اعلم أنَّ الوهم والغضب والشهوة من الممكن أن تكون من الجنود الرحمانيّة، وتؤدي
إلى سعادة الإنسان وتوفيقه إذا سلّمتها للعقل السليم وللأنبياء العظام، ومن الممكن
أن تكون من الجنود الشيطانيّة إذا تركتها وشأنها، وأطلقت العنان للوهم، ليتحكّم في
القوّتين الأخريين: الغضب والشّهوة.
وأيضاً، لم يعد خافياً أن أياً من الأنبياء العظام (عليهم السلام)، لم يكبتوا
الشهوة والغضب والوهم بصورة مطلقة، ولم يقل أيّ داع إلى الله حتى الآن، بأن الشهوة
يمكن أن تُقتل بصورة عامّة، وأن يُخمد أوار الغضب بصورة كاملة، وأن يترك تدبير
الوهم، بل قالوا: [يجب السيطرة عليها، حتى تؤدي واجبها في ظلّ ميزان العقل والدستور
الإلهي]، لأن هذه القوى كل واحدة منها تريد أن تنجز عملها وتنال غايتها ولو استلزم
ذلك الفساد والفوضى.
فمثلاً، النفس البهيميّة المنغمسة في الشهوة الجامحة التي مزّقت عنانها، ـ هذه
النفس ـ تريد أن تحقق هدفها ومقصودها، ولو كان ذلك يتم بواسطة الزنا بالمحصّنات،
وفي الكعبة (والعياذ بالله).
والنفس الغضوب، تريد أن تنجز ما تريده، حتى ولو استلزم ذلك قتل الأنبياء والأولياء.
والنفس ذات الوهم الشّيطانيّ، تريد أن تؤدّي عملها، حتى ولو استلزم ذلك الفساد في
الأرض، وقلب العالم بعضه على بعض.
لقد جاء الأنبياء (عليهم السلام)، وأتوا بقوانين، وأنزلت عليهم الكتب السماوية، من
أجل الحيلولة دون الإطلاق والإفراط في الطبائع، ومن أجل إخضاع النفس الإنسانيّة
لقانون العقل والشرع وترويضها وتأديبها، حتى لا يخرج تعاملها عن حدود العقل والشّرع.
إذاً؛ فكلّ نفس كيّفت ملكاتها وفق القوانين الإلهية والمعايير العقليّة، فهي سعيدة،
ومن أهل النجاة، وإلّا، فليستعذ الإنسان بالله من ذلك الشقاء وسوء التّوفيق وتلك
الظّلمات والشّدائد المقبلة، ومنها تلك الصّور المرعبة والمذهلة التي تصاحبه في
البرزخ والقبر والقيامة وجهنّم، والتي نتجت من الملكات والأخلاق الفاسدة التي
لازمته.
*من كتاب "الأربعون حديثاً"، ص 33.
اعلم أنَّ الوهم والغضب والشهوة من الممكن أن تكون من الجنود الرحمانيّة، وتؤدي
إلى سعادة الإنسان وتوفيقه إذا سلّمتها للعقل السليم وللأنبياء العظام، ومن الممكن
أن تكون من الجنود الشيطانيّة إذا تركتها وشأنها، وأطلقت العنان للوهم، ليتحكّم في
القوّتين الأخريين: الغضب والشّهوة.
وأيضاً، لم يعد خافياً أن أياً من الأنبياء العظام (عليهم السلام)، لم يكبتوا
الشهوة والغضب والوهم بصورة مطلقة، ولم يقل أيّ داع إلى الله حتى الآن، بأن الشهوة
يمكن أن تُقتل بصورة عامّة، وأن يُخمد أوار الغضب بصورة كاملة، وأن يترك تدبير
الوهم، بل قالوا: [يجب السيطرة عليها، حتى تؤدي واجبها في ظلّ ميزان العقل والدستور
الإلهي]، لأن هذه القوى كل واحدة منها تريد أن تنجز عملها وتنال غايتها ولو استلزم
ذلك الفساد والفوضى.
فمثلاً، النفس البهيميّة المنغمسة في الشهوة الجامحة التي مزّقت عنانها، ـ هذه
النفس ـ تريد أن تحقق هدفها ومقصودها، ولو كان ذلك يتم بواسطة الزنا بالمحصّنات،
وفي الكعبة (والعياذ بالله).
والنفس الغضوب، تريد أن تنجز ما تريده، حتى ولو استلزم ذلك قتل الأنبياء والأولياء.
والنفس ذات الوهم الشّيطانيّ، تريد أن تؤدّي عملها، حتى ولو استلزم ذلك الفساد في
الأرض، وقلب العالم بعضه على بعض.
لقد جاء الأنبياء (عليهم السلام)، وأتوا بقوانين، وأنزلت عليهم الكتب السماوية، من
أجل الحيلولة دون الإطلاق والإفراط في الطبائع، ومن أجل إخضاع النفس الإنسانيّة
لقانون العقل والشرع وترويضها وتأديبها، حتى لا يخرج تعاملها عن حدود العقل والشّرع.
إذاً؛ فكلّ نفس كيّفت ملكاتها وفق القوانين الإلهية والمعايير العقليّة، فهي سعيدة،
ومن أهل النجاة، وإلّا، فليستعذ الإنسان بالله من ذلك الشقاء وسوء التّوفيق وتلك
الظّلمات والشّدائد المقبلة، ومنها تلك الصّور المرعبة والمذهلة التي تصاحبه في
البرزخ والقبر والقيامة وجهنّم، والتي نتجت من الملكات والأخلاق الفاسدة التي
لازمته.
*من كتاب "الأربعون حديثاً"، ص 33.