استسلمت السيِّدة مريم العذراء للتّجربة الغريبة الَّتي أراد الله لها أن تواجهها وتتحمَّل نتائجها، من خلال رسوله الملَك. وكما تفرض طبيعة الأمر، بدأت تفكِّر كيف يتمّ الحمل من دون الخضوع لقانون التّوالد الإنسانيّ الطّبيعيّ، إنّها لم تعهد حالةً مشابهةً لمثل هذه الحالة الّتي حدّثها عنها هذا الرّسول برسالةٍ من الله، ولم يحدِّثها أحد عن حدوث تجربةٍ مماثلةٍ فيما كانت تسمعه من قصص الولادات الإنسانيَّة؟!
الحمل بعيسى(ع)
وتدخَّلت الإرادة الإلهيَّة، ونفخ الله في جسدها نفخةً من الروح، وكان الحمل ينمو ويتطوّر حتى يعود خلقاً سوياً يتمثّل بالبشر الزكيّ، تماماً كما هي الإرادة التكوينيّة في نفخة الروح الإلهيّة في الطين التي أنتجت الإنسان الأوّل آدم، وهذا ما جاء في قوله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}[1]، وقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَ}[2].
وهكذا أودع الله فيها بذرة الحياة في نفخة من روحه، ولم يفصِّل القرآن دور الملَك المرسَل إليها؛ هل هو من تولّى هذه النّفخة الحيويَّة، أو أنَّ الله هو الّذي نفخ فيها من روحه، كما هو ظاهر الآية، لأنَّ دور الملك هو الإبلاغ لا التَّكوين، مع بعض التحفّظ في ذلك من خلال كلمته: {لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّ}[3]، فقد يستوحى منها أنَّ له دوراً في المسألة، لكن من الممكن أن يكون ذلك منطلقاً من قيامه ببعض المقدِّمات مما لا ندرك غيبه.
ونلاحظ أنَّ الآيتين في تأكيدهما إحصانها فرجها، قد توحيان بأنها كانت عذراء لم يلمسها أحد، ما يدلّ على طبيعة الجانب الغيبيّ في إدارة شؤون حملها بعيسى.
{فَحَمَلَتْهُ}، وأحسَّت بالتَّجربة في إحساسها الشّعوريّ، تماماً كما تحسّ المرأة الحامل عند عروض الحمل عليها، وأدركت خطورة الموقف في النَّظرة الاجتماعيَّة إليها من قومها عندما تلد هذا الغلام وتقدِّمه إليهم، باعتبار أنها أمّه وأنّه وليدها، مع التزامها بعذريّتها وحصانتها الأخلاقيَّة، فكانت أوَّل خطوة قامت بها في الأخذ بأسباب الحذر، حتى لا تواجه الرّفض الاجتماعيّ عند الولادة أو في حالات ظهور الحمل، أن ابتعدت عن المحيط القريب من منازل أسرتها، لئلا تثير انتباه أحدٍ من النّاس ممّن قد يعرفها بأنّها العذراء الّتي لم تتزوَّج ويستنكر عليها ذلك، وهذا ما تحدَّث القرآن عنه: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّ}[4]، بعيداً عن النّاس.
أمّا مدَّة حملها فقد اختلفوا فيها، فقيل ساعة واحدة، قال ابن عباس: "لم يكن بين الانتباذ والحمل إلا ساعة واحدة، لأنّه تعالى لم يذكر بينهما فصلاً، لأنّه قال: فحملته، فانتبذت، فأجاءها، والفاء للتّعقيب. وقيل: حملت به في ساعة، وصُوِّر في ساعة، ووضعته في ساعة حين زاغت الشَّمس من يومها وهي بنت عشر سنين... وقيل: كانت مدّة حملها تسع ساعات، وهذا مرويّ عن أبي عبد الله جعفر الصَّادق(ع)... وقيل ثمانية أشهر، وكان ذلك آية، وذلك أنّه لم يعش مولودٌ وضع لثمانية أشهر غيره..."[5]، كما في مجمع البيان.
ونلاحظ أمام هذه الأقوال، أنّه قد يبرز سؤال، أنَّ مريم لم تكن منفردةً عن أهلها في حياتها الخاصَّة، فكيف تغيب عنهم مدّةً طويلةً قد تصل إلى الأشهر الستّة أو الثّمانية، من دون أن يبحثوا عنها ويتفقّدوها، تخوّفاً من أن يكون قد أصابها سوء، الأمر الَّذي قد يجعل هذه المدّة مستبعدةً؟ ومن جانب آخر، إذا كان الحمل والوضع لا يزيد عن ساعات أو يوم، فكيف يبادرها القوم، عندما قدَّمت إليهم وليدها، بالاتهام، وقد كانوا عرفوها قبل وقت قصير غير حامل، لأنَّ مثل هذا الوقت لا يحصل فيه الحمل؟
إنَّها علامات استفهامٍ لا نجد كثيراً من الفائدة في التوقّف عندها أو الإجابة عنها، ولا سيَّما أنّ أكثر الأقوال فيها كانت اجتهاداتٍ من أصحابها، هذا إضافةً إلى أنَّ القرآن لم يدخل في التَّفاصيل، فلا علاقة لها بطبيعة القصَّة.
أوان المخاض وآلامه
{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ}، قال في الكشَّاف: "أجاء منقول من جاء، إلا أنَّ استعماله قد تغيّر بعد النّقل إلى معنى الإلجاء، ألا تراك تقول: جئت المكان وأجاءنيه زيد، كما تقول: بلَّغته وأبلغنيه، ونظيره أتى حيث لم تستعمل إلا في الإعطاء، ولم تقل: أتيت المكان وأتانيه فلان"[6]. وقال الكسائي: "تميم تقول: ما أجاءك إلى هذا وما أمشاك إليه، ومن أمثالهم: شرّ أجاءك إلى مخة عرقوب"[7].
{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ}، أي ألجأها الطَّلق إلى وجع الولادة، يقال: مخضت الحامل مخاضاً وهي تمخض الولد في بطنها، {إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ}[8]، أي طلبت الجذع لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة، وكان جذع نخلة يابسة في الصَّحراء ليس لها رأس ولا ثمرة ولا خضرة، وكان الوقت شتاءً، "كأنَّ الله تعالى إنّما أرشدها إلى النَّخلة ليطعمها منها الرَّطب، الذي هو خرسة النّفساء الموافقة لها، ولأنَّ النّخلة أقلّ شيء صبراً على البرد، وثمارها إنما هي من جمارها، فلموافقتها لها مع جمع الآيات فيها، اختارها لها وألجأها إليها"[9].
وهكذا ولد عيسى بما يشبه الصَّدمة النفسيّة لمشاعرها، وتحرّك الضّعف الأنثويّ في داخلها إحساساً بالعجز عن مواجهة هذا الحدث الَّذي يرفضه المجتمع الّذي تنتمي إليه، وهو المجتمع الّذي يحترمها، لأنّه يرى فيها المثل الأعلى في العفَّة والطّهارة والإيمان، ولهذا شعرت بأنّها لا تملك أيّة وسيلةٍ للدّفاع عن نفسها أمام هؤلاء النّاس، فهم لا يفهمون سرَّ الإعجاز الإلهيّ الكامن فيه، لأنَّ هذه التّجربة ليست تجربةً عاديّةً طبيعيّةً مألوفةً لديهم، بل هي مخالفة لما ألفوه، ولذلك سَيَرون فيه مظهر انحرافٍ في أخلاقيَّتها، وسقوطٍ في شرفها، ونقصٍ في عفَّتها، لما توحي به هذه الظّاهرة المتمثّلة بوضعها الغريب الجديد، من وجود علاقةٍ غير شرعيّة، ما دام احتمال نشوء المولود من علاقةٍ روحيّةٍ غيبيّةٍ أمراً غير وارد عندهم، وغير مفهوم لديهم.
وشعرت بأنَّ المسألة أكبر من طاقتها، ولا سيَّما أنّها كانت تعيش الوحدة الموحشة، فليس لها أنيسٌ تأنس به وتحدِّثه عن تفاصيل ما حدث لها، وتشكو إليه همومها الثَّقيلة ليخفّف عنها، وليس لديها صديقٌ تبحث معه مشكلتها المعقَّدة ليساعدها في البحث عن حلِّها، فأطلقت صرخة الإنسان الضَّعيف المسحوق، بعد أن شعرت في لحظةٍ كما لو أنَّ الحياة باتت عبئاً ثقيلاً عليها، ومشكلةً تطبق على نفسها، لأنّها تحشرها في زاوية ضيِّقة من التجربة الصّعبة التي لا تستطيع الخروج من نتائجها السّلبيَّة، ولا سيّما أنها تعرّض سمعتها وكرامتها وموقعها للخطر، وتصوّرها أمام أهلها ومجتمعها كفتاةٍ منحرفة في أخلاقيَّتها، بعد أن كانت في نظرهم مثال الطّهر والعفاف.
مواجهة المجتمع
وكانت مريم(ع) تواجه وضعاً اجتماعيّاً عائليّاً بالغ التَّعقيد وشديد الصّعوبة، فكانت صرختها الّتي انطلقت قويّةً في الهواء، على الرّغم من أنّها لم تكن لتجد لها أيَّ صدًى، ولكنَّها صرخة الصَّدمة العنيفة الّتي تفجَّرت في عمق إحساسها بالحرج، {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَ}، فلم أتعرَّض لمثل هذه التّجربة التي تصدم الرّوح والجسد، {وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّ}[10]، والنّسي هو الشّيء الحقير الّذي يُنسَى ولا يُطلب، فقد تمنّت لو أنها كانت شيئاً تافهاً لا يؤبه له، ولا قيمة له ولكلّ ما يتصلّ به لدى النّاس، لأنَّ مصيره يكون النسيان والإغفال، وذلك لما لحقها من فرط الحياء من النَّاس على حكم العادة البشريّة، لا كراهةً لحكم الله، أو لشدَّة التّكليف عليها إذا بهتوها فاتّهموها بما ليس فيها، مع أنّها مقتنعة بعمق معرفتها ببراءة ساحتها من كلِّ ما يمكن أن يتصوَّروه في النّظرة المسيئة إليها، لما عرفته من اختصاص الله لها بغاية الرّعاية والإكرام والإجلال واللّطف الخفيّ والرّحمة الواسعة، فهذا مقامٌ يواجهه الإنسان البريء في الواقع الاجتماعيّ الّذي يظلمه ممّا ليس فيه، وقد يؤذيه إذا لم تدركه الرّعاية الإلهيَّة، فقد يعرف الإنسان أنَّ ما اختصّ به هو أمر عظيم، وفضل باهر يستحقّ به المدح، ويستوجب عليه التَّعظيم في موقع القداسة الرّوحيّة، ولكنّه يراه عند النّاس لجهلهم به، عيباً يعاب به ويعنَّف بسببه. وهذا ما عاشته هذه السيّدة الطّاهرة فيما كانت تنتظره من موقفٍ صعبٍ في أهلها والنّاس...
ولكنَّ الله أراد أن ينقذها من هذه الحالة النفسيَّة الموحشة، فإذا بها تسمع النّداء في صوتٍ حميمٍ قيل إنّه صوت جبريل، وقيل إنّه صوت عيسى الّذي أنطقه الله ليخفِّف من آلام أمّه، ولينقذها من وحشتها وخوفها وحيرتها، للإيحاء إليها بأنّها إذا فقدت من يرعى شؤونها في ولادتها، فإنَّ الله الّذي رعاها بسرّ الغيب هو الّذي يرعاها الآن بتهيئة كلّ ما تحتاجه المرأة الوالدة، وإبعادها عن مشاعر الحزن الذاتيّة الّتي تنطلق من قلقها ممّا ينتظرها في المستقبل.
الكرامات الإلهيَّة لمريم
{فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي} من تهاويل المستقبل، ومن نظرات النّاس وكلامهم، فإنَّ الله الذي أعدَّك لمثل هذه الكرامة القدسيَّة، لن يتركك وحدك لتواجهي صعوبات الموقف، لأنّه هو الّذي يدافع عن عباده المخلصين المتَّقين فيما يملكون أمره، فكيف لا يرعاهم فيما لا يملكون شيئاً منه، ولا سيَّما فيما أوقعهم فيه وابتلاهم به، وها أنت ترين أنَّ الله قد أعدَّ لكِ كلّ أسباب الحماية والرّعاية، فتطلَّعي إلى ما أنت عليه، ف{قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّ}[11]، وهو ـ بحسب الظّاهر ـ جدول الماء الَّذي يترقرق إلى جانبها، بحيث تستطيع أن تشرب منه إذا عطشت، من دون حاجةٍ إلى بذل جهدٍ لا تستطيعه بحسب حالتها الصّحيَّة، وتملك أن تغتسل منه عند حاجتها إلى التَّنظيف والتّطهير مما يحدث للنَّفساء، وتلك كرامة إلهيّة بارزة لها، إذ لم يسبق لها أن رأت جدول الماء في هذا الموضع.
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}، الّتي كانت يابسةً لا اخضرار فيها ولا ثمر، فإذا هي نخلة خضراء تتدلّى عروقها وتحمل رطباً جنيّاً، يتساقط عليها عندما تهزّها بيدها الضَّعيفة التي منحها الله القوَّة، فينزل عليها ثمرها، من دون حاجةٍ إلى أيِّ جهدٍ مضاعفٍ ممّا يبذله الّذين يقطفون التّمر بالصّعود إلى أعلى النّخلة، دون أن يجدوا فرصةً طبيعيّةً في الاكتفاء بهزّها. أمّا مريم، فيكفيها أن تهزّها، {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّ}[12]، ناضجاً {فَكُلِي وَاشْرَبِي}، من خلال حاجتك إلى الغذاء الَّذي يقوِّي جسدك، فإنَّ الرَّطب ـ كما يقول أهل الخبرة ـ من أفضل الأغذية للنّساء بعد وضع الحمل.
وقد روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع): "قال رسول الله(ص): ليكن أوَّل ما تأكل النَّفساء الرّطب، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ قال لمريم(ع): {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّ}"[13]. وربما يستفاد من آخر هذا الحديث، أنَّ هذا الغذاء لا يفيد الأمّ فحسب، بل يؤثّر حتى في لبنها.
وقد نقل عن بعض علماء التَّغذية، أنَّ في التّمر ثلاث عشرة مادّةً حيويةً، وقد اكتشفوا فيه خمسة أنواع من الفيتامينات، ومنها الكالسيوم، الّذي هو عامل مهمّ في تقوية العظام، وكذلك يوجد فيه الفوسفور، وهو من العناصر الأساسيَّة في تكوين المخّ، ويمنع من ضعف الأعصاب ومن التَّعب، وكذلك يوجد فيه البوتاسيوم، الّذي يعتبر فقدانه من البدن السَّبب في قرحة المعدة...
وهكذا أراد الله لها أن تقرَّ عينها، وتطيب نفسها، وترفض الحزن والغمَّ والهمَّ، وتستقبل الحياة بروحٍ مطمئنَّة راضيةٍ طيّبةٍ في ظلال العناية الإلهيَّة، {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْن}، فإنّك بعين الله ورعايته، فقد تكفَّل بأمرك منذ ولادتك، عندما تقبَّلك بقبول حسن، وأنبتك نباتاً حسناً، وتكفَّل بك حتى النّهاية.
أمّا النّاس من أهلك ومجتمعك، أمَّا كلامهم، أمّا نظراتهم القاسية، أمّا اتّهاماتهم الظالمة، أمّا ذلك كلّه، فلن يكون مشكلةً لكِ على أيِّ حال، وليس من مسؤوليَّتك أن تردّي على ذلك كلّه، فالمهمّ أن تأخذي من إيمانك بالله وثقتك به روح الشّعور بالقوَّة، والثّقة بالموقف والتحدّي لكلِّ اتّهام ظالم، وأن تواجهي الموقف بطريقة اللامبالاة، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي}، بالإشارة الّتي يعرفون مضمونها، {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْم}، وهو صوم الصَّمت الّذي كان مشروعاً عندهم، {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّ}[14]، مهما كانت طبيعة حديثه ونوعيَّة أسئلته وقسوة اتّهاماته، لأنّي ملتزمة بالوفاء بالنّذر لله، باعتباره طاعةً له. والحمد لله ربِّ العالمين.
*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة
[1] [الأنبياء: 91].
[2] [التّحريم: 12].
[3] [مريم: 19].
[4] [مريم: 22].
[5] تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج 6، ص 417.
[6] الكشاف عن حقائق التّنزيل وعيون الأقاويل، الزمخشري، ج 2، شرح ص 506.
[7] تفسير مجمع البيان، ج 6، ص 415. [المخة: القطعة من المخّ، مثل يضرب في الحاجة إلى لئيم، لأنّ المراد من العرقوب الرّجل، وأنه لا مخّ له].
[8] [مريم: 23].
[9] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل، ج 2، شرح ص 507.
[10] [مريم: 23].
[11] [مريم: 24].
[12] [مريم: 25].
[13] الكافي، الشيخ الكليني، ج 6، ص 22.
[14] [مريم: 26].