شعر
18/11/2023

اللّظى في دمي

اللّظى في دمي

قصيدة نشرت في ديوان"على شاطئ الوجدان" كتبت في النّجف 1954/4/9م

الـلَّـظـى في دَمي.. وأنتَ بِمَغْنَاكَ تُغَنّي الحياةَ حُلْمَ اللقاءِ 
تـتـنـزّى الـجـراح من قلبِكَ الدّامي، وَمَغْنَاكَ خافِتُ الأَضْواءِ 
وعـلـى قـلـبِـكَ الـمـجـنَّـحِ بـالـأحلامِ‌.. يغفو مُرَنَّحَ الأَصْدَاءِ 
أمـلٌ‌.. كـانَ أن تَـجَـنَّـتْ لـيـالـيـكَ‌.. وجُـنَّـتْ عـواصفُ الأرزاءِ 
يـتـهـادى فـيـبـعـثُ الـنّـورَ مـن روحِكَ‌، فجرًا مرقرقَ الأَنْداءِ 
ويـبُـثُّ الـحـياةَ‌.. دنيا مِنَ الفنِّ المُنَدّى مُخْضَلَّةَ‌(1) الأَرجاءِ 
يسكرُ الليلُ في رؤاها، ويفتَنُّ‌، فيجلو منها عروسَ المساءِ 
فـيـحـيـلُ الـظـلـامَ‌، والـسَّمَرَ النَّشوانَ‌، لحنًا معطَّرَ الأَرجاءِ‌
 
لـحـظـةً‌، وارتـمـيـتَ فـي غَـمْـرَةِ اليأسِ‌، فَأَهْرَقْتَ دمعةَ الكبرياءِ 
وتـثـاءبـتَ‌: تـسـتـحـثُّ خـطـى الـأيّامِ‌، في لوعةِ الغريبِ النَّائي 
لــا تَـرَوَّعْ مـنـهـا، فـإنَّ لـنـا الـفَـجْـرَ يُـحـيِّـي بـنـا شـعـورَ الـإِبـاءِ 
إنّـهـا قِـصَّـة الـحـيـاةِ الـتـي ذابـتْ مُـنَـاهـا عـلى جحيمِ الشَّقاءِ 
إنَّـهـا قِـصَّـة «الـمـحـيـطِ» الـذي يـنـزِفُ مِـنَّـا عـواطِـفَ الشُّعراءِ 
غـيـرَ أنَّـا «هـنـا» نـغـنّـي «لـنـا الـفـجْـرُ» غِـنَـاءً مـلـفَّـعًا بالرَّجاءِ 
سـوف يـهـوي الـدُّجَـى ويُشِرِقُ فينا عالمُ النّورِ والهوى والغِنَاءِ 
ونـعـيـدُ الـحـيـاةَ فـي «عـاصـفِ الـريـحِ‌» سـلـامًـا ملوِّحًا بالهناءِ 
الـلَّظى في دَمي، ومنآكَ والماضي، يثيرُ الجحيمَ في أحشائي 
يـتـلظَّى اللّحنُ المعذَّبُ في قلبي.. فينسابُ وحيُهُ في دمائي 
وأنــا أرقُــبُ الــحــيــاةَ بِــطَــرْفٍ كــحَّــلَــتْـهُ الـآلـامُ بـالـبَـأْسَـاءِ 
كُـلُّـنـا كُـلُّـنـا، نـسـيـرُ مَـعَ الـدّهْـر.. ونـجـري على جَنَاحِ القَضَاءِ 
فَلْنَسِرْ بَاسِمَيْنِ في ملعبِ العُمْرِ، ونطوي عهدَ الأسى والبُكَاءِ 
فالرّبيعُ النّشوانُ‌، في الحقْلِ‌، يدعونا لنشدوْ معًا نشيدَ السَّمَاءِ 
وسـمـاءُ الـربـيـعِ دَفْـقُ حـيـاةٍ يـتـلـاشـى فـيـهـا ظـلـامُ الشّتاءِ‌
 
 (1) مخضلّة: مبتلّة، مرطّبة. يقال خضلت الدموع لحيته.
الـلَّـظـى في دَمي.. وأنتَ بِمَغْنَاكَ تُغَنّي الحياةَ حُلْمَ اللقاءِ 
تـتـنـزّى الـجـراح من قلبِكَ الدّامي، وَمَغْنَاكَ خافِتُ الأَضْواءِ 
وعـلـى قـلـبِـكَ الـمـجـنَّـحِ بـالـأحلامِ‌.. يغفو مُرَنَّحَ الأَصْدَاءِ 
أمـلٌ‌.. كـانَ أن تَـجَـنَّـتْ لـيـالـيـكَ‌.. وجُـنَّـتْ عـواصفُ الأرزاءِ 
يـتـهـادى فـيـبـعـثُ الـنّـورَ مـن روحِكَ‌، فجرًا مرقرقَ الأَنْداءِ 
ويـبُـثُّ الـحـياةَ‌.. دنيا مِنَ الفنِّ المُنَدّى مُخْضَلَّةَ‌(1) الأَرجاءِ 
يسكرُ الليلُ في رؤاها، ويفتَنُّ‌، فيجلو منها عروسَ المساءِ 
فـيـحـيـلُ الـظـلـامَ‌، والـسَّمَرَ النَّشوانَ‌، لحنًا معطَّرَ الأَرجاءِ‌
 
لـحـظـةً‌، وارتـمـيـتَ فـي غَـمْـرَةِ اليأسِ‌، فَأَهْرَقْتَ دمعةَ الكبرياءِ 
وتـثـاءبـتَ‌: تـسـتـحـثُّ خـطـى الـأيّامِ‌، في لوعةِ الغريبِ النَّائي 
لــا تَـرَوَّعْ مـنـهـا، فـإنَّ لـنـا الـفَـجْـرَ يُـحـيِّـي بـنـا شـعـورَ الـإِبـاءِ 
إنّـهـا قِـصَّـة الـحـيـاةِ الـتـي ذابـتْ مُـنَـاهـا عـلى جحيمِ الشَّقاءِ 
إنَّـهـا قِـصَّـة «الـمـحـيـطِ» الـذي يـنـزِفُ مِـنَّـا عـواطِـفَ الشُّعراءِ 
غـيـرَ أنَّـا «هـنـا» نـغـنّـي «لـنـا الـفـجْـرُ» غِـنَـاءً مـلـفَّـعًا بالرَّجاءِ 
سـوف يـهـوي الـدُّجَـى ويُشِرِقُ فينا عالمُ النّورِ والهوى والغِنَاءِ 
ونـعـيـدُ الـحـيـاةَ فـي «عـاصـفِ الـريـحِ‌» سـلـامًـا ملوِّحًا بالهناءِ 
الـلَّظى في دَمي، ومنآكَ والماضي، يثيرُ الجحيمَ في أحشائي 
يـتـلظَّى اللّحنُ المعذَّبُ في قلبي.. فينسابُ وحيُهُ في دمائي 
وأنــا أرقُــبُ الــحــيــاةَ بِــطَــرْفٍ كــحَّــلَــتْـهُ الـآلـامُ بـالـبَـأْسَـاءِ 
كُـلُّـنـا كُـلُّـنـا، نـسـيـرُ مَـعَ الـدّهْـر.. ونـجـري على جَنَاحِ القَضَاءِ 
فَلْنَسِرْ بَاسِمَيْنِ في ملعبِ العُمْرِ، ونطوي عهدَ الأسى والبُكَاءِ 
فالرّبيعُ النّشوانُ‌، في الحقْلِ‌، يدعونا لنشدوْ معًا نشيدَ السَّمَاءِ 
وسـمـاءُ الـربـيـعِ دَفْـقُ حـيـاةٍ يـتـلـاشـى فـيـهـا ظـلـامُ الشّتاءِ‌
 
 (1) مخضلّة: مبتلّة، مرطّبة. يقال خضلت الدموع لحيته.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية