نسمع بأنَّ الزّواج قسمة ونصيب، ويتردَّد هذا المصطلح كثيراً في البيئات الشعبيّة، وأن القدر هو من يتحكّم بمصير الشّخص من ناحية الزواج أو الطلاق أو تعارف الأزواج على بعضهم البعض. ومن الرّجال والنساء من يتأخّرون في الزواج، ويلقون ذلك على النّصيب والقدر.
ولكنَّ هذا غير معقول، فالذي يحدّد نوع العلاقة وطبيعتها ومسارها هم النّاس أنفسهم، فالزواج مشروع اختيار وقناعة ودراسة، وليس أمر غيبيّاً يتقبّله الناس بلا إراده ووعي، وهذا يرجع إلى أنّ الإنسان مختار في تصرّفاته وأفعاله، وهو من يقوم باختيار شريك حياته.
وبطبيعة الحال، هناك من يؤثر بشكل أو بآخر في قرارات الإنسان المهمّة، كالأهل أو الأصدقاء أو غير ذلك، ولكن عليه هو أن يختار بحريته، ووفق قناعاته، ولا ضير إذا ما استشار أهل الثّقة والخبرة في هذا المجال، وأن يدعو الله تعالى في دفع البلاء وقضاء الحوائج.
يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض):
"الإنسان مختار في أفعاله، والقدر يتعلّق بغير الأفعال من التكوين وما يحصل به التدخل الإلهي لحكمة ما، واختيار الإنسان لشريك حياته يقع ضمن الامور الاختياريّة، وكل إنسان يجد من نفسه الحريّة في القبول أو الرفض، وهذا معلوم وجداناً. ووجود بعض الظّروف والعوامل التي تؤثر في اختيار الإنسان، لا ينفي الاختيار، كمثل المسافر الذي يختار الطرق التي يسلكها بناءً على سهولتها ومواصفاتها ووجود ما يشجّعه أو يرغّبه فيها، وللدعاء الأثر في التّوفيق ودفع البلاء وقضاء الحوائج". [استفتاءات - مفاهيم عامّة].
ويرى بعض الباحثين الاجتماعيّين، أنَّ هناك الكثير من حالات الزّواج لا يتطابق فيها الزّوجان أبداً مع بعضهما البعض، وكأنَّ كلَّ واحد منهما نقيض الآخر، إلا أنَّه يجد أنّ أسباب استمرار الزواج بين هذين الزّوجين هو وجود الاختلاف فيما بينهما، فحينما تكون الزوجة هادئة، فإنها ستحسن التعامل مع زوجها العصبي، وكذلك حينما يكون الزوج غير منظّم، فإنه تأتي إليه زوجة تنظّم له حياته، لأنها نقيضه في الشخصيّة، وفي ذلك نعمة كبيرة وخير، موضحاً أنّ هناك من الأشخاص من تجد أنّه غير مقبول لك على الإطلاق، حتى إنّك لا تعرف كيف قبل به غيرك من الأزواج، وكيف يستطيع هذا الزّوج العيش مع تلك الزّوجة.
لا يجب أن نسند النّواقص أو العيوب والأخطاء في أمر الزّواج إلى القدر والنصيب، ولينظر كثيرون في ظروفهم وشخصياتهم ودوافعهم في الاختيار؛ هل كان مناسباً ومتوازناً أم لا؟
من هنا، لا بدّ من حسن الاختيار والتروّي والدقة في دراسة الآخر قبل الارتباط به، والبحث عن ذات الدين والعقل التي تتسم بالعقلانية والاتزان، والحريصة على بناء أسرة صالحة، كما على المرأة أن تبحث عن الشَّخص الذي يخاف الله ويتحلَّى بالخلق الكريم، والذي يحمل عقلاً وحكمة، ويتّصف بالنضج والاتزان أيضاً.
إنّ الاختيار السّليم يدفع عن البيت الزوجي لاحقاً الكثير من المشاكل والتحدّيات، ويجعله أكثر استقراراً وثباتاً أمام كلّ الصّعاب.
نسمع بأنَّ الزّواج قسمة ونصيب، ويتردَّد هذا المصطلح كثيراً في البيئات الشعبيّة، وأن القدر هو من يتحكّم بمصير الشّخص من ناحية الزواج أو الطلاق أو تعارف الأزواج على بعضهم البعض. ومن الرّجال والنساء من يتأخّرون في الزواج، ويلقون ذلك على النّصيب والقدر.
ولكنَّ هذا غير معقول، فالذي يحدّد نوع العلاقة وطبيعتها ومسارها هم النّاس أنفسهم، فالزواج مشروع اختيار وقناعة ودراسة، وليس أمر غيبيّاً يتقبّله الناس بلا إراده ووعي، وهذا يرجع إلى أنّ الإنسان مختار في تصرّفاته وأفعاله، وهو من يقوم باختيار شريك حياته.
وبطبيعة الحال، هناك من يؤثر بشكل أو بآخر في قرارات الإنسان المهمّة، كالأهل أو الأصدقاء أو غير ذلك، ولكن عليه هو أن يختار بحريته، ووفق قناعاته، ولا ضير إذا ما استشار أهل الثّقة والخبرة في هذا المجال، وأن يدعو الله تعالى في دفع البلاء وقضاء الحوائج.
يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض):
"الإنسان مختار في أفعاله، والقدر يتعلّق بغير الأفعال من التكوين وما يحصل به التدخل الإلهي لحكمة ما، واختيار الإنسان لشريك حياته يقع ضمن الامور الاختياريّة، وكل إنسان يجد من نفسه الحريّة في القبول أو الرفض، وهذا معلوم وجداناً. ووجود بعض الظّروف والعوامل التي تؤثر في اختيار الإنسان، لا ينفي الاختيار، كمثل المسافر الذي يختار الطرق التي يسلكها بناءً على سهولتها ومواصفاتها ووجود ما يشجّعه أو يرغّبه فيها، وللدعاء الأثر في التّوفيق ودفع البلاء وقضاء الحوائج". [استفتاءات - مفاهيم عامّة].
ويرى بعض الباحثين الاجتماعيّين، أنَّ هناك الكثير من حالات الزّواج لا يتطابق فيها الزّوجان أبداً مع بعضهما البعض، وكأنَّ كلَّ واحد منهما نقيض الآخر، إلا أنَّه يجد أنّ أسباب استمرار الزواج بين هذين الزّوجين هو وجود الاختلاف فيما بينهما، فحينما تكون الزوجة هادئة، فإنها ستحسن التعامل مع زوجها العصبي، وكذلك حينما يكون الزوج غير منظّم، فإنه تأتي إليه زوجة تنظّم له حياته، لأنها نقيضه في الشخصيّة، وفي ذلك نعمة كبيرة وخير، موضحاً أنّ هناك من الأشخاص من تجد أنّه غير مقبول لك على الإطلاق، حتى إنّك لا تعرف كيف قبل به غيرك من الأزواج، وكيف يستطيع هذا الزّوج العيش مع تلك الزّوجة.
لا يجب أن نسند النّواقص أو العيوب والأخطاء في أمر الزّواج إلى القدر والنصيب، ولينظر كثيرون في ظروفهم وشخصياتهم ودوافعهم في الاختيار؛ هل كان مناسباً ومتوازناً أم لا؟
من هنا، لا بدّ من حسن الاختيار والتروّي والدقة في دراسة الآخر قبل الارتباط به، والبحث عن ذات الدين والعقل التي تتسم بالعقلانية والاتزان، والحريصة على بناء أسرة صالحة، كما على المرأة أن تبحث عن الشَّخص الذي يخاف الله ويتحلَّى بالخلق الكريم، والذي يحمل عقلاً وحكمة، ويتّصف بالنضج والاتزان أيضاً.
إنّ الاختيار السّليم يدفع عن البيت الزوجي لاحقاً الكثير من المشاكل والتحدّيات، ويجعله أكثر استقراراً وثباتاً أمام كلّ الصّعاب.