على مَنْ يُطلق عنوان "الطّفل" في الإسلام؟

على مَنْ يُطلق عنوان "الطّفل" في الإسلام؟

بالعودة إلى النصوص الإسلامية، نلتقي بكلمة الطفل، أو ما يراد منها، في مواقف تشريعيّة خاصة.

في القرآن الكريم، وردت كلمة الطفل في مقام الحديث عن المستثنيات بجواز النظر إلى المرأة {... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء}[النور: 31].

الأمر الذي نفهم من خلاله، أنّ الطفل هو الذي لم يبلغ الحلم، أي الذي لم ينفتح على الجانب الجنسي، ولم تستيقظ عنده الرغبة الجنسية؛ لا جسدياً، ولا فكرياً، علماً أنّ الآية ليست في مقام تحديد مفهوم الطّفولة.

وفي إطار هذا المعنى، ورد في بعض الروايات تعبير "الصبي والصبيّة"، مثل:

"رُفع القلم عن الصبيّ حتّى يحتلم"، أي الذي لم يبلغ الحلم، أي مَنْ لا يتمتَّع بالنضج الجنسي.

ثمّ نقرأ قوله تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ...}[النساء: 6].

وفيه وصفٌ لحالة ما قبل البلوغ وبعده، حيث نلاحظ أنّ الحكم الشّرعي يرفع الولاية عنه، ويوقف مفعول حجز أمواله بمجرّد بلوغه وخروجه عن الصّبا أو الطفولة، فهو يستطيع ممارسة استقلاله المالي بشرط بلوغه مرحلة الرشد الذي يملك معه القدرة على إدارة أمواله، بحيث لا يبقى لأحد ولاية عليه. فالإنسان من الممكن أن يكون رصيناً في سنّ الخامسة عشرة، وقد لا يكون كذلك حتّى في العشرين من عمره. فالنضج عمليّة معقّدة، يتحكّم بها مدى انفتاح الإنسان على واقع الحياة، بحيث يتمكّن من التصرُّف بطريقة متوازنة ومعقولة. حتّى إنّنا نجد أنّ مَنْ عاشوا التجربة الحيّة ولم يتجاوزوا سنّ الرشد العمري، قد يتفوّقون في رشدهم الاجتماعي والمالي على مَنْ تجاوزوا مثل هذه السنّ.

*من كتاب [دنيا الطّفل].

بالعودة إلى النصوص الإسلامية، نلتقي بكلمة الطفل، أو ما يراد منها، في مواقف تشريعيّة خاصة.

في القرآن الكريم، وردت كلمة الطفل في مقام الحديث عن المستثنيات بجواز النظر إلى المرأة {... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء}[النور: 31].

الأمر الذي نفهم من خلاله، أنّ الطفل هو الذي لم يبلغ الحلم، أي الذي لم ينفتح على الجانب الجنسي، ولم تستيقظ عنده الرغبة الجنسية؛ لا جسدياً، ولا فكرياً، علماً أنّ الآية ليست في مقام تحديد مفهوم الطّفولة.

وفي إطار هذا المعنى، ورد في بعض الروايات تعبير "الصبي والصبيّة"، مثل:

"رُفع القلم عن الصبيّ حتّى يحتلم"، أي الذي لم يبلغ الحلم، أي مَنْ لا يتمتَّع بالنضج الجنسي.

ثمّ نقرأ قوله تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ...}[النساء: 6].

وفيه وصفٌ لحالة ما قبل البلوغ وبعده، حيث نلاحظ أنّ الحكم الشّرعي يرفع الولاية عنه، ويوقف مفعول حجز أمواله بمجرّد بلوغه وخروجه عن الصّبا أو الطفولة، فهو يستطيع ممارسة استقلاله المالي بشرط بلوغه مرحلة الرشد الذي يملك معه القدرة على إدارة أمواله، بحيث لا يبقى لأحد ولاية عليه. فالإنسان من الممكن أن يكون رصيناً في سنّ الخامسة عشرة، وقد لا يكون كذلك حتّى في العشرين من عمره. فالنضج عمليّة معقّدة، يتحكّم بها مدى انفتاح الإنسان على واقع الحياة، بحيث يتمكّن من التصرُّف بطريقة متوازنة ومعقولة. حتّى إنّنا نجد أنّ مَنْ عاشوا التجربة الحيّة ولم يتجاوزوا سنّ الرشد العمري، قد يتفوّقون في رشدهم الاجتماعي والمالي على مَنْ تجاوزوا مثل هذه السنّ.

*من كتاب [دنيا الطّفل].

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية