لم يعد البعض من النّاس يكتفي بإظهار شماتته بالآخرين بطريقة مباشرة، بل راح يستغلّ الفضاء الإلكترونيّ لنشر أشكال شماتته وصُوَرها، وهذا ما يبرز سلبيّات هذا الخُلُق السيّئ، بشكلٍ يؤذي المشاعر العامَّة، ويدلّل على حجم المشاكل النفسيَّة والاجتماعيَّة التي تعصف بواقع اليوم.
لا يخفي بعض الأصدقاء شماتتهم ببعضهم البعض، إذ يستغلّون أيَّ موقف وحدث يحصل مع أحدهم، حتى ترى على صفحاتهم الإلكترونيّة سيلاً من الشَّماتة، من خلال كتابة الألفاظ ونشر الصّور والعبارات الدالّة على ذلك، بما يؤذي المشاعر، ويسبِّب الضَّرر النّفسيّ الكبير، والَّذي يؤثِّر في سير العلاقات بين النّاس، ويجعلها في مهبّ الرّيح. والمفترض أنَّه من أصول الأخلاق، أن يحفظ المؤمن أخاه، بما يحفظ مشاعره وإنسانيَّته، وألا يستغلّ عثراته بشكل بشع، ليطلق شماتته، ويحوِّلها إلى فضيحةٍ تسقطه في المجتمع. وبدل أن تكون العلاقة مبنيَّةً على المودَّة والتقدير، تتحوَّل إلى علاقة سلبيَّة تجلب المشاكل وتدمّر العلاقات.
ويتساءل المرء عن سبب لجوء البعض إلى الفضاء الإلكترونيّ للإساءة إلى الآخرين، وخدش مشاعرهم، وإهانة كراماتهم، وإظهار الشَّماتة بهم.
وتتتابع قصص الشَّماتة على الصَّفحات الإلكترونيَّة، فترى من يشمت بصديقٍ أو زميلٍ إذا واجهته مشكلةً أو عقبةً بدل التّخفيف عنه، وتعثر من هنا أو هناك على بعض العبارات والكلمات الّتي توحي بهذا السّلوك السيّئ، فيما المطلوب هو استثمار هذا الفضاء الإلكترونيّ للمواساة، وتسكين آلام الغير، والوقوف معهم في معاناتهم، بدل الإساءة وجرح المشاعر، وزيادة الأمور تعقيداً، فهذا ليس من الأخلاق في شيء، وليس من حُسن الصَّداقة والمعرفة أن نشمت بالآخرين.
ويؤكِّد باحثون أنَّ وجود الشَّماتة وإظهارها في الفضاء الإلكترونيّ، هو تعبير عن أزمة قيم أخلاقيّة عند بعض مستخدمي هذا الفضاء، والأمر يستدعي البحث عن أسباب الخلل في العلاقات الاجتماعيَّة والتّنشئة والتربية، ومحاولة نشر الثّقافة والتّوعية الأخلاقيّة والاجتماعيَّة المطلوبة من الجميع.
ويتابع هؤلاء بأنَّ الشَّماتة بهذه الطَّريقة، تكشف مدى سوء الخلق والجهل بالوعي الاجتماعي، لجهة تقوية العلاقات بين النّاس وتعزيزها، ودعمها بالكلمة والفعل والسلوك، لا المساهمة في تدميرها وإسقاطها. ولا بدّ، بحسب الباحثين، من تحديد المسؤوليَّة القانونيَّة، لجهة معاقبة المسيئين إلى الحياة الاجتماعيَّة، إذ إنَّ الفضاء الإلكتروني بات خارج السَّيطرة والتحكُّم من النّواحي الأخلاقيَّة والقانونيَّة اللازمة.
ويحذِّر الباحثون من غياب التَّواصل الإنسانيّ الحيّ والفاعل، وبروز الجفاء في العلاقات الإنسانيَّة، وأنَّ هذا الأمر غير مقبول أخلاقياً وإنسانياً، ويتعارض مع سلامة المجتمع وأمنه.
المجتمع اليوم، بحاجةٍ إلى كلِّ المشاعر الطيّبة والأخلاق الحسنة الّتي تحفظ كيانه وأسسه، وتراعي رسالته في وجود إنسانٍ يتَّسم بالمسؤوليَّة والوعي عن فعله وسلوكيّاته، ومعرفة حدوده وأبعاد تصرّفاته، فالواقع لا ينقصه افتعال المشاكل والتّعقيدات، ومزيد من الشّحن والضّغوطات، ليستغلّ البعض الفضاء الإلكتروني لنشر سمومهم وعقدهم، بما يسيء إلى الحياة كلّها، بل من الواجب استثمار هذا الفضاء بما يقرّبنا من بعضنا البعض، وبما يفتح قلوبنا وعقولنا على كلّ خيرٍ ومحبّة ونفع، تقوّي علاقاتنا، وترفع من مستوى أخلاقيّاتنا ووعينا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

لم يعد البعض من النّاس يكتفي بإظهار شماتته بالآخرين بطريقة مباشرة، بل راح يستغلّ الفضاء الإلكترونيّ لنشر أشكال شماتته وصُوَرها، وهذا ما يبرز سلبيّات هذا الخُلُق السيّئ، بشكلٍ يؤذي المشاعر العامَّة، ويدلّل على حجم المشاكل النفسيَّة والاجتماعيَّة التي تعصف بواقع اليوم.
لا يخفي بعض الأصدقاء شماتتهم ببعضهم البعض، إذ يستغلّون أيَّ موقف وحدث يحصل مع أحدهم، حتى ترى على صفحاتهم الإلكترونيّة سيلاً من الشَّماتة، من خلال كتابة الألفاظ ونشر الصّور والعبارات الدالّة على ذلك، بما يؤذي المشاعر، ويسبِّب الضَّرر النّفسيّ الكبير، والَّذي يؤثِّر في سير العلاقات بين النّاس، ويجعلها في مهبّ الرّيح. والمفترض أنَّه من أصول الأخلاق، أن يحفظ المؤمن أخاه، بما يحفظ مشاعره وإنسانيَّته، وألا يستغلّ عثراته بشكل بشع، ليطلق شماتته، ويحوِّلها إلى فضيحةٍ تسقطه في المجتمع. وبدل أن تكون العلاقة مبنيَّةً على المودَّة والتقدير، تتحوَّل إلى علاقة سلبيَّة تجلب المشاكل وتدمّر العلاقات.
ويتساءل المرء عن سبب لجوء البعض إلى الفضاء الإلكترونيّ للإساءة إلى الآخرين، وخدش مشاعرهم، وإهانة كراماتهم، وإظهار الشَّماتة بهم.
وتتتابع قصص الشَّماتة على الصَّفحات الإلكترونيَّة، فترى من يشمت بصديقٍ أو زميلٍ إذا واجهته مشكلةً أو عقبةً بدل التّخفيف عنه، وتعثر من هنا أو هناك على بعض العبارات والكلمات الّتي توحي بهذا السّلوك السيّئ، فيما المطلوب هو استثمار هذا الفضاء الإلكترونيّ للمواساة، وتسكين آلام الغير، والوقوف معهم في معاناتهم، بدل الإساءة وجرح المشاعر، وزيادة الأمور تعقيداً، فهذا ليس من الأخلاق في شيء، وليس من حُسن الصَّداقة والمعرفة أن نشمت بالآخرين.
ويؤكِّد باحثون أنَّ وجود الشَّماتة وإظهارها في الفضاء الإلكترونيّ، هو تعبير عن أزمة قيم أخلاقيّة عند بعض مستخدمي هذا الفضاء، والأمر يستدعي البحث عن أسباب الخلل في العلاقات الاجتماعيَّة والتّنشئة والتربية، ومحاولة نشر الثّقافة والتّوعية الأخلاقيّة والاجتماعيَّة المطلوبة من الجميع.
ويتابع هؤلاء بأنَّ الشَّماتة بهذه الطَّريقة، تكشف مدى سوء الخلق والجهل بالوعي الاجتماعي، لجهة تقوية العلاقات بين النّاس وتعزيزها، ودعمها بالكلمة والفعل والسلوك، لا المساهمة في تدميرها وإسقاطها. ولا بدّ، بحسب الباحثين، من تحديد المسؤوليَّة القانونيَّة، لجهة معاقبة المسيئين إلى الحياة الاجتماعيَّة، إذ إنَّ الفضاء الإلكتروني بات خارج السَّيطرة والتحكُّم من النّواحي الأخلاقيَّة والقانونيَّة اللازمة.
ويحذِّر الباحثون من غياب التَّواصل الإنسانيّ الحيّ والفاعل، وبروز الجفاء في العلاقات الإنسانيَّة، وأنَّ هذا الأمر غير مقبول أخلاقياً وإنسانياً، ويتعارض مع سلامة المجتمع وأمنه.
المجتمع اليوم، بحاجةٍ إلى كلِّ المشاعر الطيّبة والأخلاق الحسنة الّتي تحفظ كيانه وأسسه، وتراعي رسالته في وجود إنسانٍ يتَّسم بالمسؤوليَّة والوعي عن فعله وسلوكيّاته، ومعرفة حدوده وأبعاد تصرّفاته، فالواقع لا ينقصه افتعال المشاكل والتّعقيدات، ومزيد من الشّحن والضّغوطات، ليستغلّ البعض الفضاء الإلكتروني لنشر سمومهم وعقدهم، بما يسيء إلى الحياة كلّها، بل من الواجب استثمار هذا الفضاء بما يقرّبنا من بعضنا البعض، وبما يفتح قلوبنا وعقولنا على كلّ خيرٍ ومحبّة ونفع، تقوّي علاقاتنا، وترفع من مستوى أخلاقيّاتنا ووعينا.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.