نتحدث عن الأجواء الروحانية والعبادية لشهر رمضان المبارك كثيراً، وأنها تعمل
على تدريب إرادة الإنسان لمواجهة كل النزوات والمغريات التي تسقط كرامتة وتنتهك
حرمته، ولكن عن أية إرادة نتكلّم؟
جواب هذا السؤال حاضر في كلام العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، عندما
تناول مسألة الصوم والإرادة، مشيراً إلى أن الصوم وسيلة لبناء إرادة إنسانية صلبة
وقوية منفتحة متسلحة بالحكمة والوعي، مستشعرة لحجم مسؤولياتها أمام كل قضاياها
الخاصة والعامة المتحركة في خطّ الله، من دون وجل أو انحناء أو خضوع.
قال سماحته(رض): "الصوم ليس مجرد وسيلة تدريبية لإرادة عمياء، ولكنه وسيلة تدريبية
لإرادة مفتوحة العينين في خطّ الله، وهكذا كان هذا الصّوم الصغير مقدّمة للصوم
الكبير، فقد أرادنا الله أن نصوم عن كلّ المحرّمات، وأرادنا الله أن نصوم عن كلّ
مواقع الذلّ في حركة الحياة، وأرادنا أن نصوم عن كل حقد وعداوة وضغينة وشرّ في
مشاعرنا وعواطفنا وأحاسيسنا. وهكذا، كانت مسؤوليتنا في الصوم مسؤولية تشمل كلّ
مواقعنا الإنسانية الداخلية والخارجية، وهي أن تكون لك إرادة البحث عن الحقيقة دون
تعصّب، وإرادة كل الذين يتحركون في خطّ الحقّ دون خوف، وإرادة المواجهة لكلّ الذين
يقفون في وجه الرسالات دون ضعف، ولذلك كان شهر رمضان شهر الإسلام في مواقع القوّة".
[كتاب الندوة، ج 1، ص 142].
إذا ما أردنا فعلاً أن نكون الأقوياء أصحاب الإرادة الصلبة الثّابتة على الحقّ،
والمنفتحة على كلّ قيمة ومسؤولية في الحياة، لا بدّ لنا من أن نمتنع عن كلّ ما يشلّ
إرادتنا، ويجعلها منكسرة ضعيفة خاضعة لمشاعر الكره والبغضاء، ولأفكار الباطل والجهل،
وأن نقلع عن التعصب الأعمى من دون وجه حقّ، وأن نلتزم الحق منهاجاً وسلوكاً وموقفاً
في كلّ ما يهمنا من أمورنا الخاصة والعامة، وأما عكس ذلك، فيعني أننا لم نستفد من
فرصة الصوم الحقيقية التي تمنحنا المناسبة الحيوية، كي ننتقل بعزيمة من مواطن
الضّعف والتراجع في كلّ شيء، إلى مواطن القوّة والعزة والكرامة.
نتحدث عن الأجواء الروحانية والعبادية لشهر رمضان المبارك كثيراً، وأنها تعمل
على تدريب إرادة الإنسان لمواجهة كل النزوات والمغريات التي تسقط كرامتة وتنتهك
حرمته، ولكن عن أية إرادة نتكلّم؟
جواب هذا السؤال حاضر في كلام العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، عندما
تناول مسألة الصوم والإرادة، مشيراً إلى أن الصوم وسيلة لبناء إرادة إنسانية صلبة
وقوية منفتحة متسلحة بالحكمة والوعي، مستشعرة لحجم مسؤولياتها أمام كل قضاياها
الخاصة والعامة المتحركة في خطّ الله، من دون وجل أو انحناء أو خضوع.
قال سماحته(رض): "الصوم ليس مجرد وسيلة تدريبية لإرادة عمياء، ولكنه وسيلة تدريبية
لإرادة مفتوحة العينين في خطّ الله، وهكذا كان هذا الصّوم الصغير مقدّمة للصوم
الكبير، فقد أرادنا الله أن نصوم عن كلّ المحرّمات، وأرادنا الله أن نصوم عن كلّ
مواقع الذلّ في حركة الحياة، وأرادنا أن نصوم عن كل حقد وعداوة وضغينة وشرّ في
مشاعرنا وعواطفنا وأحاسيسنا. وهكذا، كانت مسؤوليتنا في الصوم مسؤولية تشمل كلّ
مواقعنا الإنسانية الداخلية والخارجية، وهي أن تكون لك إرادة البحث عن الحقيقة دون
تعصّب، وإرادة كل الذين يتحركون في خطّ الحقّ دون خوف، وإرادة المواجهة لكلّ الذين
يقفون في وجه الرسالات دون ضعف، ولذلك كان شهر رمضان شهر الإسلام في مواقع القوّة".
[كتاب الندوة، ج 1، ص 142].
إذا ما أردنا فعلاً أن نكون الأقوياء أصحاب الإرادة الصلبة الثّابتة على الحقّ،
والمنفتحة على كلّ قيمة ومسؤولية في الحياة، لا بدّ لنا من أن نمتنع عن كلّ ما يشلّ
إرادتنا، ويجعلها منكسرة ضعيفة خاضعة لمشاعر الكره والبغضاء، ولأفكار الباطل والجهل،
وأن نقلع عن التعصب الأعمى من دون وجه حقّ، وأن نلتزم الحق منهاجاً وسلوكاً وموقفاً
في كلّ ما يهمنا من أمورنا الخاصة والعامة، وأما عكس ذلك، فيعني أننا لم نستفد من
فرصة الصوم الحقيقية التي تمنحنا المناسبة الحيوية، كي ننتقل بعزيمة من مواطن
الضّعف والتراجع في كلّ شيء، إلى مواطن القوّة والعزة والكرامة.