العرفان بالجميل من الصّفات الَّتي تنمِّي الشّعور الإنسانيّ، وتزيده فاعليّةً وتجذّراً، وبوجه خاصّ، إن كان بين الأزواج، فالعلاقة الزوجيَّة القائمة في الأصل على المودَّة والرّحمة، من أبرز وجوهها، أن يبادر كلّ من الزّوجين إلى الإحسان إلى الآخر، ومعاملته بكلّ حسنى وتقدير واحترام للمشاعر.
فالأمانة والمودّة تقتضي أن يقدِّر الزّوج تعب زوجته في رعايتها لشؤونه وشؤون أطفاله، وفي دعمها المعنويّ والمادّيّ له في حال مرَّ بأزمة، مهما كان نوعها، فهي ـ أي الزّوجة ـ كهفه ومستودع سرّه، وأنيسه في السرّاء والضرّاء، وتفعل ما في وسعها من أجل إسعاده وإراحته وتأمين كلّ مستلزماته، حتى إذا ما وقع في محنة ماديَّة أو غير ماديَّة، تبادر إلى دعمه وتقديم المشورة له والرّأي، وتقف إلى جانبه، فكثير من الزّوجات يبعْنَ حليهنّ، حتى إنهنّ ينزلن إلى ميادين العمل ليدعمْنَ أزواجهنّ، وكم من الأزواج الَّذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه بفضل رأي زوجاتهنّ ومشورتهنّ ودعمهنّ على مدى سنوات!
وربّما تجد أزواجاً لا يؤدّون الأمانة، لجهة العرفان بجميل زوجاتهم، وعلى الأقلّ مبادلتهنَّ المشاعر الطيّبة والكلمات الطيّبة الَّتي تدلّ على تقديرهم لهنَّ، لا بل على العكس وأكثر من ذلك، نجد أنهم يبادرون إلى أذيتهنَّ والتّسبّب لهنّ بالمعاناة والآلام، فعندما يصل الأزواج إلى مكانةٍ اجتماعيَّةٍ أو اقتصاديّةٍ أو مادّية معيَّنة، ينسى أو يتناسى ما كان لزوجته من فضلٍ ودعمٍ له، وما لزوجته من حقوقٍ عليه في حفظ كرامتها ومشاعرها، ومبادلتها المودَّة والرَّحمة، فيعمد إلى تطليقها أو هجرانها، أو الزواج مرّةً أخرى دون حاجةٍ إلى ذلك، إلا رغبته في بدء حياة جديدة، وكأنَّ الحياة الزوجيَّة مجرّد مغامرات يعيشها بلا وعي ومسؤوليَّة. فهل مقتضى الوفاء والتّقدير والعرفان بالجميل، يستلزم منه كلَّ تلك التصرّفات غير المسؤولة، الّتي لا تمتّ إلى الأخلاق والإنسانيَّة بصلة؟!
هناك زوجات يفنين أعمارهنَّ في خدمة أزواجهنَّ ومساعدتهم ما أمكنهنَّ السَّبيل إلى ذلك، ثم ترى أزواجهنَّ في أيِّ لحظة، لا يوفّونهنّ حقّهنّ، ولا يعاملونهنَّ بمقتضى الخُلُق الكريم، لا بل يسبّبون الأذى والصَّدمة لهنّ.
يعتبر اختصاصيّون اجتماعيّون، أنَّ تنكُّر الأزواج وعدم الوفاء لزوجاتهم، يعبِّر عن أنانيَّة وعدم وجود مودّة صافية، بل هو في واقعه خيانة زوجيَّة قاسية، وأنَّ الأمر ليس مقتصراً على الزّوج، بل يشمل الزّوجة أيضاً، ومن بين أسباب هذه المشكلة، التَّكوين الشّخصيّ أو الصّفات الشّخصيّة والبيئة التي تربَّى فيها الأزواج والزّوجات.
أمّا المحلّلون النّفسيّون، فيرون أنَّ ناكر الجميل هو مريض نفسيّاً، ولديه اضطراب نفسيّ ونرجسيّة معيّنة، حيث لا يشعر بأيِّ نوع من أنواع محاسبة الذات أو تأنيب الضَّمير. ويوصي هؤلاء المحلّلون بالحذر في التعامل مع هؤلاء المرضى.
إنَّ العودة إلى أجواء المودَّة والرحمة، تقتضي من الأزواج والزوجات أن يعوا حجم دورهم ومسؤوليّاتهم، لجهة حفظ العلاقة الزوجيَّة من أيّ أذى قد يلحق بها، لذا، فالحذر مطلوب كما الوعي، لإبقاء الأسرة والحياة الزوجيَّة في برِّ الأمان والسَّلام والمودّة والتّراحم.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

العرفان بالجميل من الصّفات الَّتي تنمِّي الشّعور الإنسانيّ، وتزيده فاعليّةً وتجذّراً، وبوجه خاصّ، إن كان بين الأزواج، فالعلاقة الزوجيَّة القائمة في الأصل على المودَّة والرّحمة، من أبرز وجوهها، أن يبادر كلّ من الزّوجين إلى الإحسان إلى الآخر، ومعاملته بكلّ حسنى وتقدير واحترام للمشاعر.
فالأمانة والمودّة تقتضي أن يقدِّر الزّوج تعب زوجته في رعايتها لشؤونه وشؤون أطفاله، وفي دعمها المعنويّ والمادّيّ له في حال مرَّ بأزمة، مهما كان نوعها، فهي ـ أي الزّوجة ـ كهفه ومستودع سرّه، وأنيسه في السرّاء والضرّاء، وتفعل ما في وسعها من أجل إسعاده وإراحته وتأمين كلّ مستلزماته، حتى إذا ما وقع في محنة ماديَّة أو غير ماديَّة، تبادر إلى دعمه وتقديم المشورة له والرّأي، وتقف إلى جانبه، فكثير من الزّوجات يبعْنَ حليهنّ، حتى إنهنّ ينزلن إلى ميادين العمل ليدعمْنَ أزواجهنّ، وكم من الأزواج الَّذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه بفضل رأي زوجاتهنّ ومشورتهنّ ودعمهنّ على مدى سنوات!
وربّما تجد أزواجاً لا يؤدّون الأمانة، لجهة العرفان بجميل زوجاتهم، وعلى الأقلّ مبادلتهنَّ المشاعر الطيّبة والكلمات الطيّبة الَّتي تدلّ على تقديرهم لهنَّ، لا بل على العكس وأكثر من ذلك، نجد أنهم يبادرون إلى أذيتهنَّ والتّسبّب لهنّ بالمعاناة والآلام، فعندما يصل الأزواج إلى مكانةٍ اجتماعيَّةٍ أو اقتصاديّةٍ أو مادّية معيَّنة، ينسى أو يتناسى ما كان لزوجته من فضلٍ ودعمٍ له، وما لزوجته من حقوقٍ عليه في حفظ كرامتها ومشاعرها، ومبادلتها المودَّة والرَّحمة، فيعمد إلى تطليقها أو هجرانها، أو الزواج مرّةً أخرى دون حاجةٍ إلى ذلك، إلا رغبته في بدء حياة جديدة، وكأنَّ الحياة الزوجيَّة مجرّد مغامرات يعيشها بلا وعي ومسؤوليَّة. فهل مقتضى الوفاء والتّقدير والعرفان بالجميل، يستلزم منه كلَّ تلك التصرّفات غير المسؤولة، الّتي لا تمتّ إلى الأخلاق والإنسانيَّة بصلة؟!
هناك زوجات يفنين أعمارهنَّ في خدمة أزواجهنَّ ومساعدتهم ما أمكنهنَّ السَّبيل إلى ذلك، ثم ترى أزواجهنَّ في أيِّ لحظة، لا يوفّونهنّ حقّهنّ، ولا يعاملونهنَّ بمقتضى الخُلُق الكريم، لا بل يسبّبون الأذى والصَّدمة لهنّ.
يعتبر اختصاصيّون اجتماعيّون، أنَّ تنكُّر الأزواج وعدم الوفاء لزوجاتهم، يعبِّر عن أنانيَّة وعدم وجود مودّة صافية، بل هو في واقعه خيانة زوجيَّة قاسية، وأنَّ الأمر ليس مقتصراً على الزّوج، بل يشمل الزّوجة أيضاً، ومن بين أسباب هذه المشكلة، التَّكوين الشّخصيّ أو الصّفات الشّخصيّة والبيئة التي تربَّى فيها الأزواج والزّوجات.
أمّا المحلّلون النّفسيّون، فيرون أنَّ ناكر الجميل هو مريض نفسيّاً، ولديه اضطراب نفسيّ ونرجسيّة معيّنة، حيث لا يشعر بأيِّ نوع من أنواع محاسبة الذات أو تأنيب الضَّمير. ويوصي هؤلاء المحلّلون بالحذر في التعامل مع هؤلاء المرضى.
إنَّ العودة إلى أجواء المودَّة والرحمة، تقتضي من الأزواج والزوجات أن يعوا حجم دورهم ومسؤوليّاتهم، لجهة حفظ العلاقة الزوجيَّة من أيّ أذى قد يلحق بها، لذا، فالحذر مطلوب كما الوعي، لإبقاء الأسرة والحياة الزوجيَّة في برِّ الأمان والسَّلام والمودّة والتّراحم.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.