الخطوبة من أجل زواج ناجح

الخطوبة من أجل زواج ناجح

من المعلوم أنَّ فترة الخطوبة هي للتَّعارف بين الشّابّ والفتاة، كي يدرس كلّ طرفٍ ما لدى الآخر من صفات، وحتى يختبرا ـ بطريقة وأخرى ـ ما يشعران به تجاه بعضهما البعض من أحاسيس وعواطف، قبل الانتقال إلى بيت الزوجيَّة.

وليس المطلوب أن تطول مدّة الخطوبة بشكلٍ غير طبيعيّ، وهو ما ينعكس سلباً على حيويّة العلاقة، ويحوّلها إلى جوٍّ من أجواء الرّتابة، بعيداً عن التّوازن والاستقرار المطلوبيْن، كما ليس المطلوب في الوقت عينه، أن تكون فترة التّعارف قصيرة، ولا يأخذ الطّرفان الوقت الكافي في فهم بعضهما البعض، والتّقريب بين شخصيّتيهما، بالقدر الّذي يقوّي هذه العلاقة ويجذّرها أكثر، ويكفل نجاحها واستقرارها واستمراريّتها.

وقد يدفع حرص البعض من الأهل على ضرورة أن تكون فترة التّعارف قصيرةً أو طويلة، بحسب معطياتهم أو مخاوفهم أو تقييمهم للعلاقة، إلى التدخّل، وفرض ما يرونه في رأيهم لمصلحة نجاح العلاقة، ما يؤدّي إلى نتائج سلبيّة، وإلى تعقيد الأمور، بدل المساعدة على إيصال الأمور إلى خواتيمها السعيدة.

فالأهل لا بدَّ لهم بحكم ما يملكون من خبرةٍ ووعيٍ، من أن يتصرّفوا بكلّ رويّة وحكمة في التعامل مع أبنائهم المقبلين على الزّواج، وأن يقدِّموا لهم المشورة والنّصيحة، بما يساعدهم على تحسين أوضاعهم، وتصحيح ما يعترض طريقها. إنهم صمَّام أمانٍ للأبناء، وليسوا مصدر ضغطٍ وقلقٍ وتوتّر لهم، بل دورهم هو دور المصلح والنّاصح والمرشد.

والبعض من الأهل لا يشجِّع ابنته على الخطوبة، ولا يرضى بذلك، بل يشترط إجراء العقد كمدخلٍ للتَّعارف، وهذا ما ينصح به علماء الدّين ومجتهدون، فالسيِّد محمد حسين فضل الله(رض) يوضح: "مرحلة الخطوبة، هي المرحلة الّتي يمكن لكلٍّ منهما التعرّف إلى الآخر خلالها، ومن الطبيعيّ أنَّ مرحلة الخطوبة لا تتيح مثل هذه المعرفة عندما لا تترافق مع عقدٍ يبيح لكلٍّ منهما أن يأخذ حريته في التّعامل مع الآخر، بالشّكل الّذي يتحركان فيه كما لو كانا زوجين طبيعيّين، مع وقف التّنفيذ، بالنّسبة إل الواقع الخاصّ.

في هذا المجال، طبعاً، لا بدَّ من إجراء عقد زواجٍ بالطَّريقة التي ذكرناها، لأنَّ هذا يسمح للخطيب بأن يعرف خطيبته عن كثب، ويسمح للخطيبة بأن تعرف خطيبها عن كثب، لكي يحسما أمرهما في نهاية المطاف، عندما تكون هناك فرصة طبيعيّة أو اجتماعيّة لحسم المسألة بشكلٍ معقول، لأنّه ليست هناك أيّة مشاكل شرعيّة في هذا المجال". [كتاب تأمّلات إسلاميَّة، ص 76، 77].

ويرى اختصاصيّون نفسيّون أنَّ الخطوبة تتيح مساحةً كافيةً للتّعارف بغية إنجاح الزّواج، عبر تعزيز مساحات الانسجام، وإفساح المجال أمام إبراز المواقف الطبيعيّة الّتي تظهر الشخصيّة الحقيقيّة بعيداً عن التّصريحات المصطنعة.. ويتابع هؤلاء بأنّ قصر فترة الخطوبة من شأنه أن يؤدّي إلى الطّلاق في بعض الحالات، فالسرعة في اتخاذ قرارات الزّواج، وعدم التريّث وأخذ الوقت الكافي في التعرّف إلى الآخر، يجعل العلاقة الزّوجيّة في مهبّ الرّيح.

من جهتهم، يشير اختصاصيّون اجتماعيّون إلى أنَّ من بين أسباب الطّلاق، قصر فترة الخطوبة جرّاء بعض العادات والتّقاليد للأهل. ويتابع هؤلاء بأنّ الزّواج النّاجح لا بدَّ من أن يكون قائماً على أساس فترة خطوبة طبيعيَّة منسجمة مع روح الشَّريعة، وهذا يستدعي فترة خطوبة غير قصيرة.

الزّواج عبارة عن مؤسَّسة ينتج منها أسرة، ولا بدَّ من تهيئة مقدّماته، والتعارف بين الخطيبين بالشَّكل الكافي قبل انتقالهما إلى بيت الزوجيَّة، كي يكونا مؤهَّلين من النّواحي كافّة، وكي ينجحا في تربية أسرتهما وفي علاقتهما دونما مشاكل وتعقيدات تربكهما لاحقاً...

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


من المعلوم أنَّ فترة الخطوبة هي للتَّعارف بين الشّابّ والفتاة، كي يدرس كلّ طرفٍ ما لدى الآخر من صفات، وحتى يختبرا ـ بطريقة وأخرى ـ ما يشعران به تجاه بعضهما البعض من أحاسيس وعواطف، قبل الانتقال إلى بيت الزوجيَّة.

وليس المطلوب أن تطول مدّة الخطوبة بشكلٍ غير طبيعيّ، وهو ما ينعكس سلباً على حيويّة العلاقة، ويحوّلها إلى جوٍّ من أجواء الرّتابة، بعيداً عن التّوازن والاستقرار المطلوبيْن، كما ليس المطلوب في الوقت عينه، أن تكون فترة التّعارف قصيرة، ولا يأخذ الطّرفان الوقت الكافي في فهم بعضهما البعض، والتّقريب بين شخصيّتيهما، بالقدر الّذي يقوّي هذه العلاقة ويجذّرها أكثر، ويكفل نجاحها واستقرارها واستمراريّتها.

وقد يدفع حرص البعض من الأهل على ضرورة أن تكون فترة التّعارف قصيرةً أو طويلة، بحسب معطياتهم أو مخاوفهم أو تقييمهم للعلاقة، إلى التدخّل، وفرض ما يرونه في رأيهم لمصلحة نجاح العلاقة، ما يؤدّي إلى نتائج سلبيّة، وإلى تعقيد الأمور، بدل المساعدة على إيصال الأمور إلى خواتيمها السعيدة.

فالأهل لا بدَّ لهم بحكم ما يملكون من خبرةٍ ووعيٍ، من أن يتصرّفوا بكلّ رويّة وحكمة في التعامل مع أبنائهم المقبلين على الزّواج، وأن يقدِّموا لهم المشورة والنّصيحة، بما يساعدهم على تحسين أوضاعهم، وتصحيح ما يعترض طريقها. إنهم صمَّام أمانٍ للأبناء، وليسوا مصدر ضغطٍ وقلقٍ وتوتّر لهم، بل دورهم هو دور المصلح والنّاصح والمرشد.

والبعض من الأهل لا يشجِّع ابنته على الخطوبة، ولا يرضى بذلك، بل يشترط إجراء العقد كمدخلٍ للتَّعارف، وهذا ما ينصح به علماء الدّين ومجتهدون، فالسيِّد محمد حسين فضل الله(رض) يوضح: "مرحلة الخطوبة، هي المرحلة الّتي يمكن لكلٍّ منهما التعرّف إلى الآخر خلالها، ومن الطبيعيّ أنَّ مرحلة الخطوبة لا تتيح مثل هذه المعرفة عندما لا تترافق مع عقدٍ يبيح لكلٍّ منهما أن يأخذ حريته في التّعامل مع الآخر، بالشّكل الّذي يتحركان فيه كما لو كانا زوجين طبيعيّين، مع وقف التّنفيذ، بالنّسبة إل الواقع الخاصّ.

في هذا المجال، طبعاً، لا بدَّ من إجراء عقد زواجٍ بالطَّريقة التي ذكرناها، لأنَّ هذا يسمح للخطيب بأن يعرف خطيبته عن كثب، ويسمح للخطيبة بأن تعرف خطيبها عن كثب، لكي يحسما أمرهما في نهاية المطاف، عندما تكون هناك فرصة طبيعيّة أو اجتماعيّة لحسم المسألة بشكلٍ معقول، لأنّه ليست هناك أيّة مشاكل شرعيّة في هذا المجال". [كتاب تأمّلات إسلاميَّة، ص 76، 77].

ويرى اختصاصيّون نفسيّون أنَّ الخطوبة تتيح مساحةً كافيةً للتّعارف بغية إنجاح الزّواج، عبر تعزيز مساحات الانسجام، وإفساح المجال أمام إبراز المواقف الطبيعيّة الّتي تظهر الشخصيّة الحقيقيّة بعيداً عن التّصريحات المصطنعة.. ويتابع هؤلاء بأنّ قصر فترة الخطوبة من شأنه أن يؤدّي إلى الطّلاق في بعض الحالات، فالسرعة في اتخاذ قرارات الزّواج، وعدم التريّث وأخذ الوقت الكافي في التعرّف إلى الآخر، يجعل العلاقة الزّوجيّة في مهبّ الرّيح.

من جهتهم، يشير اختصاصيّون اجتماعيّون إلى أنَّ من بين أسباب الطّلاق، قصر فترة الخطوبة جرّاء بعض العادات والتّقاليد للأهل. ويتابع هؤلاء بأنّ الزّواج النّاجح لا بدَّ من أن يكون قائماً على أساس فترة خطوبة طبيعيَّة منسجمة مع روح الشَّريعة، وهذا يستدعي فترة خطوبة غير قصيرة.

الزّواج عبارة عن مؤسَّسة ينتج منها أسرة، ولا بدَّ من تهيئة مقدّماته، والتعارف بين الخطيبين بالشَّكل الكافي قبل انتقالهما إلى بيت الزوجيَّة، كي يكونا مؤهَّلين من النّواحي كافّة، وكي ينجحا في تربية أسرتهما وفي علاقتهما دونما مشاكل وتعقيدات تربكهما لاحقاً...

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية