كان للنّاس قديماً مع الجريدة علاقة خاصّة وحميمة، إذ كانوا يستأنسون بها، وكانت تغذّي عقولهم وقلوبهم بما تحوي، فهي بالنّسبة إليهم تعني أخبار الحياة بكلّ تفاصيلها، تنقل أحاسيسهم وتوجّهاتهم، وينامون ويستيقطون على تحليلاتها ومعطياتها والكاريكاتور المرسوم كلّ يوم على إحدى صفحاتها، كانوا ينتظرونها كلّ صباح من كلّ الأعمار، ويستعيرونها من بعضهم البعض إن تيسّر ذلك.
أمّا اليوم، فقد باتت الجرائد مضطرّة لنقل نفسها وما فيها إلى العوالم الافتراضيّة لتصل أكثر ولا تغيب أو تُغيّب عن الجمهور. لقد فرض عالم التّواصل الاجتماعي والفايسبوك نفسه على القرّاء والمتصفّحين والبشر بوجه عام، والسّؤال الّذي يطرح نفسه بقوّة في عالم اليوم: هل انتهى العصر الذّهبيّ للجريدة؟ وهل أنزل العالم الافتراضيّ الجرائد عن عروشها؟!
لا شكَّ في أنَّ الصّحف اليوم قد تراجعت مقابل وسائل التَّواصل والإعلام الحديثة، لجهة عدد القرَّاء والمبيعات والإعلانات، وبالتّالي المداخيل.
واليوم، وبعد دخول الإعلام الرّقميّ بقوّة في حياة النّاس، بات بالإمكان لأيّ شخص أن يعرض ما لديه من طاقات وإمكانات تدلّ على مواهبه، فقد أصبحنا نرى اليوم أعداداً لا تُحصى ممّن يسجّلون مواهبهم الإعلاميّة في تناول الأخبار أو التّعليق عليها بطريقة معيّنة، من سياسيّة واجتماعيّة وأدبيّة واقتصاديّة، وأضحت صفحات التّواصل اليوم مليئة بكثير مما يتمّ تداوله والتّعليق عليه، وتنافس بعض هذه الموادّ والتّعليقات حتّى ما يكتبه الكثير من المحلّلين أو الصحافيّين على صفحات الجرائد.
وتحوّلت هذه المشاركات إلى منابر إعلاميّة واجتماعيّة وإنسانيّة مهمّة وصاخبة، تعبّر عن مستوى الحراك بعامّة في مجتمعاتنا، وما أكثر ما تشهده من أحداث لحظويّة على صعد مختلفة! إذ يكفي أن تفتح صفحات المواقع حتّى تعلم ما يجري وما يحدث، وبما يفكر الشّباب والشابّات وكلّ الأعمار، وما لديهم من طاقات وإبداعات يبرزونها بكلّ حرفيّة وإبداع، تعبّر بكلّ عمق ودقة عن واقع الحال.
وبعيداً عن كلّ التّوصيفات، بين من يرى أنَّ ذلك يعتبر تسطيحاً للفكر ومجرّد ترف ولهو ذهنيّ، وبين من يرى أنّه ميدان خصب للمبارزة بين كلّ من لديه طاقة أو إبداع، فإنّ هذه الظّاهرة أضحت أمراً واقعاً لا يمكن إخفاؤه، فالجميع هم روّاده وفنّانوه وشعراؤه.
ويبقى الإبداع والجمال فيما لو أعطى كلّ هؤلاء أجمل ما لديهم، ورسموا بتعليقاتهم وكلماتهم كلّ صورة ومشهد للالتقاء والانفتاح والتّعاون، والمشاركة الفعَّالة في بناء جسور التَّواصل والتَّعارف، بينما ترى أنَّ هذا الأمل غير متحقّق، فالمشاحنات والمشاجرات تسيطر على مساحة واسعة من هذا العالم، على حساب لغة التّقارب والتّفاعل، وبذلك يفقد هذا العالم أهميّته القصوى في كونه ميداناً لإبراز المواهب الّتي تعمل على التّقريب والتّعاون..
فهل نصل يوماً إلى هذا المستوى في ظلِّ واقع اجتماعيّ وسياسيّ ومعرفيّ معقّد، ويحمل معه كلّ جديد في كلّ لحظة؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

كان للنّاس قديماً مع الجريدة علاقة خاصّة وحميمة، إذ كانوا يستأنسون بها، وكانت تغذّي عقولهم وقلوبهم بما تحوي، فهي بالنّسبة إليهم تعني أخبار الحياة بكلّ تفاصيلها، تنقل أحاسيسهم وتوجّهاتهم، وينامون ويستيقطون على تحليلاتها ومعطياتها والكاريكاتور المرسوم كلّ يوم على إحدى صفحاتها، كانوا ينتظرونها كلّ صباح من كلّ الأعمار، ويستعيرونها من بعضهم البعض إن تيسّر ذلك.
أمّا اليوم، فقد باتت الجرائد مضطرّة لنقل نفسها وما فيها إلى العوالم الافتراضيّة لتصل أكثر ولا تغيب أو تُغيّب عن الجمهور. لقد فرض عالم التّواصل الاجتماعي والفايسبوك نفسه على القرّاء والمتصفّحين والبشر بوجه عام، والسّؤال الّذي يطرح نفسه بقوّة في عالم اليوم: هل انتهى العصر الذّهبيّ للجريدة؟ وهل أنزل العالم الافتراضيّ الجرائد عن عروشها؟!
لا شكَّ في أنَّ الصّحف اليوم قد تراجعت مقابل وسائل التَّواصل والإعلام الحديثة، لجهة عدد القرَّاء والمبيعات والإعلانات، وبالتّالي المداخيل.
واليوم، وبعد دخول الإعلام الرّقميّ بقوّة في حياة النّاس، بات بالإمكان لأيّ شخص أن يعرض ما لديه من طاقات وإمكانات تدلّ على مواهبه، فقد أصبحنا نرى اليوم أعداداً لا تُحصى ممّن يسجّلون مواهبهم الإعلاميّة في تناول الأخبار أو التّعليق عليها بطريقة معيّنة، من سياسيّة واجتماعيّة وأدبيّة واقتصاديّة، وأضحت صفحات التّواصل اليوم مليئة بكثير مما يتمّ تداوله والتّعليق عليه، وتنافس بعض هذه الموادّ والتّعليقات حتّى ما يكتبه الكثير من المحلّلين أو الصحافيّين على صفحات الجرائد.
وتحوّلت هذه المشاركات إلى منابر إعلاميّة واجتماعيّة وإنسانيّة مهمّة وصاخبة، تعبّر عن مستوى الحراك بعامّة في مجتمعاتنا، وما أكثر ما تشهده من أحداث لحظويّة على صعد مختلفة! إذ يكفي أن تفتح صفحات المواقع حتّى تعلم ما يجري وما يحدث، وبما يفكر الشّباب والشابّات وكلّ الأعمار، وما لديهم من طاقات وإبداعات يبرزونها بكلّ حرفيّة وإبداع، تعبّر بكلّ عمق ودقة عن واقع الحال.
وبعيداً عن كلّ التّوصيفات، بين من يرى أنَّ ذلك يعتبر تسطيحاً للفكر ومجرّد ترف ولهو ذهنيّ، وبين من يرى أنّه ميدان خصب للمبارزة بين كلّ من لديه طاقة أو إبداع، فإنّ هذه الظّاهرة أضحت أمراً واقعاً لا يمكن إخفاؤه، فالجميع هم روّاده وفنّانوه وشعراؤه.
ويبقى الإبداع والجمال فيما لو أعطى كلّ هؤلاء أجمل ما لديهم، ورسموا بتعليقاتهم وكلماتهم كلّ صورة ومشهد للالتقاء والانفتاح والتّعاون، والمشاركة الفعَّالة في بناء جسور التَّواصل والتَّعارف، بينما ترى أنَّ هذا الأمل غير متحقّق، فالمشاحنات والمشاجرات تسيطر على مساحة واسعة من هذا العالم، على حساب لغة التّقارب والتّفاعل، وبذلك يفقد هذا العالم أهميّته القصوى في كونه ميداناً لإبراز المواهب الّتي تعمل على التّقريب والتّعاون..
فهل نصل يوماً إلى هذا المستوى في ظلِّ واقع اجتماعيّ وسياسيّ ومعرفيّ معقّد، ويحمل معه كلّ جديد في كلّ لحظة؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه