العالم الافتراضيّ والواقع

العالم الافتراضيّ والواقع

هل بات مقياس القيمة الاجتماعيّة والإنسانيّة للمرء يظهر من خلال الصفحات الإلكترونيّة في عالم التواصل، من خلال عدد التعليقات والأصدقاء الّذين هم في غالبيّتهم ليس لهم علاقة مباشرة بهم واحتكاك بأفكارهم وشخصيّاتهم؟!

وما يلفت، كثرة الاهتمام بجمع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء، وإقامة العلاقات الافتراضيّة، وهذا ما يجري بشكل لحظويّ، وتصرف من أجله الكثير من الأوقات والجهود، من أجل تحقيق قيمة معنويّة وإنسانيّة في دنيا العالم الافتراضيّ، حيث المشاعر والطّموحات والأحلام مكدّسة هنا وهناك، تعبِّر بشكل واضح عن الخلفيّات النفسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة لأصحابها، وأصبح هناك العديد من الأسماء المشهورة لبعض الصفحات لأناس كانوا غير معروفين، وتفوّقوا على أسماء وكتب مشهورة لجهة ما ينشطون به، واطّلاع النّاس على أفكار وأسماء ونتاج بعضهم البعض دون حواجز أو موانع.

فالشّهرة لا تحتاج في العالم الافتراضي إلى كثير عناء لتحصيلها، ولا تحتاج إلى مباركة أحد أو واسطة، إنما هي سهلة المنال، يكفي صاحبها أن يمتلك القليل من الموهبة والخيال لتنصيب نفسه زعيماً افتراضيّاً.

ونحن نسمع ونرى اليوم ما يتعرّض له واقعنا من أزمات وتحدّيات على المستوى النفسي والأخلاقي والاجتماعي، تعمل على حلحلة عرى بنيانه وتفكيكها وانحدارها، فالعلاقات الاجتماعيّة بين النّاس مهزوزة وضعيفة، ولا تحكمها الثّقة ولغة الرّحمة والمودّة والانفتاح والتّسامح، والتّواصل بين المجتمع لم يعد قائماً على أساس الألفة، بل أصبحت لغة الحسابات والمصالح الضيّقة والأهواء الشخصيّة هي المسيطرة، وهو ما يخلق المشاكل الحقيقيّة الّتي تعرّض الأمن الإنسانيّ والاجتماعيّ لخطر محقّق، حيث نسمع بكثير من الحوادث والمشاكل اليوميّة الّتي لا تخلو منها بيوتنا وساحاتنا المتنوّعة.

وبدل أن يعمل الجميع على تعزيز النسيج الاجتماعيّ، وبثّ الرّوح في العلاقات الإنسانيّة بالشكل الطبيعي والمباشر عبر تحقيقها شخصيّاً في الواقع، أضحى العالم الافتراضيّ ميداناً لعلاقات وطموحات منسوجة، ولكنّها تبقى قاصرة وغير فعّالة إن لم يُصر إلى تطبيق المناحي الإيجابيّة لها في أرض الواقع، لأنّ القيمة الحقيقيّة للمرء تكمن في مدى تفاعله الحيّ والمباشر مع هموم مجتمعه وقضاياه، في دائرته الصّغرى من بيته وعائلته، إلى الفضاء الإنسانيّ الأوسع، وهو ما نفتقده اليوم، حيث يعيش معظم النّاس في تجمّع بشريّ تربطه المصالح والحسابات الظرفيّة والآنيّة، لا في مجتمع تربطه قيم الألفة والتّواصل والتّعاون والتّراحم!

إنّ التحرّك السريع والفعّال لإعادة مراجعة واقعنا الاجتماعيّ ككلّ، ومعرفة مواطن الخلل والضّعف فيه، لمهمّة ضروريّة وملحّة من الجميع، لاتخاذ ما يلزم، أو على الأقلّ التنبّه لخطورة ما يتّسم به الواقع من مشاكل وتعقيدات تعصف به، بغية إحداث التّوازن المطلوب على المستوى الفرديّ والجماعيّ...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

هل بات مقياس القيمة الاجتماعيّة والإنسانيّة للمرء يظهر من خلال الصفحات الإلكترونيّة في عالم التواصل، من خلال عدد التعليقات والأصدقاء الّذين هم في غالبيّتهم ليس لهم علاقة مباشرة بهم واحتكاك بأفكارهم وشخصيّاتهم؟!

وما يلفت، كثرة الاهتمام بجمع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء، وإقامة العلاقات الافتراضيّة، وهذا ما يجري بشكل لحظويّ، وتصرف من أجله الكثير من الأوقات والجهود، من أجل تحقيق قيمة معنويّة وإنسانيّة في دنيا العالم الافتراضيّ، حيث المشاعر والطّموحات والأحلام مكدّسة هنا وهناك، تعبِّر بشكل واضح عن الخلفيّات النفسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة لأصحابها، وأصبح هناك العديد من الأسماء المشهورة لبعض الصفحات لأناس كانوا غير معروفين، وتفوّقوا على أسماء وكتب مشهورة لجهة ما ينشطون به، واطّلاع النّاس على أفكار وأسماء ونتاج بعضهم البعض دون حواجز أو موانع.

فالشّهرة لا تحتاج في العالم الافتراضي إلى كثير عناء لتحصيلها، ولا تحتاج إلى مباركة أحد أو واسطة، إنما هي سهلة المنال، يكفي صاحبها أن يمتلك القليل من الموهبة والخيال لتنصيب نفسه زعيماً افتراضيّاً.

ونحن نسمع ونرى اليوم ما يتعرّض له واقعنا من أزمات وتحدّيات على المستوى النفسي والأخلاقي والاجتماعي، تعمل على حلحلة عرى بنيانه وتفكيكها وانحدارها، فالعلاقات الاجتماعيّة بين النّاس مهزوزة وضعيفة، ولا تحكمها الثّقة ولغة الرّحمة والمودّة والانفتاح والتّسامح، والتّواصل بين المجتمع لم يعد قائماً على أساس الألفة، بل أصبحت لغة الحسابات والمصالح الضيّقة والأهواء الشخصيّة هي المسيطرة، وهو ما يخلق المشاكل الحقيقيّة الّتي تعرّض الأمن الإنسانيّ والاجتماعيّ لخطر محقّق، حيث نسمع بكثير من الحوادث والمشاكل اليوميّة الّتي لا تخلو منها بيوتنا وساحاتنا المتنوّعة.

وبدل أن يعمل الجميع على تعزيز النسيج الاجتماعيّ، وبثّ الرّوح في العلاقات الإنسانيّة بالشكل الطبيعي والمباشر عبر تحقيقها شخصيّاً في الواقع، أضحى العالم الافتراضيّ ميداناً لعلاقات وطموحات منسوجة، ولكنّها تبقى قاصرة وغير فعّالة إن لم يُصر إلى تطبيق المناحي الإيجابيّة لها في أرض الواقع، لأنّ القيمة الحقيقيّة للمرء تكمن في مدى تفاعله الحيّ والمباشر مع هموم مجتمعه وقضاياه، في دائرته الصّغرى من بيته وعائلته، إلى الفضاء الإنسانيّ الأوسع، وهو ما نفتقده اليوم، حيث يعيش معظم النّاس في تجمّع بشريّ تربطه المصالح والحسابات الظرفيّة والآنيّة، لا في مجتمع تربطه قيم الألفة والتّواصل والتّعاون والتّراحم!

إنّ التحرّك السريع والفعّال لإعادة مراجعة واقعنا الاجتماعيّ ككلّ، ومعرفة مواطن الخلل والضّعف فيه، لمهمّة ضروريّة وملحّة من الجميع، لاتخاذ ما يلزم، أو على الأقلّ التنبّه لخطورة ما يتّسم به الواقع من مشاكل وتعقيدات تعصف به، بغية إحداث التّوازن المطلوب على المستوى الفرديّ والجماعيّ...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية