الفقر والغنى الحقيقيّان

الفقر والغنى الحقيقيّان

يتسابق بعض الناس إلى جمع المال والثروات، وإلى توسل كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى يكونوا من المتنفّذين والوجهاء وأصحاب المال والغنى، إذ يعدون الغنى وسيلة فضلى لتحقيق ذواتهم، ولفرض هيبتهم وكلمتهم على الناس، ويعدون المال والغنى الوسيلة لتكريس نفوذهم وقوّتهم في إدارة شؤون الناس. وليس هذا فحسب، بل يعمد كثير من الأغنياء إلى ازدراء الفقراء ونبذهم والابتعاد عنهم، وعدم إعطائهم الحقوق المتوجبة عليهم، فيعيشون الاستغراق في أنانياتهم وأهوائهم.

في مقابل هؤلاء، فإن من الفقراء من هم أعزّاء في نفوسهم، لا يقبلون الذل والهوان، بل يعيشون كفاف يومهم، ومن تعبهم وكدّهم، ويقومون بمسؤولياتهم تجاه الله تعالى على أكمل وجه، فهم يلتزمون الحق ويدافعون عنه، ويقومون بكلّ عمل يقرّبهم إلى الله تعالى، حيث يعدّون رضاه غايتهم في الدنيا والآخرة، لأنهم متيقنون أن الفقر الحقيقي ليس في عدم وجود المال أو قلته، وليس في عدم الحظوة والنفوذ والجاه والسلطان، بل الفقر الحقيقي في عدم العمل الصالح والتقرب إلى الله لنيل رضاه، فيما الغنى الذي يبقى ويخلد هو غنى النفس وغنى العبادة وغنى العلاقة مع الله التي تنعكس رحمةً وخيراً على الحياة كلّها.

صحيح أن الله تعالى يحب المؤمن القويّ، ولكن المؤمن الذي لا ينسى ربّه ولا عياله وأهله وعباده، بل يتخذ من الغنى وسيلة كي يجعل كلمة الله هي العليا، ويبذل كلّ جهد ومال في سبيل تقوية خطّ الله ونصرة أهله.

من هنا، فإن الميزان للغنى والفقر هو بمقدار العمل والجهد النافع في سبيل الله، فإذا كنا من أهل محبة الله ورضوانه، فإننا أغنياء حقّاً يوم الحساب، حين نقف بين يدي الله تعالى، ويكون كتابنا مشرّفاً وغنياً بكل عمل وصلاح. أما الفقراء حقّاً، فهم من لم يعملوا في دنياهم ليوم الحساب، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وخسروا كلّ شيء، ولن تنفعهم أموالهم ولا قوّتهم ولا سلطتهم.

فلنحذر في دنيانا، ولنجعلها فرصة للعمل الصالح، حتى نكون من الأغنياء يوم الحساب بالفوز برضوان الله تعالى ورحمته.

قال أمير المؤمنين عليّ (ع): "الفقر والغنى بعد العرض على الله".

يتسابق بعض الناس إلى جمع المال والثروات، وإلى توسل كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى يكونوا من المتنفّذين والوجهاء وأصحاب المال والغنى، إذ يعدون الغنى وسيلة فضلى لتحقيق ذواتهم، ولفرض هيبتهم وكلمتهم على الناس، ويعدون المال والغنى الوسيلة لتكريس نفوذهم وقوّتهم في إدارة شؤون الناس. وليس هذا فحسب، بل يعمد كثير من الأغنياء إلى ازدراء الفقراء ونبذهم والابتعاد عنهم، وعدم إعطائهم الحقوق المتوجبة عليهم، فيعيشون الاستغراق في أنانياتهم وأهوائهم.

في مقابل هؤلاء، فإن من الفقراء من هم أعزّاء في نفوسهم، لا يقبلون الذل والهوان، بل يعيشون كفاف يومهم، ومن تعبهم وكدّهم، ويقومون بمسؤولياتهم تجاه الله تعالى على أكمل وجه، فهم يلتزمون الحق ويدافعون عنه، ويقومون بكلّ عمل يقرّبهم إلى الله تعالى، حيث يعدّون رضاه غايتهم في الدنيا والآخرة، لأنهم متيقنون أن الفقر الحقيقي ليس في عدم وجود المال أو قلته، وليس في عدم الحظوة والنفوذ والجاه والسلطان، بل الفقر الحقيقي في عدم العمل الصالح والتقرب إلى الله لنيل رضاه، فيما الغنى الذي يبقى ويخلد هو غنى النفس وغنى العبادة وغنى العلاقة مع الله التي تنعكس رحمةً وخيراً على الحياة كلّها.

صحيح أن الله تعالى يحب المؤمن القويّ، ولكن المؤمن الذي لا ينسى ربّه ولا عياله وأهله وعباده، بل يتخذ من الغنى وسيلة كي يجعل كلمة الله هي العليا، ويبذل كلّ جهد ومال في سبيل تقوية خطّ الله ونصرة أهله.

من هنا، فإن الميزان للغنى والفقر هو بمقدار العمل والجهد النافع في سبيل الله، فإذا كنا من أهل محبة الله ورضوانه، فإننا أغنياء حقّاً يوم الحساب، حين نقف بين يدي الله تعالى، ويكون كتابنا مشرّفاً وغنياً بكل عمل وصلاح. أما الفقراء حقّاً، فهم من لم يعملوا في دنياهم ليوم الحساب، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وخسروا كلّ شيء، ولن تنفعهم أموالهم ولا قوّتهم ولا سلطتهم.

فلنحذر في دنيانا، ولنجعلها فرصة للعمل الصالح، حتى نكون من الأغنياء يوم الحساب بالفوز برضوان الله تعالى ورحمته.

قال أمير المؤمنين عليّ (ع): "الفقر والغنى بعد العرض على الله".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية