كتاب "لماذا أنا؟"، من تأليف أربعة أساتذة في جامعة "بوردو" الفرنسيّة، وهم أيضاً باحثون في مركز "إيميل دوركهايم"، عالم الاجتماع الشهير، وكذلك في المدرسة العليا للدّراسات الاجتماعيّة في باريس، نشر دار سوبل ـ باريس 2013، وعدد صفحاته 360 صفحة من الحجم المتوسّط.
يأتي هذا الكتاب في أعقاب الحديث المتسارع في الحياة الإعلاميّة والاجتماعيّة الفرنسيّة عن صنوفٍ من التّمييز تمارس في فرنسا، كعدم المساواة في الوظيفة، والتّمييز على أساس العرق والدّين، وغيرها من المظالم الاجتماعيّة، شكّلت موضوع الكتاب على قاعدة مقاربة "تجربة التّمييز". ويشير الباحثون في الكتاب، إلى أنَّ ضحايا التَّمييز في فرنسا، وخصوصاً السّود والعرب والنّساء، يتعرّضون لمعاناة فعليّة، وأنّ التعرّف إلى تأثير التّمييز وحجمه، لا بدّ له من العبور إلى قلب المعاناة الّتي يكابدها هؤلاء.
ويشير الكتاب إلى العديد من المفردات والتّوصيفات الّتي يتعرّضون لها نتيجةً لهذا التّمييز، والّذي يسبّب آثاراً نفسيّة كبيرة، مشيرين إلى أنَّ الأمر لا يقتصر على التَّمييز في العمل، بل إنّ دائرته اتّسعت مؤخّراً، وبات هناك ممارسات جديدة، مثل تخصيص مجموعة من المقاعد في دور السّينما، وبسعر أعلى، لهذه الفئات.. ويسخر الكتاب من هذه الممارسة بالقول: إذا كانت قاعدة بيع المكان الأفضل بسعر أعلى لهؤلاء، فلماذا لا تفرض ضريبة على المارّة الّذين يفضّلون السّير على الرّصيف المشمس؟
وفي الكتاب تحقيق ميدانيّ شمل 187 محادثة أجراها المؤلّفون في العديد من الأمكنة، كالمستشفيات والمدارس الثّانويّة، ومع رجال سياسة، وهيئات اجتماعيّة عدّة، حول تجارب التّمييز في فرنسا، وتبيّن أنّ النّساء هنّ أكثر من يتعرّضن لممارسة التّمييز، ويُبدي البعض من النّساء امتعاضهنّ من كلّ ذلك.
يخصّص الكتاب أربعة فصول لتوصيف التّجربة وضحاياها، وثلاثة فصول للحديث عن الأسباب والظّروف الاجتماعيّة لانبثاق مشاعر التّمييز، وهناك فصلان أخيران مكرّسان لدراسة سبل مكافحة التّمييز.
وفي خاتمة الكتاب تأكيد أنّ إعطاء قيمة أكبر للكفاءة، يؤدّي إلى عدالة أكثر في مختلف مناحي الحياة الاجتماعيّة، وهذا لا يتحقّق إلا في مجتمع أكثر مساواة...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب "لماذا أنا؟"، من تأليف أربعة أساتذة في جامعة "بوردو" الفرنسيّة، وهم أيضاً باحثون في مركز "إيميل دوركهايم"، عالم الاجتماع الشهير، وكذلك في المدرسة العليا للدّراسات الاجتماعيّة في باريس، نشر دار سوبل ـ باريس 2013، وعدد صفحاته 360 صفحة من الحجم المتوسّط.
يأتي هذا الكتاب في أعقاب الحديث المتسارع في الحياة الإعلاميّة والاجتماعيّة الفرنسيّة عن صنوفٍ من التّمييز تمارس في فرنسا، كعدم المساواة في الوظيفة، والتّمييز على أساس العرق والدّين، وغيرها من المظالم الاجتماعيّة، شكّلت موضوع الكتاب على قاعدة مقاربة "تجربة التّمييز". ويشير الباحثون في الكتاب، إلى أنَّ ضحايا التَّمييز في فرنسا، وخصوصاً السّود والعرب والنّساء، يتعرّضون لمعاناة فعليّة، وأنّ التعرّف إلى تأثير التّمييز وحجمه، لا بدّ له من العبور إلى قلب المعاناة الّتي يكابدها هؤلاء.
ويشير الكتاب إلى العديد من المفردات والتّوصيفات الّتي يتعرّضون لها نتيجةً لهذا التّمييز، والّذي يسبّب آثاراً نفسيّة كبيرة، مشيرين إلى أنَّ الأمر لا يقتصر على التَّمييز في العمل، بل إنّ دائرته اتّسعت مؤخّراً، وبات هناك ممارسات جديدة، مثل تخصيص مجموعة من المقاعد في دور السّينما، وبسعر أعلى، لهذه الفئات.. ويسخر الكتاب من هذه الممارسة بالقول: إذا كانت قاعدة بيع المكان الأفضل بسعر أعلى لهؤلاء، فلماذا لا تفرض ضريبة على المارّة الّذين يفضّلون السّير على الرّصيف المشمس؟
وفي الكتاب تحقيق ميدانيّ شمل 187 محادثة أجراها المؤلّفون في العديد من الأمكنة، كالمستشفيات والمدارس الثّانويّة، ومع رجال سياسة، وهيئات اجتماعيّة عدّة، حول تجارب التّمييز في فرنسا، وتبيّن أنّ النّساء هنّ أكثر من يتعرّضن لممارسة التّمييز، ويُبدي البعض من النّساء امتعاضهنّ من كلّ ذلك.
يخصّص الكتاب أربعة فصول لتوصيف التّجربة وضحاياها، وثلاثة فصول للحديث عن الأسباب والظّروف الاجتماعيّة لانبثاق مشاعر التّمييز، وهناك فصلان أخيران مكرّسان لدراسة سبل مكافحة التّمييز.
وفي خاتمة الكتاب تأكيد أنّ إعطاء قيمة أكبر للكفاءة، يؤدّي إلى عدالة أكثر في مختلف مناحي الحياة الاجتماعيّة، وهذا لا يتحقّق إلا في مجتمع أكثر مساواة...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .