المفترض، ومن حيث المبدأ، أن تتمَّ الإفادة من شبكات التّواصل الاجتماعيّ بالحدّ المعقول في تعزيز المحيط الاجتماعيّ وتنميته على مستوى نسج العلاقات والصَّداقات النّافعة والمفيدة، فتأثير هذه الوسائل بات شيئاً واضحاً، ومن المسلّمات، ولكنَّها، للأسف، تأسر الكثير من المراهقين والمراهقات في عوالمها، وتجذبهم إلى حدِّ التأثُّر والتّقليد الأعمى للمشاهير ونجوم الفنّ والرّياضة والسّياسة والإعلام.
ويبلغ الأمر بكثير من المراهقين إلى حدِّ الهوس بهؤلاء، فيبادرون إلى تقليدهم في أبسط التفاصيل، بما لا يتناسب مع عادات مجتمعهم وثقافته. هذه الظّاهرة تبدو واضحةً اليوم في كثيرٍ من المجتمعات مع وجود الإنترنت، الّذي يتسابق إليه المراهقون والمراهقات لمعرفة آخر المستجدّات المتعلّقة بنجمهم أو نجومهم وشخصيَّاتهم المفضّلة.
ويؤكِّد متابعون للشَّأن الاجتماعيّ أهميَّة كسر الحاجز بين المراهقين وأسرهم، والمصارحة والمكاشفة بينهم، والحوار مع بعضهم البعض حول مختلف الأمور، وبناء الثّقة بين الجميع، إذ إنَّ تباعد المراهق عن عائلته، والفراغ الّذي يعيشه داخل الأسرة، يجعلانه ينفتح أكثر على العالم الافتراضي، والبدء بقطيعة العالم الواقعيّ والانكفاء عنه، وهو ما يتسبَّب بمشاكل نفسيّة وعائليّة واجتماعيّة للمراهقين، ساهمت مواقع التّواصل في تعميقها، إذ تمتلئ هذه المواقع بآلاف الصّفحات التي تنشر على مدار السّاعة الأخبار المتعلّقة بالمشاهير.
ويرى باحثون نفسيّون أنَّ ظاهرة الهوس بالمشاهير تظلّ عند الفتاة أكبر، بسبب عاطفتها وحبّها لمعرفة أدقّ التفاصيل عند هذا المشهور أو غيره. وأوصى هؤلاء الأهل بعدم التصرّف بقسوة مع المراهقين، وبمحاولة استيعابهم والتقرّب منهم والتَّفاهم معهم، ومعالجة أيّة مشكلة، إن طرأت، بهدوء، ومن خلال استشارة اختصاصيّين نفسيّين واجتماعيّين إن استوجب الأمر ذلك.
البعض يصل به الحدّ إلى أن يجهد نفسه، كي يكون نسخةً طبق الأصل عن المشهور المتأثِّر به في لباسه وطريقة حديثه، وحتى قصَّة شعره، وهذا مرض نفسيّ خطير، إذ يعاني المراهق الاكتئاب والقلق المستمرّ وافتعال المشاكل مع محيطه، ويشعر بعدم الرّضا عن النفس في أحوال كثيرة.
إنَّنا نحتاج إلى أن نساعد هؤلاء على التأسّي بالقدوة الصَّالحة النَّافعة والاقتداء بها، بغية تهذيب أخلاقهم وتصحيح مفهومهم ونظرتهم إلى الشّخصيّة المثاليّة. وهنا يأتي دور الأهل في متابعة شؤون المراهق، ولفت انتباهه إلى أمورٍ كثيرة، ومساعدته إن لزم الأمر، وأن نزرع في نفسه حُسْنَ التأسّي والاقتداء بمن يرفع من مستوى حضوره ووعيه.
أولادنا اليوم أمانة في أعناقنا، ومن الخطأ إهمالهم، بل يجب متابعتهم ورعايتهم بالشَّكل الّذي لا يترك أثراً سلبيّاً في توجّهاتهم وأفكارهم، وبما يحفظ صحّتهم النفسيّة والاجتماعيّة، فالإغراءات وعناصر الجذب كثيرة في المجتمع، ويبقى الأهمّ كيفيَّة التَّعامل مع كلّ ذلك بحكمةٍ ووعي ومسؤوليّة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

المفترض، ومن حيث المبدأ، أن تتمَّ الإفادة من شبكات التّواصل الاجتماعيّ بالحدّ المعقول في تعزيز المحيط الاجتماعيّ وتنميته على مستوى نسج العلاقات والصَّداقات النّافعة والمفيدة، فتأثير هذه الوسائل بات شيئاً واضحاً، ومن المسلّمات، ولكنَّها، للأسف، تأسر الكثير من المراهقين والمراهقات في عوالمها، وتجذبهم إلى حدِّ التأثُّر والتّقليد الأعمى للمشاهير ونجوم الفنّ والرّياضة والسّياسة والإعلام.
ويبلغ الأمر بكثير من المراهقين إلى حدِّ الهوس بهؤلاء، فيبادرون إلى تقليدهم في أبسط التفاصيل، بما لا يتناسب مع عادات مجتمعهم وثقافته. هذه الظّاهرة تبدو واضحةً اليوم في كثيرٍ من المجتمعات مع وجود الإنترنت، الّذي يتسابق إليه المراهقون والمراهقات لمعرفة آخر المستجدّات المتعلّقة بنجمهم أو نجومهم وشخصيَّاتهم المفضّلة.
ويؤكِّد متابعون للشَّأن الاجتماعيّ أهميَّة كسر الحاجز بين المراهقين وأسرهم، والمصارحة والمكاشفة بينهم، والحوار مع بعضهم البعض حول مختلف الأمور، وبناء الثّقة بين الجميع، إذ إنَّ تباعد المراهق عن عائلته، والفراغ الّذي يعيشه داخل الأسرة، يجعلانه ينفتح أكثر على العالم الافتراضي، والبدء بقطيعة العالم الواقعيّ والانكفاء عنه، وهو ما يتسبَّب بمشاكل نفسيّة وعائليّة واجتماعيّة للمراهقين، ساهمت مواقع التّواصل في تعميقها، إذ تمتلئ هذه المواقع بآلاف الصّفحات التي تنشر على مدار السّاعة الأخبار المتعلّقة بالمشاهير.
ويرى باحثون نفسيّون أنَّ ظاهرة الهوس بالمشاهير تظلّ عند الفتاة أكبر، بسبب عاطفتها وحبّها لمعرفة أدقّ التفاصيل عند هذا المشهور أو غيره. وأوصى هؤلاء الأهل بعدم التصرّف بقسوة مع المراهقين، وبمحاولة استيعابهم والتقرّب منهم والتَّفاهم معهم، ومعالجة أيّة مشكلة، إن طرأت، بهدوء، ومن خلال استشارة اختصاصيّين نفسيّين واجتماعيّين إن استوجب الأمر ذلك.
البعض يصل به الحدّ إلى أن يجهد نفسه، كي يكون نسخةً طبق الأصل عن المشهور المتأثِّر به في لباسه وطريقة حديثه، وحتى قصَّة شعره، وهذا مرض نفسيّ خطير، إذ يعاني المراهق الاكتئاب والقلق المستمرّ وافتعال المشاكل مع محيطه، ويشعر بعدم الرّضا عن النفس في أحوال كثيرة.
إنَّنا نحتاج إلى أن نساعد هؤلاء على التأسّي بالقدوة الصَّالحة النَّافعة والاقتداء بها، بغية تهذيب أخلاقهم وتصحيح مفهومهم ونظرتهم إلى الشّخصيّة المثاليّة. وهنا يأتي دور الأهل في متابعة شؤون المراهق، ولفت انتباهه إلى أمورٍ كثيرة، ومساعدته إن لزم الأمر، وأن نزرع في نفسه حُسْنَ التأسّي والاقتداء بمن يرفع من مستوى حضوره ووعيه.
أولادنا اليوم أمانة في أعناقنا، ومن الخطأ إهمالهم، بل يجب متابعتهم ورعايتهم بالشَّكل الّذي لا يترك أثراً سلبيّاً في توجّهاتهم وأفكارهم، وبما يحفظ صحّتهم النفسيّة والاجتماعيّة، فالإغراءات وعناصر الجذب كثيرة في المجتمع، ويبقى الأهمّ كيفيَّة التَّعامل مع كلّ ذلك بحكمةٍ ووعي ومسؤوليّة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.