كثيرةٌ هي الخلافات الزّوجيَّة الّتي نسمع بها، والّتي يُرجعها البعض إلى عدم التّكافؤ الاجتماعيّ والثقافيّ بين الزّوجين، وعدم فهمهما لبعضها البعض، والتّسرُّع في الزّواج وغير ذلك، فيما يبقى القاسم المشترك بين كثيرٍ من هذه الخلافات هو الطّلاق، الَّذي ينتشر بشكلٍ واسع بين الشّباب، حيث يعدّونه الحلّ السّريع لمشاكلهم، دون النّظر بوعيٍ وجديّةٍ إلى خطورة ما يتركه من آثار سلبيَّة على المطلّقين، وعلى المجتمع بشكل عام.
من هنا، تأتي أهميّة الاهتمام بهذه القضيّة، ومحاولة مواجهة آثارها وتداعياتها. وفي هذا السِّياق، تسعى جمعيّات خيريّة واجتماعيّة إلى ممارسة دورها، عبر إقامة دورات تأهيليّة حول الزّواج وما يتعلّق به، كونه مؤسَّسةً إنسانيَّةً تنتج منه أسرة تحتاج إلى الاستقرار والأمان والحبّ. والحفاظ على الأسرة واستمراريَّتها وقوّتها وتماسكها، يكون عبر حفظ مؤسَّسة الزّوجين، وضمان استمرارها بالشَّكل الطَّبيعيّ.
تقوم العديد من الجمعيَّات بعقد دوراتٍ للتَّأهيل الأسريّ للمقبلين على الزَّواج، والقيّمون على هذه الجمعيّات يؤكِّدون أهميَّة مثل هكذا دورات قبل بدء الحياة الزوجيَّة، أو على الأقلّ في السَّنة الأولى منها، باعتبار أنّ الحال لم تعد تحتمل بالنَّظر إلى ارتفاع نسبة الطّلاق.
وتهدف هذه الدّورات إلى توعية الزّوجين بأسس الحياة الزوجيّة، وما يتطلّبه الأمر لإنجاحها، من خلال محاضراتٍ ودروسٍ يقدّمها متخصّصون اجتماعيّون بحال الأسرة، وتتّصل بالحياة الأسريَّة الزّوجيَّة من النواحي الدينيَّة والاجتماعيَّة والطبيَّة والعلميَّة، وتتناول كيفيّة اختيار شريك الحياة، وأهميَّة التّعارف المبنيّ على العقل والوعي ودراسة ما لدى الآخر، والنّضج في اتخاذ القرار المناسب، تمهيداً لحياة زوجيَّة متوازنة وصحيحة تنتج أسراً قويّة لا تعاني التفكّك والمشاكل.
ويذهب بعض الاختصاصيّين الاجتماعيّين إلى ضرورة وضع تشريعات قانونيَّة تلزم من يريد الإقدام على الزّواج بالخضوع لمثل هكذا دوراتٍ تأهيليّة تساعد على نجاح الزّواج، عبر نشر التّوعية الكافية حوله من خلال برامج توعويّة وتثقيفيّة، لا بل أكثر من ذلك، يذهب هؤلاء الاختصاصيّون الاجتماعيّون، إلى القول بأهميَّة أن تكون مثل هذه البرامج مدرجةً في المناهج الأساسيّة في الجامعات، فالقضيَّة تعني الشَّأن العام برمّته، وهي مسؤوليَّة الجميع؛ الجهات الرسميّة والأهليَّة والدينيَّة والتربويَّة والشَّرعيَّة.
ويعلِّق باحثون نفسيّون بأنَّ نجاح المؤسَّسة الزوجيَّة لا يكون عن طريق دورات تأهيليَّة على أهميَّتها، بل لا بدَّ من الانسجام والتّوافق النفسيّ والعقليّ والرّوحيّ بين الزّوجين. وما يحصل اليوم من فشلٍ لكثيرٍ من حالات الزواج، وحدوث الطلاق، هو نتيجة انعدام هذا التّوافق. وينصح المختصّون النفسيّون بضرورة استشارتهم، لأنَّ علم النّفس قادر على تقديم المعونة والتوعية أكثر، وبشكلٍ فاعلٍ أكثر من الدّورات التأهيليّة النظريّة والمجرّدة.
على كلِّ حال، فإنَّ تضافر كلّ الجهود، مهما كانت، وبأيّ طريقة، يظلّ ضروريّاً وهامّاً لتسليط الضّوء على أبعاد الحياة الزوجيّة والأسريّة، بغية تصحيح أوضاعها، وذلك ما تفرضه الحاجة والمسؤوليّة في مواجهة ما ينتجه تزايد ارتفاع معدّلات الطلاق من آثارٍ مدمّرة على المجتمع بوجه عامّ.
فاليوم، وعبر تعاون مؤسَّسات المجتمع الأهليَّة والحقوقيَّة والتربويَّة والإعلاميَّة والدّينيَّة، بالإمكان المساهمة على الأقلّ في التّخفيف من حالات الطّلاق. ويبقى الأهمّ أيضاً حُسن اختيار الزّوجيْن لبعضهما البعض، ودراسة شخصيَّة بعضهما البعض، والتّعارف بشكلٍ صحيح، واتخاذ القرارات النَّاضجة والواعية الّتي تساعد على إنجاح العلاقة الزوجيَّة، وتكوين أسرةٍ بشكلٍ صحّيّ، بعيداً عن المشاكل والاهتزازات.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

كثيرةٌ هي الخلافات الزّوجيَّة الّتي نسمع بها، والّتي يُرجعها البعض إلى عدم التّكافؤ الاجتماعيّ والثقافيّ بين الزّوجين، وعدم فهمهما لبعضها البعض، والتّسرُّع في الزّواج وغير ذلك، فيما يبقى القاسم المشترك بين كثيرٍ من هذه الخلافات هو الطّلاق، الَّذي ينتشر بشكلٍ واسع بين الشّباب، حيث يعدّونه الحلّ السّريع لمشاكلهم، دون النّظر بوعيٍ وجديّةٍ إلى خطورة ما يتركه من آثار سلبيَّة على المطلّقين، وعلى المجتمع بشكل عام.
من هنا، تأتي أهميّة الاهتمام بهذه القضيّة، ومحاولة مواجهة آثارها وتداعياتها. وفي هذا السِّياق، تسعى جمعيّات خيريّة واجتماعيّة إلى ممارسة دورها، عبر إقامة دورات تأهيليّة حول الزّواج وما يتعلّق به، كونه مؤسَّسةً إنسانيَّةً تنتج منه أسرة تحتاج إلى الاستقرار والأمان والحبّ. والحفاظ على الأسرة واستمراريَّتها وقوّتها وتماسكها، يكون عبر حفظ مؤسَّسة الزّوجين، وضمان استمرارها بالشَّكل الطَّبيعيّ.
تقوم العديد من الجمعيَّات بعقد دوراتٍ للتَّأهيل الأسريّ للمقبلين على الزَّواج، والقيّمون على هذه الجمعيّات يؤكِّدون أهميَّة مثل هكذا دورات قبل بدء الحياة الزوجيَّة، أو على الأقلّ في السَّنة الأولى منها، باعتبار أنّ الحال لم تعد تحتمل بالنَّظر إلى ارتفاع نسبة الطّلاق.
وتهدف هذه الدّورات إلى توعية الزّوجين بأسس الحياة الزوجيّة، وما يتطلّبه الأمر لإنجاحها، من خلال محاضراتٍ ودروسٍ يقدّمها متخصّصون اجتماعيّون بحال الأسرة، وتتّصل بالحياة الأسريَّة الزّوجيَّة من النواحي الدينيَّة والاجتماعيَّة والطبيَّة والعلميَّة، وتتناول كيفيّة اختيار شريك الحياة، وأهميَّة التّعارف المبنيّ على العقل والوعي ودراسة ما لدى الآخر، والنّضج في اتخاذ القرار المناسب، تمهيداً لحياة زوجيَّة متوازنة وصحيحة تنتج أسراً قويّة لا تعاني التفكّك والمشاكل.
ويذهب بعض الاختصاصيّين الاجتماعيّين إلى ضرورة وضع تشريعات قانونيَّة تلزم من يريد الإقدام على الزّواج بالخضوع لمثل هكذا دوراتٍ تأهيليّة تساعد على نجاح الزّواج، عبر نشر التّوعية الكافية حوله من خلال برامج توعويّة وتثقيفيّة، لا بل أكثر من ذلك، يذهب هؤلاء الاختصاصيّون الاجتماعيّون، إلى القول بأهميَّة أن تكون مثل هذه البرامج مدرجةً في المناهج الأساسيّة في الجامعات، فالقضيَّة تعني الشَّأن العام برمّته، وهي مسؤوليَّة الجميع؛ الجهات الرسميّة والأهليَّة والدينيَّة والتربويَّة والشَّرعيَّة.
ويعلِّق باحثون نفسيّون بأنَّ نجاح المؤسَّسة الزوجيَّة لا يكون عن طريق دورات تأهيليَّة على أهميَّتها، بل لا بدَّ من الانسجام والتّوافق النفسيّ والعقليّ والرّوحيّ بين الزّوجين. وما يحصل اليوم من فشلٍ لكثيرٍ من حالات الزواج، وحدوث الطلاق، هو نتيجة انعدام هذا التّوافق. وينصح المختصّون النفسيّون بضرورة استشارتهم، لأنَّ علم النّفس قادر على تقديم المعونة والتوعية أكثر، وبشكلٍ فاعلٍ أكثر من الدّورات التأهيليّة النظريّة والمجرّدة.
على كلِّ حال، فإنَّ تضافر كلّ الجهود، مهما كانت، وبأيّ طريقة، يظلّ ضروريّاً وهامّاً لتسليط الضّوء على أبعاد الحياة الزوجيّة والأسريّة، بغية تصحيح أوضاعها، وذلك ما تفرضه الحاجة والمسؤوليّة في مواجهة ما ينتجه تزايد ارتفاع معدّلات الطلاق من آثارٍ مدمّرة على المجتمع بوجه عامّ.
فاليوم، وعبر تعاون مؤسَّسات المجتمع الأهليَّة والحقوقيَّة والتربويَّة والإعلاميَّة والدّينيَّة، بالإمكان المساهمة على الأقلّ في التّخفيف من حالات الطّلاق. ويبقى الأهمّ أيضاً حُسن اختيار الزّوجيْن لبعضهما البعض، ودراسة شخصيَّة بعضهما البعض، والتّعارف بشكلٍ صحيح، واتخاذ القرارات النَّاضجة والواعية الّتي تساعد على إنجاح العلاقة الزوجيَّة، وتكوين أسرةٍ بشكلٍ صحّيّ، بعيداً عن المشاكل والاهتزازات.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.