كتاب "حركة النبوَّة في مواجهة الانحراف"، لسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، من إعداد وتنسيق شفيق الموسوي، وإصدار دار الملاك ـ بيروت، بطبعته الأولى العام 1997. هو عبارة عن محاضرات تفسيريّة لثلاث سور مباركات من القرآن، هي "يونس ـ هود ـ يوسف".. تصدير الكتاب يتعرّض فيه سماحته لأهميّة كتاب الله في وجدان الإنسان المسلم ودوره في هداية النّاس، ويشير فيه إلى عمله التفسيريّ الحركيّ "من وحي القرآن".
يبدأ سماحته بالحديث عن سورة "يونس"، وما أصابه مع قومه وما حصل معه من معجزات، إضافةً إلى ما تميَّزت به هذه السّورة من مواضيع وعناوين يجمعها العنوان الكبير، وهو التقاء كلّ الأنبياء والرّسالات في كلّ مراحل الحياة على توحيد الله تعالى في العقيدة والعبادة.
السورة افتتحت بذكر الكتاب والحكمة، ثم تساؤلات الإنكار من قِبَل قوم النبيّ يونس، في إشارة إلى الذهنيّة المسيطرة الّتي واجهت الأنبياء على مدى العصور، ومحاولات التّشويه والإنكار الّتي تعرّضوا لها، وفي المقابل، ما يتمتّع به المؤمنون من وعي منفتح على مواطن قدرة الله، وأنّ البداية والنّهاية منه وإليه، ومصير المؤمنين والكافرين، ثم التحدّي الفارغ والسّافر من قِبَل الكافرين للرّسل وعاقبتهم، ثم ما يريد القرآن أن يربطنا به من قصصهم لنعتبر به، لا لنلهو به، كي لا نعيش مثلهم الظّلم لأنفسنا وللنّاس والحياة كما عاشوا هم.. لذا كانت دعوة الأنبياء إلى مواجهة الاستكبار الفكريّ، وأن ينفتح النّاس بكلّ حياتهم على الله تعالى وتوحيده وهدايته.
ثم يتناول سماحته سورة "هود"، وما تضمّنته هي الأخرى من الحديث عن كتاب الله، وإنذار النّاس وتبشيرهم بالخاتمة السّعيدة إن ساروا في خطّ الهداية والاستقامة وعملوا بتعاليم الله، بحيث يجعلون عبادته خطّاً في الفكر الخاضع للإيمان والملتزم به، وأن يلجأ النَّاس إلى الاستغراق في وعي حجم خطيئتهم، وألا يغفلوا عنها، وأن يحدّقوا في أقوالهم وأفعالهم وما فيها من انحراف وخطأ، وأن ينطلقوا في الخط العمليّ للتّوبة وإعلان النّدم والإحساس بالخطيئة وطلب العفو وتقويم الانحراف.
وفي هذه السّورة، ذكر لنماذج من النّاس الّذين يسقطون تحت تأثير ضعفهم، ونماذج أخرى تصبر ولا تسقط تحت أيّ ظرف من الظّروف، وثبات الرّسل الّذين ابتلوا بالّذين يخضعون لذهنيّة خاطئة لا تدرك أنّ النبوّة فعل تغيير لمنهج الحياة على أساس الوحي، هذا المنهج المعتمد على الحوار كأساس في الدّعوة رغم تمرّد الكثيرين.
وفي سورة "هود" أيضاً ذكر لقصص الأنبياء من نوح(ع) إلى شعيب ولوط وغيرهم، والعبر منها.
ثم تطرّق سماحته إلى تفسير سورة "يوسف" المباركة، وما حوته من دلالات ومعان وآيات وعبر للأجيال في كلّ مرحلة وكلّ موقع، وفيها حديث عن شخصيّة نبويّة فذّة، هي شخصيّة النبيّ يوسف(ع)، الّذي عاش أكثر من تجربة مريرة، استطاع بإرادته وإيمانه أن يتخطّاها بوعي وحكمة. وعندما نعيش أجواء هذه السورة ونتلمّس معالم قصّتها، فإنّنا نستطيع أن نستوحي منها ما يمكن أن يغني حياتنا بكثير من الأفكار والتّجارب.
والسّورة تتكلّم عن شخصيَّة يوسف(ع) وحكمته، وما جرى له مع إخوته وأهله، وما حصل معه في مصر في قصر عزيزها، فهذه الشخصيَّة الرّساليَّة المؤمنة المنفتحة على الله والحياة من موقع الرّسالة، نستطيع أن نقدّمها ـ كما يقول سماحته(رض) ـ إلى كلّ جيل، كشخصيّة تتمرّد على الإغراء، وكشخصيّة لا تنسى الله تعالى في كلّ الظّروف، وتعيش الرّسالة في مختلف الظّروف.
هذه السورة فيها الكثير من العِبَر والمواعظ، وفيها إشارات وعلامات واضحة للتّجارب الماضية، ودعوة إلى التعقّل والاعتبار.
كتاب غنيّ جدير بالمتابعة والقراءة، ورصد ما فيه من أفكار أوضحها وأشار إليها مرجع مجتهد ومفسِّر مبدع، هو سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض).
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب "حركة النبوَّة في مواجهة الانحراف"، لسماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، من إعداد وتنسيق شفيق الموسوي، وإصدار دار الملاك ـ بيروت، بطبعته الأولى العام 1997. هو عبارة عن محاضرات تفسيريّة لثلاث سور مباركات من القرآن، هي "يونس ـ هود ـ يوسف".. تصدير الكتاب يتعرّض فيه سماحته لأهميّة كتاب الله في وجدان الإنسان المسلم ودوره في هداية النّاس، ويشير فيه إلى عمله التفسيريّ الحركيّ "من وحي القرآن".
يبدأ سماحته بالحديث عن سورة "يونس"، وما أصابه مع قومه وما حصل معه من معجزات، إضافةً إلى ما تميَّزت به هذه السّورة من مواضيع وعناوين يجمعها العنوان الكبير، وهو التقاء كلّ الأنبياء والرّسالات في كلّ مراحل الحياة على توحيد الله تعالى في العقيدة والعبادة.
السورة افتتحت بذكر الكتاب والحكمة، ثم تساؤلات الإنكار من قِبَل قوم النبيّ يونس، في إشارة إلى الذهنيّة المسيطرة الّتي واجهت الأنبياء على مدى العصور، ومحاولات التّشويه والإنكار الّتي تعرّضوا لها، وفي المقابل، ما يتمتّع به المؤمنون من وعي منفتح على مواطن قدرة الله، وأنّ البداية والنّهاية منه وإليه، ومصير المؤمنين والكافرين، ثم التحدّي الفارغ والسّافر من قِبَل الكافرين للرّسل وعاقبتهم، ثم ما يريد القرآن أن يربطنا به من قصصهم لنعتبر به، لا لنلهو به، كي لا نعيش مثلهم الظّلم لأنفسنا وللنّاس والحياة كما عاشوا هم.. لذا كانت دعوة الأنبياء إلى مواجهة الاستكبار الفكريّ، وأن ينفتح النّاس بكلّ حياتهم على الله تعالى وتوحيده وهدايته.
ثم يتناول سماحته سورة "هود"، وما تضمّنته هي الأخرى من الحديث عن كتاب الله، وإنذار النّاس وتبشيرهم بالخاتمة السّعيدة إن ساروا في خطّ الهداية والاستقامة وعملوا بتعاليم الله، بحيث يجعلون عبادته خطّاً في الفكر الخاضع للإيمان والملتزم به، وأن يلجأ النَّاس إلى الاستغراق في وعي حجم خطيئتهم، وألا يغفلوا عنها، وأن يحدّقوا في أقوالهم وأفعالهم وما فيها من انحراف وخطأ، وأن ينطلقوا في الخط العمليّ للتّوبة وإعلان النّدم والإحساس بالخطيئة وطلب العفو وتقويم الانحراف.
وفي هذه السّورة، ذكر لنماذج من النّاس الّذين يسقطون تحت تأثير ضعفهم، ونماذج أخرى تصبر ولا تسقط تحت أيّ ظرف من الظّروف، وثبات الرّسل الّذين ابتلوا بالّذين يخضعون لذهنيّة خاطئة لا تدرك أنّ النبوّة فعل تغيير لمنهج الحياة على أساس الوحي، هذا المنهج المعتمد على الحوار كأساس في الدّعوة رغم تمرّد الكثيرين.
وفي سورة "هود" أيضاً ذكر لقصص الأنبياء من نوح(ع) إلى شعيب ولوط وغيرهم، والعبر منها.
ثم تطرّق سماحته إلى تفسير سورة "يوسف" المباركة، وما حوته من دلالات ومعان وآيات وعبر للأجيال في كلّ مرحلة وكلّ موقع، وفيها حديث عن شخصيّة نبويّة فذّة، هي شخصيّة النبيّ يوسف(ع)، الّذي عاش أكثر من تجربة مريرة، استطاع بإرادته وإيمانه أن يتخطّاها بوعي وحكمة. وعندما نعيش أجواء هذه السورة ونتلمّس معالم قصّتها، فإنّنا نستطيع أن نستوحي منها ما يمكن أن يغني حياتنا بكثير من الأفكار والتّجارب.
والسّورة تتكلّم عن شخصيَّة يوسف(ع) وحكمته، وما جرى له مع إخوته وأهله، وما حصل معه في مصر في قصر عزيزها، فهذه الشخصيَّة الرّساليَّة المؤمنة المنفتحة على الله والحياة من موقع الرّسالة، نستطيع أن نقدّمها ـ كما يقول سماحته(رض) ـ إلى كلّ جيل، كشخصيّة تتمرّد على الإغراء، وكشخصيّة لا تنسى الله تعالى في كلّ الظّروف، وتعيش الرّسالة في مختلف الظّروف.
هذه السورة فيها الكثير من العِبَر والمواعظ، وفيها إشارات وعلامات واضحة للتّجارب الماضية، ودعوة إلى التعقّل والاعتبار.
كتاب غنيّ جدير بالمتابعة والقراءة، ورصد ما فيه من أفكار أوضحها وأشار إليها مرجع مجتهد ومفسِّر مبدع، هو سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض).
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .