شعر
17/11/2023

شاعر الحبّ

قصيدة شاعر الحب

قصيدة شعرية أرسلها إلى الأستاذ حسن الأمين حال إقامته بباريس، في بنت جبيل 18/9/1955م

حَنَّتِ الذِّكرى.. لأشواقِ هَوَانا فاستراحتْ حولَ نَجْواها رُؤَانا
وَهَوَى الفجْرُ علينا.. سَاحِباً خَطْوَهُ خَلْفَ حفيفٍ من خُطَانا
وملأنَا بالسَّنا أكْؤُسَنا فحَبَا الرَّوضُ إلينا.. وَسَقَانا
ومَشَيْنَا والضُّحى يَغْمُرُنا ويُحيلُ الرَّمْلَ في القَفْرِ جُمانا(1)
نتَملَّى واحةَ العمْرِ فلا تُبْصِرُ العينُ بها إلا جِنَانا
والدَّوالي، تفْرُشُ الظِّلَّ على دَرْبِنَا الحُرِّ، وتكسُوهُ حَنَانا
والشَّواطِيْ، وعلى أطرافِهَا يهْمِسُ الموجُ لنا سرَّ هوَانا
تحضُنُ الحُسْنَ ربيعاً يانِعاً يهبُ الشَّاطئَ في الفجْرِ الحِسَانا

بُورِكَ الشِّعرُ.. يُغذِّي خَطْوَنا إن ترامى الجَدْبُ فيها وَطَوَانا
ويَصُبُّ النُّورَ في أعماقِنا... إن تمَطَّى(2) في حناياها دُجَانا
ويُثيرُ الأمَلَ الحُرَّ إذا خَفَقَ اليأسُ، فضمَّتهُ قوانا
إنَّهُ النَّهرُ الّذي نلْهو على طيْفِهِ الحلْوِ ونحسُوهُ دِنانا
إنَّهُ الفجرُ الّذي يحضُنُنا.. فيُرينا في حنَاياهُ، الأمَانا
إنَّه السّيْفُ الّذي نغْمُدُهُ إنْ طغَى الجَوْرُ، بأعناقِ عِدانا
هو قيثارَتُنَا في روْضِنَا ونذيرُ الحَقِّ، إن ثارَتْ وغَانا(3)
شاعِرَ الحُبِّ.. وما أعْذَبَهُ نفحَةً تنفَحَ بالطِّيبِ دُنَانا
أنْتَ في باريسَ تحتلُّ الهوَى ساعِداً يَحْنو، وثغْراً يتدانَى
وتُحيلُ الحُبَّ محمُوماً على قلبِكَ الخافِقِ، ألحاناً حِسانا
أنْتَ غنَّيْتَ له سِحْرَ الصِّبا قِطَعَاً منْ روحِكَ الحَرَّى فَلانا
وقضَيْتَ العُمْرَ في تقديسِهِ فتلقّـفْـتَ(4) بنجْـواهُ سَمَـانا
 
هكذا أنْتَ، فمَاذا في الهوى من أحاديثَ؟ وماذا عن لِقانا
أترَى العُمرَ، غَرَاماً، ورؤَىً وحديثاً عاطفيَّاً، ودُخانا
إنّ خلْفَ السِّتْرِ يا شاعِرنا من صدى الأجيالِ.. تاريخاً يَرانا
سوفَ يدْعُونا إلى مِبْضَعِهِ(5) ويُريْنا كيفَ نقْتادُ البَيَانا
كيفَ نلهُو؟ وعلى آفاقِنا.. أثرُ الطُّغيانِ والإرهاقِ بَانَا
والدُّنى حوْلَ خُطَانا، خفقَةٌ من شَقَانا، وفحِيحٌ مِنْ أسَانا
هذه الأوطانُ مَنْ يَكْفُلُهَا إنْ تخاذَلْنا، وغشَّتْنا مُنانا
فإلى الواقِعِ يا شاعِرَهُ وجِّهِ الحُبَّ، ونضِّرْهُ مكانا
فصدَى الواقِعِ يدْوي باللِّظَى إنْ سقيْناهُ مِدَاداً من دِمانا 
 
(1) الجُمان: الواحدة جُمانة، اللؤلؤ.
(2) تمطّى: امتدَّ وطال. 
(3) الوغى: الحرب. 
(4) تَلَقّـف الشّيء: تناوله بسرعة. 
(5) المبضع: جمعها مباضع، آلة يشقّ بها الجلد وما شاكله. 
حَنَّتِ الذِّكرى.. لأشواقِ هَوَانا فاستراحتْ حولَ نَجْواها رُؤَانا
وَهَوَى الفجْرُ علينا.. سَاحِباً خَطْوَهُ خَلْفَ حفيفٍ من خُطَانا
وملأنَا بالسَّنا أكْؤُسَنا فحَبَا الرَّوضُ إلينا.. وَسَقَانا
ومَشَيْنَا والضُّحى يَغْمُرُنا ويُحيلُ الرَّمْلَ في القَفْرِ جُمانا(1)
نتَملَّى واحةَ العمْرِ فلا تُبْصِرُ العينُ بها إلا جِنَانا
والدَّوالي، تفْرُشُ الظِّلَّ على دَرْبِنَا الحُرِّ، وتكسُوهُ حَنَانا
والشَّواطِيْ، وعلى أطرافِهَا يهْمِسُ الموجُ لنا سرَّ هوَانا
تحضُنُ الحُسْنَ ربيعاً يانِعاً يهبُ الشَّاطئَ في الفجْرِ الحِسَانا

بُورِكَ الشِّعرُ.. يُغذِّي خَطْوَنا إن ترامى الجَدْبُ فيها وَطَوَانا
ويَصُبُّ النُّورَ في أعماقِنا... إن تمَطَّى(2) في حناياها دُجَانا
ويُثيرُ الأمَلَ الحُرَّ إذا خَفَقَ اليأسُ، فضمَّتهُ قوانا
إنَّهُ النَّهرُ الّذي نلْهو على طيْفِهِ الحلْوِ ونحسُوهُ دِنانا
إنَّهُ الفجرُ الّذي يحضُنُنا.. فيُرينا في حنَاياهُ، الأمَانا
إنَّه السّيْفُ الّذي نغْمُدُهُ إنْ طغَى الجَوْرُ، بأعناقِ عِدانا
هو قيثارَتُنَا في روْضِنَا ونذيرُ الحَقِّ، إن ثارَتْ وغَانا(3)
شاعِرَ الحُبِّ.. وما أعْذَبَهُ نفحَةً تنفَحَ بالطِّيبِ دُنَانا
أنْتَ في باريسَ تحتلُّ الهوَى ساعِداً يَحْنو، وثغْراً يتدانَى
وتُحيلُ الحُبَّ محمُوماً على قلبِكَ الخافِقِ، ألحاناً حِسانا
أنْتَ غنَّيْتَ له سِحْرَ الصِّبا قِطَعَاً منْ روحِكَ الحَرَّى فَلانا
وقضَيْتَ العُمْرَ في تقديسِهِ فتلقّـفْـتَ(4) بنجْـواهُ سَمَـانا
 
هكذا أنْتَ، فمَاذا في الهوى من أحاديثَ؟ وماذا عن لِقانا
أترَى العُمرَ، غَرَاماً، ورؤَىً وحديثاً عاطفيَّاً، ودُخانا
إنّ خلْفَ السِّتْرِ يا شاعِرنا من صدى الأجيالِ.. تاريخاً يَرانا
سوفَ يدْعُونا إلى مِبْضَعِهِ(5) ويُريْنا كيفَ نقْتادُ البَيَانا
كيفَ نلهُو؟ وعلى آفاقِنا.. أثرُ الطُّغيانِ والإرهاقِ بَانَا
والدُّنى حوْلَ خُطَانا، خفقَةٌ من شَقَانا، وفحِيحٌ مِنْ أسَانا
هذه الأوطانُ مَنْ يَكْفُلُهَا إنْ تخاذَلْنا، وغشَّتْنا مُنانا
فإلى الواقِعِ يا شاعِرَهُ وجِّهِ الحُبَّ، ونضِّرْهُ مكانا
فصدَى الواقِعِ يدْوي باللِّظَى إنْ سقيْناهُ مِدَاداً من دِمانا 
 
(1) الجُمان: الواحدة جُمانة، اللؤلؤ.
(2) تمطّى: امتدَّ وطال. 
(3) الوغى: الحرب. 
(4) تَلَقّـف الشّيء: تناوله بسرعة. 
(5) المبضع: جمعها مباضع، آلة يشقّ بها الجلد وما شاكله. 
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية