ظاهرة الشَّتائم.. أزمة تتفاقم!

ظاهرة الشَّتائم.. أزمة تتفاقم!

هل باتت ثقافة السبّ والشَّتم جزءاً من واقع اليوم؟! الجواب، للأسف، هو نعم، فكيفما تتحرَّك وتلتفت؛ في الأزقَّة والشَّوارع، وحتّى في البيوت والمدارس والجامعات، تسمع بأذنيك الألفاظ النَّابية، وكأنَّ الأمر أصبح مألوفاً وعاديّاً. وما يغذِّي هذه الثَّقافة المنحرفة، جملة من الضّغوطات النفسيَّة والاقتصاديَّة اليوميَّة، فالأزمات الاجتماعيَّة والمعيشيَّة والفقر والبطالة، كلّها أسباب وعوامل تساهم في زيادة مستوى الضّغط النّفسيّ على الإنسان، فيرى في السّبّ والشّتم سبيلاً للتّنفيس عمّا يعيشه من ضغط. وحتى الأطفال والمراهقون يشبّون على سماع هذه الألفاظ البذيئة، ويستعملونها في لغتهم وقاموسهم التّواصليّ اليوميّ..

وكأنَّ أسلوب السبّ والشّتم لدى البعض أضحى مفخرةً من المفاخر، ويدلّ على النّضج والفتوّة والرجولة والشخصيّة القويّة التي لا تخضع! وكأنّ هذه التّعابير اللّفظيّة انعكاس لكلّ ما يختلج في النفوس من كبتٍ وقهرٍ جرّاء الأزمات الاجتماعيّة والاقتصادية المتلاحقة، والخطير، أنَّ هذا الأسلوب يجد بيئةً خصبةً يعشعش فيها وينمو، ويكاد يصبح عادةً اجتماعيّةً يمارسها النّاس بشكلٍ يوميٍّ، عادة لها إشاراتها وألفاظها وأشكالها الخاصّة، وتعبِّر عن أزمة أخلاقيّة ونفسيّة لم يعد بالإمكان تجاهلها، إذا ما أردنا الحديث عن إصلاح وضع المجتمع بوجهٍ عام.

ولم يعد للأمكنة العامّة من حرمة، فعلناً تسمع، وبالصّوت العالي، كلماتٍ نابيةً هنا وهناك، ومن كلّ الأعمار، حتى بعض الأزواج لزوجاتهم، والأولاد لأهلهم، والجيران لبعضهم البعض، يستعملون عبارات السبّ والشّتم.

اختصاصيّون نفسيّون يقولون بإمكانيّة الرّبط بين ثقافة السبّ والشّتم عند الشخص، وحالته الاجتماعيّة وتجربته الحياتيّة والمشكلات الّتي يتعرّض لها ونجاحاته وفشله، إضافةً إلى نمط حياته ومدى قابليّته للتأثّر بذلك... ويفرّق هؤلاء بين السبّ العادي الذي يبرز الاحتقان الدّاخليّ تجاه الآخر، والسبّ نتيجة أفكار مسبقة نمتلكها عن الآخر، مثل شتمه بسبب لونه أو انتمائه الدّيني العرقي.. وهناك الشّتم الطبيعي بين الأغنياء والفقراء في ظلّ غياب العدالة الاجتماعيّة. والأسوأ في كلّ هذا الأمر، أن لا مراقبة ذاتيّة ولا محاسبة عامّة لما يجري.

والأخطر، أنّ جيل الأطفال والناشئة يعيشون في ظلّ هذه الأجواء الموبوءة، وباتوا يعتادون في منازلهم على سماع ألفاظ السباب والشّتيمة، حتى أصبحوا يتقنونها ويتقنون أساليبها وإشاراتها بين بعضهم البعض، في الشوارع، وصولاً إلى المدارس الّتي من المفترض أن تكون موجّهةً ومربّيةً لهؤلاء.

ويتخوّف اختصاصيّون تربويّون من حدّة هذه المشكلة وعمقها، فلم يعد هناك شيء يردع الطّفل عن التلفّظ بالكلمات النّابية، لأنّه يسمعها في بيئته، وأكثر ما يحزن القلب بحسب هؤلاء، هو حماسة بعض الأهل حين يراجعهم البعض حول أنّ طفلهم يسبّ ويشتم، فيعتبرون ذلك نوعاً من الرّجولة المبكرة، وأنّ طفلهم أصبح قويّاً بما يكفي، ويمكنه المدافعة عن نفسه، ولا يهمّهم الطريقة أو الأسلوب.

وينصح هؤلاء بضرورة التّوجيه والتربية الكافية للولد في المنزل، ويلفتون إلى أهميَّة التحكّم بما يسمعه أو يتلقَّاه في محيطه، ومراقبة كلّ ذلك.

إنّ ما تقدَّم يشير إلى أزمة أخلاقيّة وتربويّة يعاني منها مجتمعنا، وعلينا الحذر والتنبُّه لهذه الظّاهرة، ومراجعة أساليب تربيتنا، ومراقبة أطفالنا وأجيالنا، وإحاطتهم بالاهتمام والتّوجيه اللازم، بغية صونهم عمّا يضرّ بأخلاقيّاتهم العامّة، فالأهل والمحيط والمدرسة والجميع مسؤولون عن محاصرة تلك الظّاهرة، ومنعها من التجذُّر في مجتمعٍ زادت فيه المشكلات والأزمات...

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

هل باتت ثقافة السبّ والشَّتم جزءاً من واقع اليوم؟! الجواب، للأسف، هو نعم، فكيفما تتحرَّك وتلتفت؛ في الأزقَّة والشَّوارع، وحتّى في البيوت والمدارس والجامعات، تسمع بأذنيك الألفاظ النَّابية، وكأنَّ الأمر أصبح مألوفاً وعاديّاً. وما يغذِّي هذه الثَّقافة المنحرفة، جملة من الضّغوطات النفسيَّة والاقتصاديَّة اليوميَّة، فالأزمات الاجتماعيَّة والمعيشيَّة والفقر والبطالة، كلّها أسباب وعوامل تساهم في زيادة مستوى الضّغط النّفسيّ على الإنسان، فيرى في السّبّ والشّتم سبيلاً للتّنفيس عمّا يعيشه من ضغط. وحتى الأطفال والمراهقون يشبّون على سماع هذه الألفاظ البذيئة، ويستعملونها في لغتهم وقاموسهم التّواصليّ اليوميّ..

وكأنَّ أسلوب السبّ والشّتم لدى البعض أضحى مفخرةً من المفاخر، ويدلّ على النّضج والفتوّة والرجولة والشخصيّة القويّة التي لا تخضع! وكأنّ هذه التّعابير اللّفظيّة انعكاس لكلّ ما يختلج في النفوس من كبتٍ وقهرٍ جرّاء الأزمات الاجتماعيّة والاقتصادية المتلاحقة، والخطير، أنَّ هذا الأسلوب يجد بيئةً خصبةً يعشعش فيها وينمو، ويكاد يصبح عادةً اجتماعيّةً يمارسها النّاس بشكلٍ يوميٍّ، عادة لها إشاراتها وألفاظها وأشكالها الخاصّة، وتعبِّر عن أزمة أخلاقيّة ونفسيّة لم يعد بالإمكان تجاهلها، إذا ما أردنا الحديث عن إصلاح وضع المجتمع بوجهٍ عام.

ولم يعد للأمكنة العامّة من حرمة، فعلناً تسمع، وبالصّوت العالي، كلماتٍ نابيةً هنا وهناك، ومن كلّ الأعمار، حتى بعض الأزواج لزوجاتهم، والأولاد لأهلهم، والجيران لبعضهم البعض، يستعملون عبارات السبّ والشّتم.

اختصاصيّون نفسيّون يقولون بإمكانيّة الرّبط بين ثقافة السبّ والشّتم عند الشخص، وحالته الاجتماعيّة وتجربته الحياتيّة والمشكلات الّتي يتعرّض لها ونجاحاته وفشله، إضافةً إلى نمط حياته ومدى قابليّته للتأثّر بذلك... ويفرّق هؤلاء بين السبّ العادي الذي يبرز الاحتقان الدّاخليّ تجاه الآخر، والسبّ نتيجة أفكار مسبقة نمتلكها عن الآخر، مثل شتمه بسبب لونه أو انتمائه الدّيني العرقي.. وهناك الشّتم الطبيعي بين الأغنياء والفقراء في ظلّ غياب العدالة الاجتماعيّة. والأسوأ في كلّ هذا الأمر، أن لا مراقبة ذاتيّة ولا محاسبة عامّة لما يجري.

والأخطر، أنّ جيل الأطفال والناشئة يعيشون في ظلّ هذه الأجواء الموبوءة، وباتوا يعتادون في منازلهم على سماع ألفاظ السباب والشّتيمة، حتى أصبحوا يتقنونها ويتقنون أساليبها وإشاراتها بين بعضهم البعض، في الشوارع، وصولاً إلى المدارس الّتي من المفترض أن تكون موجّهةً ومربّيةً لهؤلاء.

ويتخوّف اختصاصيّون تربويّون من حدّة هذه المشكلة وعمقها، فلم يعد هناك شيء يردع الطّفل عن التلفّظ بالكلمات النّابية، لأنّه يسمعها في بيئته، وأكثر ما يحزن القلب بحسب هؤلاء، هو حماسة بعض الأهل حين يراجعهم البعض حول أنّ طفلهم يسبّ ويشتم، فيعتبرون ذلك نوعاً من الرّجولة المبكرة، وأنّ طفلهم أصبح قويّاً بما يكفي، ويمكنه المدافعة عن نفسه، ولا يهمّهم الطريقة أو الأسلوب.

وينصح هؤلاء بضرورة التّوجيه والتربية الكافية للولد في المنزل، ويلفتون إلى أهميَّة التحكّم بما يسمعه أو يتلقَّاه في محيطه، ومراقبة كلّ ذلك.

إنّ ما تقدَّم يشير إلى أزمة أخلاقيّة وتربويّة يعاني منها مجتمعنا، وعلينا الحذر والتنبُّه لهذه الظّاهرة، ومراجعة أساليب تربيتنا، ومراقبة أطفالنا وأجيالنا، وإحاطتهم بالاهتمام والتّوجيه اللازم، بغية صونهم عمّا يضرّ بأخلاقيّاتهم العامّة، فالأهل والمحيط والمدرسة والجميع مسؤولون عن محاصرة تلك الظّاهرة، ومنعها من التجذُّر في مجتمعٍ زادت فيه المشكلات والأزمات...

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية