ستر الله تعالى عيوبَ العباد

ستر الله تعالى عيوبَ العباد

[في دعاء من أدعية الصحيفة السجادية، يقول الإمام زين العابدين (ع) متحدثاً عن ستر الله تعالى لعيوب عباده وذنوبهم برحمته:]

فَلَكَ الحَمْدُ، فَكَمْ مِنْ عائبةٍ سَتَرْتَهَا عَلَيَّ فَلَمْ تفْضَحْنِي، وَكَمْ مِنْ ذنْبٍ غطّيْتَهُ عَلَيَّ فَلَمْ تَشْهرْني، وَكَمْ مِنْ شائِبةٍ ألممتُ بهَا فَلمْ تَهْتِكْ عَنّي سِتْرَهَا، وَلمْ تُقَلِّدْني مَكْرُوهِ شَنَارِهَا، وَلَمْ تُبْدِ سَوْأتَها لِمَنْ يلْتَمِس معايِبي مِنْ جِيرَتي وَحَسَدِةِ نِعْمتِكَ عِنْدي، ثُمّ لَمْ ينْهَنِي ذَلِكَ عَنْ جَرَيْتُ إلى سُوءِ مَا عَهِدتَ مِنِّي.

* * *

إنّني أتذكّرك ـ يا ربّ ـ كيف كانت ألطافك الرحمانية بالستر عليّ، في ما كان يرهقني أمره لو اطلع عليه الناس، ويحطمني أثره لو عرفوه.

فكم هي الأفعال القبيحة التي تفرض على ذاتي عنوان القبح، وكم هي العيوب الذي تمثل الفضيحة المخجلة في عناصر شخصيتي، وكم هي الخصائص التي تكدر صفاء الحياة في صورتها النقية الناصعة، وكم هي الذنوب التي توحي بالانحراف المهلك فتطبع مستقبلي بالسقوط والهلاك!

كل هذه العناوين التي تمنح الذات الكثير من عناوين السوء التي تدمّر السمعة، وتثقل المجد، وتبعث على الشّماتة، وتغري الحاسدين بالمزيد من البغي، وتوحي لهم بالكثير من خطط الشرّ للإيقاع بي بألف طريقة.

وكان من الممكن أن تسهّل أمر فضيحتي، والتشهير بي، وهتك ستري، وجلب العار بي، وإثارة القذارات المعنوية في سمعتي، وفيما يحاول القريبون إليّ الذين يحسدونني في نعمك عليَّ، فأكون هدفاً من أهداف العقد النفسية التي تتحكم بهم في نظرتهم إلى الآخرين، ولكنك لم تفعل ذلك، لطفاً وكرماً ورحمةً.

ولم ألتفت إلى ذلك، بل خيّل إليّ أن المسألة ليست شيئاً فوق الطبيعة، بل هي من الأمور الطبيعية التي تفرضها وسائلي الخاصة في الاختفاء والتستر والبعد عن مواضع النقد الاجتماعي، تماماً كما لو كنت، أنا، صاحب الفضل على نفسي في ذلك كله.

وهذه هي إيحاءات الغفلة المطبقة على عقلي، ولكني لو فكّرت جيداً، لعرفت أنني لم أكن أملك أية خصوصية من خصوصيات المناعة الذاتية ضد شيوع هذه الأمور وانتشارها بين الناس، كالآخرين من أمثال الذين أحاطت بهم الفضيحة، ولصق بهم العار، وأطلع الناس على عيوبهم الخفية والظاهرة، ولولا الستر الإلهي، والغطاء الرّبّانيّ، فيما سترته عليّ من العيوب، وغطيته عليّ من الذنوب، وأسدلت عليّ من الستر، وأبعدتني فيه من العار، لكنت من المفضوحين.

وكانت النتيجة، في غفلتي هذه، أنني لم أقابل إحسانك بالإحسان، بل اندفعت، اغتراراً مني بموقع ذاتي من القوة والعنفوان، للجري وراء المحرمات التي منعتني منها من دون وعي ولا تفكير، الأمر الذي يعرّضني في المستقبل لفقدان رعايتك، والسقوط في الدّرك الأسفل من فضائح الأعمال وقبائح الأقوال.

*من كتاب "آفاق الروح ،ج 1".

[في دعاء من أدعية الصحيفة السجادية، يقول الإمام زين العابدين (ع) متحدثاً عن ستر الله تعالى لعيوب عباده وذنوبهم برحمته:]

فَلَكَ الحَمْدُ، فَكَمْ مِنْ عائبةٍ سَتَرْتَهَا عَلَيَّ فَلَمْ تفْضَحْنِي، وَكَمْ مِنْ ذنْبٍ غطّيْتَهُ عَلَيَّ فَلَمْ تَشْهرْني، وَكَمْ مِنْ شائِبةٍ ألممتُ بهَا فَلمْ تَهْتِكْ عَنّي سِتْرَهَا، وَلمْ تُقَلِّدْني مَكْرُوهِ شَنَارِهَا، وَلَمْ تُبْدِ سَوْأتَها لِمَنْ يلْتَمِس معايِبي مِنْ جِيرَتي وَحَسَدِةِ نِعْمتِكَ عِنْدي، ثُمّ لَمْ ينْهَنِي ذَلِكَ عَنْ جَرَيْتُ إلى سُوءِ مَا عَهِدتَ مِنِّي.

* * *

إنّني أتذكّرك ـ يا ربّ ـ كيف كانت ألطافك الرحمانية بالستر عليّ، في ما كان يرهقني أمره لو اطلع عليه الناس، ويحطمني أثره لو عرفوه.

فكم هي الأفعال القبيحة التي تفرض على ذاتي عنوان القبح، وكم هي العيوب الذي تمثل الفضيحة المخجلة في عناصر شخصيتي، وكم هي الخصائص التي تكدر صفاء الحياة في صورتها النقية الناصعة، وكم هي الذنوب التي توحي بالانحراف المهلك فتطبع مستقبلي بالسقوط والهلاك!

كل هذه العناوين التي تمنح الذات الكثير من عناوين السوء التي تدمّر السمعة، وتثقل المجد، وتبعث على الشّماتة، وتغري الحاسدين بالمزيد من البغي، وتوحي لهم بالكثير من خطط الشرّ للإيقاع بي بألف طريقة.

وكان من الممكن أن تسهّل أمر فضيحتي، والتشهير بي، وهتك ستري، وجلب العار بي، وإثارة القذارات المعنوية في سمعتي، وفيما يحاول القريبون إليّ الذين يحسدونني في نعمك عليَّ، فأكون هدفاً من أهداف العقد النفسية التي تتحكم بهم في نظرتهم إلى الآخرين، ولكنك لم تفعل ذلك، لطفاً وكرماً ورحمةً.

ولم ألتفت إلى ذلك، بل خيّل إليّ أن المسألة ليست شيئاً فوق الطبيعة، بل هي من الأمور الطبيعية التي تفرضها وسائلي الخاصة في الاختفاء والتستر والبعد عن مواضع النقد الاجتماعي، تماماً كما لو كنت، أنا، صاحب الفضل على نفسي في ذلك كله.

وهذه هي إيحاءات الغفلة المطبقة على عقلي، ولكني لو فكّرت جيداً، لعرفت أنني لم أكن أملك أية خصوصية من خصوصيات المناعة الذاتية ضد شيوع هذه الأمور وانتشارها بين الناس، كالآخرين من أمثال الذين أحاطت بهم الفضيحة، ولصق بهم العار، وأطلع الناس على عيوبهم الخفية والظاهرة، ولولا الستر الإلهي، والغطاء الرّبّانيّ، فيما سترته عليّ من العيوب، وغطيته عليّ من الذنوب، وأسدلت عليّ من الستر، وأبعدتني فيه من العار، لكنت من المفضوحين.

وكانت النتيجة، في غفلتي هذه، أنني لم أقابل إحسانك بالإحسان، بل اندفعت، اغتراراً مني بموقع ذاتي من القوة والعنفوان، للجري وراء المحرمات التي منعتني منها من دون وعي ولا تفكير، الأمر الذي يعرّضني في المستقبل لفقدان رعايتك، والسقوط في الدّرك الأسفل من فضائح الأعمال وقبائح الأقوال.

*من كتاب "آفاق الروح ،ج 1".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية