مَن منّا في منزله، أو الحيّ الّذي يسكنه، أو الشَّوارع الّتي يمرّ بها، لا يعرف "الشّيشة" أو "الأركيلة"، الّتي باتت برستيجاً مهمّاً، وجزءاً من حياتنا اليوميَّة، وعادةً نهايتها إدمان ومخاطر صحّيّة ونفسيّة وجسديّة لا حدّ لها.
وحتى النّساء والمراهقون ينافسون بعضهم بعضاً على شكل "الأركيلة" وجلساتها. والأمر لم يعد مقتصراً على ذلك، فهناك محلاّت وأماكن مخصَّصة لشرب الأركيلة تجذب المراهقين والفتيات،. وحتى إنّك تستيقظ باكراً ليدخل أنفك رائحة الفحم والأركيلة عند السّادسة صباحاً من عند شرفات الجيران.
ولا يدري هؤلاء ما لهذه الآفة من مخاطر، وبخاصَّة أمراض الانسداد الرّئويّ المزمن، وانسداد شرايين القلب، وأمراض اللثّة والمريء والمثانة وضيق النّفَس. وتشير بعض الأرقام إلى أنَّ نسبة مدخِّني الأركيلة من الشّباب والمراهقين في الشّرق الأوسط، تصل إلى 34%. ومن خلال تقرير صادر عن منظَّمة الصّحّة العالميّة، فإنَّ مرض السّدّة الرئويّة المزمن بسبب الأركيلة، سيكون أكبر أسباب الوفاة في العالم بحلول العام 2030م.
وتشير الإحصاءات إلى حجم الأموال الكبيرة التي تأتي من المقاهي وأماكن شرب الأركيلة، وهو ما يدلّ على حجم المدمنين، ومن كلِّ الفئات.
ويعتبر البعض من شاربي الأركيلة أنها مجرَّد عادة، فيما يعتبرها المبتدئون دخولاً في تجربة جديدة، وأنها مسلّية، ويعتبر البعض الآخر أنَّ تدخين الأركيلة لا فوائد فيه نهائيّاً. فإضافةً إلى كونها تسبّب الأمراض، فإنها مضيعة للوقت والمال والصّحّة، فيما هناك من يقول إنَّ تدخينها هو من باب الوجاهة الاجتماعيَّة.
فهناك مجالس اجتماعيّة عامرة، ومن أساسيّات ضيافتها الأركيلة المنتشرة بكثافة، البعض أيضاً يعتبر التّدخين، ومن ضمنه الأركيلة، وبحسب وجهة نظره، هروباً من ضغوطات الحياة ومسؤوليّاتها الكثيرة والمعقَّدة، وكأنّه بتدخينه لها قد حلَّ مشاكله، وجلب لنفسه الراحة المتوخّاة.
وعند البعض، فإنّ الأركيلة ترتبط لديهم بالرّفقة والأجواء الحميمة والأحاديث والوقت الممتع، وتعتبر وسيلةً من أجل كسر الفراغ والرّوتين والضَّجر، وملء الفراغ، والتّخفيف من التوتّر والقلق. وللأسف، فهم يستسلمون لهذه الآفة، ظنّاً منهم بأنها تريحهم، وهي في حقيقة الأمر تجلب السّموم إلى أجسادهم.
بعد انتشار هذه الآفة، حتى بين صغار السّنِّ من الفتيان والفتيات، إلى درجة أنها باتت من الموضة الاجتماعيّة القائمة، لا بدَّ من وقفة تأمّل من المدخّنين والمحيطين بهم والأهل، كما منظَّمات المجتمع المدني، وإعادة مراجعة كلِّ الحسابات والأوهام الخاطئة، والتنبُّه والحذر من هذه الآفة واستفحالها، فليس الأمر مقتصراً على المضارّ الصحّيّة الخطيرة، بل إنّ يتعدَّى الأمر ذلك إلى صناعة جيلٍ متفلّتٍ ومستغرقٍ بالخمول والخنوع، ومستسلمٍ لأجواء الضّياع والفراغ والاستهتار.. فيما المطلوب إنتاج جيلٍ صحّيّ على المستويات كافّة، يقوم بأعباء ما عليه من مسؤوليّات تجاه نفسه والمحيط من حوله.
على الجميع من الأهل والقيِّمين على الشّأن الاجتماعيّ العام، المبادرة إلى نشر التّوعية اللازمة حول مساوئ هذه الآفة، بغية التَّخفيف من آثارها على الأقلّ، فوسائل الإعلام والمدارس والمعاهد معنيَّة كما الأهل، بالتّحرّك وتنبيه الأجيال من مخاطر ما يقدمون عليه من التّدخين وإدمانه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

مَن منّا في منزله، أو الحيّ الّذي يسكنه، أو الشَّوارع الّتي يمرّ بها، لا يعرف "الشّيشة" أو "الأركيلة"، الّتي باتت برستيجاً مهمّاً، وجزءاً من حياتنا اليوميَّة، وعادةً نهايتها إدمان ومخاطر صحّيّة ونفسيّة وجسديّة لا حدّ لها.
وحتى النّساء والمراهقون ينافسون بعضهم بعضاً على شكل "الأركيلة" وجلساتها. والأمر لم يعد مقتصراً على ذلك، فهناك محلاّت وأماكن مخصَّصة لشرب الأركيلة تجذب المراهقين والفتيات،. وحتى إنّك تستيقظ باكراً ليدخل أنفك رائحة الفحم والأركيلة عند السّادسة صباحاً من عند شرفات الجيران.
ولا يدري هؤلاء ما لهذه الآفة من مخاطر، وبخاصَّة أمراض الانسداد الرّئويّ المزمن، وانسداد شرايين القلب، وأمراض اللثّة والمريء والمثانة وضيق النّفَس. وتشير بعض الأرقام إلى أنَّ نسبة مدخِّني الأركيلة من الشّباب والمراهقين في الشّرق الأوسط، تصل إلى 34%. ومن خلال تقرير صادر عن منظَّمة الصّحّة العالميّة، فإنَّ مرض السّدّة الرئويّة المزمن بسبب الأركيلة، سيكون أكبر أسباب الوفاة في العالم بحلول العام 2030م.
وتشير الإحصاءات إلى حجم الأموال الكبيرة التي تأتي من المقاهي وأماكن شرب الأركيلة، وهو ما يدلّ على حجم المدمنين، ومن كلِّ الفئات.
ويعتبر البعض من شاربي الأركيلة أنها مجرَّد عادة، فيما يعتبرها المبتدئون دخولاً في تجربة جديدة، وأنها مسلّية، ويعتبر البعض الآخر أنَّ تدخين الأركيلة لا فوائد فيه نهائيّاً. فإضافةً إلى كونها تسبّب الأمراض، فإنها مضيعة للوقت والمال والصّحّة، فيما هناك من يقول إنَّ تدخينها هو من باب الوجاهة الاجتماعيَّة.
فهناك مجالس اجتماعيّة عامرة، ومن أساسيّات ضيافتها الأركيلة المنتشرة بكثافة، البعض أيضاً يعتبر التّدخين، ومن ضمنه الأركيلة، وبحسب وجهة نظره، هروباً من ضغوطات الحياة ومسؤوليّاتها الكثيرة والمعقَّدة، وكأنّه بتدخينه لها قد حلَّ مشاكله، وجلب لنفسه الراحة المتوخّاة.
وعند البعض، فإنّ الأركيلة ترتبط لديهم بالرّفقة والأجواء الحميمة والأحاديث والوقت الممتع، وتعتبر وسيلةً من أجل كسر الفراغ والرّوتين والضَّجر، وملء الفراغ، والتّخفيف من التوتّر والقلق. وللأسف، فهم يستسلمون لهذه الآفة، ظنّاً منهم بأنها تريحهم، وهي في حقيقة الأمر تجلب السّموم إلى أجسادهم.
بعد انتشار هذه الآفة، حتى بين صغار السّنِّ من الفتيان والفتيات، إلى درجة أنها باتت من الموضة الاجتماعيّة القائمة، لا بدَّ من وقفة تأمّل من المدخّنين والمحيطين بهم والأهل، كما منظَّمات المجتمع المدني، وإعادة مراجعة كلِّ الحسابات والأوهام الخاطئة، والتنبُّه والحذر من هذه الآفة واستفحالها، فليس الأمر مقتصراً على المضارّ الصحّيّة الخطيرة، بل إنّ يتعدَّى الأمر ذلك إلى صناعة جيلٍ متفلّتٍ ومستغرقٍ بالخمول والخنوع، ومستسلمٍ لأجواء الضّياع والفراغ والاستهتار.. فيما المطلوب إنتاج جيلٍ صحّيّ على المستويات كافّة، يقوم بأعباء ما عليه من مسؤوليّات تجاه نفسه والمحيط من حوله.
على الجميع من الأهل والقيِّمين على الشّأن الاجتماعيّ العام، المبادرة إلى نشر التّوعية اللازمة حول مساوئ هذه الآفة، بغية التَّخفيف من آثارها على الأقلّ، فوسائل الإعلام والمدارس والمعاهد معنيَّة كما الأهل، بالتّحرّك وتنبيه الأجيال من مخاطر ما يقدمون عليه من التّدخين وإدمانه.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.