الشَّراكة مطلوبة بين الزّوجيْن

الشَّراكة مطلوبة بين الزّوجيْن

تقوم الحياة الزوجيَّة في الأصل على المودَّة والرَّحمة والعاطفة بين الشَّريكين، اللَّذيْن يؤسِّسان أسرةً سليمةً متوازنةً نفسيّاً وصحّياً، بما يرفد الحياة بجيل متوازنٍ ونافعٍ وسويٍّ. وانطلاقاً من مسؤوليَّة حفظ العائلة والمجتمع، لا يمكن أن يغفل أيٌّ من الزّوجيْن عن دوره ومهامه في الحفاظ على سلامة الأسرة وأمنها، وتربية أولادهم في أجواء طيّبة وصحّيّة.

والبعض من الأزواج لا يهتمّ لدوره، فيستيقظ صباحاً، ويذهب إلى العمل، ولا يأتي إلا عند نهاية اليوم، ويعطي الزّوجة مصروف البيت اليومي، ورغم أنَّ هذا الواجب أساسيّ، ولكنَّه ليس كلّ شيء، فهناك العلاقات العاطفيَّة، إذ عليه ـ أي الزوّج ـ أن يحافظ على الجوّ الدّافئ والحميم له ولزوجته، فيحدِّثها ويناقشها حول كلِّ الأمور، بحيث تشعر الزوجة بالثقة والأمان، وبأنَّ زوجها مهتمّ بها وبعائلتها، كما على الزّوج أن يهتمّ بشؤون أولاده ويرعاهم، ويعطيهم الحنان والتَّوجيهات الَّتي يحتاجونها.

فالرّجل ليس مجرَّد وسيلةٍ لجلب المال والإنفاق فقط، بل له أدوار أخرى في الأسرة لا يجوز التَّغاضي عنها، وإذا ما تمّ التغاضي عنها، فستكون العواقب سلبيَّة على الجميع، فتخيَّل أنَّ الزّوجة لا تحصل على حقِّها العاطفيّ، ولا تشعر بحضور الزّوج الفاعل والمؤثِّر في المنزل تجاهها وتجاه أولادها! كذلك الأولاد، إذا ما شعروا بفقدان دور الأب ورعايته لهم، ألن يعيشوا حرماناً ونقصاً، نظراً إلى ما لذلك من انعكاساتٍ على جوِّ البيت العائليّ وعلى نفسيّاتهم ومشاعرهم؟!

اليوم، لا نريد أن نصل إلى واقعٍ أسريّ يكون الرّجل فيه مجرّد وسيلة لتأمين المال ولقمة العيش، على أهميَّة ذلك، بل يجب أن يكون زوجاً وأباً بالمعنى الصَّحيح، وخصوصاً مع ما يشهده الواقع من ضغوطاتٍ وتحدّياتٍ اقتصاديّةٍ وماليّةٍ واجتماعيّة، تفترض حضوراً فاعلاً لدور الرَّجل الأب الَّذي يعي مسؤوليَّاته ودوره جيِّداً في حفظ عائلته وحفظ أجوائها من الاهتزاز والضّياع.

هناك عائلات كثيرة تشتكي من غياب دور الأب عن أوضاعها، ما يزيد واقع الأسرة اهتزازاً وتراجعاً، فالشَّراكة الحقيقيَّة والفاعلة بين المرأة وزوجها غائبة، وعلى الزّوجة هنا، أن تعمل بالأسلوب الحكيم والهادئ على تنبيه زوجها إلى دوره، ومحاورته، ومناقشته، بما يخدم الجوَّ الأسريّ العام، وألا تساهم بعصبيَّتها وانفعالاتها في تأزيم الأمور أو استمرار السّلبيَّة في العلاقة.

كما على الزَّوج أن يلتفت إلى دوره تجاه زوجته وأولاده، وألا يعتبر نفسه غير مسؤول عن شؤون زوجته وأولاده، وأنَّه قام بدوره في تأمين حاجات البيت، فكثيرون من الأزواج يقضون معظم أوقات فراغهم مع أصدقائهم وفي جلساتهم الخاصَّة، وينسون وظيفتهم ومسؤوليّاتهم تجاه عائلاتهم، ويكتفون بالقول إنهم أمَّنوا احتياجات العائلة اليوم من الإنفاق المادّيّ.

فعلى الزَّوجيْن كِليهما ـ بحسب اختصاصيّين اجتماعيّين ـ معرفة مهامهما، وما لكلّ واحدٍ منهما وما عليه، وأن يدرك أنّ أيَّ خللٍ في أداء المهام، له نتائج سلبيَّة، لأنَّ الأساس في الزّواج هو التَّشارك والتفاعل والمسؤوليَّة المشتركة، فالبرودة والجفاء، وكلّ ما يتبعهما في العلاقة الزوجيّة، يتطلَّب من الزّوج والزّوجة ـ وفق الباحثين ـ محاولةً جادّةً وواعيةً لكسر أجواء الجمود، بهدف إعادة ترتيب العلاقة، ورفدها بمشاعر المحبَّة والتّعاون، بما يحفظ أمن العلاقة الزّوجيَّة والبيت الأسريّ، ويكفل استمراريّتها بالشَّكل الطّبيعيّ.

واليوم، نحتاج إلى تفعيل العلاقة الزّوجيَّة، وتحصين البيت العائليّ من كلِّ السّلوكيّات الّتي تهدِّد هذا البيت، ومواجهة كلِّ التّحدّيات والضّغوطات بمسؤوليّة ووعي.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


تقوم الحياة الزوجيَّة في الأصل على المودَّة والرَّحمة والعاطفة بين الشَّريكين، اللَّذيْن يؤسِّسان أسرةً سليمةً متوازنةً نفسيّاً وصحّياً، بما يرفد الحياة بجيل متوازنٍ ونافعٍ وسويٍّ. وانطلاقاً من مسؤوليَّة حفظ العائلة والمجتمع، لا يمكن أن يغفل أيٌّ من الزّوجيْن عن دوره ومهامه في الحفاظ على سلامة الأسرة وأمنها، وتربية أولادهم في أجواء طيّبة وصحّيّة.

والبعض من الأزواج لا يهتمّ لدوره، فيستيقظ صباحاً، ويذهب إلى العمل، ولا يأتي إلا عند نهاية اليوم، ويعطي الزّوجة مصروف البيت اليومي، ورغم أنَّ هذا الواجب أساسيّ، ولكنَّه ليس كلّ شيء، فهناك العلاقات العاطفيَّة، إذ عليه ـ أي الزوّج ـ أن يحافظ على الجوّ الدّافئ والحميم له ولزوجته، فيحدِّثها ويناقشها حول كلِّ الأمور، بحيث تشعر الزوجة بالثقة والأمان، وبأنَّ زوجها مهتمّ بها وبعائلتها، كما على الزّوج أن يهتمّ بشؤون أولاده ويرعاهم، ويعطيهم الحنان والتَّوجيهات الَّتي يحتاجونها.

فالرّجل ليس مجرَّد وسيلةٍ لجلب المال والإنفاق فقط، بل له أدوار أخرى في الأسرة لا يجوز التَّغاضي عنها، وإذا ما تمّ التغاضي عنها، فستكون العواقب سلبيَّة على الجميع، فتخيَّل أنَّ الزّوجة لا تحصل على حقِّها العاطفيّ، ولا تشعر بحضور الزّوج الفاعل والمؤثِّر في المنزل تجاهها وتجاه أولادها! كذلك الأولاد، إذا ما شعروا بفقدان دور الأب ورعايته لهم، ألن يعيشوا حرماناً ونقصاً، نظراً إلى ما لذلك من انعكاساتٍ على جوِّ البيت العائليّ وعلى نفسيّاتهم ومشاعرهم؟!

اليوم، لا نريد أن نصل إلى واقعٍ أسريّ يكون الرّجل فيه مجرّد وسيلة لتأمين المال ولقمة العيش، على أهميَّة ذلك، بل يجب أن يكون زوجاً وأباً بالمعنى الصَّحيح، وخصوصاً مع ما يشهده الواقع من ضغوطاتٍ وتحدّياتٍ اقتصاديّةٍ وماليّةٍ واجتماعيّة، تفترض حضوراً فاعلاً لدور الرَّجل الأب الَّذي يعي مسؤوليَّاته ودوره جيِّداً في حفظ عائلته وحفظ أجوائها من الاهتزاز والضّياع.

هناك عائلات كثيرة تشتكي من غياب دور الأب عن أوضاعها، ما يزيد واقع الأسرة اهتزازاً وتراجعاً، فالشَّراكة الحقيقيَّة والفاعلة بين المرأة وزوجها غائبة، وعلى الزّوجة هنا، أن تعمل بالأسلوب الحكيم والهادئ على تنبيه زوجها إلى دوره، ومحاورته، ومناقشته، بما يخدم الجوَّ الأسريّ العام، وألا تساهم بعصبيَّتها وانفعالاتها في تأزيم الأمور أو استمرار السّلبيَّة في العلاقة.

كما على الزَّوج أن يلتفت إلى دوره تجاه زوجته وأولاده، وألا يعتبر نفسه غير مسؤول عن شؤون زوجته وأولاده، وأنَّه قام بدوره في تأمين حاجات البيت، فكثيرون من الأزواج يقضون معظم أوقات فراغهم مع أصدقائهم وفي جلساتهم الخاصَّة، وينسون وظيفتهم ومسؤوليّاتهم تجاه عائلاتهم، ويكتفون بالقول إنهم أمَّنوا احتياجات العائلة اليوم من الإنفاق المادّيّ.

فعلى الزَّوجيْن كِليهما ـ بحسب اختصاصيّين اجتماعيّين ـ معرفة مهامهما، وما لكلّ واحدٍ منهما وما عليه، وأن يدرك أنّ أيَّ خللٍ في أداء المهام، له نتائج سلبيَّة، لأنَّ الأساس في الزّواج هو التَّشارك والتفاعل والمسؤوليَّة المشتركة، فالبرودة والجفاء، وكلّ ما يتبعهما في العلاقة الزوجيّة، يتطلَّب من الزّوج والزّوجة ـ وفق الباحثين ـ محاولةً جادّةً وواعيةً لكسر أجواء الجمود، بهدف إعادة ترتيب العلاقة، ورفدها بمشاعر المحبَّة والتّعاون، بما يحفظ أمن العلاقة الزّوجيَّة والبيت الأسريّ، ويكفل استمراريّتها بالشَّكل الطّبيعيّ.

واليوم، نحتاج إلى تفعيل العلاقة الزّوجيَّة، وتحصين البيت العائليّ من كلِّ السّلوكيّات الّتي تهدِّد هذا البيت، ومواجهة كلِّ التّحدّيات والضّغوطات بمسؤوليّة ووعي.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية