تصويب النَّظرة بين الرّجل والمرأة هو الحلّ

تصويب النَّظرة بين الرّجل والمرأة هو الحلّ

عنف بعض الرّجال وتسلّطهم، إضافةً إلى الضّغوطات الاجتماعيَّة والنفسيَّة، قد تُلجئ بعض النّسوة إلى أسلوب التعنُّت والمجابهة، وذلك ظنّاً منهنّ أنَّ ذلك ما يحقّق الأمان لهنّ والاستقرار، ويعزّز مكانتهنَّ الاجتماعيّة في وجه من يريد استضعافهُنَّ من الأزواج أو الأقارب أو أرباب العمل. إنهنَّ يحاولن، في نظرهنَّ، إثبات وجودهنَّ، في مقابل ما يعتبرنه تزايد السّلطة الذكوريَّة في المجتمع، والّتي تمارَس في كثيرٍ من الوجوه سلوكاً قمعيّاً وعنفيّاً ضدّ النّساء، وتمعن في زيادة معاناتهنَّ النفسيَّة والجسديَّة، عبر إهانتهنّ وضربهنّ، وعدم إعطائهنَّ حقوقهنَّ، ومعاملتهنَّ معاملةً قاسية.

مع ذلك، يعتبر البعض أنَّه ليس كلّ النِّساء متعنّتات، ويستعملن المواجهة كأسلوبٍ في الحياة، فهناك نساء لا يسلكن هذا الطريق، ويفضِّلن استيعاب المواقف والأمور والأحداث، والصَّبر تجاهها والتَّضحية، ولا يرين في ذلك نقصاً من دورهنَّ، بل مسؤوليَّة يتحمَّلنها تجاه أنفسهن وأولادهنَّ والمحيط من حولهنَّ.

يؤكِّد مختصّون نفسيّون أنَّ صفة التعنّت والمراوغة مشتركة بين الرّجل والأنثى، ولكنَّ الأنثى لا تستطيع التّعبير كفايةً عن مشاعرها ووجودها، جرّاء ظروفٍ وضغوطاتٍ كثيرة ومتنوّعة، فمجتمعنا الذّكوري بوجه عامّ، لم يعطِ المرأة المساحة الكافية والحرّة للتّعبير عن نفسها ومشاعرها، بل إنَّ النَّظرة العامّة زادتها ضغطاً.

هذا الرأي النّفسيّ لم يوافق عليه بعض المختصّين الاجتماعيّين، إذ رأوا أنَّ المرأة قديماً كانت مستعبدةً ومعزولةً، لكنَّ الصّورة اليوم مختلفة، إذ تحاول النّساء الصّمود والتّصدّي للعقليّة الذكوريَّة المتسلّطة، والمحافظة على وجودهنَّ بشكلٍ لائق، وإثبات جدارتهنَّ وثقتهنَّ بأنفسهنَّ، وأنهنَّ لا يمارسن كيداً، إنما هي محاولة لتكريس الذَّات في المجتمع المثقل بالضّغوطات والتحدّيات.

ويتابع هؤلاء المختصّون، أنَّ القوّة الحقيقيَّة تكمن في الصَّراحة والوضوح، وإلغاء الحواجز النفسيَّة بين الرّجل والمرأة، بغية تهيئة الأجواء المناسبة لإلغاء التوتّر والتشنّج والكيديَّة في العلاقات، للتّأسيس لجوّ ملؤه الثّقة والتفاهم.

هناك ثقةٌ وتفاهمٌ نفتقدهما اليوم، وهو ما يفترض تحمّل المسؤوليَّة من قبل الرّجل والمرأة، في إعادة النَّظر بطريقة تعاملهما مع الأمور والنظرة إليها، وتصحيح مكامن الخلل في كلّ ذلك، والعمل على فتح قنوات الانفتاح والتّواصل والمصارحة والمكاشفة حول كلِّ شيء، بما يحقِّق التَّوازن بينهما، ويحفظ حقوقهما وأجواء السَّلامة والمودَّة في المجتمع.

آن الأوان كي يفتح الرّجل والمرأة قلبهما وعقلهما على الحقّ كلّه والخير كلّه، ويتكاملا في سبيل السَّلامة والمودّة، ويترفّعا عن ضيق الأفق والنَّظرة وإثارة الحساسيّات والتوتّر والمشاكل، فللمرأة حقوق ودور، كما الرّجل، على مستوى المسؤوليَّة في تعزيز الحياة، ورفدها بكلّ معنى وقيمة ترفع من شأنها.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


عنف بعض الرّجال وتسلّطهم، إضافةً إلى الضّغوطات الاجتماعيَّة والنفسيَّة، قد تُلجئ بعض النّسوة إلى أسلوب التعنُّت والمجابهة، وذلك ظنّاً منهنّ أنَّ ذلك ما يحقّق الأمان لهنّ والاستقرار، ويعزّز مكانتهنَّ الاجتماعيّة في وجه من يريد استضعافهُنَّ من الأزواج أو الأقارب أو أرباب العمل. إنهنَّ يحاولن، في نظرهنَّ، إثبات وجودهنَّ، في مقابل ما يعتبرنه تزايد السّلطة الذكوريَّة في المجتمع، والّتي تمارَس في كثيرٍ من الوجوه سلوكاً قمعيّاً وعنفيّاً ضدّ النّساء، وتمعن في زيادة معاناتهنَّ النفسيَّة والجسديَّة، عبر إهانتهنّ وضربهنّ، وعدم إعطائهنَّ حقوقهنَّ، ومعاملتهنَّ معاملةً قاسية.

مع ذلك، يعتبر البعض أنَّه ليس كلّ النِّساء متعنّتات، ويستعملن المواجهة كأسلوبٍ في الحياة، فهناك نساء لا يسلكن هذا الطريق، ويفضِّلن استيعاب المواقف والأمور والأحداث، والصَّبر تجاهها والتَّضحية، ولا يرين في ذلك نقصاً من دورهنَّ، بل مسؤوليَّة يتحمَّلنها تجاه أنفسهن وأولادهنَّ والمحيط من حولهنَّ.

يؤكِّد مختصّون نفسيّون أنَّ صفة التعنّت والمراوغة مشتركة بين الرّجل والأنثى، ولكنَّ الأنثى لا تستطيع التّعبير كفايةً عن مشاعرها ووجودها، جرّاء ظروفٍ وضغوطاتٍ كثيرة ومتنوّعة، فمجتمعنا الذّكوري بوجه عامّ، لم يعطِ المرأة المساحة الكافية والحرّة للتّعبير عن نفسها ومشاعرها، بل إنَّ النَّظرة العامّة زادتها ضغطاً.

هذا الرأي النّفسيّ لم يوافق عليه بعض المختصّين الاجتماعيّين، إذ رأوا أنَّ المرأة قديماً كانت مستعبدةً ومعزولةً، لكنَّ الصّورة اليوم مختلفة، إذ تحاول النّساء الصّمود والتّصدّي للعقليّة الذكوريَّة المتسلّطة، والمحافظة على وجودهنَّ بشكلٍ لائق، وإثبات جدارتهنَّ وثقتهنَّ بأنفسهنَّ، وأنهنَّ لا يمارسن كيداً، إنما هي محاولة لتكريس الذَّات في المجتمع المثقل بالضّغوطات والتحدّيات.

ويتابع هؤلاء المختصّون، أنَّ القوّة الحقيقيَّة تكمن في الصَّراحة والوضوح، وإلغاء الحواجز النفسيَّة بين الرّجل والمرأة، بغية تهيئة الأجواء المناسبة لإلغاء التوتّر والتشنّج والكيديَّة في العلاقات، للتّأسيس لجوّ ملؤه الثّقة والتفاهم.

هناك ثقةٌ وتفاهمٌ نفتقدهما اليوم، وهو ما يفترض تحمّل المسؤوليَّة من قبل الرّجل والمرأة، في إعادة النَّظر بطريقة تعاملهما مع الأمور والنظرة إليها، وتصحيح مكامن الخلل في كلّ ذلك، والعمل على فتح قنوات الانفتاح والتّواصل والمصارحة والمكاشفة حول كلِّ شيء، بما يحقِّق التَّوازن بينهما، ويحفظ حقوقهما وأجواء السَّلامة والمودَّة في المجتمع.

آن الأوان كي يفتح الرّجل والمرأة قلبهما وعقلهما على الحقّ كلّه والخير كلّه، ويتكاملا في سبيل السَّلامة والمودّة، ويترفّعا عن ضيق الأفق والنَّظرة وإثارة الحساسيّات والتوتّر والمشاكل، فللمرأة حقوق ودور، كما الرّجل، على مستوى المسؤوليَّة في تعزيز الحياة، ورفدها بكلّ معنى وقيمة ترفع من شأنها.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية