أيّها المؤمنون.. إيّاكم والنّميمة

أيّها المؤمنون.. إيّاكم والنّميمة

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}(القلم: 10-11). هاتان الآيتان توجّهان الإنسان المؤمن إلى أن يبتعد عن الانسجام والطاعة العملية لكل من كان من هؤلاء، فالحلّاف هو الذي يكثر الحلف بالله من دون الارتكاز على أساس الصّدق والحقّ، ولا يحترم موقع ربّه نتيجة استغراقه في هذه العادة السيّئة التي تجعله يحلف بمناسبة وبدونها، فهذا الإنسان مهان من قبل الله. والهمّاز هو الّذي يهمز ويعيب على النّاس ويطعن بهم وينالهم بالسّوء. و{مشّاء بنميم} هو الذي يمشي بالفتنة وبالنميمة، والنميمة هي أن يسمع الإنسان كلاماً سيّئاً بحقّ إنسان آخر، فيبادر إلى نقله إليه.

فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبيّن في آياته، أن المشي بالنميمة يجعل الإنسان بعيداً عنه، وهكذا ورد في قوله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً}، يعطيه الله حظاً من العقوبة والإثم، وهو الذي يمشي بالنميمة.

وقد ورد في حديث الإمام جعفر الصّادق (ع)، قال: "قال رسول الله (ص): "ألا أنبّئكم بشراركم؟"، قالوا بلى يا رسول الله، قال: "المشّاؤون بالنميمة ـ الذين يمشون بين الناس ويتحركون في الحياة الاجتماعية فيما بينهم لإثارة الفتنة ـ المفرّقون بين الأحبّة ـ الذين يسيرون في المجتمع الذي يعيش أفراده حال تصالح ومحبّة، فيندفعون ليفرّقوا بينهم بالنّميمة، وبغيرها من الوسائل التي تغلّظ القلوب ـ الباغون للبرءاء المعايب"، الذين يحاولون بقصد أن يكتشفوا المعايب أو يحمّلوا الأبرياء بعض المعايب، في الوقت الذي ليست فيهم، مثل توزيع الاتهامات غير الصّحيحة من قبل بعض الناس على الأبرياء نتيجة عقدة أو حقد أو غيره.

وقد ورد عن النبي (ص) قوله: "لا يدخل الجنة نمّام"، أي لو أنَّ الإنسان أدّى كلّ واجباته العبادية وغيرها، ولكنّه كان فتّاناً ونماماً، ينقل الكلام من شخص إلى شخص، فإنّ باب الجنّة مغلق أمامه. وهذا الحديث أيضاً ورد عن الإمام الباقر (ع)، حيث قال: "محرَّمة الجنّة على النمّامين المشّائين بالنّميمة". وقد ورد عن الإمام عليّ (ع) في نصيحته لبعض إخوانه: "إيّاك والنّميمة، فإنها تزرع الضّغينة ـ العداوة والحقد ـ وتبعد عن الله ـ لأنّ الله يبغض النمّام ـ وعن الناس"، لأنّ الناس ينعتونه بالفتنة ويحترزون منه.

وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع)، يصف فيه الذي ينقل كلاماً عن مؤمن، بحيث يعرّضه هذا الكلام للاضطهاد من قِبَل الحكّام وغيرهم: "من أعان على مؤمن ولو بشطر كلمة، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمتي".

هذه بعض الأحاديث التي وردت حول هذه المعصية التي تعتبر من الكبائر، لأنَّ الله حرّم الجنّة على الذين يمارسون النميمة، وتوعّدهم بالنّار. هذه العادة كثيراً ما نلتقي بها وتنتشر في مجتمعاتنا، وبخاصّة داخل العوائل، كبعض الأشخاص الذين يسمعون من الزوجة كلاماً فينقلونه إلى الزّوج حتى يطلقها، أو كالنّاس الذين يفرّقون بين أفراد العائلة. وهكذا تمتدّ المسألة إلى الأشخاص الذين يعيشون في أجواء المخابرات، سواء كانت حزبية أو غير حزبيّة، فيحاولون أن ينقلوا كلاماً من شخص ضدّ شخص آخر ليخلقوا له مشكلة، وأيضاً تمتدّ المسألة إلى المخابرات المحلية أو الإقليمية أو الدولية، التي قد تعرّض حياة الأبرياء والمؤمنين للخطر، عندما ينقل إلى السلطة الجائرة الظالمة التي يتعامل معها، كلاماً من إنسان معارض أو مؤمن، من أجل أن تعاقبه، سواء كان ذلك بالسجن أو بالقتل أو بما أشبه ذلك.

ونحن نعرف أنّ أجهزة المخابرات، على المستوى العالمي والإقليمي والمحلّي، شغلها هو سماع الكلام ونقله، فتارةً ينقل أحدهم كلاماً للسّلطة التي يعمل عندها من أجل سلامة الوطن والأمّة، لمواجهة الذين يعملون على أساس الفتنة، وتارةً يحاولون أن ينقلوا الكلام الذي يوقع الأبرياء أو المعارضين في يد السلطة الظالمة لإنزال العقوبات بهم.

وهذا أيضاً ما يتحرّك به بعض الناس المعقّدين من النّاس الآخرين، فقد يحاولون من خلال هذه العقدة أن يشوِّهوا صورة إنسان مؤمن، أو أنهم يثيرون الاتهامات ضدَّه أو يحرّفون كلامه عن مواضعه، فيفرّقون بين الأحبّة، ويلتمسون للأبرياء المعايب. لذلك، على الإنسان المؤمن أن يتحفّظ من ذلك، لأنَّ السير في هذا الاتجاه يحرم الإنسان من رضوان الله وجنّته.

وقد ورد في بعض الأحاديث، أن الإنسان يؤتى له بقارورة دم يوم القيامة، فيُقال له: خُذ هذا نصيبك من دم فلان، فيقول: كيف يكون هذا نصيبي من دم فلان وأنا لم أقتل أو أجرح أحداً، وأنا كنت مسالماً، فيقال له صحيح أنّك كُنْتَ مسالماً، ولكنك سمعت من فلان كلمةً فنقلتها إلى فلان الجبّار فقتله، فأنت إذاً شريك في دمه، لأنّك لو لم تنقل هذه الكلمة إليه لما قتله.

ولهذا، فإنَّ معنى أن تكون مؤمناً، أن يسلم النّاس من لسانك ويدك، أن تكون تقيّاً، هو أن تتَّقي الله في نفسك وفي النّاس، وهذا هو المعنى الّذي يريده الله لك من صلاتك، لأنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والنَّميمة من أشدِّ المنكرات، فعلينا أن نمتنع عنها، وأن نربي أولادنا وأهلنا على الامتناع عنها، وذلك استجابةً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}(القلم: 10-11). هاتان الآيتان توجّهان الإنسان المؤمن إلى أن يبتعد عن الانسجام والطاعة العملية لكل من كان من هؤلاء، فالحلّاف هو الذي يكثر الحلف بالله من دون الارتكاز على أساس الصّدق والحقّ، ولا يحترم موقع ربّه نتيجة استغراقه في هذه العادة السيّئة التي تجعله يحلف بمناسبة وبدونها، فهذا الإنسان مهان من قبل الله. والهمّاز هو الّذي يهمز ويعيب على النّاس ويطعن بهم وينالهم بالسّوء. و{مشّاء بنميم} هو الذي يمشي بالفتنة وبالنميمة، والنميمة هي أن يسمع الإنسان كلاماً سيّئاً بحقّ إنسان آخر، فيبادر إلى نقله إليه.

فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبيّن في آياته، أن المشي بالنميمة يجعل الإنسان بعيداً عنه، وهكذا ورد في قوله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً}، يعطيه الله حظاً من العقوبة والإثم، وهو الذي يمشي بالنميمة.

وقد ورد في حديث الإمام جعفر الصّادق (ع)، قال: "قال رسول الله (ص): "ألا أنبّئكم بشراركم؟"، قالوا بلى يا رسول الله، قال: "المشّاؤون بالنميمة ـ الذين يمشون بين الناس ويتحركون في الحياة الاجتماعية فيما بينهم لإثارة الفتنة ـ المفرّقون بين الأحبّة ـ الذين يسيرون في المجتمع الذي يعيش أفراده حال تصالح ومحبّة، فيندفعون ليفرّقوا بينهم بالنّميمة، وبغيرها من الوسائل التي تغلّظ القلوب ـ الباغون للبرءاء المعايب"، الذين يحاولون بقصد أن يكتشفوا المعايب أو يحمّلوا الأبرياء بعض المعايب، في الوقت الذي ليست فيهم، مثل توزيع الاتهامات غير الصّحيحة من قبل بعض الناس على الأبرياء نتيجة عقدة أو حقد أو غيره.

وقد ورد عن النبي (ص) قوله: "لا يدخل الجنة نمّام"، أي لو أنَّ الإنسان أدّى كلّ واجباته العبادية وغيرها، ولكنّه كان فتّاناً ونماماً، ينقل الكلام من شخص إلى شخص، فإنّ باب الجنّة مغلق أمامه. وهذا الحديث أيضاً ورد عن الإمام الباقر (ع)، حيث قال: "محرَّمة الجنّة على النمّامين المشّائين بالنّميمة". وقد ورد عن الإمام عليّ (ع) في نصيحته لبعض إخوانه: "إيّاك والنّميمة، فإنها تزرع الضّغينة ـ العداوة والحقد ـ وتبعد عن الله ـ لأنّ الله يبغض النمّام ـ وعن الناس"، لأنّ الناس ينعتونه بالفتنة ويحترزون منه.

وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع)، يصف فيه الذي ينقل كلاماً عن مؤمن، بحيث يعرّضه هذا الكلام للاضطهاد من قِبَل الحكّام وغيرهم: "من أعان على مؤمن ولو بشطر كلمة، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمتي".

هذه بعض الأحاديث التي وردت حول هذه المعصية التي تعتبر من الكبائر، لأنَّ الله حرّم الجنّة على الذين يمارسون النميمة، وتوعّدهم بالنّار. هذه العادة كثيراً ما نلتقي بها وتنتشر في مجتمعاتنا، وبخاصّة داخل العوائل، كبعض الأشخاص الذين يسمعون من الزوجة كلاماً فينقلونه إلى الزّوج حتى يطلقها، أو كالنّاس الذين يفرّقون بين أفراد العائلة. وهكذا تمتدّ المسألة إلى الأشخاص الذين يعيشون في أجواء المخابرات، سواء كانت حزبية أو غير حزبيّة، فيحاولون أن ينقلوا كلاماً من شخص ضدّ شخص آخر ليخلقوا له مشكلة، وأيضاً تمتدّ المسألة إلى المخابرات المحلية أو الإقليمية أو الدولية، التي قد تعرّض حياة الأبرياء والمؤمنين للخطر، عندما ينقل إلى السلطة الجائرة الظالمة التي يتعامل معها، كلاماً من إنسان معارض أو مؤمن، من أجل أن تعاقبه، سواء كان ذلك بالسجن أو بالقتل أو بما أشبه ذلك.

ونحن نعرف أنّ أجهزة المخابرات، على المستوى العالمي والإقليمي والمحلّي، شغلها هو سماع الكلام ونقله، فتارةً ينقل أحدهم كلاماً للسّلطة التي يعمل عندها من أجل سلامة الوطن والأمّة، لمواجهة الذين يعملون على أساس الفتنة، وتارةً يحاولون أن ينقلوا الكلام الذي يوقع الأبرياء أو المعارضين في يد السلطة الظالمة لإنزال العقوبات بهم.

وهذا أيضاً ما يتحرّك به بعض الناس المعقّدين من النّاس الآخرين، فقد يحاولون من خلال هذه العقدة أن يشوِّهوا صورة إنسان مؤمن، أو أنهم يثيرون الاتهامات ضدَّه أو يحرّفون كلامه عن مواضعه، فيفرّقون بين الأحبّة، ويلتمسون للأبرياء المعايب. لذلك، على الإنسان المؤمن أن يتحفّظ من ذلك، لأنَّ السير في هذا الاتجاه يحرم الإنسان من رضوان الله وجنّته.

وقد ورد في بعض الأحاديث، أن الإنسان يؤتى له بقارورة دم يوم القيامة، فيُقال له: خُذ هذا نصيبك من دم فلان، فيقول: كيف يكون هذا نصيبي من دم فلان وأنا لم أقتل أو أجرح أحداً، وأنا كنت مسالماً، فيقال له صحيح أنّك كُنْتَ مسالماً، ولكنك سمعت من فلان كلمةً فنقلتها إلى فلان الجبّار فقتله، فأنت إذاً شريك في دمه، لأنّك لو لم تنقل هذه الكلمة إليه لما قتله.

ولهذا، فإنَّ معنى أن تكون مؤمناً، أن يسلم النّاس من لسانك ويدك، أن تكون تقيّاً، هو أن تتَّقي الله في نفسك وفي النّاس، وهذا هو المعنى الّذي يريده الله لك من صلاتك، لأنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والنَّميمة من أشدِّ المنكرات، فعلينا أن نمتنع عنها، وأن نربي أولادنا وأهلنا على الامتناع عنها، وذلك استجابةً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية