في الحديث: "رحم الله امرءاً عرف حدَّه فوقف عنده"، وفي حديثٍ آخر: "قيمة كلِّ امرئٍ ما يُحسنه".
خلق الله تعالى الإنسان، وأودع فيه الطَّاقات والإمكانات المتنوّعة، والَّتي تتفاوت بين شخصٍ وآخر، بحيث تتكامل مع بعضها البعض، من أجل دفع الحياة وتطوّرها اجتماعيّاً واقتصاديّاً وإنسانيّاً.
من هنا، تأتي أهميَّة وعي كلِّ إنسانٍ لطاقاته وحجم إمكاناته، والعمل على تنميتها ما أمكن، بعيداً عن الأنانيَّة والغيرة والحسد، فلا ينظر إلى ما عند الآخرين من خصائص وأشياء، ولا يعمد إلى مراقبة هؤلاء، ويصبح لديه الهاجس بأن يكون مثلهم من كلّ الجهات، ناسياً أنَّ التنوّع في الطّاقات، والاختلاف في الظّروف والمعطيات والخصائص، هو أمر طبيعيّ وإنسانيّ، فيعيش إذ ذاك عدم الرّضا عن نفسه، ويفقد ثقته بها، ويصبح همّه كيف يصل إلى ما وصل إليه رفاقه أو زملاؤه، مهما كلَّفه الأمر، فيجهد نفسه ويثقلها، ولا يحصِّل ما يبتغيه.
هذه المشكلة تؤرِّق الكثيرين من النِّساء والرِّجال، وحتى المراهقين، فالبعض ينظر إلى ما لدى الآخرين من نعمٍ أنعم الله بها عليهم، من مالٍ وجاهٍ، أو علمٍ وعزٍّ، أو حاجياتٍ، أو أيِّ نعمةٍ من نعم الحياة، ويقارن نفسه بهم، حاسداً إيّاهم على ما عندهم، محاولاً صرف الجهد والوقت من أجل امتلاك ما يملكون، متجاهلاً ظروفه وقدراته الفعليَّة الماديَّة وغيرها، وتكون النَّتيجة تعباً له ولمن حوله، إذ لا يعيش القناعة بما عنده، وما تفرضه من نظرةٍ مسؤولةٍ إلى الأمور، وقراءةٍ هادئةٍ للظّروف والقدرات.
البعض دائم التطلّع إلى ما في أيدي الآخرين، حتّى يصبح ذلك لديه مرضاً نفسيّاً، فمهما امتلك من أشياء، لا يكتفي بها، ويبقى في هاجسٍ دائمٍ لتقليد الآخرين والتّشبّه بهم، متجاهلاً ما منحه الله من طاقات يمكنه الإفادة منها وتنميتها.
وانطلاقاً من البعد الاجتماعيّ، فإنَّ على الإنسان أن تكون لديه ثقة كبيرة بنفسه وبما لديه، وأن يسعى دائماً نحو الأفضل، وهذا يعني النّظر إلى إنجازات الآخرين، والاستفادة منها، والتأثّر الإيجابيّ بها، وأن تكون مدخلاً للعمل والبناء والعطاء ضمن ما يمتلكه من قدراتٍ وإمكانات، لا أن تكون مدخلاً للمقارنة وتثبيط الهمَّة والفتور والإحباط. فالخطأ، كلّ الخطأ، في إجراء المقارنة بالآخرين، فلكلِّ إنسانٍ ما يميّزه عن غيره.
أمَّا على الصَّعيد النَّفسيّ، فإنَّ المقارنة بالآخرين تشعر أصحابها بالنَّقص وبفقدان الشّعور بالثِّقة بالنَّفس والسَّعادة، وتجعلهم يعيشون المشاعر السّلبيّة الّتي تؤثِّر في نفسيَّاتهم وفيمن حولهم، فهم غالباً لا يشعرون بطعم الفرح، لأنَّ ما يحصدونه لا يرضيهم في الغالب، فتزداد رغباتهم في تقليد الغير، ويعيشون الفوضى والتخبُّط والضَّياع، بعيداً عمَّا تعنيه قيمة القناعة، وتهذيب النَّفس على قيم العطاء والبذل والتَّعاون مع الآخرين.
فلنربِّ أنفسنا على القناعة، وتوظيف ما لدينا من قدراتٍ وإمكانات، والعمل وفقاً لما فيه نظم أمورنا وصلاح أحوالنا، لا أن نتجاوز الحدود فنقع في شرور أفعالنا، فالواقع الإنسانيّ والاجتماعيّ يحتاج إلى القناعة والوعي والمسؤوليّة، وأن نعطي ما نقدر عليه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

في الحديث: "رحم الله امرءاً عرف حدَّه فوقف عنده"، وفي حديثٍ آخر: "قيمة كلِّ امرئٍ ما يُحسنه".
خلق الله تعالى الإنسان، وأودع فيه الطَّاقات والإمكانات المتنوّعة، والَّتي تتفاوت بين شخصٍ وآخر، بحيث تتكامل مع بعضها البعض، من أجل دفع الحياة وتطوّرها اجتماعيّاً واقتصاديّاً وإنسانيّاً.
من هنا، تأتي أهميَّة وعي كلِّ إنسانٍ لطاقاته وحجم إمكاناته، والعمل على تنميتها ما أمكن، بعيداً عن الأنانيَّة والغيرة والحسد، فلا ينظر إلى ما عند الآخرين من خصائص وأشياء، ولا يعمد إلى مراقبة هؤلاء، ويصبح لديه الهاجس بأن يكون مثلهم من كلّ الجهات، ناسياً أنَّ التنوّع في الطّاقات، والاختلاف في الظّروف والمعطيات والخصائص، هو أمر طبيعيّ وإنسانيّ، فيعيش إذ ذاك عدم الرّضا عن نفسه، ويفقد ثقته بها، ويصبح همّه كيف يصل إلى ما وصل إليه رفاقه أو زملاؤه، مهما كلَّفه الأمر، فيجهد نفسه ويثقلها، ولا يحصِّل ما يبتغيه.
هذه المشكلة تؤرِّق الكثيرين من النِّساء والرِّجال، وحتى المراهقين، فالبعض ينظر إلى ما لدى الآخرين من نعمٍ أنعم الله بها عليهم، من مالٍ وجاهٍ، أو علمٍ وعزٍّ، أو حاجياتٍ، أو أيِّ نعمةٍ من نعم الحياة، ويقارن نفسه بهم، حاسداً إيّاهم على ما عندهم، محاولاً صرف الجهد والوقت من أجل امتلاك ما يملكون، متجاهلاً ظروفه وقدراته الفعليَّة الماديَّة وغيرها، وتكون النَّتيجة تعباً له ولمن حوله، إذ لا يعيش القناعة بما عنده، وما تفرضه من نظرةٍ مسؤولةٍ إلى الأمور، وقراءةٍ هادئةٍ للظّروف والقدرات.
البعض دائم التطلّع إلى ما في أيدي الآخرين، حتّى يصبح ذلك لديه مرضاً نفسيّاً، فمهما امتلك من أشياء، لا يكتفي بها، ويبقى في هاجسٍ دائمٍ لتقليد الآخرين والتّشبّه بهم، متجاهلاً ما منحه الله من طاقات يمكنه الإفادة منها وتنميتها.
وانطلاقاً من البعد الاجتماعيّ، فإنَّ على الإنسان أن تكون لديه ثقة كبيرة بنفسه وبما لديه، وأن يسعى دائماً نحو الأفضل، وهذا يعني النّظر إلى إنجازات الآخرين، والاستفادة منها، والتأثّر الإيجابيّ بها، وأن تكون مدخلاً للعمل والبناء والعطاء ضمن ما يمتلكه من قدراتٍ وإمكانات، لا أن تكون مدخلاً للمقارنة وتثبيط الهمَّة والفتور والإحباط. فالخطأ، كلّ الخطأ، في إجراء المقارنة بالآخرين، فلكلِّ إنسانٍ ما يميّزه عن غيره.
أمَّا على الصَّعيد النَّفسيّ، فإنَّ المقارنة بالآخرين تشعر أصحابها بالنَّقص وبفقدان الشّعور بالثِّقة بالنَّفس والسَّعادة، وتجعلهم يعيشون المشاعر السّلبيّة الّتي تؤثِّر في نفسيَّاتهم وفيمن حولهم، فهم غالباً لا يشعرون بطعم الفرح، لأنَّ ما يحصدونه لا يرضيهم في الغالب، فتزداد رغباتهم في تقليد الغير، ويعيشون الفوضى والتخبُّط والضَّياع، بعيداً عمَّا تعنيه قيمة القناعة، وتهذيب النَّفس على قيم العطاء والبذل والتَّعاون مع الآخرين.
فلنربِّ أنفسنا على القناعة، وتوظيف ما لدينا من قدراتٍ وإمكانات، والعمل وفقاً لما فيه نظم أمورنا وصلاح أحوالنا، لا أن نتجاوز الحدود فنقع في شرور أفعالنا، فالواقع الإنسانيّ والاجتماعيّ يحتاج إلى القناعة والوعي والمسؤوليّة، وأن نعطي ما نقدر عليه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.