شعر
17/11/2023

يـا صـغيـري

دروب غير واضحة

قصيدة من ديوان: "قصائد للإسلام والحياة" تحت عنوان :"مهداة إلى ولدي علي في عامه الثاني"، في النجف الأشرف محرم 1380هـ

هذه الرُّوحُ.. الّتي تخْفُقُ في دُنيايَ.. حولَكْ
إنَّها اللّوعةُ والإشفاقُ.. من قلبيَ ـ نحوَكْ
* * *
أنتَ في قلبي.. وفي رُوحي.. وحْيٌ وحَيَاهْ
يَلتقي في خطْوِها الحبُّ وتنسابُ مُناهْ
ونشيدٌ عبقريُّ اللَّحنِ.. تهواهُ الشِّفاهْ
بكَ تمتدُّ حياتي إنْ غفَت حولي الحياهْ
* * *
غير أنّي ـ والأفاعي السّودُ حولي ـ أتألَّمْ
إنّ دربَ العُمرِ ـ لو جرّبْتَ ـ آلامٌ وعلْقَمْ
* * *
أنا ذُقْتُ الألمَ القدْسيَّ.. في عمْري وحِسِّي
وعصَرْتُ القلقَ الرُّوحيَّ من أعماقِ نفسي
تارةً يجذبُني الموجُ إلى الشّاطي.. فأرسي
ثمّ أخْرى.. وإذا بي في متاهِ اليَمِّ أُمسي
تائِهاً يطفو على الموجِ غدي الآتي وأمْسي
حيثُ تجْتاحُ الدّياجي في ربيعِ العُمرِ أنسي
...وتلمّسْتُ طريقَ العُمْرِ.. في طُهرٍ ورِجسِ
فلمَحْتُ الحِقْدَ والحُبَّ، معاً في قلبِ جِنسي
ورأيتُ الكُفرَ والإيمانَ، في أثوابِ قسِّ(1)
فتعلّمتُ دروسَ العمرِ في أعْمقِ درْسِ
 
يا صغيري سوفَ يمتدُّ بكَ العُمرُ إلى ما ليسَ أدري
وستجري في خِضَمِّ العُمْرِ.. في مدٍّ وجزْرِ
وستُدعى لدروبٍ.. ليسَ تدري أيْنَ تجري
كُلُّها تهتِفُ باسمِ الحقِّ والفِكْرِ الأغرِّ
بِشِعارٍ يُظهرُ الدِّينَ، ويغفو خلفَ كُفْرِ
فاحذرِ الزَّيفَ فقد يُرْديكَ في أعمقِ بئْرِ
وابتغِ الحقَّ، ولا تخشَ به لوْمَةَ غِرِّ(2)
 
يا صغيري: أنا عِشْتُ الحقَّ في ليلِ الصِّراعِ
فكرةً بيضاءَ، لا تهدفُ إلا للشُّعاعِ
إنّها تعملُ للإنسانِ للحَقِّ المُضاعِ
لكيانٍ شامخٍ حُرٍّ قويٍّ كالقِلاعِ
يتحدّى الظُّلْمَ والطُّغيانَ في زهْوِ القِراعِ(3)
نَظَرَ الإنسانَ روحاً هائماً عبرَ الضَّياعِ(4)
وكياناً لاصقاً بالأرضِ.. في صَمْتِ الجياعِ
فمضى ويختَطُّ دَرْبَ الخيرِ.. في خِصْبِ المراعي
في حياةٍ تنهلُ القوّةَ.َ. من ربٍّ مُطاعِ
* * *
إنّهُ الإسلامُ دربُ العبقريَّاتِ السَّخيَّةْ
درْبُنا المشْرِقُ في ظلِّ حياةٍ أريحيّهْ
في مَدانا حيثُ يحيا الفِكْرُ.. في أرضٍ نديَّهْ
حيث يجتازُ الطّريقَ الوعْرَ.. في روحٍ رضيَّهْ
ويُثيرُ النُّور في أعماقِ درْبِ البشريَّهْ
نحو دُنيا حرّةِ الأهدافِ، سمْحاءَ قويَّهْ
تتملّى الجِسْمَ والرُّوحَ بفكرٍ ورويّهْ
ثم تختطُّ الحُلولَ البيضَ في كلِّ قضيَّهْ
كالرَّبيعِ البِكْرِ، في نعمائِهِ، كالعبقَريّهْ
 
يا صغيري: لا تُرِعْ روحَكَ.. في الدّربِ الطّويلِ
كثرةُ الأعداءِ في دُنياكَ.. من كلِّ قبيلِ
إنَّ دربَ النَّصْرِ.. أنْ تهدِمَ سُورَ المستحيلِ
أن تُغذِّي الرُّوحَ بالإيمانِ والعزمِ الأصيلِ
فلقَدْ ينهَضُ بالقُوّةِ، والعبءِ الثّقيلِ
ناهِضٌ، يقطَعُ دربَ النَّصرِ.. في جيشٍ قليلِ
قد يَطولُ الدَّربُ أو يقصُرُ.. في قالٍ وقيلِ
ـ ربّما يُشجيكَ هُزْءٌ أو حديثٌ من جَهولِ
رُبّما تُرهِقُكَ الألوانُ.. في زَهْوِ الحُقُولِ
لا تدَعْ خَطْوَكَ ينهارُ على كُلِّ سبيلِ
إنَّما النَّصْرُ لنا وعْدٌ من الرَّبِّ الجَليلِ
 
يا صغيري: ها هُوَ الدَّربُ.. وهذا مُنْتَهَاهْ
جنَّـةُ المـأوى، وأُفْقٌ يتـغَـشَّـاهُ الإلـهْ
بِحيَـاةٍ يتَلاقـى الخيْـرُ فيهـا والرَّفـاهْ
حَسْبُنـا مِنْـهُ ـ إذا ما ضَمَّـنـا الدَّرْبُ ـ هُدَاهْ
إنَّما الغَايَةُ: أنْ نُدْرِكَ في الشَّوْطِ رِضَاهْ
 

(1) القَسّ: ج قُسُوس، الكاهن (سريانية معناها الشيخ). 
(2) الغِرّ: ج أغرار، الشاب لا خبرة له. 

(3) مقارعة الظلم: مجابهته، التصدي له.

(4) هائِم: تائِه. 


هذه الرُّوحُ.. الّتي تخْفُقُ في دُنيايَ.. حولَكْ
إنَّها اللّوعةُ والإشفاقُ.. من قلبيَ ـ نحوَكْ
* * *
أنتَ في قلبي.. وفي رُوحي.. وحْيٌ وحَيَاهْ
يَلتقي في خطْوِها الحبُّ وتنسابُ مُناهْ
ونشيدٌ عبقريُّ اللَّحنِ.. تهواهُ الشِّفاهْ
بكَ تمتدُّ حياتي إنْ غفَت حولي الحياهْ
* * *
غير أنّي ـ والأفاعي السّودُ حولي ـ أتألَّمْ
إنّ دربَ العُمرِ ـ لو جرّبْتَ ـ آلامٌ وعلْقَمْ
* * *
أنا ذُقْتُ الألمَ القدْسيَّ.. في عمْري وحِسِّي
وعصَرْتُ القلقَ الرُّوحيَّ من أعماقِ نفسي
تارةً يجذبُني الموجُ إلى الشّاطي.. فأرسي
ثمّ أخْرى.. وإذا بي في متاهِ اليَمِّ أُمسي
تائِهاً يطفو على الموجِ غدي الآتي وأمْسي
حيثُ تجْتاحُ الدّياجي في ربيعِ العُمرِ أنسي
...وتلمّسْتُ طريقَ العُمْرِ.. في طُهرٍ ورِجسِ
فلمَحْتُ الحِقْدَ والحُبَّ، معاً في قلبِ جِنسي
ورأيتُ الكُفرَ والإيمانَ، في أثوابِ قسِّ(1)
فتعلّمتُ دروسَ العمرِ في أعْمقِ درْسِ
 
يا صغيري سوفَ يمتدُّ بكَ العُمرُ إلى ما ليسَ أدري
وستجري في خِضَمِّ العُمْرِ.. في مدٍّ وجزْرِ
وستُدعى لدروبٍ.. ليسَ تدري أيْنَ تجري
كُلُّها تهتِفُ باسمِ الحقِّ والفِكْرِ الأغرِّ
بِشِعارٍ يُظهرُ الدِّينَ، ويغفو خلفَ كُفْرِ
فاحذرِ الزَّيفَ فقد يُرْديكَ في أعمقِ بئْرِ
وابتغِ الحقَّ، ولا تخشَ به لوْمَةَ غِرِّ(2)
 
يا صغيري: أنا عِشْتُ الحقَّ في ليلِ الصِّراعِ
فكرةً بيضاءَ، لا تهدفُ إلا للشُّعاعِ
إنّها تعملُ للإنسانِ للحَقِّ المُضاعِ
لكيانٍ شامخٍ حُرٍّ قويٍّ كالقِلاعِ
يتحدّى الظُّلْمَ والطُّغيانَ في زهْوِ القِراعِ(3)
نَظَرَ الإنسانَ روحاً هائماً عبرَ الضَّياعِ(4)
وكياناً لاصقاً بالأرضِ.. في صَمْتِ الجياعِ
فمضى ويختَطُّ دَرْبَ الخيرِ.. في خِصْبِ المراعي
في حياةٍ تنهلُ القوّةَ.َ. من ربٍّ مُطاعِ
* * *
إنّهُ الإسلامُ دربُ العبقريَّاتِ السَّخيَّةْ
درْبُنا المشْرِقُ في ظلِّ حياةٍ أريحيّهْ
في مَدانا حيثُ يحيا الفِكْرُ.. في أرضٍ نديَّهْ
حيث يجتازُ الطّريقَ الوعْرَ.. في روحٍ رضيَّهْ
ويُثيرُ النُّور في أعماقِ درْبِ البشريَّهْ
نحو دُنيا حرّةِ الأهدافِ، سمْحاءَ قويَّهْ
تتملّى الجِسْمَ والرُّوحَ بفكرٍ ورويّهْ
ثم تختطُّ الحُلولَ البيضَ في كلِّ قضيَّهْ
كالرَّبيعِ البِكْرِ، في نعمائِهِ، كالعبقَريّهْ
 
يا صغيري: لا تُرِعْ روحَكَ.. في الدّربِ الطّويلِ
كثرةُ الأعداءِ في دُنياكَ.. من كلِّ قبيلِ
إنَّ دربَ النَّصْرِ.. أنْ تهدِمَ سُورَ المستحيلِ
أن تُغذِّي الرُّوحَ بالإيمانِ والعزمِ الأصيلِ
فلقَدْ ينهَضُ بالقُوّةِ، والعبءِ الثّقيلِ
ناهِضٌ، يقطَعُ دربَ النَّصرِ.. في جيشٍ قليلِ
قد يَطولُ الدَّربُ أو يقصُرُ.. في قالٍ وقيلِ
ـ ربّما يُشجيكَ هُزْءٌ أو حديثٌ من جَهولِ
رُبّما تُرهِقُكَ الألوانُ.. في زَهْوِ الحُقُولِ
لا تدَعْ خَطْوَكَ ينهارُ على كُلِّ سبيلِ
إنَّما النَّصْرُ لنا وعْدٌ من الرَّبِّ الجَليلِ
 
يا صغيري: ها هُوَ الدَّربُ.. وهذا مُنْتَهَاهْ
جنَّـةُ المـأوى، وأُفْقٌ يتـغَـشَّـاهُ الإلـهْ
بِحيَـاةٍ يتَلاقـى الخيْـرُ فيهـا والرَّفـاهْ
حَسْبُنـا مِنْـهُ ـ إذا ما ضَمَّـنـا الدَّرْبُ ـ هُدَاهْ
إنَّما الغَايَةُ: أنْ نُدْرِكَ في الشَّوْطِ رِضَاهْ
 

(1) القَسّ: ج قُسُوس، الكاهن (سريانية معناها الشيخ). 
(2) الغِرّ: ج أغرار، الشاب لا خبرة له. 

(3) مقارعة الظلم: مجابهته، التصدي له.

(4) هائِم: تائِه. 


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية