ردّ القرآن على اتّهام سليمان(ع) بالسّحر

ردّ القرآن على اتّهام سليمان(ع) بالسّحر

نواصل الحديث عن تجربة النّبيّ سليمان(ع) النّبويّة، وما لابسها من بعض الاتهامات الّتي نسبت إليه في زمانه، والّتي أخذ بها اليهود بعد ذلك، ومنها اتّهامه بالسّحر، فقد كان الشَّياطين بقيادة إبليس، يبثّون بين الناس بوسائلهم الخفيَّة، أنَّ سليمان(ع) إنّما مَلَك المُلكَ، وسخَّر الجنّ والإنس والوحش والطَّير، وأتى بغرائب الأمور وخوارقها، بواسطة السّحر الّذي كان يعلمه ويستخدمه في امتداد سلطته وتطوّر أوضاعه، وأنَّ المسألة عنده لم تكن منطلقةً من عنصر غيبـيّ ناشئ من لطف الله به وتكريمه له، لتسهيل أمره في دعوة النّاس إلى توحيد الله وعبادته وطاعته من موقع النبوّة.

وهذا هو الَّذي حاول اليهود إقناع النّاس به، لإضفاء جوٍّ من القداسة على ما يمارسونه من السِّحر الَّذي يخدعون به النّاس، في عمليَّةٍ تخييليَّةٍ تصوّر لهم الأشياء بغير صورتها الحقيقيَّة، على الطّريقة الّتي كان يستعملها السّحرة في عهد فرعون من الخداع والشّعوذة واستلاب أعين الناس، كما جاء في قوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}[1]، وقوله تعالى: {سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}[2]. وربما كان لهذا السّحر ـ في بعض الأساليب المتّبعة ـ تأثير نفسيّ خياليّ، إذ كانوا يستخدمون بعض وسائله الخفيّة ليفرّقوا بين المرء وزوجه، عبر ألوان الإثارة النّفسيّة الّتي لا يمكن أن يكون لها تأثيرها الضارّ بطريقة واقعيّة.

العلاقة بين السّحر والكفر

وقد تحدّث القرآن عن قضيّة السّحر هذه في موقف حاسم، فأكّد أنَّ السّحر فصيلة من فصائل الكفر، إمّا لأنَّ السّاحر يعتقد أنه هو الذي يملك القدرة الخاصّة على المؤثرات السّلبيّة أو الإيجابيّة التي تحدث من خلال سحره، وأنه لا دخل لله في ذلك، من جهة ما يفرضه قانون السببيَّة من ارتباط بعض الأفعال بأسبابها الطبيعيّة، الأمر الَّذي يلتقي مع الكفر بشكل مباشر، لإنكاره قدرة الله وهيمنته على كلّ أفعال الإنسان وأوضاعه النفسيّة والعمليّة، وإمّا لأنه يقترب من الكفر بمدلوله ولوازمه التي يستغلّها الساحر لإبعاد الناس عن الله، وتقريبهم من الطّغاة الّذين يستخدمونه للتأثير في الناس، في اعتبار أنفسهم أرباباً من دون الله، كما كانت الحال عند سحرة فرعون، الَّذين كان يستخدمهم لتأكيد موقعه الربوبيّ، مستغلاً جهلهم وتخلّفهم وانبهارهم. ومن هنا، فإنّ السّحر يعتبر كفراً، لأنّه يتّصل بالجانب العمليّ في دائرة امتداد الكفر، حتى لو لم يلتزم به السّاحر.

وهذا ما يرتفع عنه المستوى الروحيّ الإيمانيّ النبويّ للنّبيّ سليمان(ع) في تنـزّهه عنه جملةً وتفصيلاً، فلم يكن له أيّة علاقة به من قريب أو من بعيد، لأنه لم يتحرك في ملكه من موقع التحكّم بالناس، أو اللّعب عليهم، واستخدام السّحر لتقوية ملكه في امتداد سلطانه على الجنّ والإنس والطّير، والقيام بالأمور الخارقة للعادة، بل انطلق فيه من خلال قاعدة الحكم بالعدل، والإيمان الفصل المرتبط بالله الموحى إليه من قِبَلِه، والمنطلق من موقع قدرته وسرّ ربوبيّته.

ولذلك، فإنَّ الله ينفي عن سليمان الكفر الذي ينسبونه إليه من خلال استخدامه السّحر في أوضاعه العامّة، ويثبّته للشّياطين الّذين كفروا بالله، وحاولوا أن يؤكّدوا كفرهم بالسّحر الّذي كانوا يعلّمونه للناس، ليبعدوهم عن الإيمان بالله، بخداعهم، والإيحاء إليهم بأنَّ القدرة قدرتهم، وأنَّ الأمر يرجع إليهم، وأنَّ الحياة تخضع لهم لا للغيب الّذي يمثّله توحيد الله الكلّيّ القدرة.

وقد جاء ذلك كلّه في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ ـ أي ما ترويه وتخبره وتكذب به ـ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ـ أي في ملك سليمان أو في عهد ملك سليمان ـ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ـ لأنه كان ينطلق في كلّ أموره وأوضاعه وحركة ملكه من الله سبحانه، من موقع رسالته كنبيٍّ من أنبيائه، يدعو إلى الإيمان به وتوحيده ـ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ ـ فلم يلتزموا بالإيمان بالله وبطاعته وعبادته، بل كانوا يعملون على إضلال الناس وتهيئة أسباب الكفر لهم بكلّ الأساليب؛ من الجحود له، والإشراك به، والأخذ بالوسائل الّتي تبعدهم عنه وتثير فيهم الأفكار المنحرفة، ومن بين ذلك، أنهم كانوا ـ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}[3]، الَّذي قد يلتقي بالكفر ويقترب منه، ليبعدوا النّاس عن الله وعن مسؤوليّتهم أمامه في اتّباع أوامره وتجنّب نواهيه، وعن الانفتاح على أسراره الدَّقيقة العجيبة في خلقه، وليشغلوهم بالألاعيب اللاهية الخادعة.

هاروت وماروت وتعليم السّحر

وينطلق الحديث ليربطنا برافدٍ آخر من روافد السّحر، وهو ما جاء الحديث عنه في قوله تعالى: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}[4]، هذان اللّذان كانا يعلّمان النَّاس السِّحر للمعرفة والثَّقافة ودفع الضَّرر، لا لاستلام زمام المبادرة العمليّ فيه، ولهذا، كانا يرشدان الإنسان الَّذي يتعلَّم منهما إلى أنهما فتنة للنّاس وامتحانٌ لهم على الانضباط والالتزام الدّينيّ في عدم الإضرار من موقع القدرة والمعرفة، لا من موقع العجز، لأنَّ هناك فرقاً بين أن تلتزم بترك الشّيء لأنّك لا تعرف حدوده وقواعده الَّتي تملك من خلالها إمكانيَّة التصرّف، وأن تتركه وأنت تعرف كيف تتلاعب به وتوجِّهه الوجهة الَّتي تريدها في طريق الخير أو الشرّ. ولكنَّ النّاس ـ ومنهم اليهود ـ لا ينجحون في الامتحان غالباً، فيوجِّهون المعرفة الَّتي يكسبونها في طريق الإضرار بالنّاس، {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}. والظّاهر أنَّ المراد من ذلك ما يستعمل لهذا الهدف، لا ما يحدث منه ذلك بشكلٍ حتميّ، وذلك بقرينة قوله تعالى: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ}[5]، وإذن الله يطلق عادةً على الظّروف والأسباب الطّبيعيَّة التي أودعها الله في خصائص الأشياء، مما يساهم في حدوث الظَّاهرة في حركة الوجود الإنسانيّ والكونيّ؛ وفي هذا إيحاءٌ بأنَّ الإنسان لا يملك أن ينفع أحداً أو يضرّه ما لم يكن ذلك بإرادة الله الّذي يملك القدرة على كلِّ شيءٍ خلقه.

ثُمَّ يدخل القرآن في الأجواء الروحيَّة الَّتي يريد الله للإنسان أن يستحضرها في وعيه ووجدانه عندما يواجه حدود الحلال والحرام، فيفكِّر في الله وفي الدّار الآخرة في ما ينتظره من سخط الله وعذابه، وفي ما يخسره من حظِّ الدّنيا والآخرة، لينفصل عن الدّوافع الذاتيَّة الشرّيرة الّتي تربطه بالأرض بعيداً عن آفاق السَّماء، والّتي تزيّن له الانحراف، وتهوّن عليه المعصية، طمعاً في إرضاء نوازعه المنحرفة الضيِّقة: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ ـ أي السِّحر في وسائله الضارّة ـمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ـ أي نصيب ـ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ ـ أي باعوها، لأنه ثمنٌ بخسٌ لا يحصلون منه على شيء، لأنهم سيتركونه في الدّنيا، ويواجهون الآخرة صفر اليدين ـ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[6]، لكنَّهم لا يعلمون، لغلبة الغفلة عليهم من خلال سيطرة الشَّهوة على تفكيرهم ووجدانهم، {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ الله خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[7]، فلو وقفوا عند حدود ما أحلّه الله وما حرَّمه عليهم، واتّقوا ربهم، فستنتظرهم المثوبة من عند الله، لو عرفوا قيمة المثوبة المنطلقة في أجواء رضاه ورحمته، ولكنَّهم لا يعلمون.

حقيقة السِّحر وأثره

أمَّا عن السّحر؛ ما حقيقته، وما تأثيره، وهل له أساس من الحقّ يركن إليه؟

لا يبعد أن نستوحي من القرآن الكريم في آياته المتفرّقة، ولا سيَّما في ما جاء من حديث موسى مع السّحرة، أنَّ السِّحر عمليَّة تخييل ولعب على الأعين والحواسّ الأخرى، وذلك ما جاء في قوله تعالى: {سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}[8]، وقوله تعالى في حديث موسى معهم: {مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ}[9]، كدلالة على أنه لا يرتكز على أساسٍ من الحقّ الَّذي يمكن له أن يتماسك، وقوله: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[10]، لأنَّ عمله لا يؤدّي إلى نتيجةٍ حاسمة، بل ينتهي إلى الخيبة والخسران والفشل الذّريع. وقد نجدُ هذا المعنى في ما كان الكفّار يواجهون به الأنبياء من اتّهامهم بالسِّحر، وأنهم يُفقدون الإنسان قدرته على مواجهة الدَّعوة بحريّة الإرادة والاختيار، بما يملكون من وسائله.

وقد وردت الأحاديث الكثيرة في التَّنديد بالسَّاحر والسّحر، والتَّشديد على عقوبة السَّاحر في الدّنيا والآخرة، فقد جاء في الحديث: "الكاهن كالسَّاحر، والسَّاحر كالكافر، والكافر في النّار"[11]، وجاء أيضاً: "ساحر المسلمين يقتل، وساحر الكفَّار لا يقتل. قيل: يا رسول الله، ولِمَ لا يقتل ساحر الكفّار؟ قال: لأنَّ الكفر أعظم من السِّحر، ولأنَّ السّحر والشّرك مقرونان"[12].

ولعلَّ الوجه في ذلك، هو طبيعة الخطورة التي يمثّلها السِّحر في ربط النّاس بالخرافة والتَّضليل والتَّمويه والابتعاد عن طبيعة الأشياء تحت ستار الأسرار الغامضة المقدَّسة، أو الاعتقاد ببعض المؤثّرات في خصائص الأشياء، بالمستوى الّذي يتنافى مع وحدانية الله وعظمته.

وإنَّنا لا ننطلق في تحفّظنا في موضوع اعتبار السّحر شيئاً حقيقيّاً، من فكرة استبعاد علاقة الأشياء غير الملموسة أو غير المادّية بالتّأثير بالواقع، باعتبار أنّ قضايا الحياة الواقعيّة ترتكز على الدّليل الحسّيّ، بل لأننا لا نملك أدلّةً وجدانيّةً أو شرعيّةً ـ في ما نعرفه من أدلّة ـ على ذلك، فتبقى القضيّة في طور الاحتمال الّذي يحتاج في جميع تفاصيله إلى دليل.

أقوالٌ في ماهية السِّحر

وقد اختُلف في ماهيّة السّحر على أقوال، فقيل: "إنّه ضرب من التّخييل، وصنعة من لطيف الصنائع، وقد أمر الله بالتعوّذ منه، وجعل التّحرّز بكتابه وقايةً منه، وأنزل فيه سورة الفلق، وهو قول الشّيخ المفيد أبي عبد الله من أصحابنا؛ وقيل إنّه خدع ومخاريق وتمويهات لا حقيقة لها، يخيَّل إلى المسحور أنَّ لها حقيقةً؛ وقيل إنه يمكن للسّاحر أن يقلب الإنسان حماراً، ويقلبه من صورة إلى صورة، وينشئ الحيوان على وجه الاختراع... وهذا لا يجوز، ومن صدَّق به، فهو لا يعرف النبوّة، ولا يأمن أن تكون معجزات الأنبياء من هذا النّوع، ولو أنَّ السّاحر والمعزّم قدرا على نفعٍ أو ضررٍ وعلما الغيب، لَقدرا على إزالة الممالك، واستخراج الكنوز من معادنها، والغلبة على البلدان بقتل الملوك من غير أن ينالهم مكروه أو ضرر، فلمّا رأيناهم أسوأ حالاً، وأكثرهم مكيدةً واحتيالاً، علمنا أنهم لا يقدرون على شيءٍ من ذلك. فأمَّا ما روي من الأخبار أنَّ النبيّ(ص) سُحِر، فكان يرى أنّه فعل ما لم يفعله، أو أنّه لم يفعل ما فعله، فأخبار مفتعلة لا يُلتفت إليها، وقد قال الله سبحانه وتعالى ـ حكايةً عن الكفَّار ـ: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً}[13]. حاشا النبيّ(ص) من كلّ صفة نقصٍ تنفر عن قبول قوله، فإنه حجّة الله على خليقته، وصفوته من بريّته"[14].

وإنّنا نعقّب على ما استفاده الشّيخ المفيد من سورة الفلق، في قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[15]، أنَّ من الممكن أن تكون الاستعاذة أسلوباً من أساليب التخلّص من الحالات النفسيَّة الّتي يعيشها الإنسان من خوفٍ أو قلق، وذلك بسبب العقليّة الشعبيّة الّتي درجت على اعتقاد وجود آثار حقيقيّة لمثل هذه الأمور. وقد يكون قريباً من هذا الجوّ الأحاديث الواردة في الاستعاذة بالله من أسباب الطيرة والتّشاؤم إذا حدث في النّفس شيء بسببها، ما يوحي بأنَّ المعالجة ليست معالجةً لشيءٍ حقيقيّ يخاف من خطره، بل هي معالجة لحالة نفسيَّة تحدث من خلال العقائد الموروثة، وقد لا يعني هذا أن نلغي من الحساب كلَّ التأثيرات الرّوحيّة الّتي تنتج من بعض الكلمات المقدَّسة من أسماء الله الحسنى وآياته، فقد ورد في كثيرٍ من الأحاديث تأثيرها في بعض القضايا الّتي تبقى من اهتمامات الأديان المرتكزة على وحي الله الَّذي يعلم حقائق الأشياء في خصائصها الرّوحيّة والماديّة.

ولكنّ هذه الأمور ليست مساحةً مفتوحةً للجميع، بل هي من صلاحيَّات أهل المعرفة الدينيّة الواعية الّذين يميِّزون بين الخرافة والحقيقة، ويعرفون صحيح الحديث من فاسده، فلا يأخذون من هذه القضايا إلا ما ثبت لهم صحّته، مما لا يخالف المنطق وطبيعة الأشياء، ولا يمكن تسليم هذه الأمور إلى أشباه الأمّيّين، الّذين لا يملكون من المعرفة إلاَّ قليلاً، فيعتمدون على الصّدفة في ربح ثقة النّاس، مما لم يكن لهم فيه أيّ دخلٍ من معرفةٍ أو تأثير، فيتبعهم النّاس لذلك، ويعتذرون عنهم في غير ذلك مما يخطئون فيه، لأنَّ شأن النَّاس أن يحبّوا التَّصديق السَّهل في الأمور، فذلك يجعلهم في حال استسلامٍ للحلِّ السَّهل الّذي لا يكلّفهم عناءً في مواجهة الأشياء. والحمد لله ربِّ العالمين.

*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة


[1]  [طه: 66].

[2]  [الأعراف: 116].

[3]  [البقرة: 102].

[4]  [البقرة: 102].

[5]  [البقرة: 102].

[6]  [البقرة: 102].

[7]  [البقرة: 103].

[8]  [الأعراف: 116].

[9]  [يونس: 81].

[10]  [طه: 69].

[11]  وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج 17، ص 143.

[12]  شرح اللّمعة، الشّهيد الثاني، ج 9، ص 195.

[13]  [الإسراء: 47].

[14]  تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج 1، ص 334.

[15]  [الفلق: 4].


نواصل الحديث عن تجربة النّبيّ سليمان(ع) النّبويّة، وما لابسها من بعض الاتهامات الّتي نسبت إليه في زمانه، والّتي أخذ بها اليهود بعد ذلك، ومنها اتّهامه بالسّحر، فقد كان الشَّياطين بقيادة إبليس، يبثّون بين الناس بوسائلهم الخفيَّة، أنَّ سليمان(ع) إنّما مَلَك المُلكَ، وسخَّر الجنّ والإنس والوحش والطَّير، وأتى بغرائب الأمور وخوارقها، بواسطة السّحر الّذي كان يعلمه ويستخدمه في امتداد سلطته وتطوّر أوضاعه، وأنَّ المسألة عنده لم تكن منطلقةً من عنصر غيبـيّ ناشئ من لطف الله به وتكريمه له، لتسهيل أمره في دعوة النّاس إلى توحيد الله وعبادته وطاعته من موقع النبوّة.

وهذا هو الَّذي حاول اليهود إقناع النّاس به، لإضفاء جوٍّ من القداسة على ما يمارسونه من السِّحر الَّذي يخدعون به النّاس، في عمليَّةٍ تخييليَّةٍ تصوّر لهم الأشياء بغير صورتها الحقيقيَّة، على الطّريقة الّتي كان يستعملها السّحرة في عهد فرعون من الخداع والشّعوذة واستلاب أعين الناس، كما جاء في قوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}[1]، وقوله تعالى: {سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}[2]. وربما كان لهذا السّحر ـ في بعض الأساليب المتّبعة ـ تأثير نفسيّ خياليّ، إذ كانوا يستخدمون بعض وسائله الخفيّة ليفرّقوا بين المرء وزوجه، عبر ألوان الإثارة النّفسيّة الّتي لا يمكن أن يكون لها تأثيرها الضارّ بطريقة واقعيّة.

العلاقة بين السّحر والكفر

وقد تحدّث القرآن عن قضيّة السّحر هذه في موقف حاسم، فأكّد أنَّ السّحر فصيلة من فصائل الكفر، إمّا لأنَّ السّاحر يعتقد أنه هو الذي يملك القدرة الخاصّة على المؤثرات السّلبيّة أو الإيجابيّة التي تحدث من خلال سحره، وأنه لا دخل لله في ذلك، من جهة ما يفرضه قانون السببيَّة من ارتباط بعض الأفعال بأسبابها الطبيعيّة، الأمر الَّذي يلتقي مع الكفر بشكل مباشر، لإنكاره قدرة الله وهيمنته على كلّ أفعال الإنسان وأوضاعه النفسيّة والعمليّة، وإمّا لأنه يقترب من الكفر بمدلوله ولوازمه التي يستغلّها الساحر لإبعاد الناس عن الله، وتقريبهم من الطّغاة الّذين يستخدمونه للتأثير في الناس، في اعتبار أنفسهم أرباباً من دون الله، كما كانت الحال عند سحرة فرعون، الَّذين كان يستخدمهم لتأكيد موقعه الربوبيّ، مستغلاً جهلهم وتخلّفهم وانبهارهم. ومن هنا، فإنّ السّحر يعتبر كفراً، لأنّه يتّصل بالجانب العمليّ في دائرة امتداد الكفر، حتى لو لم يلتزم به السّاحر.

وهذا ما يرتفع عنه المستوى الروحيّ الإيمانيّ النبويّ للنّبيّ سليمان(ع) في تنـزّهه عنه جملةً وتفصيلاً، فلم يكن له أيّة علاقة به من قريب أو من بعيد، لأنه لم يتحرك في ملكه من موقع التحكّم بالناس، أو اللّعب عليهم، واستخدام السّحر لتقوية ملكه في امتداد سلطانه على الجنّ والإنس والطّير، والقيام بالأمور الخارقة للعادة، بل انطلق فيه من خلال قاعدة الحكم بالعدل، والإيمان الفصل المرتبط بالله الموحى إليه من قِبَلِه، والمنطلق من موقع قدرته وسرّ ربوبيّته.

ولذلك، فإنَّ الله ينفي عن سليمان الكفر الذي ينسبونه إليه من خلال استخدامه السّحر في أوضاعه العامّة، ويثبّته للشّياطين الّذين كفروا بالله، وحاولوا أن يؤكّدوا كفرهم بالسّحر الّذي كانوا يعلّمونه للناس، ليبعدوهم عن الإيمان بالله، بخداعهم، والإيحاء إليهم بأنَّ القدرة قدرتهم، وأنَّ الأمر يرجع إليهم، وأنَّ الحياة تخضع لهم لا للغيب الّذي يمثّله توحيد الله الكلّيّ القدرة.

وقد جاء ذلك كلّه في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ ـ أي ما ترويه وتخبره وتكذب به ـ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ـ أي في ملك سليمان أو في عهد ملك سليمان ـ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ـ لأنه كان ينطلق في كلّ أموره وأوضاعه وحركة ملكه من الله سبحانه، من موقع رسالته كنبيٍّ من أنبيائه، يدعو إلى الإيمان به وتوحيده ـ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ ـ فلم يلتزموا بالإيمان بالله وبطاعته وعبادته، بل كانوا يعملون على إضلال الناس وتهيئة أسباب الكفر لهم بكلّ الأساليب؛ من الجحود له، والإشراك به، والأخذ بالوسائل الّتي تبعدهم عنه وتثير فيهم الأفكار المنحرفة، ومن بين ذلك، أنهم كانوا ـ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}[3]، الَّذي قد يلتقي بالكفر ويقترب منه، ليبعدوا النّاس عن الله وعن مسؤوليّتهم أمامه في اتّباع أوامره وتجنّب نواهيه، وعن الانفتاح على أسراره الدَّقيقة العجيبة في خلقه، وليشغلوهم بالألاعيب اللاهية الخادعة.

هاروت وماروت وتعليم السّحر

وينطلق الحديث ليربطنا برافدٍ آخر من روافد السّحر، وهو ما جاء الحديث عنه في قوله تعالى: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}[4]، هذان اللّذان كانا يعلّمان النَّاس السِّحر للمعرفة والثَّقافة ودفع الضَّرر، لا لاستلام زمام المبادرة العمليّ فيه، ولهذا، كانا يرشدان الإنسان الَّذي يتعلَّم منهما إلى أنهما فتنة للنّاس وامتحانٌ لهم على الانضباط والالتزام الدّينيّ في عدم الإضرار من موقع القدرة والمعرفة، لا من موقع العجز، لأنَّ هناك فرقاً بين أن تلتزم بترك الشّيء لأنّك لا تعرف حدوده وقواعده الَّتي تملك من خلالها إمكانيَّة التصرّف، وأن تتركه وأنت تعرف كيف تتلاعب به وتوجِّهه الوجهة الَّتي تريدها في طريق الخير أو الشرّ. ولكنَّ النّاس ـ ومنهم اليهود ـ لا ينجحون في الامتحان غالباً، فيوجِّهون المعرفة الَّتي يكسبونها في طريق الإضرار بالنّاس، {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}. والظّاهر أنَّ المراد من ذلك ما يستعمل لهذا الهدف، لا ما يحدث منه ذلك بشكلٍ حتميّ، وذلك بقرينة قوله تعالى: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ}[5]، وإذن الله يطلق عادةً على الظّروف والأسباب الطّبيعيَّة التي أودعها الله في خصائص الأشياء، مما يساهم في حدوث الظَّاهرة في حركة الوجود الإنسانيّ والكونيّ؛ وفي هذا إيحاءٌ بأنَّ الإنسان لا يملك أن ينفع أحداً أو يضرّه ما لم يكن ذلك بإرادة الله الّذي يملك القدرة على كلِّ شيءٍ خلقه.

ثُمَّ يدخل القرآن في الأجواء الروحيَّة الَّتي يريد الله للإنسان أن يستحضرها في وعيه ووجدانه عندما يواجه حدود الحلال والحرام، فيفكِّر في الله وفي الدّار الآخرة في ما ينتظره من سخط الله وعذابه، وفي ما يخسره من حظِّ الدّنيا والآخرة، لينفصل عن الدّوافع الذاتيَّة الشرّيرة الّتي تربطه بالأرض بعيداً عن آفاق السَّماء، والّتي تزيّن له الانحراف، وتهوّن عليه المعصية، طمعاً في إرضاء نوازعه المنحرفة الضيِّقة: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ ـ أي السِّحر في وسائله الضارّة ـمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ـ أي نصيب ـ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ ـ أي باعوها، لأنه ثمنٌ بخسٌ لا يحصلون منه على شيء، لأنهم سيتركونه في الدّنيا، ويواجهون الآخرة صفر اليدين ـ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[6]، لكنَّهم لا يعلمون، لغلبة الغفلة عليهم من خلال سيطرة الشَّهوة على تفكيرهم ووجدانهم، {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ الله خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[7]، فلو وقفوا عند حدود ما أحلّه الله وما حرَّمه عليهم، واتّقوا ربهم، فستنتظرهم المثوبة من عند الله، لو عرفوا قيمة المثوبة المنطلقة في أجواء رضاه ورحمته، ولكنَّهم لا يعلمون.

حقيقة السِّحر وأثره

أمَّا عن السّحر؛ ما حقيقته، وما تأثيره، وهل له أساس من الحقّ يركن إليه؟

لا يبعد أن نستوحي من القرآن الكريم في آياته المتفرّقة، ولا سيَّما في ما جاء من حديث موسى مع السّحرة، أنَّ السِّحر عمليَّة تخييل ولعب على الأعين والحواسّ الأخرى، وذلك ما جاء في قوله تعالى: {سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}[8]، وقوله تعالى في حديث موسى معهم: {مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ}[9]، كدلالة على أنه لا يرتكز على أساسٍ من الحقّ الَّذي يمكن له أن يتماسك، وقوله: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[10]، لأنَّ عمله لا يؤدّي إلى نتيجةٍ حاسمة، بل ينتهي إلى الخيبة والخسران والفشل الذّريع. وقد نجدُ هذا المعنى في ما كان الكفّار يواجهون به الأنبياء من اتّهامهم بالسِّحر، وأنهم يُفقدون الإنسان قدرته على مواجهة الدَّعوة بحريّة الإرادة والاختيار، بما يملكون من وسائله.

وقد وردت الأحاديث الكثيرة في التَّنديد بالسَّاحر والسّحر، والتَّشديد على عقوبة السَّاحر في الدّنيا والآخرة، فقد جاء في الحديث: "الكاهن كالسَّاحر، والسَّاحر كالكافر، والكافر في النّار"[11]، وجاء أيضاً: "ساحر المسلمين يقتل، وساحر الكفَّار لا يقتل. قيل: يا رسول الله، ولِمَ لا يقتل ساحر الكفّار؟ قال: لأنَّ الكفر أعظم من السِّحر، ولأنَّ السّحر والشّرك مقرونان"[12].

ولعلَّ الوجه في ذلك، هو طبيعة الخطورة التي يمثّلها السِّحر في ربط النّاس بالخرافة والتَّضليل والتَّمويه والابتعاد عن طبيعة الأشياء تحت ستار الأسرار الغامضة المقدَّسة، أو الاعتقاد ببعض المؤثّرات في خصائص الأشياء، بالمستوى الّذي يتنافى مع وحدانية الله وعظمته.

وإنَّنا لا ننطلق في تحفّظنا في موضوع اعتبار السّحر شيئاً حقيقيّاً، من فكرة استبعاد علاقة الأشياء غير الملموسة أو غير المادّية بالتّأثير بالواقع، باعتبار أنّ قضايا الحياة الواقعيّة ترتكز على الدّليل الحسّيّ، بل لأننا لا نملك أدلّةً وجدانيّةً أو شرعيّةً ـ في ما نعرفه من أدلّة ـ على ذلك، فتبقى القضيّة في طور الاحتمال الّذي يحتاج في جميع تفاصيله إلى دليل.

أقوالٌ في ماهية السِّحر

وقد اختُلف في ماهيّة السّحر على أقوال، فقيل: "إنّه ضرب من التّخييل، وصنعة من لطيف الصنائع، وقد أمر الله بالتعوّذ منه، وجعل التّحرّز بكتابه وقايةً منه، وأنزل فيه سورة الفلق، وهو قول الشّيخ المفيد أبي عبد الله من أصحابنا؛ وقيل إنّه خدع ومخاريق وتمويهات لا حقيقة لها، يخيَّل إلى المسحور أنَّ لها حقيقةً؛ وقيل إنه يمكن للسّاحر أن يقلب الإنسان حماراً، ويقلبه من صورة إلى صورة، وينشئ الحيوان على وجه الاختراع... وهذا لا يجوز، ومن صدَّق به، فهو لا يعرف النبوّة، ولا يأمن أن تكون معجزات الأنبياء من هذا النّوع، ولو أنَّ السّاحر والمعزّم قدرا على نفعٍ أو ضررٍ وعلما الغيب، لَقدرا على إزالة الممالك، واستخراج الكنوز من معادنها، والغلبة على البلدان بقتل الملوك من غير أن ينالهم مكروه أو ضرر، فلمّا رأيناهم أسوأ حالاً، وأكثرهم مكيدةً واحتيالاً، علمنا أنهم لا يقدرون على شيءٍ من ذلك. فأمَّا ما روي من الأخبار أنَّ النبيّ(ص) سُحِر، فكان يرى أنّه فعل ما لم يفعله، أو أنّه لم يفعل ما فعله، فأخبار مفتعلة لا يُلتفت إليها، وقد قال الله سبحانه وتعالى ـ حكايةً عن الكفَّار ـ: {إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً}[13]. حاشا النبيّ(ص) من كلّ صفة نقصٍ تنفر عن قبول قوله، فإنه حجّة الله على خليقته، وصفوته من بريّته"[14].

وإنّنا نعقّب على ما استفاده الشّيخ المفيد من سورة الفلق، في قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[15]، أنَّ من الممكن أن تكون الاستعاذة أسلوباً من أساليب التخلّص من الحالات النفسيَّة الّتي يعيشها الإنسان من خوفٍ أو قلق، وذلك بسبب العقليّة الشعبيّة الّتي درجت على اعتقاد وجود آثار حقيقيّة لمثل هذه الأمور. وقد يكون قريباً من هذا الجوّ الأحاديث الواردة في الاستعاذة بالله من أسباب الطيرة والتّشاؤم إذا حدث في النّفس شيء بسببها، ما يوحي بأنَّ المعالجة ليست معالجةً لشيءٍ حقيقيّ يخاف من خطره، بل هي معالجة لحالة نفسيَّة تحدث من خلال العقائد الموروثة، وقد لا يعني هذا أن نلغي من الحساب كلَّ التأثيرات الرّوحيّة الّتي تنتج من بعض الكلمات المقدَّسة من أسماء الله الحسنى وآياته، فقد ورد في كثيرٍ من الأحاديث تأثيرها في بعض القضايا الّتي تبقى من اهتمامات الأديان المرتكزة على وحي الله الَّذي يعلم حقائق الأشياء في خصائصها الرّوحيّة والماديّة.

ولكنّ هذه الأمور ليست مساحةً مفتوحةً للجميع، بل هي من صلاحيَّات أهل المعرفة الدينيّة الواعية الّذين يميِّزون بين الخرافة والحقيقة، ويعرفون صحيح الحديث من فاسده، فلا يأخذون من هذه القضايا إلا ما ثبت لهم صحّته، مما لا يخالف المنطق وطبيعة الأشياء، ولا يمكن تسليم هذه الأمور إلى أشباه الأمّيّين، الّذين لا يملكون من المعرفة إلاَّ قليلاً، فيعتمدون على الصّدفة في ربح ثقة النّاس، مما لم يكن لهم فيه أيّ دخلٍ من معرفةٍ أو تأثير، فيتبعهم النّاس لذلك، ويعتذرون عنهم في غير ذلك مما يخطئون فيه، لأنَّ شأن النَّاس أن يحبّوا التَّصديق السَّهل في الأمور، فذلك يجعلهم في حال استسلامٍ للحلِّ السَّهل الّذي لا يكلّفهم عناءً في مواجهة الأشياء. والحمد لله ربِّ العالمين.

*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة


[1]  [طه: 66].

[2]  [الأعراف: 116].

[3]  [البقرة: 102].

[4]  [البقرة: 102].

[5]  [البقرة: 102].

[6]  [البقرة: 102].

[7]  [البقرة: 103].

[8]  [الأعراف: 116].

[9]  [يونس: 81].

[10]  [طه: 69].

[11]  وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج 17، ص 143.

[12]  شرح اللّمعة، الشّهيد الثاني، ج 9، ص 195.

[13]  [الإسراء: 47].

[14]  تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج 1، ص 334.

[15]  [الفلق: 4].

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية