دعوة التّائهين عن الحقّ

دعوة التّائهين عن الحقّ

من أعظم الابتلاءات الّتي يمكن أن تصيب المجتمع، أن لا يلتفت الناس إلى أصحاب الحكمة والعلم والرّأي، ولا يتّعظوا منهم ولا يستمعوا إليهم، بل على العكس، علاوةً على ذلك، يكيدون لهم، ويدبّرون لهم المكائد، ويعمدون إلى محاربتهم بتشويه حركتهم ومواقفهم، عبر إثارة الفتن والبلبلة حولها، فلا يمنع هؤلاء خوف من الله وخشية من عقابه، لأنهم لم يعودوا يفكرون في حسابات الله، بل في حسابات الدنيا، ولم يعد يجمعهم دينٌ يلجأون إليه ويلتزمون بحدوده ويأخذون به ويحكّمونه في أوضاعهم وعلاقاتهم، هذه الفئة تمثّل كلّ السلبيّة في الحياة، لأنها تحجب الحقّ عن بلوغ أمره، وتمنع العلماء من تحقيق مرامهم، عبر الدّعاية والافتراء عليهم.. إنها فئة تحرم المجتمع من السّير الطبيعي والحركة الفاعلة والمؤثّرة المرتكزة على التأثير والتأثّر بين الناس وعلمائهم وحكمائهم ورعاتهم.

هذه الفئة لا بدّ من مواجهتها وإعادة توجيهها إلى الحقّ، وضرورة التمسّك به والدّفاع عنه.. فدعوتها إلى الخير، وتأكيد الحقّ في فكرها وممارستها، ومتابعة نُصحها، وتنبيهها إلى دورها ومسؤوليّاتها، لا بدّ من متابعته والالتزام به، مهما كانت الضّغوطات والتحدّيات، وعدم اليأس من إرشادها.

فالحياة تحتاج إلى هداية كلّ أبنائها، مهما كانوا عليه من حال، وهذا ما كان عليه دأب الرسل والأولياء الذين حورِبوا وأوذوا حتى من أقرب المقرّبين، ولكنهم ثابروا وأمعنوا في النّصح لقومهم، إذ النّصيحة حقّ للرّعيّة على الراعي، كما من حقّ الراعي على رعيّته أن تستمع إليه، وتفتح قلبها وعقلها على مواعظه وإرشاداته لما فيه صلاحها ونجاحها، والحكّام والعلماء الصَّالحون، يريدون استمالة النّاس إلى الحقّ عن قناعة وإيمان وبصيرة وقبول، لا من خلال الاستجابة لرغباتهم وأهوائهم الّتي تطمس الحقّ وتبعده من ساحات الحياة وتساوم عليه.

ففرقٌ كبير بين عالمٍ حكيم يمتلك أسلوباً متّزناً وهادفاً تقريبيّاً ومحبّباً إلى الناس، ويستقطب قلوبهم وعقولهم ويعمل على جذبها وتليينها، وبين علماء لا يملكون هذا الأسلوب، ويعمدون إلى الإكراه والفرض في عرض فكرهم، ومحاولة نشره وإيصاله، دون مراعاة ظروف المخاطَبين وعقليّاتهم، وكيفيّة معالجة ما يصيبهم من أمراض وعيوب.

فهل يوجد بيننا اليوم علماء حكماء يسلكون الموعظة الحسنة في مخاطبة الجاهلين والمنحرفين، ويعملون على تقريبهم إلى جادة الصّواب، وأن ينقلبوا من الباطل إلى الحقّ، ليزداد الحقّ قوّةً وحضوراً؟!

هذه مهمّة الدعاة والمبلّغين والعلماء، وهي من أساسيّات عملهم، أن يكونوا بمستوى المسؤوليّة، وأن يُحسنوا الاقتداء برسول الله(ص) والأئمّة من أهل بيته المعصومين.

ولقد أُصيب عليّ(ع) بقومٍ لا يجتمعون على الحقّ، ويخدمون الباطل، فاستصرخهم بكلّ جرأة وحكمة، مبتغياً تنبيههم ونصحهم وإرشادهم، إذ قال لهم:

"مُنِيتُ بِمَنْ لاَ يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ، وَلا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ. لاَ أَبَا لَكُمْ! مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ؟ أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ، وَلاَ حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ؟! أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً، وَأُنادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً، فَلاَ تَسْمَعُونَ لي قَوْلاً، وَلاَ تُطِيعُون لِي أَمْراً، حَتَّى تَكَشَّفَ الأمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَساءَةِ، فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ، وَلاَ يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ، دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ، فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ الأسَرِّ، وَتَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ الْنِّضْوِ الأدْبَرِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ (كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)".

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

من أعظم الابتلاءات الّتي يمكن أن تصيب المجتمع، أن لا يلتفت الناس إلى أصحاب الحكمة والعلم والرّأي، ولا يتّعظوا منهم ولا يستمعوا إليهم، بل على العكس، علاوةً على ذلك، يكيدون لهم، ويدبّرون لهم المكائد، ويعمدون إلى محاربتهم بتشويه حركتهم ومواقفهم، عبر إثارة الفتن والبلبلة حولها، فلا يمنع هؤلاء خوف من الله وخشية من عقابه، لأنهم لم يعودوا يفكرون في حسابات الله، بل في حسابات الدنيا، ولم يعد يجمعهم دينٌ يلجأون إليه ويلتزمون بحدوده ويأخذون به ويحكّمونه في أوضاعهم وعلاقاتهم، هذه الفئة تمثّل كلّ السلبيّة في الحياة، لأنها تحجب الحقّ عن بلوغ أمره، وتمنع العلماء من تحقيق مرامهم، عبر الدّعاية والافتراء عليهم.. إنها فئة تحرم المجتمع من السّير الطبيعي والحركة الفاعلة والمؤثّرة المرتكزة على التأثير والتأثّر بين الناس وعلمائهم وحكمائهم ورعاتهم.

هذه الفئة لا بدّ من مواجهتها وإعادة توجيهها إلى الحقّ، وضرورة التمسّك به والدّفاع عنه.. فدعوتها إلى الخير، وتأكيد الحقّ في فكرها وممارستها، ومتابعة نُصحها، وتنبيهها إلى دورها ومسؤوليّاتها، لا بدّ من متابعته والالتزام به، مهما كانت الضّغوطات والتحدّيات، وعدم اليأس من إرشادها.

فالحياة تحتاج إلى هداية كلّ أبنائها، مهما كانوا عليه من حال، وهذا ما كان عليه دأب الرسل والأولياء الذين حورِبوا وأوذوا حتى من أقرب المقرّبين، ولكنهم ثابروا وأمعنوا في النّصح لقومهم، إذ النّصيحة حقّ للرّعيّة على الراعي، كما من حقّ الراعي على رعيّته أن تستمع إليه، وتفتح قلبها وعقلها على مواعظه وإرشاداته لما فيه صلاحها ونجاحها، والحكّام والعلماء الصَّالحون، يريدون استمالة النّاس إلى الحقّ عن قناعة وإيمان وبصيرة وقبول، لا من خلال الاستجابة لرغباتهم وأهوائهم الّتي تطمس الحقّ وتبعده من ساحات الحياة وتساوم عليه.

ففرقٌ كبير بين عالمٍ حكيم يمتلك أسلوباً متّزناً وهادفاً تقريبيّاً ومحبّباً إلى الناس، ويستقطب قلوبهم وعقولهم ويعمل على جذبها وتليينها، وبين علماء لا يملكون هذا الأسلوب، ويعمدون إلى الإكراه والفرض في عرض فكرهم، ومحاولة نشره وإيصاله، دون مراعاة ظروف المخاطَبين وعقليّاتهم، وكيفيّة معالجة ما يصيبهم من أمراض وعيوب.

فهل يوجد بيننا اليوم علماء حكماء يسلكون الموعظة الحسنة في مخاطبة الجاهلين والمنحرفين، ويعملون على تقريبهم إلى جادة الصّواب، وأن ينقلبوا من الباطل إلى الحقّ، ليزداد الحقّ قوّةً وحضوراً؟!

هذه مهمّة الدعاة والمبلّغين والعلماء، وهي من أساسيّات عملهم، أن يكونوا بمستوى المسؤوليّة، وأن يُحسنوا الاقتداء برسول الله(ص) والأئمّة من أهل بيته المعصومين.

ولقد أُصيب عليّ(ع) بقومٍ لا يجتمعون على الحقّ، ويخدمون الباطل، فاستصرخهم بكلّ جرأة وحكمة، مبتغياً تنبيههم ونصحهم وإرشادهم، إذ قال لهم:

"مُنِيتُ بِمَنْ لاَ يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ، وَلا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ. لاَ أَبَا لَكُمْ! مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ؟ أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ، وَلاَ حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ؟! أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً، وَأُنادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً، فَلاَ تَسْمَعُونَ لي قَوْلاً، وَلاَ تُطِيعُون لِي أَمْراً، حَتَّى تَكَشَّفَ الأمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَساءَةِ، فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ، وَلاَ يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ، دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ، فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ الأسَرِّ، وَتَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ الْنِّضْوِ الأدْبَرِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ (كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)".

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية