ما بين الدّنيا والآخرة، كلّ الاتّصال والعلاقة العضويّة بما يتعلّق بحال الإنسان ومصيره الأخرويّ، حيث الدّنيا مساحة للعمل، يكتب فيها الإنسان ما سيكون عليه في عالمه الباقي من نعيم أو شقاء.
أمّا الآخرة فدار إقامة، حيث لا عمل ولا تكليف على الإنسان، بل حساب على ما قدَّمت يداه في دنياه من أعمالٍ تؤهّله لأن يكون إمّا من أهل الجنّة والفائزين بها، وإمّا من أهل الشّقاء واستحقاق الغضب الإلهيّ.
من هنا، فإنّ المؤمن يتحلّى بالوعي وحسّ المسؤوليّة، فيبتعد عن كلّ المظالم والمآثم الّتي تسبّب له غضب الله، وتجعله بعيداً عن مواطن مراضيه، وهو الّذي لا تشغله أمواله، ولا تفتنه ذريّته وما عنده من وجاهة ومناصب، بل تزيده مسؤوليّةً وحبّاً للتقرّب إلى الله وبلوغ رحمته.
فكم من أناسٍ يغترّون بأموالهم وعنجهيَّتهم وقوّتهم الماديّة والمعنويّة، ويزرعون في دنياهم المفاسد والانحرافات، ولا يرون إلّا تلك المظاهر الخدّاعة التي يحيون فيها، ويتجاهلون أنَّ دنياهم هي فرصتهم للوصول إلى الآخرة، وهم على أحسن حال ورضا وقبول من الله تعالى، فينالون مرضاته، ويفوزون بمراتب القرب منه.
الدّنيا دار ابتلاء وفتنة، وعلى المرء الحذر منها، والتَّعامل معها وكأنها فرصة لا تتكرّر لزرع كلّ الخير في ربوع الحياة، وأنها دار تكليف ومسؤوليّة واختبار على الإنسان أن ينجح فيها، بما أعطاه الله تعالى من قدرات، ومنحه من مؤهّلات وطاقات.
إنَّ بإمكان الإنسان أن يحيا في الدّنيا بحيث يجعلها طيّبة هنيّة، نتيجة سلوكياته وأفعاله السويّة التي تنسجم مع إرادة الله تعالى، كما أنّ آخرته تكون طيّبة سعيدة بما أعدّ الله تعالى لعباده من الفضل العظيم.
يقول أمير المؤمين عليّ(ع) في كلام له: "أَلاَ وإنَّ الدُّنْيَا دَارٌ لاَ يُسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنْجَى بِشَيْء كَانَ لَهَا، ابْتُلِيَ النَّاسُ بِهَا فِتْنَةً، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لَهَا أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا فِيهِ؛ فَإِنَّهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيْءِ الظِّلِّ، بِيْنَا تَرَاهُ سَابِغاً حَتَّى قَلَصَ، وَزَائِداً حَتَّى نَقَصَ".
الوعي مطلوب، كي نسلم في دنيانا بما نقدّمه لآخرتنا من عمل صالح وأخلاق طيّبة، تمنحنا السّلامة في الدنيا، والكرامة والرحمة عند الله في مستقرّ من رحمته يوم الآخرة.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
ما بين الدّنيا والآخرة، كلّ الاتّصال والعلاقة العضويّة بما يتعلّق بحال الإنسان ومصيره الأخرويّ، حيث الدّنيا مساحة للعمل، يكتب فيها الإنسان ما سيكون عليه في عالمه الباقي من نعيم أو شقاء.
أمّا الآخرة فدار إقامة، حيث لا عمل ولا تكليف على الإنسان، بل حساب على ما قدَّمت يداه في دنياه من أعمالٍ تؤهّله لأن يكون إمّا من أهل الجنّة والفائزين بها، وإمّا من أهل الشّقاء واستحقاق الغضب الإلهيّ.
من هنا، فإنّ المؤمن يتحلّى بالوعي وحسّ المسؤوليّة، فيبتعد عن كلّ المظالم والمآثم الّتي تسبّب له غضب الله، وتجعله بعيداً عن مواطن مراضيه، وهو الّذي لا تشغله أمواله، ولا تفتنه ذريّته وما عنده من وجاهة ومناصب، بل تزيده مسؤوليّةً وحبّاً للتقرّب إلى الله وبلوغ رحمته.
فكم من أناسٍ يغترّون بأموالهم وعنجهيَّتهم وقوّتهم الماديّة والمعنويّة، ويزرعون في دنياهم المفاسد والانحرافات، ولا يرون إلّا تلك المظاهر الخدّاعة التي يحيون فيها، ويتجاهلون أنَّ دنياهم هي فرصتهم للوصول إلى الآخرة، وهم على أحسن حال ورضا وقبول من الله تعالى، فينالون مرضاته، ويفوزون بمراتب القرب منه.
الدّنيا دار ابتلاء وفتنة، وعلى المرء الحذر منها، والتَّعامل معها وكأنها فرصة لا تتكرّر لزرع كلّ الخير في ربوع الحياة، وأنها دار تكليف ومسؤوليّة واختبار على الإنسان أن ينجح فيها، بما أعطاه الله تعالى من قدرات، ومنحه من مؤهّلات وطاقات.
إنَّ بإمكان الإنسان أن يحيا في الدّنيا بحيث يجعلها طيّبة هنيّة، نتيجة سلوكياته وأفعاله السويّة التي تنسجم مع إرادة الله تعالى، كما أنّ آخرته تكون طيّبة سعيدة بما أعدّ الله تعالى لعباده من الفضل العظيم.
يقول أمير المؤمين عليّ(ع) في كلام له: "أَلاَ وإنَّ الدُّنْيَا دَارٌ لاَ يُسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنْجَى بِشَيْء كَانَ لَهَا، ابْتُلِيَ النَّاسُ بِهَا فِتْنَةً، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لَهَا أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا فِيهِ؛ فَإِنَّهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيْءِ الظِّلِّ، بِيْنَا تَرَاهُ سَابِغاً حَتَّى قَلَصَ، وَزَائِداً حَتَّى نَقَصَ".
الوعي مطلوب، كي نسلم في دنيانا بما نقدّمه لآخرتنا من عمل صالح وأخلاق طيّبة، تمنحنا السّلامة في الدنيا، والكرامة والرحمة عند الله في مستقرّ من رحمته يوم الآخرة.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.