همُّ الدّنيا أم همُّ الآخرة؟

همُّ الدّنيا أم همُّ الآخرة؟

قَالَ رسول الله(ص): "مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللهُ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ .

وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى‏ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِّمَ لَهُ".

حديثٌ فاصلٌ بين شخصيّتين أو نموذجين من النّاس في هذه الحياة، بين من يطلب الآخرة ويعمل لها، ومن يطلب الدّنيا ويحرص عليها على حساب الآخرة والسّعي لها. كما ويحدّد لنا المعيار الأساس لجهة السّير في الطريق الصحيح الّذي يوصل الإنسان إلى السلامة والسعادة في الدنيا والآخرة، أو الطريق الذي يخسر الإنسان إذا ما استغرق به كلّ وجوده، ويسقطه في دنياه وآخرته.

فكيف نحدّد مسارنا لنأخذ حجمنا الطبيعي في الحياة، بما يرضاه الله، ويجلب لنا الخير كلّه في الدّاريْن؟

علينا التحلّي بالمسؤوليّة والوعي في تحديد ما نلتزم به من فكر وعقيدة، وأن نعمّق إيماننا بالارتباط الدّائم بالله، من خلال الذكر والحمد والشّكر وفعل الخيرات، وأن نعوّد نفوسنا على أن نحسب حساب الله تعالى في كلّ صغيرة وكبيرة، وتربية نفوسنا على عمل البرّ والتعاون والتراحم والتضامن، فعندما نصبح، نفتتح نهارنا بذكر الله والتوكّل عليه والثّقة به، وبإحساسنا الدائم بمراقبته لنا، والتحرّز من إيذاء الآخرين، والتعوّد على الإحسان إليهم، في سبيل مرضاة الله، والتزاماً بأوامره، وتقرّباً إليه في دار الخلد. من هنا، فإنَّ هذه الفئة تشعر بالغنى النفسي والروحي والقلبي والمعنوي، وبأنَّ أمرها واضح بيّن، وأنها قد بلغت ما جعله الله لها من رزق الحياة في سبيل تأكيد التّقوى وإعمار الآخرة.

وفي المقابل، هناك من استهوته الدنيا بمظاهرها، فاستغرق بها ونسي مسؤوليّاته وواجباته تجاه نفسه وربّه والحياة من حوله، فتحوّل طلب الدّنيا عنده إلى همّ كبير لا يغادره، بل يستحوذ على كلّ تفكيره، كيف يزيد من جاهه وثروته وأولاده وزيجاته وسلطته ونفوذه، وكيف يتفنَّن في ألوان ملذّاته، وغير ذلك، هذه الفئة خسرت دنياها، لأنها عاشت لاهثةً وراء الأهواء، ولم تنل إلا ما قدّره الله لها، وكان أمرها خسراناً وضعفاً وحسرات وفقراً نفسيّاً وروحيّاً لا مثيل له.

من هنا، علينا تحديد مسارنا بدقّة ووعي، وذلك باختيار الآخرة، وجعلها أكبر همّنا، عبر إعمار الحياة بالتّقوى والعمل الصّالح، لبلوغ رضوان الله، وكما قال أمير المؤمنين عليّ(ع): "الدنيا مزرعة الآخرة".

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

قَالَ رسول الله(ص): "مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللهُ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ .

وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى‏ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِّمَ لَهُ".

حديثٌ فاصلٌ بين شخصيّتين أو نموذجين من النّاس في هذه الحياة، بين من يطلب الآخرة ويعمل لها، ومن يطلب الدّنيا ويحرص عليها على حساب الآخرة والسّعي لها. كما ويحدّد لنا المعيار الأساس لجهة السّير في الطريق الصحيح الّذي يوصل الإنسان إلى السلامة والسعادة في الدنيا والآخرة، أو الطريق الذي يخسر الإنسان إذا ما استغرق به كلّ وجوده، ويسقطه في دنياه وآخرته.

فكيف نحدّد مسارنا لنأخذ حجمنا الطبيعي في الحياة، بما يرضاه الله، ويجلب لنا الخير كلّه في الدّاريْن؟

علينا التحلّي بالمسؤوليّة والوعي في تحديد ما نلتزم به من فكر وعقيدة، وأن نعمّق إيماننا بالارتباط الدّائم بالله، من خلال الذكر والحمد والشّكر وفعل الخيرات، وأن نعوّد نفوسنا على أن نحسب حساب الله تعالى في كلّ صغيرة وكبيرة، وتربية نفوسنا على عمل البرّ والتعاون والتراحم والتضامن، فعندما نصبح، نفتتح نهارنا بذكر الله والتوكّل عليه والثّقة به، وبإحساسنا الدائم بمراقبته لنا، والتحرّز من إيذاء الآخرين، والتعوّد على الإحسان إليهم، في سبيل مرضاة الله، والتزاماً بأوامره، وتقرّباً إليه في دار الخلد. من هنا، فإنَّ هذه الفئة تشعر بالغنى النفسي والروحي والقلبي والمعنوي، وبأنَّ أمرها واضح بيّن، وأنها قد بلغت ما جعله الله لها من رزق الحياة في سبيل تأكيد التّقوى وإعمار الآخرة.

وفي المقابل، هناك من استهوته الدنيا بمظاهرها، فاستغرق بها ونسي مسؤوليّاته وواجباته تجاه نفسه وربّه والحياة من حوله، فتحوّل طلب الدّنيا عنده إلى همّ كبير لا يغادره، بل يستحوذ على كلّ تفكيره، كيف يزيد من جاهه وثروته وأولاده وزيجاته وسلطته ونفوذه، وكيف يتفنَّن في ألوان ملذّاته، وغير ذلك، هذه الفئة خسرت دنياها، لأنها عاشت لاهثةً وراء الأهواء، ولم تنل إلا ما قدّره الله لها، وكان أمرها خسراناً وضعفاً وحسرات وفقراً نفسيّاً وروحيّاً لا مثيل له.

من هنا، علينا تحديد مسارنا بدقّة ووعي، وذلك باختيار الآخرة، وجعلها أكبر همّنا، عبر إعمار الحياة بالتّقوى والعمل الصّالح، لبلوغ رضوان الله، وكما قال أمير المؤمنين عليّ(ع): "الدنيا مزرعة الآخرة".

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية