قد يتوهَّم البعض أنّ حسابات الدّنيا وعلاقاتها وأوضاعها، هي ذاتها بكلّ ما فيها من مقاييس وموازين اعتباريّة دنيويّة. ومن هذه الاعتبارات، تصوّر البعض أنَّ ما هم عليه من امتيازات طبقية واجتماعية وسلطوية ومعنوية وطائفية ومادية، وما لهم من شأنيّة جرّاء ذلك عند الناس، سيجدونه في عالم الآخرة وفي حسابات الله تعالى، وهذا غاية الجهل والضّلال، إذ ليس عند الله تعالى سوى العمل الصّالح والكلِم الطيّب، فالعمل هو من يحدِّد لك المكانة التي تكون فيها غداً أمام الله تعالى، فلا عشائريّة ولا عائلة تنفع ولا مال ولا جاه ولا سلطة ولا حزب ولا أب ولا زوجة ولا أولاد يجعلون الإنسان قريباً من الله ومحبَّباً إليه.
فالناس كلّهم سواسية أمام الله الّذي يعرض عليهم صحيفة أعمالهم فقط، إما خيراً فتقرّبهم إليه بحسب طبيعة العمل ودرجته، وإمّا باطلاً، فتبعدهم عن مواطن رحمته، وما في الدّنيا يبقى في الدّنيا ويذهب ولا قيمة له.
فالقيمة الوحيدة الّتي ترفع الإنسان يوم الحشر، هي عمله الصّالح الذي يؤلّف القلوب ويجمعها على الخير والتّقوى، ويغذّي العقول بالأفكار السّليمة التي تترك الأثر النّافع.
من هنا، فالمهتدون السّاعون بالخير والتّقوى والفضائل، مؤمنون بالله، منفتحون على رحمته في كلّ آفاق وجودهم، ويرجون دوماً فضلاً من الله ورحمة، أمّا المبطلون، فهم الذين يتمرّدون على الحقّ، ويسعون في تخريب الواقع بكلّ الأساليب، فهم الباغون على أنفسهم وعلى الحياة من حولهم، يزرعون عصبيّاتٍ وأحقاداً وفساداً. لذا يستحقّون الغضب من الله والسّخط منه يوم يلقونه، فلا تنفعهم قوّتهم ولا مكرهم، ولا أباطيلهم، إذ يحشرون إلى النّار وبئس المصير.
أمّا أهل الجنّة، فهم المهتدون المؤمنون الّذين عاشوا الإيمان سلوكاً وفكراً طاهراً، يقفون أمام الله وهم بكلّ عزّتهم وكرامتهم وخضوعهم له، قد أدّوا ما عليهم من أمانة، وواجهوا كلّ النزوات والشّهوات والضّغوطات، ولم تأسرهم الدّنيا بمظاهرها الخادعة، لذلك ثبتوا وانتصروا على أهوائهم، ولم يفكّروا كغيرهم في الامتيازات المادية أو المعنوية التي تنحرف بهم إلى الظّلم والفساد، من عدوانٍ على الأعراض والأنفس والممتلكات.
فتوحيد الله تعالى في العقيدة والعبادة يمنعهم من الاستغراق في مالٍ أو عبادةٍ لشخص أو مركز أو وجاهة أو انتماء عائليّ وجهويّ، هذا الاستغراق الذي يسلبهم حريتهم وإرادتهم، بل انفتحوا على الله في كلّ شيء، فكانوا التجسيد العملي والفكري للحقّ، ومثّلوا بأخلاقياتهم المجتمع الإيماني السليم.
فلنُعِد التفكير فيما نحن عليه من امتيازات زائلة، ولنوظّفها في سبيل الله وخدمة النّاس وتعزيز الحقّ في كلّ السّاحات، ولنربِّ أولادنا على التوجّه السّليم إلى الله والتعلّق به وسلوك سبيله، عبر نشر الخير والفضيلة، فالتحدّيات كبيرة، والمسؤوليّات أمامنا أكبر.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

قد يتوهَّم البعض أنّ حسابات الدّنيا وعلاقاتها وأوضاعها، هي ذاتها بكلّ ما فيها من مقاييس وموازين اعتباريّة دنيويّة. ومن هذه الاعتبارات، تصوّر البعض أنَّ ما هم عليه من امتيازات طبقية واجتماعية وسلطوية ومعنوية وطائفية ومادية، وما لهم من شأنيّة جرّاء ذلك عند الناس، سيجدونه في عالم الآخرة وفي حسابات الله تعالى، وهذا غاية الجهل والضّلال، إذ ليس عند الله تعالى سوى العمل الصّالح والكلِم الطيّب، فالعمل هو من يحدِّد لك المكانة التي تكون فيها غداً أمام الله تعالى، فلا عشائريّة ولا عائلة تنفع ولا مال ولا جاه ولا سلطة ولا حزب ولا أب ولا زوجة ولا أولاد يجعلون الإنسان قريباً من الله ومحبَّباً إليه.
فالناس كلّهم سواسية أمام الله الّذي يعرض عليهم صحيفة أعمالهم فقط، إما خيراً فتقرّبهم إليه بحسب طبيعة العمل ودرجته، وإمّا باطلاً، فتبعدهم عن مواطن رحمته، وما في الدّنيا يبقى في الدّنيا ويذهب ولا قيمة له.
فالقيمة الوحيدة الّتي ترفع الإنسان يوم الحشر، هي عمله الصّالح الذي يؤلّف القلوب ويجمعها على الخير والتّقوى، ويغذّي العقول بالأفكار السّليمة التي تترك الأثر النّافع.
من هنا، فالمهتدون السّاعون بالخير والتّقوى والفضائل، مؤمنون بالله، منفتحون على رحمته في كلّ آفاق وجودهم، ويرجون دوماً فضلاً من الله ورحمة، أمّا المبطلون، فهم الذين يتمرّدون على الحقّ، ويسعون في تخريب الواقع بكلّ الأساليب، فهم الباغون على أنفسهم وعلى الحياة من حولهم، يزرعون عصبيّاتٍ وأحقاداً وفساداً. لذا يستحقّون الغضب من الله والسّخط منه يوم يلقونه، فلا تنفعهم قوّتهم ولا مكرهم، ولا أباطيلهم، إذ يحشرون إلى النّار وبئس المصير.
أمّا أهل الجنّة، فهم المهتدون المؤمنون الّذين عاشوا الإيمان سلوكاً وفكراً طاهراً، يقفون أمام الله وهم بكلّ عزّتهم وكرامتهم وخضوعهم له، قد أدّوا ما عليهم من أمانة، وواجهوا كلّ النزوات والشّهوات والضّغوطات، ولم تأسرهم الدّنيا بمظاهرها الخادعة، لذلك ثبتوا وانتصروا على أهوائهم، ولم يفكّروا كغيرهم في الامتيازات المادية أو المعنوية التي تنحرف بهم إلى الظّلم والفساد، من عدوانٍ على الأعراض والأنفس والممتلكات.
فتوحيد الله تعالى في العقيدة والعبادة يمنعهم من الاستغراق في مالٍ أو عبادةٍ لشخص أو مركز أو وجاهة أو انتماء عائليّ وجهويّ، هذا الاستغراق الذي يسلبهم حريتهم وإرادتهم، بل انفتحوا على الله في كلّ شيء، فكانوا التجسيد العملي والفكري للحقّ، ومثّلوا بأخلاقياتهم المجتمع الإيماني السليم.
فلنُعِد التفكير فيما نحن عليه من امتيازات زائلة، ولنوظّفها في سبيل الله وخدمة النّاس وتعزيز الحقّ في كلّ السّاحات، ولنربِّ أولادنا على التوجّه السّليم إلى الله والتعلّق به وسلوك سبيله، عبر نشر الخير والفضيلة، فالتحدّيات كبيرة، والمسؤوليّات أمامنا أكبر.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.