كَوْنٌ لَخَّصَتْهُ سُطورُ

كون لخصته سطور

رَأَيْتُكَ وَالحَرْفُ المُعَبِّرُ صُورَةً بِديوانِ شِعْرٍ بِالحَياةِ يَمُورُ
تَجَسَّدَتِ الدّنيا بِهِ فَهْوَ بَسْمَةٌ وَدَمْعٌ وَحُزْنٌ مَرَّةً وَسُرُورُ
فَكُنْتَ القريضَ الفَذَّ نَسْجاً وَفِكْرَةً وَرُبَّ كَلَامٍ لِلْكَلامِ أَميرُ
 

لَهُ نَسَبٌ نَهْجُ البلاغَةِ جَذْرُهُ * وَنيرانٌ مِنْ دُنْيا الرِّضى ونورُ
وَمَا النَّسْرُ إلَّا ابنُ العُقَابِ بِنَزْعِهِ * وَتَصْعَدُ عَنْ أُفْقِ البُغَاثِ نُسورُ
***
لَقَدْ لاحَ ليْ لبنانُ في كُلِّ مَقْطَعٍ * بِهِ فَهْوَ جَنَّاتٌ تَرِقُّ وَحُورُ
وَنَسْجُ مواويلٍ وَعِشْقٌ وَدَبْكَةٌ * وَحَشْدُ صَبَايا جُلِّيَتْ، وَأُمورُ
وَمَلْحَمَةٌ لِلْمَجْدِ في سَفْح يُحْمُرٍ * وَصَيْدا أَساطيرُ الفِداءِ، وصورُ
بَراعِمُ مِنْ نَبْتِ الجَنوبِ أَتَوْا بِمَا * فريقٌ وَهَى عَنْ مِثْلِهِ وَمُشيرُ
وَفاطِمَةٌ بِنْتُ الجَنوبِ وَمِدْفَعٌ * لَهُ بَيْنَ زَنْدَيْهَا صَدًى وَزَئِيرُ
تَعَقَّبَ إِسْرائيلَ يَسْحَقُ زَهْوَهَا * فَجُنَّ لَها رُعْبٌ وَذَابَ غُرورُ
فَيَا لِسِلاحٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ غَيْرِنَا * تَفَجَّرُ فيهِ أَضْلُعٌ وَصُدُورُ
فَدَيْتُ صُدُوراً هَدَّهَا الكَدْحُ والطَّوَى * وَأَلْوَى بِهَا وَسْطَ الحُقولِ هَجيرُ
بِكُلِّ صُدورٍ لِلْنَّياشينِ فَوْقَهَا * تَرَبَّعَ إِفْكٌ يَشْمَخِرُّ وَزُورُ
صُدُورٌ خَلَتْ مِنْ عَزْمَةٍ وَرُجولَةٍ * فَإنْ سَمِعَتْ صَوْتَ الأَزيزِ تَخُورُ
وَمِدْفَعُ بَغْيٍ ما أَصَابَ عَدُوَّهُ * وَلا هَزَّ ساحَ الـمَجْدِ مِنْهُ هَديرُ
بَلَى هُوَ نَارٌ في تَرَائِبِ شَعْبِهِ * سَوَاءً كبيرٌ مِنْهُمُ وَصَغيرُ
قَرَأْتُكَ في هذا جَميعاً فَبانَ ليْ * بِأَنَّكَ كَوْنٌ لَخَّصَتْهُ سُطُورُ
مَدًى أَنْتَ فيهِ الحَبْرُ بِالعِلْمِ والتُّقَى * وَأَنْتَ بِهِ البُرْكانُ حينَ يَثُورُ
وَدَفْقُ شُعورٍ بِالرَّنينِ مُوَقَّعٌ * وَمَا كُلُّ شِعْرٍ في مَدَاهُ شُعورُ
***
وَمَا الشِّعْرُ إِنْ لَمْ يَنْحَنِ الفَنُّ عِنْدَهُ * وَيَسْجُدُ إلَّا فَضْلَةٌ وَقُشُورُ
وَإِنّي أُعِيذُ الشِّعْرَ مِنْ كُلِّ شَاعِرٍ * تَدورُ فَلا تَلْقَاهُ كَيْفَ تَدُورُ
عَلى الفَهْمِ عِبْءٌ فَهْوَ لُغْزٌ مُعَتِّمٌ * وَفي السَّمْعِ عِبْءٌ فَهْوَ فِيهِ صُخُورُ
يَسيحُ فَلا تَدْري وأَيْنَ قَرَارُهُ * وَتَغْرَقُ فيه صورَةٌ وَتَفورُ
يقولونَ حُرٌّ وَهْوَ فَوضى عَرِيضَةٌ * وَمَرْكَبُ عَجْزٍ مَا امْتَطاهُ قَديرُ
***
أَبَا السَّادَةِ الأطْهارِ جَذْرَاً وَمَسْلَكاً * وَكُلُّ الَّذي ينمي الحسين طَهُورُ
لِماذا وَمِنْ عهدٍ نَسِيتُ رَدَدْتَني * لِأَمْسٍ لَهُ حُلْمُ الخيالِ يُشيرُ
زمانٌ بِهِ عَانى الزَّمانُ طِباعَهُ * فَلا غَصَّةٌ في صَفْوِهِ وَشرورُ
وَأُفْقٌ ثَرِيٌّ بالنُّجومِ يُرَى بِهِ * على كُلِّ دَرْبٍ لِلْنُّجُومِ مَسيرُ
تَنَوَّرَ مِنْ فِكْرٍ.. ووجهِ مسائِهِ * وَرُبَّ مَسَاءٍ تَفْتَديهِ بُكُورُ
وَفَتْحُ أَكْمَامِ القَرَائِحِ صُبْحُهُ * ففي كُلِّ أَيْكٍ أَحْمدٌ وَجَريرُ
وَمُنْتَجَعُ الأَرْواحِ لِلْذَّوْقِ مَرْتَعٌ * شَهِيٌّ، وَرَوْضٌ لِلْفُهومِ نَضيرُ
وَتِرْبُ صِبًا طَارَحْتُهُ في مَشَاعِرٍ * رِفَاقٍ، وَعَهْدٌ أَبْلَجٌ وَعَشيرُ
وَأَرْضٌ تَمَنَّاها الجِبَاهُ لِتَرْتَمي * عليها، على وادٍ حَصَاهُ بُدُورُ
بِها لِبَني ماءِ السَّماءِ خِوَرْنقٌ * وفيها لموسى والنُّبُوةِ طُوْرُ
وَعَقْدٌ وَنِصْفٌ مِنْ قُرونٍ تَتَابَعَتْ * وَخَطْوُ عَليٍّ في التُّرابِ عَبيرُ
أَخي وَجَزيلُ الشُّكْرِ بِالفَضْلِ والوَفا * فُكُلُّ وَفِيٍّ بِالثَّنَاءِ جَديرُ
تَفَقَّدَني وَالخَطْبُ مَا زالَ عَاصِفَاً * بِأَبعادِهِ والدَّمْعُ مِنْهُ غَزيرُ
وَفَقْدُ أَبٍ مِنْ قادَةِ العِلْمِ وَالتُّقَى * وَتَمْزيقُ شَعْبٍ عَادَ وَهْوَ كُسُورُ
وَعَفْواً... وَقَدْ رَفَّتْ على الرُّوحِ غُرْبَةٌ * وَأَطْبَقَ خَطْبٌ واعتَسَفْنَ دُهُورُ
إِذَا لَمْ أُوَفِّ العاطِفاتِ جَزَاءَهَا * فَرُبَّ صَغيرٍ مِنْ أَخيكَ كَبيرُ
رَأَيْتُكَ وَالحَرْفُ المُعَبِّرُ صُورَةً بِديوانِ شِعْرٍ بِالحَياةِ يَمُورُ
تَجَسَّدَتِ الدّنيا بِهِ فَهْوَ بَسْمَةٌ وَدَمْعٌ وَحُزْنٌ مَرَّةً وَسُرُورُ
فَكُنْتَ القريضَ الفَذَّ نَسْجاً وَفِكْرَةً وَرُبَّ كَلَامٍ لِلْكَلامِ أَميرُ
 

لَهُ نَسَبٌ نَهْجُ البلاغَةِ جَذْرُهُ * وَنيرانٌ مِنْ دُنْيا الرِّضى ونورُ
وَمَا النَّسْرُ إلَّا ابنُ العُقَابِ بِنَزْعِهِ * وَتَصْعَدُ عَنْ أُفْقِ البُغَاثِ نُسورُ
***
لَقَدْ لاحَ ليْ لبنانُ في كُلِّ مَقْطَعٍ * بِهِ فَهْوَ جَنَّاتٌ تَرِقُّ وَحُورُ
وَنَسْجُ مواويلٍ وَعِشْقٌ وَدَبْكَةٌ * وَحَشْدُ صَبَايا جُلِّيَتْ، وَأُمورُ
وَمَلْحَمَةٌ لِلْمَجْدِ في سَفْح يُحْمُرٍ * وَصَيْدا أَساطيرُ الفِداءِ، وصورُ
بَراعِمُ مِنْ نَبْتِ الجَنوبِ أَتَوْا بِمَا * فريقٌ وَهَى عَنْ مِثْلِهِ وَمُشيرُ
وَفاطِمَةٌ بِنْتُ الجَنوبِ وَمِدْفَعٌ * لَهُ بَيْنَ زَنْدَيْهَا صَدًى وَزَئِيرُ
تَعَقَّبَ إِسْرائيلَ يَسْحَقُ زَهْوَهَا * فَجُنَّ لَها رُعْبٌ وَذَابَ غُرورُ
فَيَا لِسِلاحٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ غَيْرِنَا * تَفَجَّرُ فيهِ أَضْلُعٌ وَصُدُورُ
فَدَيْتُ صُدُوراً هَدَّهَا الكَدْحُ والطَّوَى * وَأَلْوَى بِهَا وَسْطَ الحُقولِ هَجيرُ
بِكُلِّ صُدورٍ لِلْنَّياشينِ فَوْقَهَا * تَرَبَّعَ إِفْكٌ يَشْمَخِرُّ وَزُورُ
صُدُورٌ خَلَتْ مِنْ عَزْمَةٍ وَرُجولَةٍ * فَإنْ سَمِعَتْ صَوْتَ الأَزيزِ تَخُورُ
وَمِدْفَعُ بَغْيٍ ما أَصَابَ عَدُوَّهُ * وَلا هَزَّ ساحَ الـمَجْدِ مِنْهُ هَديرُ
بَلَى هُوَ نَارٌ في تَرَائِبِ شَعْبِهِ * سَوَاءً كبيرٌ مِنْهُمُ وَصَغيرُ
قَرَأْتُكَ في هذا جَميعاً فَبانَ ليْ * بِأَنَّكَ كَوْنٌ لَخَّصَتْهُ سُطُورُ
مَدًى أَنْتَ فيهِ الحَبْرُ بِالعِلْمِ والتُّقَى * وَأَنْتَ بِهِ البُرْكانُ حينَ يَثُورُ
وَدَفْقُ شُعورٍ بِالرَّنينِ مُوَقَّعٌ * وَمَا كُلُّ شِعْرٍ في مَدَاهُ شُعورُ
***
وَمَا الشِّعْرُ إِنْ لَمْ يَنْحَنِ الفَنُّ عِنْدَهُ * وَيَسْجُدُ إلَّا فَضْلَةٌ وَقُشُورُ
وَإِنّي أُعِيذُ الشِّعْرَ مِنْ كُلِّ شَاعِرٍ * تَدورُ فَلا تَلْقَاهُ كَيْفَ تَدُورُ
عَلى الفَهْمِ عِبْءٌ فَهْوَ لُغْزٌ مُعَتِّمٌ * وَفي السَّمْعِ عِبْءٌ فَهْوَ فِيهِ صُخُورُ
يَسيحُ فَلا تَدْري وأَيْنَ قَرَارُهُ * وَتَغْرَقُ فيه صورَةٌ وَتَفورُ
يقولونَ حُرٌّ وَهْوَ فَوضى عَرِيضَةٌ * وَمَرْكَبُ عَجْزٍ مَا امْتَطاهُ قَديرُ
***
أَبَا السَّادَةِ الأطْهارِ جَذْرَاً وَمَسْلَكاً * وَكُلُّ الَّذي ينمي الحسين طَهُورُ
لِماذا وَمِنْ عهدٍ نَسِيتُ رَدَدْتَني * لِأَمْسٍ لَهُ حُلْمُ الخيالِ يُشيرُ
زمانٌ بِهِ عَانى الزَّمانُ طِباعَهُ * فَلا غَصَّةٌ في صَفْوِهِ وَشرورُ
وَأُفْقٌ ثَرِيٌّ بالنُّجومِ يُرَى بِهِ * على كُلِّ دَرْبٍ لِلْنُّجُومِ مَسيرُ
تَنَوَّرَ مِنْ فِكْرٍ.. ووجهِ مسائِهِ * وَرُبَّ مَسَاءٍ تَفْتَديهِ بُكُورُ
وَفَتْحُ أَكْمَامِ القَرَائِحِ صُبْحُهُ * ففي كُلِّ أَيْكٍ أَحْمدٌ وَجَريرُ
وَمُنْتَجَعُ الأَرْواحِ لِلْذَّوْقِ مَرْتَعٌ * شَهِيٌّ، وَرَوْضٌ لِلْفُهومِ نَضيرُ
وَتِرْبُ صِبًا طَارَحْتُهُ في مَشَاعِرٍ * رِفَاقٍ، وَعَهْدٌ أَبْلَجٌ وَعَشيرُ
وَأَرْضٌ تَمَنَّاها الجِبَاهُ لِتَرْتَمي * عليها، على وادٍ حَصَاهُ بُدُورُ
بِها لِبَني ماءِ السَّماءِ خِوَرْنقٌ * وفيها لموسى والنُّبُوةِ طُوْرُ
وَعَقْدٌ وَنِصْفٌ مِنْ قُرونٍ تَتَابَعَتْ * وَخَطْوُ عَليٍّ في التُّرابِ عَبيرُ
أَخي وَجَزيلُ الشُّكْرِ بِالفَضْلِ والوَفا * فُكُلُّ وَفِيٍّ بِالثَّنَاءِ جَديرُ
تَفَقَّدَني وَالخَطْبُ مَا زالَ عَاصِفَاً * بِأَبعادِهِ والدَّمْعُ مِنْهُ غَزيرُ
وَفَقْدُ أَبٍ مِنْ قادَةِ العِلْمِ وَالتُّقَى * وَتَمْزيقُ شَعْبٍ عَادَ وَهْوَ كُسُورُ
وَعَفْواً... وَقَدْ رَفَّتْ على الرُّوحِ غُرْبَةٌ * وَأَطْبَقَ خَطْبٌ واعتَسَفْنَ دُهُورُ
إِذَا لَمْ أُوَفِّ العاطِفاتِ جَزَاءَهَا * فَرُبَّ صَغيرٍ مِنْ أَخيكَ كَبيرُ
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية