الصَّوم ومفاعيله

الصَّوم ومفاعيله

الصّوم مثله مثل بقيّة العبادات، ولكنّه يمتاز عنها بخصوصيّة زمانه كمساحة أقرب ما يكون فيها العبد إلى ربّه وفي ضيافته، حيث يفتح له أبواب رحمته، ويناله منه العفو واستجابة الدّعاء والجزاء الوفير.

وفي خصوص هذا الزَّمن، على المرء أن يكون في قمَّة الأخلاق والتَّهذيب الرّوحيّ والشّعوريّ، سعياً وراء الرَّحمة، وتأصيلاً للهويّة وللشخصيّة، كإنسانٍ مؤمنٍ ملتزم مخلص يعيش روح العبادات في انعكاساتها الحيّة والفعليّة على واقعه الفرديّ والجماعيّ، فيمارس الفعل العباديّ المؤثّر والفاعل الّذي يعمل على الدّوام على تنشيط المؤمن وتحفيزه نحو حبّ الخير وفعله، فلا يقتصر على زمنٍ دون آخر، بل يصبح عمل الخير وكفّ الأذى جزءاً من شخصيَّته، وشيئاً عفويّاً وسجيّةً متجذِّرة، لا آنيّة وظرفيّة، فمن مفاعيل العبادات، أن يكون المؤمن سائراً في تحقيق غاياتها، فلا يمارسها من جهة، بينما يبتعد من جهة أخرى عن روحيّتها، بمعنى أنّه يصلّي ويصوم، ولكنّه يخون ويغتاب النّاس، ولا يصدق في كلّ مناحي حياته وتجارته وأوضاعه العائليّة والاجتماعيّة.

فأيّ عبادات فارغة تلك.. هنا العبادات تصبح جوفاء لا قيمة حقيقيّة وفعليّة لها، ولا يناله من فعلها شيء في الدّنيا والآخرة، لا بل على العكس، يناله الحساب من الله تعالى في الآخرة على عدم أداء حقّها في ممارستها ومفاعيلها، وعندها يعاقب ولا يُثاب..

والبليّة كلّ البليّة، إذا ظنّ نفسه أو أوهمها أنّه أدّى ما عليه، إذ ذاك، يعيش الوهم الكبير، ويعيش الغبن وقمّة الجهل، وينعكس ذلك سوءاً على كلّ أوضاعه، وخصوصاً مع الله تعالى، لأنّه سيحاسبه على ما قدّمت يداه، ولن تنفعه كلّ سلوكيّاته العباديّة الهزيلة البعيدة عن أيّ عمق وأصالة وجدّة.

إنّ المؤمن هو الّذي يحسب حساب الله تعالى في كلّ كبيرة وصغيرة، ويبحث عن مواقع رحمته ومرضاته، ويعي ما عليه من دور ومسؤوليّات، ويعيش بالتّالي حقيقة العبادات، لأنّه يعرف أبعادها، فيكون الصّادق والمخلص مع نفسه وربّه، وبالتّالي لا يكون كمن يعطّل مفاعيل العبادات، بل يسير بها دوماً إلى الأمام، وبتجدّد وبكلّ عزيمة وثبات، حفاظاً على سلامته وسلامة الآخرين.

مجتمع الصّائمين هو مجتمع المخلصين الّذي يعيشون بكلّ وعي وانفتاح مفاعيل العبادات، ومنها فريضة الصّوم، فيكونون من يربح أنفسهم، ويحصل على رضوان ربهم، ولا يكونون المغبونين الجاهلين والخاسرين...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

الصّوم مثله مثل بقيّة العبادات، ولكنّه يمتاز عنها بخصوصيّة زمانه كمساحة أقرب ما يكون فيها العبد إلى ربّه وفي ضيافته، حيث يفتح له أبواب رحمته، ويناله منه العفو واستجابة الدّعاء والجزاء الوفير.

وفي خصوص هذا الزَّمن، على المرء أن يكون في قمَّة الأخلاق والتَّهذيب الرّوحيّ والشّعوريّ، سعياً وراء الرَّحمة، وتأصيلاً للهويّة وللشخصيّة، كإنسانٍ مؤمنٍ ملتزم مخلص يعيش روح العبادات في انعكاساتها الحيّة والفعليّة على واقعه الفرديّ والجماعيّ، فيمارس الفعل العباديّ المؤثّر والفاعل الّذي يعمل على الدّوام على تنشيط المؤمن وتحفيزه نحو حبّ الخير وفعله، فلا يقتصر على زمنٍ دون آخر، بل يصبح عمل الخير وكفّ الأذى جزءاً من شخصيَّته، وشيئاً عفويّاً وسجيّةً متجذِّرة، لا آنيّة وظرفيّة، فمن مفاعيل العبادات، أن يكون المؤمن سائراً في تحقيق غاياتها، فلا يمارسها من جهة، بينما يبتعد من جهة أخرى عن روحيّتها، بمعنى أنّه يصلّي ويصوم، ولكنّه يخون ويغتاب النّاس، ولا يصدق في كلّ مناحي حياته وتجارته وأوضاعه العائليّة والاجتماعيّة.

فأيّ عبادات فارغة تلك.. هنا العبادات تصبح جوفاء لا قيمة حقيقيّة وفعليّة لها، ولا يناله من فعلها شيء في الدّنيا والآخرة، لا بل على العكس، يناله الحساب من الله تعالى في الآخرة على عدم أداء حقّها في ممارستها ومفاعيلها، وعندها يعاقب ولا يُثاب..

والبليّة كلّ البليّة، إذا ظنّ نفسه أو أوهمها أنّه أدّى ما عليه، إذ ذاك، يعيش الوهم الكبير، ويعيش الغبن وقمّة الجهل، وينعكس ذلك سوءاً على كلّ أوضاعه، وخصوصاً مع الله تعالى، لأنّه سيحاسبه على ما قدّمت يداه، ولن تنفعه كلّ سلوكيّاته العباديّة الهزيلة البعيدة عن أيّ عمق وأصالة وجدّة.

إنّ المؤمن هو الّذي يحسب حساب الله تعالى في كلّ كبيرة وصغيرة، ويبحث عن مواقع رحمته ومرضاته، ويعي ما عليه من دور ومسؤوليّات، ويعيش بالتّالي حقيقة العبادات، لأنّه يعرف أبعادها، فيكون الصّادق والمخلص مع نفسه وربّه، وبالتّالي لا يكون كمن يعطّل مفاعيل العبادات، بل يسير بها دوماً إلى الأمام، وبتجدّد وبكلّ عزيمة وثبات، حفاظاً على سلامته وسلامة الآخرين.

مجتمع الصّائمين هو مجتمع المخلصين الّذي يعيشون بكلّ وعي وانفتاح مفاعيل العبادات، ومنها فريضة الصّوم، فيكونون من يربح أنفسهم، ويحصل على رضوان ربهم، ولا يكونون المغبونين الجاهلين والخاسرين...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية