أفكار الندم التي تتحوّل إلى حالةٍ من الإشفاق على النّفس في ما اجتمع عليها من الذّنوب الكثيرة، وإلى إحساسٍ بالحياء مما وقعت فيه من الخطايا، عندما أقف عارياً من كلّ أثواب الطّهارة والنّقاء في مواقف العصيان..
ولا يصعب عليك التجاوز عن الإثم الجليل، أو عن استيعاب الجنايات الفاحشة ـ وهي كبائر الذّنوب ـ فالصّغير والكبير والفاحش والعادي عندك بمنزلة سواء في دائرة رحمتك، إذا كانت الحكمة تقتضي ذلك..
وهكذا عرفت أنَّ أحبّ عبادك من ترك الاستكبار عليك، وجانب الإصرار ولزم الاستغفار.. وأنا الآن ـ يا ربّ ـ أعلن ذلك البراءة من الاستكبار فكراً وإحساساً وعملاً وموقعاً.. وأستغفرك لكلّ ما عشت فيه من التّقصير في عبادتك، والاستهانة بأوامرك ونواهيك، واللامبالاة في رضاك وشخصك، لأعود من جديد، فأكون الجادّ في التعبّد إليك بإخلاص العبادة".. [آفاق الروح، ج:1، ص:311-313].
مَنْ منّا يفكِّر في التَّوبة إلى الله، والنَّدم عمَّا سلف من ارتكاب المعاصي الّتي تنحرف بنا عن خطِّ توحيد الله وعبادته حقَّ العبادة، والّتي تفترض كلَّ الوعي والمسؤوليّة تجاه الذّات، بالارتفاع بها والسموّ عن الرّذائل، وتجاه الله بالالتزام بحدود طاعته، وما تستلزمه عبوديّته من الإحساس بعظمته، والانفتاح على مواطن رحمته والقرب منه؟!..
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.