جيل اليوم: الأهل "دقّة قديمة"

جيل اليوم: الأهل "دقّة قديمة"

نسمع كثيراً في هذه الأيّام، ما يتبجَّح به بعض الأولاد من نعوتٍ ينعتون بها آباءهم، ومن ذلك، أنَّهم على حدّ وصفهم، "دقّة قديمة".

كثيرون من الأولاد يستنكرون بعض أشكال الودّ والتّراحم في العائلات، فإذا كان من آبائهم وأمّهاتهم من لا يزال متعلّقاً بنمطٍ معيّن من الطَّعام والشَّراب أو اللّباس، أو من يكترث كثيراً للعلاقات الأسريّة والاجتماعيّة، ويحترم متطلّباتها، أو يتعلّق بوالديه الكبيريْن، ويجلّ العلاقات الأسريّة والاجتماعيّة كثيراً، ويحترم متطلّباتها، يصفونه بأنّه يمتلك عقليّة قديمة عفا عليها الزّمن.

ولكن ما هو الجديد مقابل القديم في رأيهم؟! أهو التحرّر من تلك القيم والعادات الَّتي تفسح المجال للإنسان بأن يبقي شيئاً من إنسانيّته وعاداته الحسنة؟!

حتى إنَّ بعض الأولاد ينتقدون طريقة لبس أهلهم، وطريقة تسريحة شعرهم، وأذواقهم في القراءة والمطالعة ومشاهدة بعض البرامج، ويريدون أن يسقطوا عليهم كلّ ما يحبّونه أو يعتبرونه موضةً جديدة في كلّ شيء، حتى يصبحوا مثلهم على "الموديل"، كما يقولون.

بعض الأولاد يعتبرون أنَّ الحقّ إلى جانبهم، فأهلهم متشدّدون معهم، إذ يحاسبونهم على التأخّر في العودة إلى المنزل، ويودّون معرفة كلّ خصوصيّاتهم بلا تردُّد، ويحاولون فرض أصحابهم عليهم، بداعي الخوف من رفقة السّوء.

وهذه التصرّفات، بحسب الأولاد، تدلّ على عقليّة قديمة مغلقة، لا تريد الانفتاح على العصر الحديث وأشكال الحياة والعلاقات فيه، والّتي تطوَّرت، ولم تعد تنفع معها هذه العقليّة الرجعيّة.. فيما الأهل من جهتهم، يعتبرون أنّهم يحاولون زرع روح الوعي والمسؤوليَّة في أولادهم، وحفظ العادات والتّقاليد، ومواجهة روح التفلُّت والتمرّد الَّتي تحاول سلب الأولاد اليوم كلّ جديّة وفاعليّة.

من جهتهم، يرى اختصاصيّون أنَّ المشكلة تكمن في عدم وجود تفاعل وتفاهم حقيقيّ بين الأهل وأولادهم، فكلّ من الطّرفين يتمسَّك برأيه، ويتشبّث به، ولا يجد مساحةً للتَّلاقي والتَّفاهم والتَّعبير عن الرّأي بصراحةٍ ووضوح، بغية استيعاب بعضهما بعضاً، إذ يعمد كلّ منهما مباشرةً إلى العدائيّة وتبنّي لغة العصبيّة والمزاجيّة والانفعاليّة، الَّتي لا تولِّد إلا توتّراً في العلاقات الّتي من المفترض أن تكون حميمةً وقريبةً ومباشرةً ومتفهِّمة.

ويتابع الاختصاصيّون أنَّ الأهل اليوم، لا يملكون القدرة والوعي الكافي لهضم متطلّبات جيل اليوم، وعليهم اعتماد طريق الحوار والانفتاح، ومحاولة التقرُّب من أولادهم، وسدّ الفجوة بينهم، والتَّماشي بعقلانيَّة مع الجيل الّذي يتميَّز بمداركه ومفرداته وأشكال حياته المعاصرة، ومحاولة استيعابهم، والتَّعامل معهم بحكمة وعقلانيّة ورويّة.

كما أنَّ على جيل اليوم أن يحترم مشاعر الأهل وعقليّتهم وعاداتهم، وألا يستفزّهم، بل أن يحاول قدر المستطاع فهمهم، والتقرُّب منهم، ومحاورتهم، ومكاشفتهم بكلّ وضوح وصراحة، وبكلّ احترام وتقدير يحفظ روح العلاقات الأسريّة، ولا يضرّ بها، في عالم اليوم الصّاخب بكثيرٍ من التحدّيات.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


نسمع كثيراً في هذه الأيّام، ما يتبجَّح به بعض الأولاد من نعوتٍ ينعتون بها آباءهم، ومن ذلك، أنَّهم على حدّ وصفهم، "دقّة قديمة".

كثيرون من الأولاد يستنكرون بعض أشكال الودّ والتّراحم في العائلات، فإذا كان من آبائهم وأمّهاتهم من لا يزال متعلّقاً بنمطٍ معيّن من الطَّعام والشَّراب أو اللّباس، أو من يكترث كثيراً للعلاقات الأسريّة والاجتماعيّة، ويحترم متطلّباتها، أو يتعلّق بوالديه الكبيريْن، ويجلّ العلاقات الأسريّة والاجتماعيّة كثيراً، ويحترم متطلّباتها، يصفونه بأنّه يمتلك عقليّة قديمة عفا عليها الزّمن.

ولكن ما هو الجديد مقابل القديم في رأيهم؟! أهو التحرّر من تلك القيم والعادات الَّتي تفسح المجال للإنسان بأن يبقي شيئاً من إنسانيّته وعاداته الحسنة؟!

حتى إنَّ بعض الأولاد ينتقدون طريقة لبس أهلهم، وطريقة تسريحة شعرهم، وأذواقهم في القراءة والمطالعة ومشاهدة بعض البرامج، ويريدون أن يسقطوا عليهم كلّ ما يحبّونه أو يعتبرونه موضةً جديدة في كلّ شيء، حتى يصبحوا مثلهم على "الموديل"، كما يقولون.

بعض الأولاد يعتبرون أنَّ الحقّ إلى جانبهم، فأهلهم متشدّدون معهم، إذ يحاسبونهم على التأخّر في العودة إلى المنزل، ويودّون معرفة كلّ خصوصيّاتهم بلا تردُّد، ويحاولون فرض أصحابهم عليهم، بداعي الخوف من رفقة السّوء.

وهذه التصرّفات، بحسب الأولاد، تدلّ على عقليّة قديمة مغلقة، لا تريد الانفتاح على العصر الحديث وأشكال الحياة والعلاقات فيه، والّتي تطوَّرت، ولم تعد تنفع معها هذه العقليّة الرجعيّة.. فيما الأهل من جهتهم، يعتبرون أنّهم يحاولون زرع روح الوعي والمسؤوليَّة في أولادهم، وحفظ العادات والتّقاليد، ومواجهة روح التفلُّت والتمرّد الَّتي تحاول سلب الأولاد اليوم كلّ جديّة وفاعليّة.

من جهتهم، يرى اختصاصيّون أنَّ المشكلة تكمن في عدم وجود تفاعل وتفاهم حقيقيّ بين الأهل وأولادهم، فكلّ من الطّرفين يتمسَّك برأيه، ويتشبّث به، ولا يجد مساحةً للتَّلاقي والتَّفاهم والتَّعبير عن الرّأي بصراحةٍ ووضوح، بغية استيعاب بعضهما بعضاً، إذ يعمد كلّ منهما مباشرةً إلى العدائيّة وتبنّي لغة العصبيّة والمزاجيّة والانفعاليّة، الَّتي لا تولِّد إلا توتّراً في العلاقات الّتي من المفترض أن تكون حميمةً وقريبةً ومباشرةً ومتفهِّمة.

ويتابع الاختصاصيّون أنَّ الأهل اليوم، لا يملكون القدرة والوعي الكافي لهضم متطلّبات جيل اليوم، وعليهم اعتماد طريق الحوار والانفتاح، ومحاولة التقرُّب من أولادهم، وسدّ الفجوة بينهم، والتَّماشي بعقلانيَّة مع الجيل الّذي يتميَّز بمداركه ومفرداته وأشكال حياته المعاصرة، ومحاولة استيعابهم، والتَّعامل معهم بحكمة وعقلانيّة ورويّة.

كما أنَّ على جيل اليوم أن يحترم مشاعر الأهل وعقليّتهم وعاداتهم، وألا يستفزّهم، بل أن يحاول قدر المستطاع فهمهم، والتقرُّب منهم، ومحاورتهم، ومكاشفتهم بكلّ وضوح وصراحة، وبكلّ احترام وتقدير يحفظ روح العلاقات الأسريّة، ولا يضرّ بها، في عالم اليوم الصّاخب بكثيرٍ من التحدّيات.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية