يسير قطار الحياة سريعاً، ويسير جنبه إيقاع التطوّر التكنولوجي وما يسبّبه. ونتيجةً لذلك، تزداد الضّغوطات العائليّة والمهنيّة، ومتطلبات الحياة المعيشية والاقتصادية في كل المجتمعات. وتنعكس هذه الضغوطات مزيداً من القلق والتوتر على الإنسان، يبلغ حدّ العصبيّة والانفعال الخارج عن الحدود الطبيعيّة، فترى الكثير من الآباء أو الأمّهات، أو أصحاب المهن، يتضايقون من أيّ موقف، ويهبّون وينهالون على البعض بالصّراخ، ويصل الأمر إلى مستوى إطلاق الشّتائم.
هذه المشكلة؛ مشكلة الغضب السّريع والعصبيّة المفرطة، تخلق مشاكل بين الأهل أنفسهم، وبين الجيران، وبين أصحاب العمل ومستخدميهم، وكثيراً ما يصطدم النّاس بمن يتصرّفون بطريقة انفعاليّة وعصبيّة كبيرة، ما يسبّب لهم أزمة حقيقيّة. فكثيرون يتركون أعمالهم نتيجة هذا الوضع، كما أنّ الكثير من العلاقات الأسريّة بين الأهل والأبناء أو الأرحام، تتشظّى جرّاء اعتماد البعض للعصبيّة كلغة للتّعامل مع المواقف والأحداث، عن قصد أو غير قصد. ويتأثّر المحيط الاجتماعيّ العامّ سلبيّاً جرّاء هذه الانفعالات غير المنضبطة من هنا أو هناك.
وبحسب معالجة نفسيّة، فإنّ العصبيّة تختلف عن الغضب، فالأخير هو مجرّد مشاعر يفرزها العقل عندما يلاحظ أنّ ثمّة أشياء تحصل على أرض الواقع لا ينبغي أن تحصل، والهدف منها التّنبيه إلى هذا الخلل. أمّا العصبيّة، فهي نوع من الغضب المضاعَف، مضاف إليه أشياء أخرى تجعله يظهر بهذا الحجم الكبير. والعصبيّة غالباً ما تكون نوعاً من الرّغبة في إظهار الغضب، لتحصيل مكسب معيّن.
وتشير المعالِجة إلى أنّ أسباب العصبيّة الزّائدة قد تكون عضويّة أو نفسيّة، وكذلك، هناك أسباب اجتماعيّة وتربويّة لها، تتمثّل في تربية الولد وسط أهل عصبيّين، أو في جوّ يغيب فيه الحنان، إلى جانب وجود العنف في التّربية، كما أنّ عدم إشباع الحاجات العاطفيّة لدى المرء، يجعله إنساناً عصبيّاً ومتوتّراً.
وتتّخذ العصبيّة أشكالاً عدّة، تتمثّل بالعدوانيّة الجسديّة، كالضّرب أو الدّفع، وصولاً إلى استعمال السّلاح أو غيره من الوسائل. وقد تقتصر على العدوان اللّفظي الكلامي الّذي يقف عند حدود الشّتائم والقذف بالسّوء، وأحياناً، قد تتّخذ العصبيّة شكل العدوان الرّمزي، وهو الّذي نمارس فيه سلوكاً يرمز إلى احتقار الآخرين.
إنّ داء العصبيّة وما ينتج منها من مضاعفات صحيّة ونفسيّة واجتماعيّة خطيرة، تجعل من صاحبها إنساناً غير مرغوب بمعاشرته اجتماعيّاً، ما يؤدّي إلى عزله والابتعاد عنه.
بعد كلّ ذلك، علينا أن ندرك خطورة السّلوك العصبيّ وسرعة الغضب على حياة الفرد والجماعة من النّواحي كافّة، وأن نتنبّه إلى ذلك، وأن نتعلّم كيف نتحكّم بانفعالاتنا وسلوكيّاتنا، بالشّكل الّذي يضبط مواقفنا وتصرّفاتنا، ولا يسيء إلى أنفسنا والمحيط الّذي نحيا فيه، والّذي تكثر فيه عناصر الاستفزاز والضّغوطات من هنا وهناك.
إنّ الجميع معنيّون بضبط العصبيّة والانفعال والغضب، وإبعاد هذه الصّفات قدر المستطاع عن حياتهم الخاصّة والعامّة. ومسؤوليّة الجميع، من تربويّين، وعلماء اجتماع، وإعلاميّين، ودُعاة، وهيئات مدنيّة وإنسانيّة، هي التّعاون من أجل نشر الوعي الكافي حول مخاطر العصبيّة والغضب على المنظومة الاجتماعيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة بوجه عامّ، ونشر كلّ ما يُبعد عناصر القلق والتوتّر عن الواقع المأزوم أصلاً على المستوى العالميّ...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

يسير قطار الحياة سريعاً، ويسير جنبه إيقاع التطوّر التكنولوجي وما يسبّبه. ونتيجةً لذلك، تزداد الضّغوطات العائليّة والمهنيّة، ومتطلبات الحياة المعيشية والاقتصادية في كل المجتمعات. وتنعكس هذه الضغوطات مزيداً من القلق والتوتر على الإنسان، يبلغ حدّ العصبيّة والانفعال الخارج عن الحدود الطبيعيّة، فترى الكثير من الآباء أو الأمّهات، أو أصحاب المهن، يتضايقون من أيّ موقف، ويهبّون وينهالون على البعض بالصّراخ، ويصل الأمر إلى مستوى إطلاق الشّتائم.
هذه المشكلة؛ مشكلة الغضب السّريع والعصبيّة المفرطة، تخلق مشاكل بين الأهل أنفسهم، وبين الجيران، وبين أصحاب العمل ومستخدميهم، وكثيراً ما يصطدم النّاس بمن يتصرّفون بطريقة انفعاليّة وعصبيّة كبيرة، ما يسبّب لهم أزمة حقيقيّة. فكثيرون يتركون أعمالهم نتيجة هذا الوضع، كما أنّ الكثير من العلاقات الأسريّة بين الأهل والأبناء أو الأرحام، تتشظّى جرّاء اعتماد البعض للعصبيّة كلغة للتّعامل مع المواقف والأحداث، عن قصد أو غير قصد. ويتأثّر المحيط الاجتماعيّ العامّ سلبيّاً جرّاء هذه الانفعالات غير المنضبطة من هنا أو هناك.
وبحسب معالجة نفسيّة، فإنّ العصبيّة تختلف عن الغضب، فالأخير هو مجرّد مشاعر يفرزها العقل عندما يلاحظ أنّ ثمّة أشياء تحصل على أرض الواقع لا ينبغي أن تحصل، والهدف منها التّنبيه إلى هذا الخلل. أمّا العصبيّة، فهي نوع من الغضب المضاعَف، مضاف إليه أشياء أخرى تجعله يظهر بهذا الحجم الكبير. والعصبيّة غالباً ما تكون نوعاً من الرّغبة في إظهار الغضب، لتحصيل مكسب معيّن.
وتشير المعالِجة إلى أنّ أسباب العصبيّة الزّائدة قد تكون عضويّة أو نفسيّة، وكذلك، هناك أسباب اجتماعيّة وتربويّة لها، تتمثّل في تربية الولد وسط أهل عصبيّين، أو في جوّ يغيب فيه الحنان، إلى جانب وجود العنف في التّربية، كما أنّ عدم إشباع الحاجات العاطفيّة لدى المرء، يجعله إنساناً عصبيّاً ومتوتّراً.
وتتّخذ العصبيّة أشكالاً عدّة، تتمثّل بالعدوانيّة الجسديّة، كالضّرب أو الدّفع، وصولاً إلى استعمال السّلاح أو غيره من الوسائل. وقد تقتصر على العدوان اللّفظي الكلامي الّذي يقف عند حدود الشّتائم والقذف بالسّوء، وأحياناً، قد تتّخذ العصبيّة شكل العدوان الرّمزي، وهو الّذي نمارس فيه سلوكاً يرمز إلى احتقار الآخرين.
إنّ داء العصبيّة وما ينتج منها من مضاعفات صحيّة ونفسيّة واجتماعيّة خطيرة، تجعل من صاحبها إنساناً غير مرغوب بمعاشرته اجتماعيّاً، ما يؤدّي إلى عزله والابتعاد عنه.
بعد كلّ ذلك، علينا أن ندرك خطورة السّلوك العصبيّ وسرعة الغضب على حياة الفرد والجماعة من النّواحي كافّة، وأن نتنبّه إلى ذلك، وأن نتعلّم كيف نتحكّم بانفعالاتنا وسلوكيّاتنا، بالشّكل الّذي يضبط مواقفنا وتصرّفاتنا، ولا يسيء إلى أنفسنا والمحيط الّذي نحيا فيه، والّذي تكثر فيه عناصر الاستفزاز والضّغوطات من هنا وهناك.
إنّ الجميع معنيّون بضبط العصبيّة والانفعال والغضب، وإبعاد هذه الصّفات قدر المستطاع عن حياتهم الخاصّة والعامّة. ومسؤوليّة الجميع، من تربويّين، وعلماء اجتماع، وإعلاميّين، ودُعاة، وهيئات مدنيّة وإنسانيّة، هي التّعاون من أجل نشر الوعي الكافي حول مخاطر العصبيّة والغضب على المنظومة الاجتماعيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة بوجه عامّ، ونشر كلّ ما يُبعد عناصر القلق والتوتّر عن الواقع المأزوم أصلاً على المستوى العالميّ...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه