لا تهدروا الطّعام.. أعطوه للفقراء

لا تهدروا الطّعام.. أعطوه للفقراء

في شهر رمضان، تتحوَّل الموائد عندنا إلى ساحات مزركشة بألوان الطّعام، وبما لذَّ وطاب من الشَّراب والحلويات، طعام يفيض عن حاجاتنا في أغلب الأحيان، ومع ذلك، نصرّ على أن يكون وافرًا متنوّعًا في كلِّ يوم، ليكون مصير قسمٍ كبيرٍ منه سلّة المهملات، في الوقت الّذي يعيش حولنا من يشتهي اللّقمة وكسرة الخبز، ومن يتمنّى أن يأكل هو وأولاده من خير الله ولذيذ الطّعام.

وإذا كان هناك من يبرّر بأنَّ النَّفس في شهر رمضان تشتهي وتتطلّب مثل هذا التنوّع، فإنَّ ذلك لا يعدّ عذرًا لرمي نعمة الله في القمامة، في ظلِّ المبالغة في التَّحضير والإعداد، وخصوصًا في حالات العزائم والولائم، مع الإشارة إلى أنَّ كميَّة الطّعام الّتي تُرمَى في شهر رمضان، تفوق ما يرمى في غيره من الشهور بكثير، كما تبيّن الإحصاءات في كلّ البلدان العربيّة، ليتحوَّل هذا الشّهر عند الكثيرين إلى شهر استهلاكيّ بامتياز.

أفلا يتعارض ذلك مع روحيّة شهر رمضان والهدف من الصّيام؛ أن نروّض النّفس على أن لا تسترسل في تلبية شهواتها، وأن يكون هناك اعتدال في التّعامل مع كلّ شيء حولنا، بما فيه طعامنا وشرابنا، وأن نشعر بما يشعر به الفقراء ممّن لا يجدون قوت يومهم؟!

هذا، إضافةً إلى الشّعور بالإرهاق الماديّ جرّاء هذا الإسراف والتّبذير، ليتحوّل شهر رمضان إلى ما يشبه النّكبة عند البعض، في الوقت الّذي يريده الله خيرًا وسلامًا وبركةً ورحمة للجميع.

إنّها ظاهرة غير صحّية، وتترتّب عليها مشكلة شرعيّة وأخلاقيّة، وعلينا أن نجد الحلّ لها، وأن لا نستمرّ في هذا النّهج المؤذي.

وعلى الأقلّ، فلنقم بمبادرات خير؛ أن نجمع ما يتبقّى من طعام، ونقدِّمه إلى من يحتاجه ممّن حولنا، ولا ريب في أنَّ هناك الكثير ممّن يتمنّون أن تصلهم مثل هذه المساعدات، وأن يكون هناك من يشعر معهم في صيامهم، ويخفِّف عنهم وطأة العوز والفاقة، مع حفظ ماء وجوههم، والسّتر عليهم. وإذا كان من يطعم مؤمناً ليلةً من شهر رمضان، يكتب الله له بذلك "مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة ًمؤمنةً، وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة"، كما يقول الصّادق(ع)، فكيف إذا كان هذا المؤمن محتاجًا فقيرًا؟!

وهكذا، نكون قد ساهمنا في نشر أجواء تليق بروحيَّة هذا الشَّهر الكريم، وابتعدنا عن فكرة إهدار النِّعمة ورميها، وحوّلنا شهر رمضان إلى شهر خير وتعاطف مع الآخرين، وقلّلنا من وطأة الإسراف والتّبذير.

إنّها مسألة بسيطة قد نقوم بها، ولكنّها ستدلّل حتمًا على إنسانيّتنا، وعلى فهمنا الحقيقيّ لأبعاد الشّهر الكريم.

في شهر رمضان، تتحوَّل الموائد عندنا إلى ساحات مزركشة بألوان الطّعام، وبما لذَّ وطاب من الشَّراب والحلويات، طعام يفيض عن حاجاتنا في أغلب الأحيان، ومع ذلك، نصرّ على أن يكون وافرًا متنوّعًا في كلِّ يوم، ليكون مصير قسمٍ كبيرٍ منه سلّة المهملات، في الوقت الّذي يعيش حولنا من يشتهي اللّقمة وكسرة الخبز، ومن يتمنّى أن يأكل هو وأولاده من خير الله ولذيذ الطّعام.

وإذا كان هناك من يبرّر بأنَّ النَّفس في شهر رمضان تشتهي وتتطلّب مثل هذا التنوّع، فإنَّ ذلك لا يعدّ عذرًا لرمي نعمة الله في القمامة، في ظلِّ المبالغة في التَّحضير والإعداد، وخصوصًا في حالات العزائم والولائم، مع الإشارة إلى أنَّ كميَّة الطّعام الّتي تُرمَى في شهر رمضان، تفوق ما يرمى في غيره من الشهور بكثير، كما تبيّن الإحصاءات في كلّ البلدان العربيّة، ليتحوَّل هذا الشّهر عند الكثيرين إلى شهر استهلاكيّ بامتياز.

أفلا يتعارض ذلك مع روحيّة شهر رمضان والهدف من الصّيام؛ أن نروّض النّفس على أن لا تسترسل في تلبية شهواتها، وأن يكون هناك اعتدال في التّعامل مع كلّ شيء حولنا، بما فيه طعامنا وشرابنا، وأن نشعر بما يشعر به الفقراء ممّن لا يجدون قوت يومهم؟!

هذا، إضافةً إلى الشّعور بالإرهاق الماديّ جرّاء هذا الإسراف والتّبذير، ليتحوّل شهر رمضان إلى ما يشبه النّكبة عند البعض، في الوقت الّذي يريده الله خيرًا وسلامًا وبركةً ورحمة للجميع.

إنّها ظاهرة غير صحّية، وتترتّب عليها مشكلة شرعيّة وأخلاقيّة، وعلينا أن نجد الحلّ لها، وأن لا نستمرّ في هذا النّهج المؤذي.

وعلى الأقلّ، فلنقم بمبادرات خير؛ أن نجمع ما يتبقّى من طعام، ونقدِّمه إلى من يحتاجه ممّن حولنا، ولا ريب في أنَّ هناك الكثير ممّن يتمنّون أن تصلهم مثل هذه المساعدات، وأن يكون هناك من يشعر معهم في صيامهم، ويخفِّف عنهم وطأة العوز والفاقة، مع حفظ ماء وجوههم، والسّتر عليهم. وإذا كان من يطعم مؤمناً ليلةً من شهر رمضان، يكتب الله له بذلك "مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة ًمؤمنةً، وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة"، كما يقول الصّادق(ع)، فكيف إذا كان هذا المؤمن محتاجًا فقيرًا؟!

وهكذا، نكون قد ساهمنا في نشر أجواء تليق بروحيَّة هذا الشَّهر الكريم، وابتعدنا عن فكرة إهدار النِّعمة ورميها، وحوّلنا شهر رمضان إلى شهر خير وتعاطف مع الآخرين، وقلّلنا من وطأة الإسراف والتّبذير.

إنّها مسألة بسيطة قد نقوم بها، ولكنّها ستدلّل حتمًا على إنسانيّتنا، وعلى فهمنا الحقيقيّ لأبعاد الشّهر الكريم.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية