عائلات تنهار أمام الأزمات

عائلات تنهار أمام الأزمات

ما يجمع بين الأسر والعائلات، الكثيرُ الكثيرُ من القيم والرّوابط الروحيَّة والأخلاقيَّة والإنسانيَّة، من المحبَّة والتَّقدير والمودَّة والتّراحم والتَّواصل، وطبيعيّ أن تواجه العائلات الكثير من الضّغوطات الحياتيَّة، والعسر في تأمين الاحتياجات والمتطلّبات، جرّاء تعرُّضها لوضعٍ ماليّ صعب، ولأزمة ماليّة خانقة.

فهذه ظروف من الممكن أن تقع فيها كثير من العائلات، ولكن ليس من المفهوم أو الطّبيعيّ، أن تكون الأزمات الماليّة سبباً أو مبرّراً لتفكُّك هذه الرّوابط أو العلاقات بين أفراد العائلة، وإسقاطها في عالم الضَّياع والتمزُّق على المستوى النّفسيّ والاجتماعيّ.

البعض قد يعاني ضعفاً شديداً جرّاء وقوعه في أزمة ماليّة تفقده رشده وصوابه، وتجعله إنساناً لا يعقل ما حوله، فيتصرّف بعصبيَّة مفرطة تجاه زوجته، فيظلمها ويعنِّفُها، وتجاه أولاده فيسيء إليهم، وينصرف عن رعاية شؤونهم، وتجاه أهله ووالديه، فيعيش لذلك الانفعال والضَّغط النّفسيّ الكبير، من خلال تفكيره المطلق في أزمته الماليّة، وكيفيّة مواجهتها، فيتطوّر الانفعال واللاتوازن في تعامله مع الأمور، إلى تهوُّرٍ يفقد العائلة توازنها واستقرارها، ويجعلها عرضةً للضَّياع والدّمار، وربما يصل الأمر إلى أن يغادر الرّجل منزله، ويهجر أولاده وزوجته، أو يعمد إلى الطّلاق، هنا، يضيع الأولاد، وتقع العائلة في مصيرٍ مجهول.

ولكن هناك عائلات في المقابل، تحافظ على تماسكها وتوازنها، وتتأكَّد الصِّلة القويّة فيما بين أفرادها في أحلك الظّروف، ومهما كانت المشاكل والتحدّيات الّتي تواجهها، من ماليّة أو غير ماليَّة، إذ يتعامل أفراد العائلة مع أيِّ مشكلةٍ بهدوء ورويّة ووعي وتفهُّم، ويتكاتفون فيما بينهم، ويتناقشون بكلّ عقلانيّة من أجل الخروج من المشكلة بأقلّ الخسائر، ويعتبرون أنَّ المشاكل فرصة لتعاون العائلة وتلاحمها، بدل إضعافها وتمزيقها، فالَّذي يجمع بين أفراد العائلة، لا يجوز أن يفرَّط فيه تحت أيّ مبرّر أو ظرف.

وواجب الأهل أن يدرّبوا أولادهم، ويعلّموهم القوّة والثّقة والتّعاون والتكاتف أمام الأزمات، وأن يتوحَّدوا في الشدّة، لا أن يعلّموهم الهروب من المواجهة.

ويؤكِّد مختصّون في الشّأن الأسريّ، أهميّة تربية الأولاد على تدبير أمورهم بأنفسهم، والتّأقلم مع أنماط الحياة المختلفة، والقناعة في العيش، والرِّضا في كلِّ الظّروف والأحوال، كما يؤكِّدون أهميَّة تعامل الأهل مع كلِّ الأزمات بالحوار، والبحث عن الأسباب والحلول، حتى لا يحدث انشقاق بين أفراد العائلة، ولا يصيبهم أيّ مكروهٍ نفسيٍّ أو صحّيّ.

على الجميع الحذر من الضَّعف والتّشتّت أمام كلّ أشكال الأزمات، ومواجهتها بكلّ قوّة وثقة وعقلانيّة، وذلك حفاظاً على الجوّ الأسريّ القويّ والمتين من الانهيار، فالمال يذهب ويأتي، ولكن من الصّعب إعادة البيت العائلي إلى طبيعته بعد تفكّكه وانهياره.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


ما يجمع بين الأسر والعائلات، الكثيرُ الكثيرُ من القيم والرّوابط الروحيَّة والأخلاقيَّة والإنسانيَّة، من المحبَّة والتَّقدير والمودَّة والتّراحم والتَّواصل، وطبيعيّ أن تواجه العائلات الكثير من الضّغوطات الحياتيَّة، والعسر في تأمين الاحتياجات والمتطلّبات، جرّاء تعرُّضها لوضعٍ ماليّ صعب، ولأزمة ماليّة خانقة.

فهذه ظروف من الممكن أن تقع فيها كثير من العائلات، ولكن ليس من المفهوم أو الطّبيعيّ، أن تكون الأزمات الماليّة سبباً أو مبرّراً لتفكُّك هذه الرّوابط أو العلاقات بين أفراد العائلة، وإسقاطها في عالم الضَّياع والتمزُّق على المستوى النّفسيّ والاجتماعيّ.

البعض قد يعاني ضعفاً شديداً جرّاء وقوعه في أزمة ماليّة تفقده رشده وصوابه، وتجعله إنساناً لا يعقل ما حوله، فيتصرّف بعصبيَّة مفرطة تجاه زوجته، فيظلمها ويعنِّفُها، وتجاه أولاده فيسيء إليهم، وينصرف عن رعاية شؤونهم، وتجاه أهله ووالديه، فيعيش لذلك الانفعال والضَّغط النّفسيّ الكبير، من خلال تفكيره المطلق في أزمته الماليّة، وكيفيّة مواجهتها، فيتطوّر الانفعال واللاتوازن في تعامله مع الأمور، إلى تهوُّرٍ يفقد العائلة توازنها واستقرارها، ويجعلها عرضةً للضَّياع والدّمار، وربما يصل الأمر إلى أن يغادر الرّجل منزله، ويهجر أولاده وزوجته، أو يعمد إلى الطّلاق، هنا، يضيع الأولاد، وتقع العائلة في مصيرٍ مجهول.

ولكن هناك عائلات في المقابل، تحافظ على تماسكها وتوازنها، وتتأكَّد الصِّلة القويّة فيما بين أفرادها في أحلك الظّروف، ومهما كانت المشاكل والتحدّيات الّتي تواجهها، من ماليّة أو غير ماليَّة، إذ يتعامل أفراد العائلة مع أيِّ مشكلةٍ بهدوء ورويّة ووعي وتفهُّم، ويتكاتفون فيما بينهم، ويتناقشون بكلّ عقلانيّة من أجل الخروج من المشكلة بأقلّ الخسائر، ويعتبرون أنَّ المشاكل فرصة لتعاون العائلة وتلاحمها، بدل إضعافها وتمزيقها، فالَّذي يجمع بين أفراد العائلة، لا يجوز أن يفرَّط فيه تحت أيّ مبرّر أو ظرف.

وواجب الأهل أن يدرّبوا أولادهم، ويعلّموهم القوّة والثّقة والتّعاون والتكاتف أمام الأزمات، وأن يتوحَّدوا في الشدّة، لا أن يعلّموهم الهروب من المواجهة.

ويؤكِّد مختصّون في الشّأن الأسريّ، أهميّة تربية الأولاد على تدبير أمورهم بأنفسهم، والتّأقلم مع أنماط الحياة المختلفة، والقناعة في العيش، والرِّضا في كلِّ الظّروف والأحوال، كما يؤكِّدون أهميَّة تعامل الأهل مع كلِّ الأزمات بالحوار، والبحث عن الأسباب والحلول، حتى لا يحدث انشقاق بين أفراد العائلة، ولا يصيبهم أيّ مكروهٍ نفسيٍّ أو صحّيّ.

على الجميع الحذر من الضَّعف والتّشتّت أمام كلّ أشكال الأزمات، ومواجهتها بكلّ قوّة وثقة وعقلانيّة، وذلك حفاظاً على الجوّ الأسريّ القويّ والمتين من الانهيار، فالمال يذهب ويأتي، ولكن من الصّعب إعادة البيت العائلي إلى طبيعته بعد تفكّكه وانهياره.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية