أين نحن من العبادة الأخلاقيَّة؟!

أين نحن من العبادة الأخلاقيَّة؟!

يتحرّك الإنسان المؤمن وفق ما تقتضيه إنسانيّته وإيمانه، من التحلّي بالصّفاء الرّوحيّ الذي يعطي المحبة والرحمة للآخرين، ويمنحهم السّلامة، ويشعرهم بالأمان والسكينة، فيبذل كلّ ما يستطيع من أجل إعمار قلوب الآخرين بالخير، وإمداد عقولهم بما ينفعهم ويزكّيهم ويفتح مداركهم على كلّ ما يرفع من شأنهم ويقرّبهم إلى الحقّ والحقيقة.

ولا يتصرّف المؤمن على أساس العصبيّة والانفعالات وردود الفعل المتشنّجة، بل على أساس الحكمة والوعي، وما يفرضه الإيمان المتجذّر في الشخصيّة، من التحلّي بالخُلُق الكريم الّذي يقابل السيّئة بالحسنة، بحيث يبادر إلى تقديم النّموذج الأرقى أخلاقياً وروحياً، بما يؤدّي إلى التّأثير الإيجابي المطلوب، حيث يفرض احترامه على الآخرين، وينزع الغلّ من صدورهم بكلّ ثبات وعفويّة واندفاعٍ ذاتيّ إيمانيّ يرجو رضا الله، ويقدّم حساب الله على أيّ حساب آخر، وبذلك ترقى نفس هذا الإنسان وتسمو، وتستحقّ أن تكون القدوة الحسنة لغيرها بما تعطيه من معنى يستحقّ التّقدير.

فالمؤمن قادر على إبراز غاية ما لديه من عبادة أخلاقيّة روحيّة، تلتقي مع العبادة في عمقها الفكريّ والشعوريّ، عبر نشر الفضيلة في الحياة وما ينفع النّاس، وأما من يبتعد عن تمثّل الخير والخُلُق الكريم في سلوكه ومشاعره، فإنه لا يعيش عمق العبادة في تجلّياتها الروحيّة والاجتماعية والفكرية، بل يعيش السطحيّة والفراغ من كلّ شيء، فواقعنا يحتاج إلى نماذج أخلاقية إيمانية تعيش عمق العبادة في كلّ أوضاعها، بما يعيد التوازن إلى ربوع الحياة، وينزع فتيل التوتّر وإشعال الفتن والأحقاد والنزاعات.

يقول الإمام زين العابدين(ع) في دعاءٍ له: "اللّهمّ صلِّ على محمدٍ وآله، وسدّدني لأن أعارض من غشّني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبرّ، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافي من قطعني بالصّلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذّكر، وأن أشكر الحسنة وأغضي عن السيّئة".

وفي تعقيبه على الدّعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "اللّهمّ وفّقني للابتعاد عن الأخلاق التجارية التي تتحرّك على أساس ردّ الفعل في الموقف.. إنّ الأخلاق التي تمثّل السموّ في مدارج الكمال، هي التي تتحرك من خلال المبادرة العفوية بأعمال الخير، على أساس الاندفاع الذاتي الذي يتحرّك به الإنسان من موقع إيمانه بالخير، بعيداً من الآخرين في ما فعلوه أو لم يفعلوه، لأنّ المنهج الإسلامي هو أن ينطلق الناس بالإحسان من خلال الإحساس بمعناه الكبير في النفس، تماماً كما هي الأشياء الذاتيّة في حركة الذات.

اللّهمّ اجعلني ممن يتحرك في كلّ أعماله مع الناس من موقع الإخلاص لك، والرّغبة في القرب إليك، والانفتاح على محبتك.. اللّهمّ اجعلني أعبدك في أخلاقيّاتي كما أعبدك في صلواتي.. اللّهمّ اجعلني الإنسان المؤمن الذي يفكّر في النصح لكلّ خلقك.. واجعلني من الذين لا يبادرون الحرمان بالحرمان.. وهب لي الرّوح التي تدفعني إلى صلة النّاس الّذين يقاطعونني، وارزقني السموّ الأخلاقيّ، واجعلني ممن يجزي الإحسان بالإحسان، وهب لي القدرة على الإغضاء عن السيّئة وتجاوزها ونسيانها"..[آفاق الروح، ج:1، ص:482-484].

ما أفضل أن نفتِّش عن كلّ الوسائل والطرق التي نحسِّن من خلالها أخلاقيّاتنا، ونقبل على الحياة ونحن على بصيرة من ديننا وأمرنا، متسلّحين بكلّ خُلُق كريم يقرّبنا إلى الله، ويجعلنا ننفتح على الآفاق السّامية والرحبة روحياً وشعورياً وعبادياً، كما أرادنا الله ملتزمين لحدوده، عاملين من أجل مرضاته، ومن أجل نصرة الحقّ ومواجهة الانحرافات بالكلم الطيّب والعمل الصّالح...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

يتحرّك الإنسان المؤمن وفق ما تقتضيه إنسانيّته وإيمانه، من التحلّي بالصّفاء الرّوحيّ الذي يعطي المحبة والرحمة للآخرين، ويمنحهم السّلامة، ويشعرهم بالأمان والسكينة، فيبذل كلّ ما يستطيع من أجل إعمار قلوب الآخرين بالخير، وإمداد عقولهم بما ينفعهم ويزكّيهم ويفتح مداركهم على كلّ ما يرفع من شأنهم ويقرّبهم إلى الحقّ والحقيقة.

ولا يتصرّف المؤمن على أساس العصبيّة والانفعالات وردود الفعل المتشنّجة، بل على أساس الحكمة والوعي، وما يفرضه الإيمان المتجذّر في الشخصيّة، من التحلّي بالخُلُق الكريم الّذي يقابل السيّئة بالحسنة، بحيث يبادر إلى تقديم النّموذج الأرقى أخلاقياً وروحياً، بما يؤدّي إلى التّأثير الإيجابي المطلوب، حيث يفرض احترامه على الآخرين، وينزع الغلّ من صدورهم بكلّ ثبات وعفويّة واندفاعٍ ذاتيّ إيمانيّ يرجو رضا الله، ويقدّم حساب الله على أيّ حساب آخر، وبذلك ترقى نفس هذا الإنسان وتسمو، وتستحقّ أن تكون القدوة الحسنة لغيرها بما تعطيه من معنى يستحقّ التّقدير.

فالمؤمن قادر على إبراز غاية ما لديه من عبادة أخلاقيّة روحيّة، تلتقي مع العبادة في عمقها الفكريّ والشعوريّ، عبر نشر الفضيلة في الحياة وما ينفع النّاس، وأما من يبتعد عن تمثّل الخير والخُلُق الكريم في سلوكه ومشاعره، فإنه لا يعيش عمق العبادة في تجلّياتها الروحيّة والاجتماعية والفكرية، بل يعيش السطحيّة والفراغ من كلّ شيء، فواقعنا يحتاج إلى نماذج أخلاقية إيمانية تعيش عمق العبادة في كلّ أوضاعها، بما يعيد التوازن إلى ربوع الحياة، وينزع فتيل التوتّر وإشعال الفتن والأحقاد والنزاعات.

يقول الإمام زين العابدين(ع) في دعاءٍ له: "اللّهمّ صلِّ على محمدٍ وآله، وسدّدني لأن أعارض من غشّني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبرّ، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافي من قطعني بالصّلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذّكر، وأن أشكر الحسنة وأغضي عن السيّئة".

وفي تعقيبه على الدّعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "اللّهمّ وفّقني للابتعاد عن الأخلاق التجارية التي تتحرّك على أساس ردّ الفعل في الموقف.. إنّ الأخلاق التي تمثّل السموّ في مدارج الكمال، هي التي تتحرك من خلال المبادرة العفوية بأعمال الخير، على أساس الاندفاع الذاتي الذي يتحرّك به الإنسان من موقع إيمانه بالخير، بعيداً من الآخرين في ما فعلوه أو لم يفعلوه، لأنّ المنهج الإسلامي هو أن ينطلق الناس بالإحسان من خلال الإحساس بمعناه الكبير في النفس، تماماً كما هي الأشياء الذاتيّة في حركة الذات.

اللّهمّ اجعلني ممن يتحرك في كلّ أعماله مع الناس من موقع الإخلاص لك، والرّغبة في القرب إليك، والانفتاح على محبتك.. اللّهمّ اجعلني أعبدك في أخلاقيّاتي كما أعبدك في صلواتي.. اللّهمّ اجعلني الإنسان المؤمن الذي يفكّر في النصح لكلّ خلقك.. واجعلني من الذين لا يبادرون الحرمان بالحرمان.. وهب لي الرّوح التي تدفعني إلى صلة النّاس الّذين يقاطعونني، وارزقني السموّ الأخلاقيّ، واجعلني ممن يجزي الإحسان بالإحسان، وهب لي القدرة على الإغضاء عن السيّئة وتجاوزها ونسيانها"..[آفاق الروح، ج:1، ص:482-484].

ما أفضل أن نفتِّش عن كلّ الوسائل والطرق التي نحسِّن من خلالها أخلاقيّاتنا، ونقبل على الحياة ونحن على بصيرة من ديننا وأمرنا، متسلّحين بكلّ خُلُق كريم يقرّبنا إلى الله، ويجعلنا ننفتح على الآفاق السّامية والرحبة روحياً وشعورياً وعبادياً، كما أرادنا الله ملتزمين لحدوده، عاملين من أجل مرضاته، ومن أجل نصرة الحقّ ومواجهة الانحرافات بالكلم الطيّب والعمل الصّالح...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية